أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابرام شاهين - إقتطاع أجزء من شمال البلد وضمها إلى دولة أجنبية!















المزيد.....

إقتطاع أجزء من شمال البلد وضمها إلى دولة أجنبية!


ابرام شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 3199 - 2010 / 11 / 28 - 16:54
المحور: القضية الكردية
    


إن المناطق التي تقع خارج الجزيرة العربية والتي دخلها الإسلام وبالتالي الثقافة العربية الجديدة الوافدة من الجزيرة العربية عن طريق ما عرف لدى كتاب التاريخ المسلمين بالفتح الإسلامي لمناطق الشام وموزوبوتاميا وبلاد فارس ومصر وشمالي أفريقيا ومناطق أخرى. فالمناطق القريبة من القوس التاريخية للعرب مثل الشام ومصر قد تم تعريبها وأسلمتها بالكامل تقريباً حتى تحول أهلها الأصليون من الذين رفضوا الذوبان في الثقافة العربية الإسلامية وحافظو على ثقافاتهم ودياناتهم مثل الأقباط والسريان والأكراد الإيزيديين منهم والذين أسلموا يعاملون كأقليات في بلادهم التي نتج عنها حالياً دول جديدة نتيجه الأحداث التاريخية الطويلة والمعقدة والساخنة التي شهدتها المنطقة, ونتيجة وصول التيارات القومية العربية إلى هذه الدول (سوريا والعراق ومصر مثلا) كان هناك شعور لدى هذه القوى والقوى الإسلامية التي كانت متفقة ضمنيا مع التيار القومي على هذه النقطة بأن شعوب هذه الدول ليست عربية صرفة, فهي خليط من مجموعة شعوب وأديان, وبالتالي لم تكن هذه الدول أحادية عرقياً ودينياً في تركيبتها الديمغرافية أو هي ليست دول عربية إسلامية صرفة صافية مثل دول الخليج العربية الإسلامية بالكامل, فعملت القوى القومية العربية والإسلامية على إحداث تجانس لديمغرافية هذه الدول من خلال التعريب على يد القوميين والأسلمة على يد الإسلاميين, الذين لم يتسنى لهم ما تسنى للقوميين من فرص ملائمة لتولي السلطة, وبذلك ستتخذ هذه الدول (سورية العراق مثلا) عكس الطريق المرسوم لها من قبل مَن أنشأها من الدول الإمبريالية الغربية التي إنتزعتها من الأمبراطورية العثمانية حيث صُممت سوريا والعراق على أن تكونا دولتين متعددتي الإثنيات الدينية والعرقية. وبدل من أستخدام ثروات هاتين الدولتين في إزدهارهما وتطويرهما فقد أنفق النظامين السوري والعراقي السابق معظم الثروة على عَربنة شعوب هاتين الدولتين بالكامل كطريقة وحيدة لم يستطع العقل البعثي العربي القومي أن ينتج أنضج منها في سبيل "استقرار ووحدة البلد!" وبالمقابل كان التيار الإسلامي متشوقاً ومتأملا لأخذ دوره في السلطة لإكمال أسلمة البلدان التي لم تُأسلم كما يجب بالكامل!
ففي سويا وبينما توجه تهم للنشطاء السياسيين العرب من قبيل وهن نفسية الأمة –ويقصد العربية- أوالإنتماء إلى تنظيم أو جمعية سياسية غير مرخص لها فإنّ نصيب النشطاء الأكراد من التهم هو تهمة إقتطاع جزء من شمال البلد وضمها إلى دولة أجنبية – المجهولة الهوية دائما في نص التهمة- وهذه التهمة توجه إلى أي كردي يحتجز من قبل الأجهزة الأمنية السورية بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه أو النشاط الذي يمارسه أو لا يمارسه. لن نتحدث عن حماقة هكذا تهم يوجهها النظام إلى المناضلين السوريين فأي أمة هشة هذه التي توهن نفسيتها بمجرد مقال لكاتب متنور وأية دولة أجنبية هذه التي سوف يقتطع الكرد جزء من سوريا لضمها إليها!
