أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حيدر علي الدليمي - النظام الرأسمالي الى أين ؟















المزيد.....

النظام الرأسمالي الى أين ؟


حيدر علي الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 3189 - 2010 / 11 / 18 - 13:29
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يمكن اعتبار 15/9/2008 يوماً اسوداً في سجل الاقتصاد الرأسمالي العالمي، ففي 24 ساعة دخل المحاق مصرفات من أكبر اربعة مصارف استثمارية في الولايات المتحدة الامريكية، حيث تم الاعلان عن افلاس مصرف "LEHMAN BROTHERS" بعد بقائه على قيد الحياة في السوق العالمي مدة 158 سنة، وبهذا فقدََ أكثر من 25000 شخص وظائفهم حسب ما ورد في اعلان الافلاس ويقدّر رأس مال هذا المصرف قبل افلاسه 639 مليار دولار، ومع افلاس مصرف "BEAR STEARNS" في آذار 2009 تكون قد اختفت من الوجود ثلاثه من أكبر خمسة مصارف استثماريه في الولايات المتحدة الامريكية .
وبهذا يُكتشف هشاشة النظام المصرفي الامريكي والرأسمالي العالمي عموماً وقد سبق الانهيار المصرفي إنهيار بورصة نيويورك التي تكبدت خسائر تتعدى 600 مليار دولار وهناك من يقول انها بلغت الترليون (الف مليار) دولار اضافة الى ذلك أعلنت أكبر شركة تأمين امريكية "AIG" حاجتها لمبلغ 40 مليار دولار خلال ساعات تحت طائلة الاخلال بالتزاماتها وطلبت قرضاً من الاحتياطي الفدرالي قبل فوات الآوان وحدث كل ذلك خلال اسبوع فقط من تأميم أكبر شركة شبه حكوميه في العالم للقروض العقاريه "فاني ماي MAE" وشركة "فريدي ماك FREDDIE MAC" وذلك لحماية مالكي العقارات الامريكيين وقطاع القروض العقارية من الافلاس، وطبقاً للمعطيات المتوفرة كان هذان الدائنان يملكان أكثر من 40% من القروض العقاريه في الولايات المتحدة الامريكية و 58% من القروض الجديدة وهذا يعني ان عدم تمكنها من العمل كان سيؤدي الى الانهيار التام للسوق العقاريه ولذلك اضطرت ادارة بوش الى تأميمها، وهاتان الشركتان كانت على الدوام رافعة راية اللبراليه الجديدة ورهاناتها التي لا تقبل بتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي وترك الحرية للآليات السوقيه لاعادة التوازن المطلوب، وهذا ومن المتوقع ان تكلف هذه العمليات دافعي الضرائب مئات المليارات من الدولارات .
ان النظام الرأسمالي الآن امام أزمة عميقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ومن ذلك نستخلص ان ما حصل في النظام المالي العالمي هو تعبير عن ازمة بنيويه عميقة دفعت الكثير من المحللين والاقتصاديين الى التشبيه بين الازمة وبين الكساد الكبير أو الازمة الاقتصادية الرأسماليه العالمية الكبرى (1929 – 1933) ولفهم جوهر الازمة الراهنه لا بد من العودة الى الجذور الحقيقية للراسماليه، فالرأسماليه من الناحية التأريخية هي التشكيلة الاقتصاديه – الاجتماعيه التي حلّت محل الاقطاع، ونشأت الرأسماليه في أوربا الغربيه في القرنيين الرابع عشر والخامس عشر وتقوم الرأسماليه على الركائز التالية :
1 – الملكية الخاصة لوسائل الانتاج .
2 – استغلال العمل الاجير .
3 – استخلاص فائض القيمه هو القانون الاساسي للانتاج الرأسمالي .
- ان الانتاج الرأسمالي في جوهره هو انتاج السلع أي انتاج موجّه للبيع أو للمبادلة، فبدون بيع السلع المنتجه لا تستطيع المنشآت الرأسماليه وطبقة الرأسماليين ان تحقق الربح الضروري لعملية اعادة الانتاج .
- يتم الانتاج ضمن شروط الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ويعني ذلك سلطة التصرف بالقوى المنتجة "وسائل الانتاج وقوة العمل" ليست في حوزة المجتمع بل هي مفتته بين منشآت منفصله عن بعضها وتسيطر عليها مجموعات رأسماليه متميزة "مالكون فرديون، عائلات ، شركات، احتكارات ... آلخ" .
- يتم الانتاج الرأسمالي في سوق تحكمه ضرورات المنافسة "سواء بشكلها البسيط أو الاحتكاري" وان كل رأسمال خاص "كل مالك أو مؤسسة أو تجمع رأسمالي" يسعى جهده لبلوغ أعلى رقم للمبيعات ولاحتكار القسم الأكبر من السوق دون المبالات بالقرارات المماثله التي تتخذها مؤسسات اخرى تعمل في المجال ذاته .
