أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فؤاد خليل - رداً على موت الماركسية: تثوير النبوّة أم قتل الفكر؟















المزيد.....

رداً على موت الماركسية: تثوير النبوّة أم قتل الفكر؟


فؤاد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 08:23
المحور: بوابة التمدن
    



السفير
نشرت السفير في 26 آب 2010 مقالاً للأستاذ عبد الأمير الركابي بعنوان: الماركسية ماتت لكنها لم تدفن، ردّ فيه على تقديم الصديق الدكتور فواز طرابلسي لكتابي «الماركسية في البحث النقدي ـ الراهنية، التاريخ، النسق»؛ الصادر حديثاً عن دار الفارابي. وكان اللافت منهجياً أن الكاتب قرأ التقديم ولم يقرأ الكتاب. وقد أشار إلى ذلك في بداية مقاله. لكنه عاد ودمج الاثنيْن في ردّه لأنهما ينتسبان إلى بيت فكري من «عائلة واحدة» حسبما رأى في مثله العراقي «عرس عيادة له ولأولاده». ثم تجاوز هنته المنهجية، وطرح جملة من الأفكار منها: موت الماركسية ـ الماركسية غير قابلة للتطبيق ـ الدمج بين الرأسمالية وأوروبا والماركسية ـ تثوير النبوة. وهذه أفكار تحتاج إلى مقاربة معمقة لكي يجري الكشف عن حقيقة العيادة التي يعيشها الكاتب ويفتتن بها في مواسم فرحه العامر...
1ـ في أن الفكر يبقى حياً: في كل تجربة بشرية، ثمة وجهان للمعرفة. وجه يرتبط بشروط التجربة التاريخية، وهو ما يعبّر عن خصوصيتها. ووجه يتجاوز هذه الشروط، وهو ما يعبّر عن كونيتها. والوجهان متلازمان ومتمايزان في الوقت عينه. فوعي التمييز بينهما يكشف عن أن الخاص لا ينوجد إلا بوجود العام، وان العام لا ينوجد إلا بوجود الخاص. واستحالة التمييز بينهما يعكس وحدة المعرفة في وجهيْها لأنهما ينتجان من تجربة واحدة ذات أحادية بنيوية معطاة تاريخياً.
أما عملية انتقال المعرفة، فإنها تتم في مسار تثاقفي معقّد تحكمه موازين القوى بين الثقافات أو الحضارات الناتجة من تجارب تاريخية مختلفة. وما تقـرّه هذه الموازين، أن الثقافة الغربية شغلت موقع السيطرة العالمية منذ قرنين من الزمن؛ الأمر الذي أفضى إلى بناء شروط انتقال معارفها إلى العالم. وحين جرى انتقالها إلى بلادنا، لم يقتصر على وجه واحد للمعرفة من تلك الثقافة، بل اشتمل على وجهيْ المعرفة بفعل استحالة التمييز بينهما. وإزاء مجرى الانتقال، هناك من رأى أن ما انتقل إلينا هو الجوانب التقنية والمادية من الثقافة الغربية. أما نظرياتهـا ومذاهبها الفلسفية والاجتماعية، فلا تصلح لنا لأن بلادنا تتسم بخصوصية ثقافية وتاريخية موصوفة. أي أنه افترض مسبقاً أن الثقافة الغربية هي العام، وإن الثقافة العربية الإسلامية هي الخاص. ومع افتراض كهذا أفلتت منه شروط إنتاج المعرفة الحقة بالخصوصية والكونية على حد سواء. وهنالك من دعا إلى محاكاة الثقافة الغربية ونقل نموذجها إلى بلادنا إذا ما أريد لنا أن ننهض أو أن نسلك درب التحديث والتنوير والديموقراطية، أي انه دعا إلى نقل إسقاطي أو ترجمة حرفية لها. ومع دعوة من هذا النوع يكون قد خسر الخصوصية والكونية معاً وربح ثقافة التبعية وأغلالها «الطريّة»...
