أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نجيب الرمادى - غواص في بحر العشق....















المزيد.....

غواص في بحر العشق....


محمد نجيب الرمادى

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 23:41
المحور: الادب والفن
    


عندما تتفتت ملامح الروح .. وتسلك طريق التيه.. فلا مكان ولا عنوان .. هائمة على غير هدى .. تكاد تموت من فرط الفوضى ..وتنصهر من غير نار .. تذيبها ذكريات الماضى البعيد والقريب
لابد أن تنزوى وتسأل وقد ركبت جواد الدهشة
..
أتتهُمني بأني كما الماءِ باردةُ المشاعر .. قطعة من الثلج الغريب الذى لا تصهره الحرارة ؟

مَن قالَ أنّ مَن مشاعِرهُ ماءً يعيشُ الحياةََ بمشاعرٍ لا روح فيها؟ ويكون كالثلج لا تؤئر فيه أنفاس الحياة
..
كلُّ ما أريدُ أن أعرفه هو حقيقة اتهامُكَ لى ؟

ياحبيبتى.. لقد خُلق من الماء كلُّ شئِ حى ..هكذا قالَ ربى

فأنتَ تريدنى ماء إذن لا ناراً أتحولُ بعدّكَ إلى رمادٍ بعد أن تحرقكََ مشاعرى وتجعلك مجرد ذكرى لا يذكرها أحد .. كحدث رائع أرتدى ثوب النسيان غصبا

لم يخلقْ اللهُ النارَ عبثاً.. ولربما خلقَها لِتطفئهَا الماءُ

أنتَ كما أنتَ .. لن تتغير .. كعادتك لا تعط إجابة مباشرة.. لقد حيرتنى معكَ بين هذا وذاك

لِمَ .. قالها ضائقَ الصدرِ .. أعتذر لوداعة حرفى

ألا تعلمْ أنّ الماءَ حياةُ .. والنارُ موتُ .. خبرنى بالله عليكَ .. أتريدنى ناراً أم ماءً ..
موتا ً أم حياةً بغير مراوغة وبغير أن تسرق منى لحظة صدق أحياها معك؟؟
..
أريدكِ ناراً تطفئُها الماءُ .. جمراً يُلهبُ مشاعرى ..كى أحبك أكثر وأكثر وأكثر .. فإذا وصلتُ إلى أبعدِ نقطةٍ .. وحسبتُ أن لا رجوع .. أتيتِ أنتِ بماءِ الحياةِ .. تطهرى قلبى بِحبُّكِ مِن جديد ..وتطفئى اللهيب.. لنعيدَ معاً قصة العشق الأبدية ثانيةً .. فلستُ فى حبّكِ صنماً تنقصهُ الروحَ ولا عدماً تنقصهُ الحياةَ

إن لم تكن عدماً وكنتُ الحياة .. فلتعلمْ أنى ماءُ الوصلِ التى يتمناها كلُّ من ولِعَ بالهوى

لا أحدُ يريد الهوى .. فكله عذابٌ .. وكلُّ هوىً صادقٍ لا يأتى إلا مصادفةً.. وكلُّ هوىً أتى بموعدٍ هو كالحملِ الكاذبِ سرعان ماينتهى ويتلاشى ويزول كوجه الأمس الذى ولى

غريبٌ أنتَ .. فماذا تقولَ فى العشقِ أهو ضرباً من الجنون كما يقولون؟

لا.. بل هو الجنون ذاتهُ .. والتمردُ نفسهُ على كلّ قانونٍ ومنطقٍ ومنهجٍ سوي.. معروف وغير معروفٍ للخاصة والعامة على السواء .. للأغنياء والفقراء معاً

أتتهمنى بالجنون ؟

لم ْأتهمك ِ بشئ و لا أجرؤ على ذلك

ما معنى كلامك إذن؟
قلتُ أن العشقَ جنون

متجاهلة راحتْ تقول :
أنا خُلقتَ كالنوارسِ لا تسعني سماءٌ ولا يبتلعني بحرٌ ولا ترضيني يابسة ..
خُلقتَ بخيالٍ واسعٍ لا حدودَ لاتساعه ولا تحده حدود .. قلبي هو محركى .. واحساسي دائماً لا يخطيء .. فهما دوماُ يرسمان لي الطريقَ الذى لم يمش به أحدٌ قبلى.. ويُسمعانى كلاماً لم يسمعهُ أحدٌ قبلى ..فأتغنى بأغانٍ لم يكتبْهُا أحدٌ قبلى

هذا هو السر الحقيقى والزائف فى نفس الوقت سيدتى .. زائف لأنه قد قيل من قبل .. لكن لم تسمعه أذناك قبلا .. وحقيقى لأنك تعيشين حالة من النشوة أخذتك إلى عالم لم تطأها قدماك قبلا ،فتغيرتْ في قلبك المقاييسُ الدنيوية العادية بمقاييس أخرى لم نقرأ عنها قبلا فى أمهات الكتب أو كتب الأساطير .. لتصبح كلُّ قصةِ حبَّ أسطورة فى حد ذاتها .. وملحمة تتغنى بذاتيتها التى ترسم ملامحها

مُرهقٌ أنت كثيرا ياحبيب الروح ..فأحيانا أجدك إنسانا بسيطا للغاية .. وأحيانا أجدك بحرا عميقا من الأسرار والإثارة .. أقف أمامك عاشقة لبحرك وأنفاس موجك ..دوما ألقي بنفسي وسطها.. أتمنى أن أكون الحورية الموعودة أو عروس البحر المنتظرة .. أو تلك الجنية المسحورة .. ألقي بمجدافي بعيدا .. أترك نفسى لك لتحملنى إلى حيث تريد فلا اجد منكَ إلا بر الامان وخذني جوارك .. اجعلنى دائما دائما .. لا تفكر في الغد وعش اللحظة .. أنس طقوس الخوف .. اكسر حاجز الصمت ..ثم
قى صرخة هائلة راحت تدور فى عتمة المكان كعصفور مثخن بالجراح مرددة .. لا أدري ماذا أصابني؟ لا أدرى ماذا اصلبنى أهو جنون العشق أم هو جنون الحياة ؟؟ استحلفك بالله خذنى داخلك.. فبداخلى ألف سؤال وسؤال؟؟ وإنى والله أراك تعويذة العشق الأبدى .. وأرانى قد مُسست بحبكَ .. هائمة كالمسحورة ..مجردة من حكمة العقل .. متناسية عقل الحكمة أترانى قد جننت ؟! أترانى قد جننت؟
!................
هاأنت قد قلتِ جنونا..وما هو بالجنون .. هو منتهى العقل .. لكنه ذلك العقل الغير معروف لمن لا يعشق العشق ولا يهوى الهوى وليس
له من الجمال نصيبٌ فأرجو أن تهدأى قليلا أرجوك ..

دعنى أعبر عما بداخلى ..دعنى أنظر إليك .. فأنظر إلىّ .. قد نثرت هنا قصة حب لامرأةٍ أحتل َ عشقك قلبها .. أنت وحدك .. لماذا أنتَ .. أتراني بعشقك مفتونة ؟؟أم تراني مجردَ عابرة سبيل؟

إن كنتِ مفتونة ..فماذا أكون؟! .. فكلَما ذهبت رأيتك .. وكلما اتجهت وجدتك .. وكلما نطقت كان أسمك ..وكلما غفوت كان حلمك ..وكلما تنفست كانت أنفاسك .. ينبض قلبى بنبضك .. ولا تهيم روحى إلا حولك

قاطعتهُ : أجننتَ مثلى؟
!
ليس هناك عشقا حقيقيا بدون روحين تقابلا عن غير موعد
.. تواعدا على غير لقاء .. التقا فى غير زمن .. تحابا دون نيه .. سبحا فى غير فراغ..
..تكلما دون كلام .. تناجا فى غير مكان.. لا اعتراف ببعيد أو قريب .. فكلّ بعيد قريب.. وكل قريب قريب.. وكل همهمة مفهومة .. وكل تمتمة مفسرة .. وكل السحر شعوذة لا فائدة منه ولا طائل بعده

ماذا تقول؟! ماذا تقول ؟! .. إن كان هذا هو العشق ..فانا لم أحب قبلك ولم أعشق قبلك .. وأُصبح أمام نفسى كارثة فاشلة..تتهاوى أمام مرآة ذاتى .. ذاتى ..وأنا الذى ظننت
....
ليس فى العشق ظنا ولا شكا ولا ريبة ..إن الظن والشك والريبة فى الحب .أما فى العشق فأنتِ تفهمين معشوقك دون كلمة وتسمعى نبض قلبه من البعيد..لأنه وكما قلتُ قبلا .. لا بعيد ولا قريب ..ولا نظريات أو قوانين أو قواعد

ارهقتنى سيدى ؟ أرجوكَ .. كفّ عن هذا الكلام وكن فقط السند والأمان والأمانى .. إقترب بروحك, ارحني.. أنا لا تعنيني المسافات ولا هذه الكلمات الفلسفية المعقدة ... فمشاعري تتخطى الحواجز والحدود... فتعالّ أرجوك.. ألقى برأسي علي صدرك كى استنشقك لتحيا الروح بك .. فإنى أشعر بروحك تتسلل بين أوردتي .. ترحل .. تسافر في دمي فيرتعش الجسد كمن اصابته الحمى

عجبت للإنسان يعيش حالة عشق ولا يعنيه وصفها بكلمات معقدة أو غير معقدة ..ذكرتنى بمن يحتفظ بكتابٍ لا يفهم لغته ومع ذلك لا يسنطيع أن يفرط فيه ويرفض أن يعيره لأقرب الأقربين.. ياسيدتى إن كنتِ تشعرين بروحى تتسلل بين أوردتك ..فلماذ تطلبين منى أن أقترب بروحى أليست معكِ

صارخة بألم
من أنتَ؟؟ ولماذا أنت؟

أسألك نفس السؤال؟! ياسيدى ..أنا قلب ثائر تتسارع نبضاته.. يعلن الانقلاب على نظام كياني.. يبعثر نفسي .. فماذا تنتظر .. هيا اقترب لملم شتا ت النفس.. توجني امرأة علي عرش النساء .. اترك أناملي تعبث بخصلات شعرك .. تسير علي صفحة وجهك تكتب عنك وعني .. تحسس ملامحي .. كى أسكنك القلب المتيم .. ارتقي بي فوق السحب .. فإن أجنحة الرغبة تجناحنى وتطالبنى بالسفر فى عينيك إلى الأبد أمجنونة انا سيدى ؟؟

لا و نعم يا غالية.. لا ونعم ... فقط ينقصك القليل القليل
ماذا تعنى؟
أعنى أنكِ تتوهمين أنك عاشقة ..فليس فى العشق العميق كؤوسا للرغبة ولا أجنحة للعصيان

متجاهلة وقد غلب عليها سكر الفوضى .. فلتقترب .. فلم يقترب.. نادته فلم يرد .. مدت يدها فى الفراغ تتحسس ملامحه فلم تجدغير سراب ..
سراب يحسبه الظمآن ماء




#محمد_نجيب_الرمادى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نجيب الرمادى - غواص في بحر العشق....