أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم حمود الهوني - الرمزية في الدين















المزيد.....


الرمزية في الدين


ابراهيم حمود الهوني

الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما سئل سبنسر عن الدين ، وما هو تعريفة قال : (هو نوع من الإحساس نشعر من خلاله بأننا نعوم في بحر من الأسرار) .
أي انه حس روحاني يعتمد على ما يدركه العقل من أسرار إلاهيه وضعها الله في كل دين ارتضاه للبشر عبر أزمان سالفة . دون اللجوء إلى الرموز الدينة بصفة مطلقة للوصول إلى ذلك الإدراك ، أو الاعتماد على أقوال أو أفعال بشر . فالعصر الذي اعتمد فيه الدين على الشكل أو الرمز أو الشخص قد انتهى بوصول الرسالة ونهاية الرسل .
من هذا المنطلق أقول أن دين هذا العصر فقد روحانيته وأسراره الإلهية وأصبح يعتمد علي الرموز والمعالم والأشكال والأشخاص بل وحتى المكان بشكل كلى، وعندما أقول الدين فأنا أقصد كل الديانات،
سوف اركز علي ديننا الإسلامي بنظرة مجردة بغض النظر عن كوني مسلـم ( بالفطرة ) ومن كوني قد استأت مما آل إليه الإسلام والمسلمين من جراء تلك الرموز والمعالم والأشخاص وما يصدر عنها ومنهم ، وحاش أن يكون القصد الأساة إلي جوهر ديننا الإسلامي الحنيف الذي اعتز به ، إنما القصد التركيز علي مظاهر المعتقد السلبية عند الشخص المسلم حيث أصبح يعتمد اعتماد كبير علي الرمزية المطلقة والظاهرة حتى يكون مسلم حقيقي ، وأن العبادات أن لم تكن كلها فأغلبها أصبحت أهدافها الروحانية أهداف استعبادية وعدائية وتجعل من الشخص المسلم أو من اسلم شخص متخلف وناقص بجميع المقاييس الحضارية وذلك بفعل فاعل ألا وهو الشخص المسلم المطبق أو ممن أوتوا العلم من أهل الدين أو الدعاة كما يحلو ذكرهم ، حيث يسخروا الدين لمآربهم وأغراضهم الشخصية ويحرموا ما حرم الله وما لم يحرم بذكاء خاص ، ليخلقوا غشاوة على المسلم ما بينه وبين الحقيقة المفقودة والخيال الموجود .
في الوقت الذي نعرف فيه أن أركان الإسلام خمسة من سار عليها في حياته كما هي أو كما عرّفها لنا القرآن مجردة من الرمز أو الملموس - عادا حج البيت فالحديث عنها يطول – فيصبح المقيد بذلك شخص صالح لنفسه ولغيره وحيث أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده فأن أمر تطبيقه للعبادات المعروفة أمر لا يتعدى حدود الحرية الشخصية للمسلم وأن خالفه شخص آخر في ذلك فلا شأن له به فهناك من سيحاسب آلا وهو ربه ورب من خالفه فلكم دينكم ولي دين وكل الأديان من الله.
إن العقيدة لاتقوم علي النفع القريب كأن يعتقد أهل الأديان الأخرى بما نعتقــد، ولا تستمد قوتها من الأحقاد والضغينة وشن الحروب الهوجاء عليهم لمأرب شخصية بأسم الإسلام ،إن العقيدة السمحاء هي تلك تحارب الشر بالسلم (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) وتستهدف الحب النبيل والخير لكل أبناء البشر مهما تعددت أجناسهم والوا نهم أو دياناتهم .