- هدف الانتاج الرأسمالي هو تحقيق الحد الاقصى من الربح وذلك بسبب المزاحمة (المنافسه) التي تجبر الرأسماليين على السعي وراء الحد الاقصى من الربح .
- من ذلك يتبين ان الانتاج الرأسمالي ليس انتاجاً في سبيل الربح فحسب بل هو انتاج من أجل تراكم الرأسمال ويحصل هذا من (تحويله الى رأسمال اضافي على هيئة آلات ومكائن ومواد اوليه اضافيه ويد عامله اضافيه) .
- من أجل الحصول على الحد الاقصى من الربح وتطوير تراكم الرأسمال الى أبعد حد ممكن، وبالتالي زيادة فائض القيمة ويتم ذلك من خلال :
1 – اطالة يوم العمل (وتم هذا عملياً في القرن السادس عشر الى منتصف القرن التاسع عشر) وتقليص الاجور الفعليه وتخفيض الحد الادنى المعيشي وهذا ما يطلق عليه فائض القيمة المطلق .
2 – زيادة كثافة العمل وانتاجيته في دائرة السلع الاستهلاكيه (وقد سادت هذه الوسيلة في الغرب منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر)، ويطلق عليه فائض القيمة النسبي .
الانتاج الرأسمالي لم يظهر فجأة بل ظهر تدريجياً ومر في ثلاث مراحل اساسيه من الناحية التقنية:
1 – مرحلة الانتاج البسيط : ويعتمد على قيام عدد من العمال الأجورين الذين يقومون بالانتاج ويقومون بالعمل في مكان معين تحت رقابة الرأسمالي أو من يمثله .
2 – الانتاج المانيفاكتوري : ويعني ورشة العمل الكبيرة التي يتم الانتاج فيها باستخدام ادوات بسيطة وتقسيم العمل بين العمال وهذا أدى الى زيادة انتاجية العمل الذي يؤدي الى انخفاض أسعار المنتجات وقد تطور هذا النوع من الانتاج في أوربا منذ القرن السادس عشر وبلغ مستوى عالمي في النصف الثاني من القرن الثامن عشر .
3 – الانتاج الصناعي الكبير : ان تطور الانتاالمانيفاكتوري الى الانتاج الصناعي الكبير تطلب توفر شرلاطين اساسيين هما :
أ) تجمع كمية كبيرة من وسائل الانتاج بيد مالك واحد .
ب) وجود جماهير كبيرة محرومة من ملكية وسائل الانتاج لكنها تمتلك حرية التصرف بقدرتها على العمل، حين ذاك تظهر العملية الاقتصاديه – الاجتماعيه التي تحدد الحد الادنى للتراكم البدائي لرأس المال وحصل ذلك في نهاية القرن السادس عشر وبداية القرن السابع عشر في انكلترا، ومن ناحية العلاقات الاقتصاديه يمكن تميز عدة مراحل :
- مرحلة رأسمالية المنافسة الحرة .
- مرحلة الرأسمالية الاحتكاريه وهي تمثل المرحلة العليا للرأسماليه حيث تحل سيطرة الاحتكارات محل المنافسة الرأسماليه الحرة وهذا يؤدي الى الامبرياليه في :
1. تركز الانتاج والرأسمال الى درجة عاليه أدت الى نشوء الاحتكارات التي تقوم بدور حاسم في الحياة الاقتصاديه .
2. اندماج الرأسمال الصناعي برأس المال المصرفي أدى الى نشوء الطغمة الماليه وهنا تكوّن رأس المال المالي .
3. تصدير رأس المال الى جانب تصدير السلع .
4. إقامة اتحادات الرأسماليين الاحتكارية الدولية واقتسام العالم اقتصادياً فيما بينها .
5. انجاز التقسيم الجغرافي للعالم بين الدول الرأسماليه الكبرى وتضم هذه المرحلة كل من :
أ) رأسمالية الدولة الاحتكارية الخاصة .
ب) رأسمالية الاحتكارات الدولية /متعددة الجنسيه/ عابرة القارات .
يتمثل جوهر الاحتكارات في ثلاث مظاهر أساسيه :
1 – تركيز رؤوس اموال ضخمة في أيدي الاحتكار بحيث يتمتع بفضلها بقدرة اقتصاديه هائلة وبتفوق ساحق على عدد كبير من الاقتصاديين الاصغر حجماً مجتمعين .
2 – امكانية فرض أسعار في السوق والتدخل في آلية تشكيلها .
3 – تحقيق أرباح احتكارية عاليه نتيجة للسيطرة الاقتصاديه .