النظام العربي القومي السوري لم يستطع أن ينظر أو يتعامل مع الكرد السوريين أوالسريان أوالتركمان على أنهم مواطنون سوريين بسبب أيديولوجيته القومية ولم يتوانى النظام للحظة عن تخويف المجتمع السوري من هذه القوميات على أنها خطر على أمن البلد ووحدته وبالأخص الكرد لأنهم يشكلون القومية الثانية بعد العرب في سوريا وللأسف إن جزء من المجتمع السوري بات مقتنعاً بأفكار النظام, حتى أن العدوى أنتقلت إلى بعض من أجزاء المعارضة العربية السورية الذين بقيت نظرتهم تجاه القوميات الغير عربية في سورية قاصرة مثل نظرة النظام أو نتيجة خوفهم من سخط النظام وإعمال الدعاية ضدهم عندما يتناولون القضية الكردية, حيث نجح النظام إلى حد ما في فرض نظرته على المجتمع السوري على أنها, أي القومية الكردية, مشكلة تواجه الدولة السورية بغض النظر عن قضية الديمقراطية في البلد حيث نجح النظام إلى حد ما في الفصل بين قضية أو مطلب دمقرطة البلد من قبل المعارضة ومطلب حل القضية الكردية من قبل احركة السياسية الكردية. فالنظام يطمح إلى إبقاء مسألة الأكراد معلقة حتى بعد أن يزول هو من الحكم وتفرض الديمقراطية على البلد. والبعض في سوريا لا يتمنى أن يتغير الوضع في سورية بأي إتجاه خوفاً من أن تفتح قضايا الأثنيات العرقية والدينية والطائفية في البلد التي تم طمسها وتغييبها عن الأذهان خلال عدة عقود من حكم البعث. فالفكرة التي يغذي بها النظام المجتمع هي بأن أي إختلاف عرقي أو ديني في البلد هو مشكلة ومن الأفضل أن يبقى البلد على الوضع الراهن لكي لا يدخل في مشاكل لا يحمد عقباها!
إن فكرة تخليص البلد من الأيدولوجيات القومية والدينية هي فكرة غير واردة في ذهنية النظام وبالنسبة له: إن سورية إما أن تكون عربية جزء من الوطن العربي الذي سيتوحد يوماً أو أن لا تكون دولة لجميع مواطنيها! طبعا هذا ما لن يقبله أي مواطن سوري غير عربي بل وحتى العرب المتنورين لا يقبلون بهكذا كلام "يجعل من البلد رهينة إلى أن يتشكل الوطن العربي الكبير!" فالكرد السوريين هم مواطنون سوريين ولكن ليسوا عربا كما يريد النظام وهي ليست مشكلتهم في أنهم ليسوا عرابا بل هي مشكلة النظام الذي لا يستطيع أن يرى البلد إلا صرفاً بقومية واحدة. حتى الدول القومية الصرفة اليوم تحاول تنويع سكانها من قوميات مختلفة ففي السويد والدانمارك وألمانيا مثلا وافدين أجانب ما بين 10% حتى 20% من سكانها وليس المطلوب من هؤلاء الأجانب أن يتنازلوا عن ثقافاتهم وقومياتهم ولغاتهم لصالح الدول الجديدة التي وفدوا إليها فكيف الحال ببلد يحاول أن يجرد سكانه الأصليين من ثقافتهم من أجل أديولوجيات سخيفة تنتمي إلى الألفية الماضية...! فاليوم ما يهم ليس الأيديولوجيا القومية أو الدينية بل المهم هو الوطن بمستوى رفاهيته أكان ديمقراطياً أم لا, أكان المواطن فيه حراً وفي مستوى إقتصادي جيد أم لا. فما المشكلة في أن يكون مواطنوا البلد الواحد من قوميات وأديان مختلفة وما يجمعهم هو مصلحة الوطن ومصلحة مواطنه قبل الأديولوجيات القومية والدينية التي عفى عليها الزمن؟ لقد آن الآن لسورية أن تنتهي فيها الحالة الاستثنائية من غياب المواطنة وغياب حاد في الديمقراطية وتعيش مثل سائر الدول كدولة سليمة.



#ابرام_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو مقاطعة للحالة القطيعية وإحترام عقل الفرد
- الإسلام ليس كذلك
- الشرق الأوسط.. ما الحل؟


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابرام شاهين - إقتطاع أجزء من شمال البلد وضمها إلى دولة أجنبية!