أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح عودة الله - ما بين إيناس الدغيدي ونادين البدير!















المزيد.....

ما بين إيناس الدغيدي ونادين البدير!


صلاح عودة الله

الحوار المتمدن-العدد: 3194 - 2010 / 11 / 23 - 08:40
المحور: المجتمع المدني
    


لماذا يصر البعض على أن يكونوا سطحيين لدرجة توصلهم إلى حالة من فقدان البصر والبصيرة؟..إلى متى سنبقى عاطفيين ونتعامل مع الأمور بركاكة ونحكم عليها من النظرة الأولى لدرجة نصبح فيها أضحوكة لكافة الأمم وبامتياز ؟..لماذا نتخذ من طابع الهجوم صفة لنا ولا نقوم بتسمية المولود باسمه؟..إلى متى سنبقى بعيدين كل البعد عن احترام الرأي الآخر وأن رأينا قابل للخطأ والصواب كما هو رأي الآخرين؟..لماذا نصر على اعتماد النص القرآني”ولا تقربوا الصلاة” وبدون إكماله منهجا لنا؟.
قبل أيام خلت أطلقت المخرجة المصرية إيناس الدغيدي صرختها المدوية ذات العيار الثقيل والتي تطالب من خلالها بمنح التراخيص لبيوت الدعارة معلنة أنها تتمنى تحقيق أمنيتها هذه قبل أن تموت حتى تحس أنها قدمت خدمة جليلة للبشرية أو صدقة جارية ينتفع بها من يرغب بالمتعة الحرام.
ووصفت الدغيدي من يرميها بالفجور لأنها تطالب بنشر بيوت الدعارة هو المتضرر الأول من عدم ترخيص الدعارة، وقالت إن هناك العديد من القضايا تؤرقها أصبحت تجري في العالم العربي كالسرطان في جسم طفل الصغير على رأسها الكبت الجنسي الذي يعانيه الرجل والمرأة.
وقد أشارت الدغيدي إلى أن رأيها انحصر في قولها إن ترخيص البغاء يساعد في السيطرة عليه، لأنه لا توجد امرأة ستسعى للترخيص لها في تلك المهنة، التي تمارس حاليا بلا ضوابط وبما يعرض المجتمع للأمراض,وأكدت أن التقنين سيحد من ذلك، وقد كان ذلك مطبقا في مصر قبل أن تلغيه الحكومة في أربعينيات القرن الماضي، ولم يقل ذلك حينها أن المجتمع غير مسلم، ولم يكفر الأزهر وقتها الذي قاموا بالترخيص لبيوت الدعارة.
رغم اختلافي النسبي مع الكاتبة في كيفية طرح الموضوع في مقالها الذي أحدث هزة أرضية بدرجة لا تقل عن ثمانية حسب مقياس رختر, إلا أنني سأحاول قراءة دعوتها من وجهة نظر أخرى تختلف عن تلك التي اتسمت بها ردود معظم من كتبوا وعقبوا عليها.
لا أحد بإمكانه أن ينكر بأن بيوت الدعارة منتشرة في دولنا العربية من المحيط إلى الخليج ولكن بطريقة سرية يعرفها كل من يهمه أمر هذه البيوت..وكذلك لا أحد ينكر بأن أصحاب المراكز والنفوذ و”الكروش” يقطعون مئات بل الاف الأميال ليشبعوا غريزتهم الجنسية”الحيوانية” في بيوت الدعارة المنتشرة في كافة بلاد الغرب..لقد قامت الدنيا ولم تقعد بعد مطالبة الدغيدي الجريئة وكالعادة لم يفهم معظم القراء الهدف الحقيقي من مطالبتها هذه, بل على العكس قام من هاجمها وبطريقة غير مباشرة بترويج أفكارها.
من منا لا يذكر مقالة الصحفية السعودية نادين البدير والتي تعمل في قناة”الحرة”..”أنا وأزواجي الأربعة” والتي نشرتها صحيفة”المصري اليوم” قبل قرابة العام والتي أثارت ردود فعل واسعة النطاق في العالمين العربي والإسلامي, ولم يكن مقالها الثاني” بعدما ذقتم طعم العلقم”, والتي ترد فيه على من هاجموها أقل إثارة من مقالها الأول. ردود الفعل تراوحت بين معارض مهاجم ومكفر لها وبين مؤيد ومتعاطف معها وان كان المعارضون المهاجمون هم الأكثرية الساحقة. لقد كنت من بين القلائل الذين دافعوا عن الكاتبة وذلك من خلال مقالي”قراءة عقلانية في مقال نادين البدير..أنا وأزواجي الأربعة”, وباختصار شديد وضحت للقراء بأنها لم تكن تقصد بجد أنها تطالب بأن يكون من حق المرأة الزواج من أربعة رجال, فهذا الأمر ترفضه كافة الشرائع السماوية والوضعية وحتى أكثر الأمم ديمقراطية وتحضرا..فهذه دعوة واضحة للفجور والدعارة, وقلت كذلك بأنني أختلف معها في كيفية طرح الموضوع, ولكنني أتفق معها بأنها أرادت من خلال مقالها إثارة الرجال الذين يعتبرون المرأة سلعة تباع وتشترى متى وكيفما يشاءون..نعم إنها أرادت أن تضع هؤلاء الرجال في موقف يشبه تماما موقف تلك المرأة التي لا ينقصها أي شيء وهي تشاهد شريك حياتها يزف إلى أخرى لأنه قادر ماليا أن يقوم بذلك ليس إلا.
