أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان يوسف رجيب - ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي















المزيد.....

ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي


عدنان يوسف رجيب

الحوار المتمدن-العدد: 3174 - 2010 / 11 / 3 - 12:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


وضعت المملكة العربية السعودية، عن طريق ملكها عبد الله، مبادرة لرأب الصدع وحل مشكلة السلطة في العراق. المبادرة أطلقت في أواخر أكتوبر 2010، وكانت المبادرة تثير في أكثر من موقع منها أن السعودية حيادية في هذا الشأن العراقي وليست لها شروط في مبادرتها، وإن رائدها أولا وأخيرا هو تقديم المساعدة للعراقيين في قضيتهم. كان في حيثيات المبادرة كثير من الإطناب في الإنشائيات التي غمرت هذه المبادرة في كون الدافع لها هو إنساني عربي إسلامي وحرص على العراق والعراقيين.

إن ما يثير الإنتباه في المبادرة عدة نقاط لا بد من إستعراضها للخروج بحصيلة منها:

1) هناك مبادرة داخلية عراقية من مسعود البرزاني سعى الجميع لقبولها والعمل جار لتنفيذ خطواتها، قبل طرح المبادرة السعودية بفترة. إن ما يثير الإستغراب أن توضع مبادرة خارجية في وقت إن مبادرة عراقية موجودة على أرض الواقع.

2) لم تبادر المملكة السعودية ولا الملك عبد الله لأية مبادرة تذكر أثناء الأزمة والإستقطاب المتطرف الذي حصل خصوصا بين القائمة العراقية وقائمة دولة القانون، والتي أدت في بعض الأوقات الى إحتمال القضاء على العملية السياسية برمتها خصوصا بعد تصريحات القائمة العراقية وأياد علاوي بالذات بالتلويح بالعنف الذي سيطال العراقيين إذا لم تتح الفرصة للقائمة العراقية لتشكيل الحكومة. وقد دام ذلك التطرف والإستقطاب أشهرا عديدة لم تبادر السعودية خلالها الى أي مبادرة تذكر.

3) يشير الملك عبد الله الى إن مبادرته لإيواء الأطراف العراقية للتفاهم ستكون بعد مناسك الحج، أي بعد عيد الأضحى المبارك. والآن عيد الأضحى سيهل بعد حوالي عشرين يوما من تأريخ إطلاق المبادرة، فهل معنى ذلك إن الملك عبد الله واثق كل الثقة بأن المسألة العراقية سوف لا تحل أبدا... لا تحل بمبادرة مسعود البرزاني ولا تحل في ضوء الواقع الذي يشير الى إحتمال كبير لإتفاق أطراف عديدة على من سيكون رئيسا للوزراء، على الأقل قبل مبادرة السعودية والملك عبد الله. إذن لابد من الوقوف مليا أمام توقيت هذه المبادرة في هذه الوقت بالذات.

4) إذا كانت المملكة السعودية والملك عبد الله حريصون على العراق والعراقيين، وهم يعرفون تماما إن العراقيين يمانعون تماما أي تدخل خارجي في شؤونهم وأن يكون الحل من داخلهم، فلماذا لم تكن من بنود المبادرة السعودية أن يكون مكان إجتماع الأطراف العراقية في أرض العراق نفسها مع المساعدة الممكنة من السعودية والجامعة العربية. طالما إن الأطراف العراقية التي ستلتقي وتتفاهم هي نفسها (سواء كان ذلك في العراق أو في السعودية)، وإن السعودية ستكون محايدة بدون تدخل، فما سبب الإصرار أن يكون هذا الإجتماع على أرض السعودية بالذات. من نافلة القول إن السعودية لكي تعطي لمبادرتها المصداقية فلا بد لها من تدعي الحيادية التامة في مساعيها وبدون شروط مسبقة لمبادرتها وتقبلها لجميع الأطراف، وتفرش الورود والأزاهير على مبادرتها، فتسويق المبادرة ضروري، وللسعوديون باع طويل في هذا المجال في محاولة إستضافات عربية سابقة.
لابد من القول إنه بدون تدخل السعودية الجدي سيكون كل طرف عراقي على رأيه الذي جاء من أجله، فما فائدة إستضافة الأطراف العراقية في المملكة السعودية،وكيف سيتم رأب الصدع والتفاهم بدون تدخلات السعودية والجامعة العربية.