هنا يُطرح السؤال بعد هذين المـثاليْن: كيف لنا أن نتعامل مع وجهـي المعــرفة الوافديْن إلينا ؟ ـ ان المدخل للنظر العلمي في ثنائية الخصوصة والكونية، يتحدد من خلال مفهوم إعادة إنتاج المعرفة. إذا إن هذا المفهوم يحرّر الثنائية من أدْلجة طرفيْها ومن تبعيتها لنموذجها الكوني، فأي نظرية (فلسفية ـ اقتـصادية ـ سوسيولوجية) تجري إعادة إنتاجها من داخل تجربتنا المجتمعية، تقـدّم وجهيْن معرفيين عن هذه التجربة. وجه خصوصيتها الذي يرتبط بشروطها التاريخية الملموسة، ووجه كونيتها الذي يتجاوز تلك الشروط. بمعنى آخر، إن النظرية المعاد إنتاجها، تكتسي بناءً مفهومياً جديداً تنجدل فـيه خصوصية التجربة وكونيتها. والتمييز بينهما يكشف عن حضور كل طرف في الآخر. واستحالة يعبّر عن وحدتهما .. وهكذا، فالنظرية أو المذهب الفلسفي أو الثقافة عموماً لا تكون كونية إلاّ من خلال خصوصيتها، أي من خلال الشروط الملموسة للتجربة المجتمعية. كما لا تكون على خصوصية، إلاّ من خلال كونيتها، أي من خلال تجاوز الشروط الملموسة للتجربة نفسها..
وعلى هذا، لا يعود هناك أي قـيمة علمية لمقولة: «ان الماركسية هي نتاج التجربة الأوروبية. وهي بوصفها كذلك، لا تتوافر على قدرة التوطين أو التبيئة فـي بلادنا». أما من جهتي، فإنني أرى أن النتاج الماركــسي تبدى من داخل تجـربته التاريخـية في نظــام معرفي تأسّس على مفهـوم إنتاج الحياة المادية. وهو مفهـوم يساوي فـي الأصل بين المجتمعات البشرية. وحين يتناول اختلافها، يحدّده في شروط إنتاج حياتها المادية بوصفها شروطاً واقعية أو ملموسة، ولا تمت بصلة إلى طبائع ثابتة تميّز هذا المجتمع البشري عن ذاك. ما يعني أن النظام المعرفي الماركسي انبنى بكليته على نقض النظام المعـرفي الأوروبي الذي تأسس على مفاهيم: الطبع والماهية والبداهة؛ وإن لم يتخلص في عدد من مفاهيمه من أثر الثقافة الأوروبية عليه. ولذلك امتلكت الماركسية قابلية عالية للتوطين خارج حقلها التاريخي.
أما عندما انتقلت إلى بلادنا؛ فقد جرى التعامل معها في الأغلب الأعم بإسقـاط وترجمة، أي لم يجر القيام بتوطينها أو إعادة إنتاجها من داخل تجربتنا المجتمعية. وفي المثال العيني:
الطبقة مفهوم كوني نتج من خـصوصية التجـربة الأوروبية من خـلال معايير: موقع الجماعة من الإنتاج والدخل والتوزيع ...الخ. وإذا ما أعيد إنتاجها في بلادنا، فهي لا تحدد فقط في ضوء هذه المعايير، بل أيضاً في ضوء رأسمال الجماعة المجتمعي في وجوهه المتعددة. وبذلك تكون خصوصية تجربتنا المجتمعية قد أنتجت كونية المفهوم أو عالميته..
الصراع الطبقـي هو أيضاً مفــهوم كوني، أنتج في مساق التجربة الأوروبيـة من خلال وجود الطبقات المجتمعية. وإذا أريد توطينه في بلادنا؛ فإن الصراع فيها لا يتحدد بوصفه صراعاً طبقياً بسبب غياب تكوينها الطبقي الناجز؛ بل بوصـفه صراعاً مجتـمعياً مركباً، قد يتقدّم فيه وجهه الطبقي في لحظة. وقد يهيمن عليه وجهه العصبي (الطائفي ـ العشائري ـ القبلي) في لحظة أخرى. ومن المنطلق ذاته ينجدل في مفـهوم الصراع المجتمعي المركب وجها المعرفة في تجربتنا العربية..