لست بصدد إعادة ما جاء في مقال البدير وما طرحته الدغيدي, ولكنني أجزم بأن معظم المهاجمين قاموا بذلك بمجرد قراءة عنوان المطالبات المذكورة من قبل السيدتين, فنحن أمة سطحية كل ما يهمها هو الشكل وليس المضمون وهذا الأمر يعتبر أحد أسباب تخلفنا وتراجعنا, وفي نفس الوقت لا نزال نتغنى بأننا خير أمة أخرجت للناس, ولكن هل نملك ولو قليلا من الجرأة أن نسأل أنفسنا سؤالا بسيطا:هل حقا وفعلا أننا لا نزال خير أمة أخرجت للناس في وقت تعصف بأمة المليار ونصف المليار حالة من التشرذم والانقسام والعهر والتخلف والتبعية؟..لماذا يريد الكثير منا أن يعيدوننا إلى القرون الوسطى وصكوك الغفران؟..هل إبداء الرأي والتعبير عنه أصبح جريمة يعاقب عليها القانون؟..لماذا لا نحترم رأي الآخرين ولماذا نتمسك بمقولة:من لا يتفق معي فهو ضدي؟.
متى سيفهم علماء المسلمين الأجلاء مقولة”أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله”, بأنها ليست حرباً بين الدين والدولة، ولا بين الدين والدين الأخر, بل ضد من وضع نفسه حاميا للدين وكان غيورا على فرض تصوراته وممارساته على الآخرين.
لقد نجح المهاجمون بإدخال هدف ذاتي في مرماهم من خلال نشر دعوات السيدتين في كافة وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية, وهنا أستذكر كتاب”آيات شيطانية” للكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي, وصدر هذا الكتاب في لندن عام 1988 وبعد أيام من نشره منعت الهند المؤلف من دخولها, وثار العالم الإسلامي عن بكرة أبيه ضد هذا الكاتب, وفي عام 1989 أصدر آية الله الخميني فتوى بإباحة دمه..عشرون سنة مرت على إصدار هذه الفتوى, مات خلالها الخميني وأما سلمان رشدي فلا يزال حيا يرزق, والنتيجة أن مبيعاته لكتابه تضاعفت كثيراً..باختصار شديد, لقد روج المسلمون لكتاب سلمان رشدي وهو لهم من الشاكرين..وأستذكر هنا مقولة الجنرال الصهيوني الماكر موشي ديان مع كرهي الشديد لها”العرب أمة لا تقرأ, وان قرأت لا تفهم, وان فهمت لا تطبق”, فهل صدق ديان في مقولته؟.
بدلا ًمن أن يقوم العلماء والمفكرون بالهجوم الشرس على الكاتبتين نتساءل..أين علماء الإسلام من قضية الفتاوى التي تصدر بشكل شبه يومي, فتوى إرضاع زميل العمل مثلا, أليس هذا هو الزنا بعينه؟..أين المفكرين من قيام الأنظمة القابعة فوق رؤوسهم بمنع نشر كتاب لم تتم قراءة مقدمته, ومن منع عرض فيلم لم تشاهد منه سوى دقائق معدودات, ومن حرمان فتاة من إكمال تعليمها الثانوي وحتى الإعدادي لكي تزف إلى كهل فهي عبء يجب التخلص منه.
أين من قاموا بانتقاد الكاتبتين مدعين أنهم علماء المسلمين”الأجلاء” لأنهن وبحسب رأيهم الذي يفتقر إلى الصواب تعدين على ما جاء في القران الكريم وتعاليم الدين الحنيف, وهم يرون كل يوم بأعينهم الأطفال الذين تفتك بهم الأمراض ويقتلهم الجوع والفقر وبرد الشتاء وحر الصيف في بلاد من المفروض أن تقوم بتوفير أدنى الخدمات لشعوبها, هل نسي هؤلاء أن أعظم الجهاد عند الله هي كلمة حق في سلطان جائر؟..هل أصبحوا “علماء السلاطين”, ولا يهمهم أي شيء سوى مصالحهم الشخصية؟.
أقول لإيناس الدغيدي:لا تكوني منفتحة إلى أبعد الحدود وبإمكانك إيصال فكرتك بطريقة يستوعبها من كتب عليهم أن يكونوا محدودي الاستيعاب, وأتفق معك بتبريرك لطرحك ولكن أخالفك في طريقة الطرح, فإما ملاحقة بيوت الدعارة بصورة جدية وحاسمة وإغلاقها وبالإمكان فعل ذلك إذا وجدت النية وإما منحها الترخيص وهنا لن يجرؤ أي إنسان على طلب رسمي لترخيصها, فالمجتمعات العربية لا تزال محافظة ولا أظن بل أجزم بأنه لا توجد فتاة مستعدة لممارسة أقدم مهنة عرفها التاريخ بصورة علنية.



