أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد عبدو - النقابات العمالية تدّق ناقوس الخطر في أوروبا














المزيد.....

النقابات العمالية تدّق ناقوس الخطر في أوروبا


محمد عبدو

الحوار المتمدن-العدد: 3158 - 2010 / 10 / 18 - 19:52
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


بدأت في أوروبا، ومنذ أسابيع، موجة عارمة من الإضرابات العمالية شملت معظم الدول في القارة العجوز بدءاً بعاصمة الإتحاد بروكسل مروراً بلندن وباريس ومدريد حتى وصلت الى اليونان ورومانيا وبولونيا وغيرها. وكان الشعار الرئيسي المسيطر على هذه التظاهرات، هو محاربة التقشف الذي تفرضه حكومات أوروبا على الطبقة العاملة والأقسام الرئيسية من الشعب حتى الطبقات الوسطى.

وقد تحولت الشعارات في بعض الدول، من شعارات مطلبية محقة الى شعارات سياسية كبرى تلخصت في التحريض على رفض سياسة الأطلسي وهيمنة واشنطن عليه.

الطبقات العمالية الفقيرة والوسطى تدفع الضرائب ، والحكومات الأوروبية تقوم بتغطية إفلاس البنوك والتستر على فسادها وسرقتها من دم دافعي الضرائب، وذلك بفرض رسوم جديدة وإتخاذ تدابير معادية لمصالح الفئات العاملة من تسريح كيفي للعمال، وتعديل قانون التقاعد (فرنسا) وزيادة ساعات العمل، والتخفيف من دعم الضمانات الإجتماعية كالطبابة والتعليم، ودعم مخصصات الحروب العدوانية في العراق وأفغانستان، والدعم المطلق لسياسة واشنطن في كل ما تقوم به خاصة في محاربة وحصار إيران والصين، وعدم إعطاء الحرية لهذه الدول بأن تنشىء علاقات إقتصادية متوازنة مع الإقتصاديات الصاعدة في الهند والبرازيل وغيرها من الدول.

كل ذلك دفع العديد من الأحزاب الأوروبية التقليدية وعلى رأسها حزب العمال البريطاني الى المطالبة بفك الإرتباط بين بريطانيا وواشنطن وحمل حكومة بلير السابقة إخفاقات الحرب على العراق، في حين يدعو المحافظون الى سحب قوات بريطانيا من أفغانستان في حلول العام 2015.

أما في فرنسا فهناك حديث واسع في الصحافة الفرنسية حول إخفاقات ساركوزي، الذي يطلقون عليه إسم "بوش الصغير" وأصبحت "الساركوزية" مرادفة لمعاداة القيم الفرنسية التي لخصتها الثورة حول: "الحرية والأخوة والمساواة"، فرئيس البلاد وهو أصلاً من جذور غير فرنسية، أصبح رمزاً للفساد الشخصي والعائلي والسياسي والأخلاقي، حيث يكثر الحديث عن رشوات عدة، وعن عنصرية سياسية ميزته في الفترة الأخيرة في موقفه من الطبقات الفقيرة ومن المهاجرين والعمال الأجانب، ومعاداته للأحياء الفقيرة في المدن الفرنسية وسكانها من غير الفرنسيين. أما في الدول الأوروبية الأخرى وخاصة في إسبانيا واليونان ورومانيا وغيرها فالإضرابات شملت قطاعات هامة من عمال النقل والتعليم.

وسط هذا الجو المشحون والمأزوم، أطلقت أجهزة المخابرات الأميركية وعممت أخبار ملفقة كاذبة بمعظمها عن شبكات إرهابية تجوب المدن الأوروبية، والهدف من إثارة هذه الأخبار هو إفشال الإضرابات وتحويل الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يهدد لقمة عيش العمال. بعض الأوروبيين العارفين ببواطن اللعبة الأميركية قابلوا الإشاعات الأميركية "بسخرية" ولكن هيمنة أجهزة المخابرات على وسائل الإعلام، وعلى أصحاب القرار جعله يؤثر حتى في أجهزة الحكومات النائية عن أوروبا من أوستراليا الى اليابان حتى الدول العربية.

ثم جاءت المخابرات الأميركية بإشاعة ثانية روجتها في أوروبا، معلنة أن سبب الأزمات هناك هو عدم رغبة الصين في رفع قيمة عملتها، وذلك بعد زيارة رئيس الوزراء الصيني لأوروبا وعقد عدة إتفاقيات إقتصادية مع اليونان، وصوّرت الموضوع وكأن الصين تعد "غزواً" إقتصاديا مباشراً ضد أوروبا مما سبب لها الفقر والبطالة!

وتزامناً مع هذا وذاك جاءت العاصفة الأخطر في باكستان وأفغانستان، فبعد أن قصفت القوات الأميركية الجيش الباكستاني "الصديق"، وربما هذه المرة عن طريق "الخطأ" أيضاً! عمدت قوات طالبان الى قطع طريق الإمدادات للجيوش الأطلسية التي تمر في باكستان في طريقها الى أفغانستان ودمرت للأطلسي خلال أيام مئات الشاحنات والصهاريج المحملة بالوقود والمؤن مما ينقل الحرب الى مرحلة أكثر خطراً وأشد خطورة على القوات الأميركية والأطلسية.

وهكذا تكون واشنطن قد وقعت في فخ الإرهاب الذي ساهمت في صنعه.. والذي تقوم اليوم بمحاربته في أفغانستان.

إن واشنطن لا تؤمن "بالصداقة" مع أحد، لا مع باكستان ولا مع أفغانستان، ولا مع السعودية ولا مع عباس إنها تتعامل على أساس تأمين مصالحها ولو بواسطة العملاء، وإذا كانت قد تعاملت مع العالم، بعد سقوط الإتحاد السوفياتي على أنها القوة الوحيدة الفريدة في العالم، فإنها اليوم مضطرة للإعتراف بواقع جديد هو أنها يجب أن تتقبل مبدأ الخسارة، فالحرب العالمية الثانية كانت لها ظروفها، حيث دفع الأوروبيون الدماء من شعوبهم والخراب لإقتصادهم في حين إستأثرت واشنطن بغنائم الحرب، عملة قومية فريدة هي الدولار، وإقتصاد قوي متين، وقوة عسكرية جبارة، وورثت عن حلفائها المستعمرين تركة إستعمارية هائلة من الأسواق والبلدان مما زاد في ثروتها، ولكن اليوم هناك شبح يحوم فوق أوروبا، إنه شبح جديد! فهل تستطيع الطبقة العاملة في أوروبا أن تغير المعادلة وتنقلب على سياسة الإملاءات الأميركية؟ وهل تتعلم النقابات في العالم الثالث وخاصة في العالم العربي أن تتوقف عن التوظيف في الغباء الرسمي أملا في الحصول على "فتات" من الحكام المتغطرسين المدجّجين بالدكتاتورية والجهل؟!



#محمد_عبدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1794 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب ...
- لو الفلوس مش بتكمل معاك اعرف موعد زيادة المرتبات الجديدة 202 ...
- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة
- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - محمد عبدو - النقابات العمالية تدّق ناقوس الخطر في أوروبا