وعلى الضد من ذلك، فإن من تعامل مع هذين المفهوميْن (المثاليْن) بإسقاط أو ترجمة، راح يتحدث عن الطبقة، وعن التكوين الطبقي الناجز، وعن الصراع الطــبقي وأشكاله المتعددة في مجتمعاتنا. فكان أن وقع في العسْف النظري أو في القوْلبة الأيديولوجية. وبهما خرج وماركسيته من الواقع. أو بلغَة أخرى، أمات الماركسية عندما أسقطها على الواقع ونزع عن الأخير حياته أو تجربته الخاصة.
وفي هذا الـصدد، أظن أن الأستاذ الركابي أمات الماركسية عندما أبقــاها خارجية بالنسبة إلى الواقع. ثم أخذ ينتظر موكب تشيــيعها لكي يقدّم مرثيته بلــغة إســقاطية هي هذه المرة من طراز إيديولوجي مختلف...
إن إسقاط الفكر على الواقــع هو ما يُميت الفــكر أياًّ تكــن هويته. أما إعـادة إنتاجه، فهي التي تبقــيه حياً؛ أي أن الفــكر يبـقى حياً ما بقـيت إعادة إنتـاجه مســتمرة، وما بقي الواقع يوفر شروط استمـرار هذه العملية...
2ـ الفكر لا يتماهى مع الواقع: تقوم عملية إنتاج المعرفة على معادلة الفكر والواقع أو الذات والموضوع أو الوعي والوجود. وهذه المعادلة تتيح للفكر أن يكتشف حقائق الواقع وقوانين اشتغاله. لكن الفكر حين يكتشف تلك الحقائق والقوانين، لا يطــابق الواقـع تمـاماً أو لا يتماهى معه؛ لأن للفـكر قوانينه الـخاصة التي تختلف في طبيعتها عن طبيعة قوانين الواقع؛ ولأن للغة التي يعبّر من خلالها عن اكتشافه أو معرفتـه بالواقــع؛ قوانينها الخاصة التي تختلف بدورها عن قوانينه وقوانين الواقع معاً. الأمر الذي يعني، أن ثمة مسافـة تبـقى قائمة بين الفـكر واللغـة والواقع. وهي تنبع من طبيعة كل طرف من أطراف هذا المثلث المعرفي، وخصوصاً من موضوعية الواقع أو ما يطلق عليها راهناً الشروط الخارجية للتجربة. وهذه المسافة هي الـتي تجـعل المعرفة تتغـير كلما تغـيّرت أدوات الفكر وتعبيراته بتغيّر الواقع وتحولاته؛ أي انها تجعل المعـرفة نسبـية ومــتراكمة. ومن ثم تؤمن الشروط اللازمة لاستمرار عملية إنتاج المعرفة ذاتها. وكل طرح يطابق بين والواقع والفكر أو يجعلهما متماهييْن يقدّم معرفة لمرة واحدة في كل مسألة أو في كل قضية بحثية. وهذا ما يتنافى مع طبيعة الفكر واللغة والواقع، أي ما يتنافى مع طبيعة البشر أنفسهم.
من هنا يغدو واضحاً، أن تطبيق أي فكر أو مذهب أو مفهوم لا يمكن أن يتـم بحذافيره، أو على طريقة النسخ الحرفي. وذاك يعود إلى طبيعة المسافة المعـرفية التي تفــصل بين الفكر والواقع؛ مثلما يعود إلى طبيعة حامل الفكر سواء أكان فرداً أم جماعة. فالمسافة المذكورة تباعد بين النظـرية والتطـبيق. والحامل الفردي أو المجتمعي يوّسع تباعدهما بسبب رؤاه وأفكاره ومصالحه الذاتية أو الفئوية. وبالتالي، إن التطبيق يفترق عن النظرية بقدْر أو بآخر. وإن النظرية تتبدى بكيفيات مختلفة في المجتمع الواحد وبين المجتمعات؛ ومتباينة بين مرحلة تاريخية وأخرى. أما حين يقرّب الحــامل بينــهما بسبب شروط ذاتية وموضوعية؛ فإن التطبيق يسمى خلاّقاً. فالخلق أو الإبداع يقاس بدرجة الاقتراب من حقيقة الواقع لا من الزعم بالتماهي معها..