إن ما نراه اليوم ممن يدعون الإصلاح والفلاح للامة الإسلامية إنما يتبنون عقائد قائمة علي الحقد والكره للأمم الأخرى بدعوى الجهاد ونشر أفكارهم الهدامة بأسم الدين ، ويشحذون همم الرجال المساكين والضعفاء أغرتهم طرائقهم الشريرة للوصول إلي وهم الاستشهاد ودخول الجنة دون عقاب ونراهم يهدرون أرواحهم وأرواح أبرياء غيرهم ويتحملون كل عذاب في سبيل الهدف الذي ينشدون وهم في الحقيقة ينشدون إضعاف ركائز الدين وتشويهه وخلق الفتنة والبلبلة في مجتمعات كانت آيلة إلي الاستقرار .
إن رفع راية الإسلام لاتقوم علي قتل الأبرياء بأسم الله تلك النفس التي حرم الله ، وإن الإسلام قد نشر في زمن اصعب من هذا الزمن ولكن بطرق سلمية وبالمعروف ولم تقم علي الإكراه وإن حد السيف كان لمن رفعه في وجه المسلمين ممن لا أهداف لهم كما هو الحال العكسي ألان، أن أولئك الذين يقطعون رؤوس مدنية أمام الملاء ويفجرون أجسادهم الغبية في جموع إخوانهم المسلمين في كل مكان دون هدف ماهم إلا منحرفون وشاذين يأسون من حياة الدنيا التي فشلوا في العيش فيها بسلام فاختاروا نهاية سريعة لحياتهم بدعوى الاستشهاد ، وهل الدين متوقف علي إزهاق هذه الأرواح ؟ .
إن الدعوة إلي الدين الإسلامي في عصرنا هذا متيسر جداً خاصة في وجود تقنيات حديثة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ، والحقيقة ينشدها كل ضال في أي زمان ومكان كيفما شاء ومتي شاء حتى وهو جالس في منزله يجد ويجتهد لبلوغها ومتي ما بلغ مراميها فله الاختيار فيما يعتقد ، وعصرنا هذا لا يسمح بإشهار السيف في وجه من خالفنا في المعتقد ، وهذه هي فلسفة هذا العصر فالحقيقة لا تأتي بالمقارنة ما بين عقيدة أمة أصولها بدوية تعيش نصف يومها بالتفكير في روحانيات ميتا فيزيقية وعلي ثقافة الراعي ، وبين من انتقلوا من سحق هذه الأزمنة والعيش بالتركيز في التطور العلمي والتكنولوجي، ونأتي بعدها ونطلب منهم تغيير معتقدهم بكل سهولة ونحكم عليهم بالموت إذا ما خالفونا .
لابد للدين إذا ما رجونا إن ينتشر إن يتطور ويخرج من جموده التقليدي والركيك والمعتمد فقط علي التجديد في اللغة والخطاب الديني بل والخيال الديني وذلك حتى يجاري العصر الذي نعيش فيه و يتماشي مع احتياجات الإنسان العصري والتي بالضرورة تختلف عن احتياجات من عاشوا في العصور السالفة، وهذه هي السنة التي تفرضها الحياة حيث يتطور المفهوم الديني ويرتقي إلي آفاق ارحب بالتوازي مع التقدم الحضاري للمجتمع .
لا يمكن لإنسان القرن الواحد والعشرين أن يري الدين كالبدو في صحراء القرن الخامس للهجرة والذي لم يكن يعرف عن بقية العالم شيئاً وكانت كل آفاقه ومدي رؤيته للأمور لا تتعدي محيطه الصحراوي والكثبان الرملية التي ينام عليها ويسلح عليها وينصب خيامه بينها.
ولذلك يجب علي المسلم في عصر الحداثة أن يقوم بتحديث الفكرة الدينية وما يعتقده ويؤمن به بالتوافق مع يفرضه واقع الحياة وتطوراته ولا يجعل الله عرضة لأفكار بائدة ووسيلة للصراع ما بين الحضارات ، ( إن الله ليس القوة العظمي التي يتضرع لها الكائن البائد ويرجوها أن تساعده علي خرق قوانين الطبيعة، ولكنه الحقيقة الأزلية تجد فيها النفس المفكرة ثقتها بخلود الفكرة ) .
كيف أخي المسلم نهتم بظاهر الدين ونغفل عن الجوهر ونجعل الخرافات أساسً للمعتقد ونجهل أو نتجاهل عن الحقيقة الروحية السامية فيها .

