أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عثمان محمد - ه.ب.لافكرافت..الرعب الذي(لا إسم له)















المزيد.....

ه.ب.لافكرافت..الرعب الذي(لا إسم له)


محمد عثمان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3177 - 2010 / 11 / 6 - 22:35
المحور: الادب والفن
    


قد يتساءل الكثيرون والمطالعون للأدب العالمي ..لماذا لم يسمعوا بإسم هذا الكاتب..ببساطة لأنه ليس أديبا عالميا بهذا المعنى..لكن ما خطه من روايات كفيل بهد كل الجدران المتحفظة بين عالمنا وعالم الكوابيس..
هو(هوارد فيليب لافكرافت) ولد في أغسطس1890..بمقاطعة(بروفيدنس)-رود آيلاند بأمريكا..توفي والده مبكرا(وبصورة غامضة حيث كان يقال له لمدة سنتين أنا أباه نائم الآن)..وكالكثير ممن كبروا كتابا وأدباء لم يكن لافكرافت مولعا بالدراسة الأكاديمية ..بينما انكفأ على مكتبته الخاصة الذاخرة بالكتب الغريبة..مثل الإلياذة والأوديسا..وألف ليلة وليلة التي تركت تأثيرا خاصا على رواياته المستقبلية
على الرغم من ضيق دائرة علاقاته الإجتماعية..انتخب رئيسا لإتحاد الهواة 1914،وكتب حينها أولى قصصه المرعبة(الوحش في الكهف) ثم(الخيميائي)..تتالت القصص المرعبة حتى حين التقى بحب حياته(المؤقت) وزوجته لاحقا(سارة)وهي مهاجرة سوفييتية تكبره بسبع سنوات ،ومعها كتب :(الرعب في ردهوك)،وقد قرأ النقاد فيها تأثره الممتعض من جو(نيويورك) التي انتقل لها ولم تعجبه فكان ذلك سببا أساسيا للطلاق في 1929 وعاد إلى موطن رأسه بروفيدنس وقضى هناك آخر وأهم عشرة أعوام في حياته حيث كتب فيها أجود ما كتب ،بل ربما أجود ما زخرت به موسوعة الرعب يوما : (نداء كتولو) و(في جبال الجنون) و(ظل الزمن)
لكن ما الذي ساهم في نسيان مثل هذا الكاتب؟في الواقع لم ينشر لافكرافت كتابا بالمعنى ،بل كانت رواياته منشورة في عدد من الدوريات والمجلات..بحيث تبدو أقرب إلى القصة القصيرة..كما أن التعقيد الذي شهدته قصصه لاحقا صعبت من تقبل الناشرين لها ومن إنتشارها..
يكثر لافكرافت من استخدام كلمات في رواياته مثل عفريتي - منحدر - غولي – مرعب – وغيرها من الكلمات التي تضفي الجو الأسود القاتم والمرعب على القصة .. لكن لابد أنه أدرك أن مثل هذا لا يمكن أن يرعب إلا تلميذات المدارس .. فتحولت رواياته إلى مزيج من الرعب القوطي الغير مبرر والأساطير الغامضة المعقدة .. وبالتأكيد فقد نجح ذلك في خلق جو غريب أحاط بأغلب – إن لم يكن كل – قصص وروايات لافكرافت ..
اتجه في بعض رواياته المرعبة إلى أسلوب اثارة الاشمئزاز ، ففي قصته المسماه " الصورة التي في البيت " نجد عجوزا يعيش وحده يعجب كل الإعجاب بكتاب عن أكلة لحوم البشر ، بحيث يتحول هو نفسه ليصبح كذلك .. ونرى في القصة مشهد العجوز وهو ينظر إلى صورة معلقه على الحائط ويتأملها بإمعان ، وهي صورة محل جزارة لأكلة لحوم البشر .. ويتحدث العجوز عن الصورة وهو يحملق فيها متأملا - ناسيا نفسه اثناء الحديث - فيكيلها بأنواع المديح واللذة والجمال ..
هناك قصه أخرى بعنوان " الجرذان في الجدران " ونجد فيها رجلا يحاول اصلاح بيت عائلته القديم ويسكن فيه بعد اصلاحه .. ويسمع في الليل أصوات جرذان داخل الجدران .. يبحث الرجل في القبو فيكتشف سلما يقود إلى كهوف داخلية تحتوي على أدلة طقوس سحرية كان البعض يمارسونها هنا قديما .. ومعابد لأسماء شياطين ..