ولعل هذا المنطــلق، يفسّر الكيفــيات المختلفة التي طبقت في ضوئها الماركسية في دول المنظومة الاشــتراكية سابقاً ولدى الأحـزاب الشيوعية في أوروبا وفـي خارجها. كما يفسّر وعلى المقاس نفسه، الأشكال التاريخية التي طبق في ضـوئها الإسـلام مع أنه يتأسس على نص مقــدس. وعلى الرغم من ذلك، فالكيــفية التي طبــق فيها الإسلام في زمن عمـر بن الخــطاب، تختـلف عن الكيفية التي طبق فيها في زمن عـثمان بن عفان. والإسلام المُمارس في عهـد المأمون يتناقض مع الإسلام الممارس في عهد المتوكل. والإسلام المملوكي ليس هو نفسه الإسلام العثماني..الخ.
أما حين يرى الأســتاذ الركــابي أن الماركسية غير قابلة للتطبيق أو أن التحريف يكمن في بنيتها المفهومـية، فإنه يكـون قد ضرب عرض الحائط بقـواعد إنتاج المعرفة. واتخذ موقف القاضي الذي يريد تصفية حسابه مع خصم قديم له. ثم غادر موقف المفكر أو الباحث الذي يعنى بشؤون مجتمعه وقضايا أمته.
3ـ قول ماهوي في أوروبا: وفي مساق مقاله يدمج الأستاذ الركابي بين الرأسمالية والماركسية وأوروبــا. فيظــهر كأنه يتـعامل مع أوروبـا كمــاهية أو ككيان قائــم بذاته وفاق قوانينه الخـاصة. وقد توّفر هذا الكيان على «نموذج واحد» يريد فرضه على العالم.. لكن أوروبا لم تكن في تاريخــها كـياناً واحداً، ولا هي في حاضرها، ولن تكون كذلك في مستقبلها بسبب التفاوت والاختلاف بين مجتمعاتها وأنظمتها وهوياتها الثقافية والحضارية.. والرأسمالية ليــست ميزة أوروبية ماهوية بل هي نظام اجتماعي اقتصادي تبدى في التاريخ الأوروبي نفسه بأشكال ومظاهر مختلفة. والماركسية ليست جوهراً أوروبياً خالصاً، إنما هي نظرة سوسيوتاريخية إلى العالم ذات طبيعة نقدية أمكنتها من أن تميز بين أوروبا الثــقافية، وأوروبا السياسية أو الكولونيالية، ومن ثم أن تتحول إلى علم اجتماع الرأسمـالية والكولونــيالية في آن..
والناظر في أحوال العالم المعاصر يرى أن الرأسمالية ما زالت تفــرض سيطرتها بكيفيات تاريخية مختلفة عليه. وما دامت السيطرة الرأسـمالية مستــمرة، تبــقى أسئلة الماركسية حية حول إعــادة توسع الإنتاج أو التعولم الرأسمالي، وحول آليات الاستغلال والنهب الاستعماري وأشكال الاستحواذ على فوائـض القيــمة. ولئن كان الأمر كذلك؛ فكيف يصـّح قول الأســتاذ الركابي: إن العالم وهكذا بالمطلق، يغادر الرأسمالية والماركــسية حثيثاً؟ أي انه لم يحدّد لنا بدقة العـالم الذي غــادرهما. والأرجـح أنه يقـصد العـالم العــربي والإسلامي بعد أن تحكم بالوعي العربي السلفيون أو الإصلاحيــون على حد تعبيره. لكن ما يجدر التـذكير به هنا، أن أنظمة هذا العالم هي أنظمة ذات طابع رأسمالي وهي تندرج إلى حد الاندماج في منظومة الرأسمالية العالمية. ناهيك عن أن السلفية لا تتعارض أو تتناقض مع طبيعة النظام الرأسمالي وآليات اشتغاله...