#صلاح_عودة_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هكذا تورد الابل يا محمد الصبيحي!
- الكاتب جوزيه ساراماغو في ذمة الخلود!
- الزنا بطريقة شرعية!
- تحرير فلسطين بانتظار قيام الخلافة الاسلامية!
- في ذكرى رحيل عاشق الوطن حتى الثمالة..!
- يا فجر-مخيم جنين- الطويلا..عجل قليلا..!
- قمم قمم..معزى على غنم..!
- ردا على مقالة المحامي الكويتي راشد الردعان-كاتبات..جسد-..!
- العيب فينا يا شعب فلسطين..!
- نبيل وناصر..أسود تعود الى عرينها..!
- عندما يفقد المقدسيون صوابهم المفقود أصلا..!
- الى الحكيم-الحكيم- في ذكرى رحيله الثانية..!
- القرضاوي..عليك بمقاطعة المسيحيين وكل ما يتعلق بهم..!
- في الذكرى الثانية لرحيل-حكيم القدس-..!
- كلنا..-نادين البدير-..!
- نحن مع فلسطين ظالمة أو مظاومة..!
- قراءة عقلانية في مقال نادين البدير-أنا وأزواجي الأربعة-..!
- العار كل العار يا عبدالله الهدلق..!
- في الذكرى الثانية والأربعين لانطلاقة المارد الأحمر..!
- نعم,-واحسرتاه يا قدس-...!


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صلاح عودة الله - ما بين إيناس الدغيدي ونادين البدير!