أيضا قصته " نداء كثولهو " تصور بحارا هبط إلى جزيرة غريبة ظهرت فجأة من قلب البحر ، ويجد فيها مدينة ذات احجار ضخمة محفورة بهندسة غير أرضية .. ويعلق كولن ولسن الناقد الإنجليزي في كتابه(المعقول واللا معقول..)على لفظ " هندسه غير أرضية " فيقول : ....... وهذه هي إحدى عبارات لافكرافت المفضلة ، وهي تتردد في كثير من حكاياته وتبرهن على أن لافكرافت لم يكن رياضي التفكير .. خاصة لأنه تصور أم كل ما يمكن أن يرعب ويخيف يجب أن ينتمي إلى عوالم غير معروفة أو مفهومة ..
في قصة " رعب دانويج " نجد في حقل بعيد عن باقي الحقول امرأة مشوهة برصاء تلد طفلا مخيفا مشعرا يكتمل نموه إلى رجل بالغ خلال ست سنوات ..!! ويمارس تقاليد غريبة في السحر ويربي مخلوقا رهيباً يعيش على البقر .. ويحاول هذا الرجل أن يستعير كتاباً عن السحر من إحدى مكتبات الجامعة ، وأخيرا يقتل كلب بينما هو يحاول سرقة الكتاب ليتضح أن المخلوق الغريب الذي كان الرجل يربيه نصف بشري له مجسات عند بطنه وعيون عند فخذيه وذيل ايضاً .. يهرب هذا المخلوق الغريب ويدمر القرى خاصة أنه غير مرئي .. وأخيرا تفلح جماعة من تلاميذ العلوم في تدميره بترديد عبارات وتعاويذ معينة ..
لكن أكثر قصصه رعبا وتماسكا في رأيي هي قصة(حالة تشارلز دكستروارد) وهي حكاية شاب ثري اكتشف وهو في بداية دراسته بالجامعة أن له جد في زمان غابر ،كان يقوم بأمور غريبة ويبدو أن محاولات التاريخ لنسيانه حفزت هذا الشاب للبحث ليكشتفف أن هذا الجد كان يقوم بتجارب مخيفة حيث يقوم بإستحضار أرواح العلماء والفلاسفة ..ولهذه المهمة فإنه يحضر شياطينا من أزمان سحيقة للقيام بعمليات التعذيب..وفي النهاية تتلبس روح الجد الشيطانية الشاب المسكين الذي يفقد عقله في النهاية ،ويؤثر على من حوله من أسرته وأصدقائه..
من الحكايات التي تحكي عن لافكرافت وميوله الجنونية في إثارة الرعب حتى لأصدقائه والمقربين له أنه أهدى صديقا له رواية،واكتشف هذا الصديق أن البطل في الرواية يحمل نفس إسمه وأسلوب حياة مشابه له ،كما أنه في النهاية يلقى هذا البطل ميتة بشعة !!ولما أبلغ لافكرافت بالخوف الذي مر به هذا الصديق ،بدا مسرورا للغاية !
على العموم هناك تأثر أيضا ظاهر بالأساطير العربية ،مثل حديثه عن علم يسمى(نيكرومونيكون)وعن (عبد الله الحظرد) الذي ذكر في عدد من الروايات أنه يملك هذا العلم ،وأنه كتب كتابا يسمى(العزيف)يحوي شرحا مفصلا لكيفية الإتصال بكيانات غامضة وعوالم أخرى (وهناك معلومات تاريخية تؤكد أن هذا الكتاب موجود ومنه نسخ ،لكن نسخته الأصلية أحرقت العام1050 من قبب البطرياك مايكل الأول..كذلك تشير بعض هذه الروايات أن هذا الكتاب هو أساس علم النيكرومونيكون(علم تحضير الموتي)
بين الحقيقة والخيال ، فإن لافكرافت مثله كمواطنه إدجار ألان بو، لا يمكن إفساد متعة(الإرعاب) الكامنة في مايكتبه بالمجادلات التاريخية..فإن كنا نخاف مثلا من مصاصي الدماء ،والمذئوبين والكائنات الفضائية..أو ذلك الخوف البدائي من العتمة او النار..فكيف نستيطع –وهذا التحدي الذي تفرضه علينا كتابات لافكرافت – أن نخاف من شيء مجهول ،يمكن أن يأتي لنا(خلف جدار النوم) أو يكون (خلف الجدران) أو(صورة في كتاب)ما أو حتى..(لا إسم له) !
توفي لافكرافت بعد معاناة طويلة من مرض السرطان في مسقط رأسه في 15مارس1937 عن عمر يناهز47عاما..
ونختم بالقول أنه ورغم أن لافكرافت كاتب سيء ، إلا أن أهميته تشبه أهمية كافكا .. إذ أن مؤلفاته تفشل في مجال الأدب ، لكنها تمتاز بأهمية تحليل نفسي سيكولوجي لا حدود له ..



#محمد_عثمان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نص ما..!
- بين لينين وماركس:كيف تموت الأفكار وتبعث
- مواقف إستقرائية نحو دراسة للتحولات الطبقية في الدولة السودان ...


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عثمان محمد - ه.ب.لافكرافت..الرعب الذي(لا إسم له)