أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حاييم شاين - لذكرى الضحايا في يوم الغفران














المزيد.....

لذكرى الضحايا في يوم الغفران


حاييم شاين

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 15:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اسرائيل اليوم – 16/9/2010 : لن أنسى أبداً صلاة يوم الغفران في سنة 1973. صليت في فرع بني عكيفا في تل أبيب. صلاة نقية لذيذة. رأينا من خلل نوافذ الكنيس سيارات سارت سريعا، تنذر بالسوء، نحو معسكر هيئة القيادة العامة القريب من الفرع. دخل جنود في الملابس العسكرية الكنيس في أثناء الصلاة وأبلغوا المصلين، ولا سيما رجال الادارة العسكرية أن عليهم أن يمثلوا سريعا في الوحدات لاستعمال أمر الطوارىء للتجنيد الاحتياطي.
في الساعة الثانية ظهرا، قبيل نهاية الصلاة، سمعت صافرة تعلوا وتنخفض، صافرة كانت علامة بدء حرب يوم الغفران. كانت تلك حربا غيرت الى الأبد معنى يوم الغفران عند الاسرائيليين. فقد زادت الحرب على اليوم المقدس بعدا آخر سوى البعد الديني، وغيرت المجتمع الاسرائيلي حتى انه لا يعرف. تحولنا من مجتمع آمن وادع الى مجتمع مذعور ليست له ثقة بنفسه. وليست له ثقة به نفسه وبقادته.
مع خروج يوم الغفران أتت المكالمة الهاتفية التي انتظرتها منذ الظهر. قيل لي أن علي الوصول سريعا الى مكان تجميع في مركز تل ابيب وستنقلنا من هناك حافلات الى معسكر وحدتنا المدرعة قرب بئر السبع. كان الظلام في تل أبيب شاملا. وطال السفر. التقيت في الحافلة صديقين كانا معي في دورة ضباط المدرعات. لم يعودا من حومة القتال. تزوج أحدهما قبل الحرب بستة أسابيع.
ساد معسكر الوحدة عدم نظام فظيع. وطلب إلي بصفتي قائدا أن أؤلف فرقاء دبابات على نحو عشوائي من بين الجنود الذين أتوا المعسكر. كانت الدبابات التي تلقيناها للخروج للحرب في وضع فظيع. كانت مهملة غير معتنى بها وبغير ذخيرة. وعندما أبلغت ضابط التسليح أنه لا يوجد في رشاش القائد زناد، كان جوابه "من حسن حظك أن معك رشاشا فهو غير موجود أيضا في الدبابات الأخرى". توجهت الى قائد الكتيبة وأبلغته أنه لا توجد خرائط. وكان جوابه "سر في اتجاه الشمس".
تلقت كل مجموعة دبابات كانت مستعدة للارتحال أمراً عسكرياً بالسير على الجنازير من بئر السبع نحو القناة. لم يوجد ذكر لناقلات الدبابات. كانت مشغولة بنقل الدبابات الى هضبة الجولان حيث اقترب السوريون من بحيرة طبرية. كانت الطريق كلها الى قناة السويس مملوءة بمراكب ثقيلة وخفيفة. لم يهتم أحد بتوجيه السير أو بالتمكين من مسارات بديلة. بعد ساعات طويلة من السفر المرهق بدأت الدبابات تصل رويدا رويدا منطقة القناة وتستعد للمعركة.
مع اقترابنا من منطقة القتال رأينا دبابات الجيش الاسرائيلي مصابة من كمائن صواريخ فتاكة. جرى جنود محترقون في سرابيلهم حول الدبابات. وكان مشهدا فظيعا لمن اعتاد أن يسمع ويقرأ عن الجيش الاسرائيلي – الجيش المنتصر.
كانت المعارض صعبة. لم يقرأ قادة لوائنا خريطة المعارك. وقد قصفت المدافع المصرية بلا انقطاع. وأحدثت صواريخ ساغر المباغتة بنجوعها العجب بالدبابات. ولم تر طائرات سلاح الجو في السماء لأن الصواريخ المصرية أخضعتها. وسمعنا من آن لآخر، وفي توال أخذ يزداد عن قادة قتلوا ورأينا دبابات تحترق.
كانت الخسائر في الحرب باهظة. فقد بذل جنود مخلصون مصممون مهجاتهم ودفعوا ثمن اخفاق القيادة والعمليات. وقد حسموا الحرب بأجسادهم حقا. من المهم أن يعلم أبناء الجيل الشاب شجاعة المحاربين في تلك الحرب اللعينة وبذلهم مهجاتهم. في صلاة يوم الغفران سنذكر ونتذكر الجميع. جميعهم محبوبون وجميعهم أبطال وجميعهم اليوم ملائكة في جيش السماء.



#حاييم_شاين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - حاييم شاين - لذكرى الضحايا في يوم الغفران