5) هناك أطراف عراقية عديدة أوضحت بأن المبادرة السعودية جاءت متأخرة، وتحفظت على هذه المبادرة، من هذه الأطراف دولة القانون مجموعة الصدريين أطراف في القائمة الكوردستانية، وحتى أفراد في القائمة العراقية وذلك بتصريح عالية نصيف وآخرون. لكن كان اشد المؤيدين للمبادرة السعودية هو الرأي الرسمي للقائمة العراقية وعلى لسان المتحدثة الرسمية بإسم القائمة ميسون الدملوجي وإسامة النجيفي. هؤلاء أشادوا بشكل طافح بهذه المبادرة وإعتبروها المنقذ العربي وزادوا كثير على محتوياتها في إشادتهم. وبين النجيفي بأن القوى السياسية تحتاج الى رعاية دولية (حارجية) و لا يجب أن يترك العراقيون لوحدهم مع وجود هيمنة خارجية (وهذا تناقض في كلام النجيفي فمن جانب هو يريد التدخل الخارجي– للرعاية وعدم ترك العراقيين لوحدهم – ومن جانب هو ضد التدخل - الهيمنة الخارجية). كما إن عادل عبد المهدي أطنب كثيرا في مديح المبادرة، وقال إنها رسالة مسؤولية لتحقيق الوحدة والعزة والأمن والإزدهار للشعب العراقي.

إن من حق الإنسان العراقي أن يقف ليتساءل عن الأبعاد المخفية في هذه المبادرة، بعد طرح النقاط الخمسة السابقة. أيكون ذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لخدمة القائمة العراقية (وحليفها الجديد المجلس الإسلامي الأعلى) بعد أن وصلت بها الحال الى طريق شبه مسدود، فلم تحصل على أي موقع مما كانت تتوجه إليه، لا رئاسة الوزارة ولا رئاسة الجمهورية. كما إن الأطراف العراقية الهامة وهي التحالف الوطني والتحالف الكردستاني قطعوا أشواطا في الإتفاقات، لحد إن مسؤولين في التحالف الكردستاني صرحوا بأنهم سيتوجهون مع التحالف الوطني لتشكيل الحكومة (بدون العراقية) إذا أصرت القائمة العراقية على موقفها بالضد من الإجماع، ومن عدم دخولها في الحكومة القادمة.

إن العلاقات الحميمة بين السعودية وقادة القائمة العراقية، وأياد علاوي بالذات، ترجح قيام السعودية بكل ما من شأنه لإنقاذ القائمة العراقية من الوضع العصيب الذي هي فيه. ولا ينسى العراقيون اللفاءات المكوكية التي قام بها علاوي وأقطاب قائمته للسعودية قبل الإنتخابات العراقية وبعدها، وبوجود رئيس الإستخبارات السعودي في الجلسات مع الملك عبد الله، وقد أثير إستغراب كبير عن معنى وجود إستخباراتي بهذا الحجم في المحادثات مع الملك.

وإذا أضفنا عاملا مهما وهو إن السعودية كانت من الدول الإقليمية السباقة التي كانت ترعى الإرهاب ضد العراقيين والى وقت قريب، وتم فضح هذا السلوك الإرهابي بشكل رسمي وبالمستمسكات الثابتة من تصريحات السعوديين اللذين تم إعتقالهم ومن خبرات القوى الأمنية العراقية وعلى مدى سنوات. ولذا إضطرت السعودية بالتالي الى التقليل من أعمالها الإرهابية (وليس إنهاءه)، ضد العراق، بالأضافة لكون إن هذا الإرهاب قد طالها هي نفسها وفي عقر دارها.
فهل يعقل إن دولة هذا ديدنها في رعاية الإرهاب على العراق وشعبه يمكن أن يشغل إهتمامها بهذا الحجم الواسع وتبادر الى الإخلاص للعراق.

ولعلنا نضيف تقطة – قد لا تكون مسعفة بالمستندات – وهي تصريحات الملك عبد الله نفسه قبل أشهر،في إن السعودية صرفت الملايين للتخلص من عبد الكريم قاسم ثم من صدام حسين والأن لا تدخر وسعا في صرف المليارات من أجل التخلص من الحكومة الحالية.

ألا يحق لنا، نحن العراقيين، في أن نشم رائحة غريبة غير بريئة من مبادرة السعودية الحالية.



#عدنان_يوسف_رجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيمة الإنسان في شيلي وفي منطقتنا العربية والإسلامية


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان يوسف رجيب - ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي