أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منال نصر الله - أحزاب المقاولين ونعمة النسيان















المزيد.....

أحزاب المقاولين ونعمة النسيان


منال نصر الله

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 21:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في برنامج الاتجاه المعاكس باسم ( أزمة تشكيل الحكومة العراقية )، والذي بث بتاريخ 2010-10-12، من على قناة الجزيرة.، اكتشفت أن هناك خطوط حمراء تتحاشاها حتى هذه الفضائية التي تمتاز عن أغلب القنوات العربية الأخرى بسقف حريتها العالية، إذ يمكن الحكم على الأقل أن سقف حريتها أعلى مما للقنوات العربية ، والذي لا يتجاوز ارتفاع البناء التحتاني ( سقف السرداب).
كل من رأى البرنامج لاحظ أن راعي البرنامج فيصل القاسم وضيفيه عبد الله الموسوي وصباح الخزاعي، لم يأتيا على ذكر أسماء كل دول الجوار العراقي ، أثناء جدالهما حول الأزمة، باستثناء إيران على وجه الخصوص وتركيا كذلك، فالقيا باللائمة عليهما في تأخير ولادة الحكومة.
لا أحد ينكر أن إيران بنهجها العصبي الهستيري الانتقامي قد مدت يد الغدر إلى الشعب العراقي، محملة إياه وزر العدوان البعثي عليها ، كما إن تركيا مدت يدها الناعمة ( الخبيثة ) لتمسح بها على رؤوس العراقيين المنكوبين ، وكيف إنها لعبت بخبث عندما قللت مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات لتساوم الحكومة العراقية كلما اقتضى الأمر ،تارة بحجة ملئ سد أتاتورك العظيم ، وتارة لسد حاجة إسرائيل للمياه.
لم أكن اعرف أن لسوريا والأردن ( الشام ) و كذلك للكويت والسعودية ( دول الخليج ) إنما هي خطوط حمراء لا يجوز تجاوزها للأستاذ المعد والمقدم، وكذلك لضيفيه الكرام.
أخشى إن لا تفيد نعمة النسيان ، وينسى الشعب العراقي كيف هبت عليه عاصفة العنف والغدر والتفجيرات القادمة من الشام والخليج ، أم الجزيرة تتغاضى عن التدخلات السافرة لهذه الدول في العراق لاعتبارات مذهبية وقومية.
لكن كان هناك سؤال مهم طرح في هذا البرنامج، لطالما كان يخطر ببالي، وهو لماذا لا تتحمل رؤساء أحزاب "المقاولين" مسؤولياتهم تجاه الذين انتخبوهم؟ لماذا يطيرون بين عواصم الدول الجارة وغير الجارة كذلك، (يستجدون) على حد قول فيصل القاسم الدعم والمساعدة؟ لماذا لا يتركون الشعب للاستعمار المباشر؟
لم يعط ضيفا البرنامج أجوبة مقنعة لتلكم التساؤلات المؤلمة ، وذلك لأنهما كانا حريصين جدا على أن يسوقوا أكاذيبهم، خوفا على وظائفهم الرخيصة، وكذلك لأسباب مذهبية وقومية، وحفاظا على ماء وجه أولياء نعمهم، الذين أصبحوا كالدمى تتلاعب بها الريح من كل اتجاه، ( والخافي أعظم ).

والأسوأ في الأمر، أن الجواب الجاهز لدى الغربيين على هذا السؤال هو أن بعض الشعوب لا تستطيع ممارسة الديمقراطية وغير مؤهلة لها ، فيطلقون على النموذج المسخ في العراق "الديمقراطية" ويحسب على الشعب المظلوم كذلك. وحتى إن بعضهم صدق هذه التفاهة ليندب حظه على أيام صدام، فباتوا يرددون كالببغاوات أن الحرية لا تنفع معنا، وإننا شعوب لا نستحق العيش في ظل الحرية.

وينسون أو يتناسون المسوقين للإرهاب الذين يحيطون بالعراق لأسباب بعضها واضحة ومعروفة وبعضها لا يعرف بها إلا مبتكريها، وهو القول المـأثور ( لو العب لو أخرب الملعب )، الكل يريد أن يكون له حصة الأسد من المصير العراقي من السياسة والثروات، وأطماع ليس لها حدود.
دول الجوار ( السوء )لا تفكر أبدا بالشعب العراقي، وكذلك أحزاب المقاولين التي تتبنى أجنداتهم. فإذا ترأست الحكومة قائمة علاوي لن نأتمن شر إيران وإذا ترأستها قائمة المالكي لن نامن شر الخليج والشام أيضا، ولا ننسى مصر. الرئيس الكردي مرفوض من العرب والعكس صحيح، ونفس الشيء للسني والشيعي . والهم الأكبر لهذه الدول هو شراء الأحزاب لينصاعوا لأوامرها، حتى إن عدد الأحزاب في العراق ازداد بشكل هستيري.
وعندما يقترب موعد الانتخابات تصعد درجة الجنون والهلوسة لدى رؤساء الأحزاب ليظن كل واحد منهم نفسه ملاك طاهر أتى بأجنحته ليكون المخلص، عدا تبادل الاتهامات والشتائم للبعض، ويحمل بعضهم الآخر الفساد المالي والإداري والتخلف الذي يعاني منه الشعب العراقي المظلوم.
وهنا نعمة النسيان لا تفيد . فلا يمكن لأحد عاش في العراق منذ سقوط صدام والى الآن أن ينسى المهازل والمواقف غير المسؤولة منهم تجاه الشعب بحجة أنهم حكومة فتية ومازالت في بداية عهدها السياسي. حتى إن بعضهم مازالت صورته تدور بين أعيننا وهو يحلل المحرمات لولي نعمته في زمن كل شيء كان محرما على الشعب، وذاك الذي كان يرتاد على ( عدو شعبه ) ليعود إلى وكره محملا بالهدايا لقاء المساومة على مصير إخوانه.
من منا ينسى التفجيرات التي كانت تنفذها أحزاب المقاولين لترويع بعضهم البعض ، و الضحايا ليسوا سوى أولاد "المهضومات" العراقيات اللاتي دفعن بأبنائهن ليبحثوا عن لقمة عيش، من ينسى سرقة وتهريب أموال العراق إلى العواصم العربية كلبنان والقاهرة و ليبيا وغيرها ، وكانوا يبثون على فضائياتهم فضائح بعضهم، ويزيدون من جرح العراقي الذي لا حول له ولا قوة .
من ينسى سرقة أطفال وصبايا العراق لينزل كل حاقد على صدام حقده بهم. من ينسى تفشي المخدرات وبأسعار زهيدة بين الشباب والشابات في المدارس والجامعات، ومن ينسى سرقة أموال صفقات وزارتي الكهرباء والدفاع و التي لم تنفذ لحد الآن ، ومن ينسى سرقة البنك المركزي في وضح النهار.و.و.
هل ننسى إن الشعب العراقي لا يملك لحد الآن مصدر قوت عيشه ، لان المقاولين ( مع احترامي لأصحاب هذه المهنة الحقيقيين) لم يشبعوا جشعهم بعد ويستوردون حتى الكرفس لحسابهم الخاص؟ هل ننسى أن بعضهم ملأ العراق من المولدات بماركة (....) لأنه يملك أسهم في تلك الشركة، ونصبوا عددا منها لبعض الدوائر وهربوا العدد الأكبر ليباع في دولة مجاورة ليبيعوه لحساب أحزابهم؟ وظل العراقي ينتظر الكهرباء والى الان .............
إن هذه الأحزاب التي حملت العراق والعراقيين ما لا يطاق من عذابات ليست لها نهاية، تعول على ما يسمى ( بنعمة النسيان). صحيح هذه الحالة موجودة في علم نفس الجماعات البشرية، ويستغلها جميع السياسيين في أنحاء العالم أثناء حملاتهم الانتخابية، لكن ما أقترفه هؤلاء بحق الشعب العراقي المظلوم لا يمكن نسيانه إلا إن يبدلوا وجوهم التي حفظناها بغير وجوه، ولا يمكن أن نستثني منهم أحدا، لان حتى الساكتين على الحق هم مجرمون، ولا يمكن أن نتغاضى عنهم لكي لا تحكمنا الطغاة.
ولمن يريد أن يرى تلك الحلقة يمكن فتح الرابط أدناه.

18-10-2010



http://www.youtube.com/watch?v=jKebXkH7BiI



#منال_نصر_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلميع وجه الرأسمالية بعرق العمال
- بصمة مهاجرين عراقيين على الانتخابات السويدية


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منال نصر الله - أحزاب المقاولين ونعمة النسيان