ويمكن الاشارة الى انه ليس هناك ظاهرة اجتماعيه تتطور بصورة منتظمة ومستمرة وغير محدودة، وتطور أي مجتمع هو بالضرورة عبارة عن فترات من التوسع وفترات من الركود بل وحتى التقهقر، ولحظات التراجع في الحركة توصف بانها أزمة وهذا ينطبق أيضاً على اسلوب الانتاج الرأسمالي ببعديه المحلي والعالمي ويمكن متابعة ذلك التطور من خلال تتبع مراحل تطور النسق الرأسمالي العالمي وهي :
1 – الشكل التجاري الممتد خلال الفترة (1500 – 1800) والذي سبق الثورة الصناعيه وإتسم بهيمنة رأس المال التجاري، وهناك عدة عوامل ساعدت على ميلاد الرأسماليه التجاريه من بينها تراكم الاموال بيد التجار، الاكتشافات الجغرافية الكبرى، ظهور الدول القوميه ... آلخ .
2 – الشكل الكلاسيكي الذي تبلور في اعقاب الثورة الصناعية وهي النقلة النوعيه التي اتاحت تكوين المراكز الرأسماليه في صورتها المتكاملة النهائية، وقد ساد هذا الشكل الكلاسيكي للاستقطاب الرأسمالي منذ فجر الثورة الصناعيه (أوائل القرن التاسع عشر) الى ما بعد الحرب العالمية الثانيه .
3 – مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانيه (1945 – 1970) وهي مرحلة تآكل تدريجي للسمتين المذكوره أعلاه .
4 – ادى تراكم هذه التحولات الى انهيار نسق التوازنات الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية غير ان هذا الانهيار لم يؤد تلقائياً الى تكوين نظام عالمي جديد يتسم بسمات جديدة ويحل محل السابق بل ادى الى فوضى هي بدورها ناتج فشل في المجالات الثلاثه التالية :
أ) في مجال النظام السياسي والاجتماعي .
ب) في مجال تنسيق العلاقات الاقتصاديه والسياسية بين المراكز القديمة والبلدان الحديثة التصنيع بحيث تتاح للاخيرة فرصة اختراق الاسواق العالميه وان يستمر نموها مدعماً على هذا الاساس .
ج) في مجال إقامة علاقات جديدة مع الاطراف التي لم تدخل بعد عملية التصنيع .
ان كل مرحلة من مراحل الركود الطويلة تمتاز بخصائص محدودة فمثلاً الازمة الكبرى التي حدثت في نهاية القرن التاسع عشر أدت الى تسريع عمليات تركز وتمركز رأس المال، تحت ضغط المنافسه الشديدة الى درجه أحدثت تحولاً نوعياً تََمثل في الانتقال من الرأسماليه التنافسيه الى رأسمالية الاحتكارات، اما السمة الابرز لمرحلة (1914 – 1945) فكانت تتمثل في التنافس بين المراكز الامبرياليه او ما يطلق عليه بحرب الثلاثين سنه بين الولايات المتحدة الامريكية والمانيا على خلافة بريطانيا وهذه المرحلة طبعتها حربان عالميتان والازمة الاقتصاديه العالميه الكبرى (1929 – 1933) في حين ان الازمة البنيويه الطويلة التي بدأت منذ أواخر الستينات من القرن العشرين مثّلت شكلاً جديداً في التناقض الدولي وينعكس هذا التناقض في ان الكمية المتزايدة من السلع التي تتحقق من خلالها القيمة وفائض القيمه تتطلب توسعاً متواصلاً لاسواق تصرفها وهذا يخلق بالضرورة نزاع بين ظروف انتاج فائض القيمة وظروف تصريفه التي تتوقف على القدرة الشرائيه للمجتمع وعلى تناسب مختلف قطاعات الانتاج، ويظهر هذا النزاع في السوق حين يتعذر تصريف السلع باسعار تغطي فائض القيمه المتضمن في السلعة، وهكذا تكشف الازمات الاقتصاديه عن الانتاج الرأسمالي ويتوقف في نهاية الامر على مستوى الاستهلاك الشخصي للجماهير الكادحة، وعند ذلك تظهر الازمات كانفجارات عنيفة لتناقضات الراسماليه كنظام .



#حيدر_علي_الدليمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- انخفاض أسعار الصرف اليوم…سعر الدولار في السوق السوداء الأربع ...
- الأكبر في العالم.. تفاصيل مشروع قطري جزائري جديد بميزانية ضخ ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري توت عنخ آمون؟ وما ...
- وزيرة الخزانة: اقتصاد أميركا قوي والخيارات متاحة للرد على ال ...
- -بلومبرغ-: فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن ال ...
- الاقتصاد الأمريكي ينمو 1.6% في الربع الأول من العام بنسبة أق ...
- ما المكتوب على القناع الذهبي للملك المصري عنخ آمون؟ وما حقيق ...
- أوكرانيا تبيع أصولا مصادرة من شركات تابعة لأحد أكبر البنوك ا ...
- مصر.. قرار جديد من وزارة التموين بشأن ضبط أسعار السكر
- أصول صندوق الاستثمارات العامة السعودي تتجاوز 749 مليار دولار ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حيدر علي الدليمي - النظام الرأسمالي الى أين ؟