إنه القول الماهــوي في أوروبا الذي قاد الركابي إلى إخراج العالم من الرأسمالية والماركسية. لكن للقول الماهـوي وجهه الآخر، وهو القول بماهية المنطقـة أو ربما بماهية الشرق عموماً. فهذه المنطــقة تتــصف في نظره بخصائص حضارية مستقلة بذاتها. ولذلك لا يصــلح لها «النــموذج» الأوروبي الذي ثبت فشل تعميمه على العالم... ولست أرى من يقول إن أوروبا الرأسمـالية كــانت تريد حقاً أن تعمّم «نمــوذجها»، أو أن «نمــوذجها» يملك القابلـية للانتقال من مجتمع إلى آخر كماهية قائــمة بذاتها؛ إلاّ أولئك الذين يأخذون بالقول الماهوي في النظر إلى الثقافة أو الحضارة. والركــابي ينــتمي في أغلب الظــن إلى صــفوفهم على ما تبيّن من النــاظم الداخـلي الذي يحكم أفكار مقاله...
4ـ تثوير النبوة: ويورد الركابي أن النبوة لعبت دوراً حاسماً في تاريخ وتشــكل خصائص حضارة المنطقة. ولكن لا يقتصر التعامل الراهن مع العصر في منطقتنا على السلفية والإصلاحية، تراه يســأل: لماذا لا يدخل على ميدان الوعي عنـصر تثوير النبوة من أجل تأسيـس البحث عن القــوانين الخاصة وعن فعلها الحي الباقي؛ وعن قضية العدالة بوصفها كينونة أصلية، لا كنظام ناتج ومحكوم إلى قوانين لاحقة برجوازية أوروبية حصراً.
لقد طرح الركابي مفهوم «تثوير» النبوة ولم يقم بضبطه معرفياً. وقد تبدى ذلك في التنـاقض بين أسئــلته. فمن جــهة يريد تثوير النبوة للبــحث عن القوانين الخاصة التي تنتظم مجتمعات منطقتنا. ومن جهة أخرى، ينظر إلى العدالة لا كنظام مجتمعي محدّد، بل ككينونة أصلية قارّة في النفس البشرية. والحال، كيف يكون تثوير النبوة؟ بالمجتمعي أم بالفطــري؟ أم بكلــيهما معاً؟ وهل العدالة فطرية أم مجــتمعية؟ وهل القوانين الـخاصة لا تنبــني كونياً؟ إنني أظن أن الركـابي لم تشغــله هذه الأسئلة؛ إذ إنه قدّم مفهوماً عاماً ينطوي علـى تأويــلات واسعة. فالتثوير المعرفي، يعــني تغيير أو إعادة إنتاج المفهوم في ظروف واقــعية جديدة... وعليه كيف يعـاد إنتاج مفهوم النبـوة؟ هل يعاد إنتـاجها بالإمـامة؟ أم بالخلافة أم بمنهج جديد في التفكير؟ هل هو المنهج النبوي الثوروي؟ أم المنهج الثقافوي الذي يختزل الثقافات أو الحضارات بعنصر ثقافي واحد لن يكون في حالتنا سوى الدين؟ وهل تعامل المنهج النبوي في لحظاته الثوروية مع العدالة كفـطرة أم كنـظام مجتمعي؟ ولماذا تراجع هذا المنهج منذ عثمان بن عفان ووهج النبوة كان لا يزال يفرض حضوره على الجميع؟...
هذه أسئلة «اجتهادية» إلى من ترك مفهومه غامضاً وعجز عن بناء عناصـره المعرفية، وقد تقدمت بها من أجل أن أساعده على تحقيق «ثورته المنشودة»
÷ على أي حال، إن الركابي طرح «تثوير» النبوة وأعلن موت الماركسية. ثم دخل إلى مجتمعات العدالة التوحيدية حسب تعبيره كثائر عادل بالفطرة التي وضعها الله في نفسه...
لقد انشغل الأستاذ الركابي في مقاله بالماركسية من باب من يرقب بلهفة دفنها، أو من يأتي إليه بخبر تشـييعها، لكي يكتب بيان ندبه ويتلوه على رأس الميت. لكن ما فات الكاتب أن ترقّبه سوف يدوم طويلاً أكثر مما يظن أو يتوَّهم هو وشركاؤه في حِـماهم الإيديولوجي الجديد..



#فؤاد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراد هوفمان رجل الأمل
- فيصل ووفاء
- الله أعلم


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - فؤاد خليل - رداً على موت الماركسية: تثوير النبوّة أم قتل الفكر؟