مظهر المسلم وهيئته :

1- اللباس الإسلامي :
الإسلام كانت بدايته في شبه الجزيرة العربية وطبيعة ذلك المكان حار طوال السنة ويفرض علي أي بشر أن يلبس لباس يلائم طبيعة هذا المكان الجاف وينتعل ما هو مناسب إلي غيره من أشكال اللباس الصيفي رجل كان أو امرأة ، فلا يعقل أن تفرض علي مسلم في أقاليم باردة أن يرتدي ذلك الزي القصير أو الخفيف علي أساس أنها سنة، أو كما فى لباس الشيعة من سواد غريب على العباءة وطريقة خاصة للف العمامة على أساس الحزن والأسى، وبغض النظر عن اختلاف الفكرة السنية والشيعية لبعض المفاهيم الإسلامية فإن آخر ما يتوقعه أي إنسان حتى ولو لم يدين بأي ديانة أن يكون اللباس عنصر فاصل وعلامة تفرق ما بين إسلامين إسلام السنة و إسلام الشيعة ثم أننا في عصر لا يسمح لنا بارتداء العباءة والعمامة والدخول بها في مكان يفترض أن يكون الزي فيها لائق وغير مخالف لطبيعة المكان كدول غربية مثلاً أو مؤتمر أو ندوة أو حتى مطعم حديث, ذلك أنه قد يجلب السخرية ويصبح المسلم محط أنظار ناقصة ومستهزئة .
من ناحية أخرى لماذا خُص الأمام أو الشيخ أو الخطيب بلباس معين حتى يصبح كذلك بغض النظر عن إلمامه وثقافته وقدرته اللغوية والدينية في الوقت الذي تقل فيه قيمة عالم أو شيخ أو داعية إسلامي بلباس عصري و أعطى مثل على ذلك الشيخ عمرو خالد بغض النظر عن تبسيطه لبعض أمور الدين الإسلامي وتيسير ما هو عسير والذي حورب من جهات نقدت مظهره قبل أن تهتم بعلمه.
وبالنسبة للباس المرأة المسلمة فلقد فُرض عليها بناء على فهم خاطئ من المشرعين بحجة ستر العورة وان كل ما في المرأة هو عورة حتى من صوتها وبالتالي وجب طمسها بما يعرف بالزي الإسلامي وما يحمل من تبعات وسلبيات كالحجاب أو البرقع أو الخمار و الجلباب في دعوة صريحة لسجن هذا المخلوق الضعيف في لباسه لا لشي إلا لكونها خلقت أنثى ضعيفة وخلق الرجل قوى.
إن الحجاب لم يكن مفروض ولكنه مرغوب حسب التركيبة الفسيولوجية للمرأة في أي زمان ، فشرط لباس المرأة كان قد وُضع علي زوجات الرسول في بداية دعوته لما يتعرضن له من أساة فلذلك كان قوله تعالي(( وليدنين عليهن بجلابيبهن فذلك أدني أن يعرفن )) حتى انه لم يقل فليدنين بصيغة الأمر بل جاء بتلك الصيغة والتي تفيد بالحل أو العلاج المؤقت لهذه المشكلة ، ولما قويت شوكة الإسلام والمسلمين أصبحت هناك حرية في اللباس بحيث يلائم طبيعة المكان والعمل فالمسلمة المقاتلة لا تستطيع امتطاء صهوة الخيل بلبسها الجلباب ولو كانت متحجبة أو متنقبة لما عرفت خولة بنت الازور ولو كانت أسماء ترتدي النقاب أو الخمار لما علق قرطها في راحة يد أبو جهل عندما صفعها في تلك الحادثة المشهورة وأمثلة كثيرة أخرى لنساء المسلمين في ذلك الزمن .
وفى اغلب الأحيان لا تجد امرأة ارتدت الحجاب بقناعة تامة فهي إما أجبرت على ذلك بسلطة الرجل الزوج أو الأخ أو الأب أو غيره ، أو تعانى من عيب في شعرها أو في قوامها و تستره بتحايل ويحسب ذلك حجاب ، أو إعلان ظاهري للتوبة على الملأ وأخص بذلك الفنانات أو المذيعات كنوع من التنازل في إحدى مكونات الشخصية والذي اصبح في تحجبهن ظاهرة فنية .
ولذلك فأن اللباس الإسلامي رمز وليس فرض أو أساس. ولو كان عدا ذلك فلتتحجب نساءنا أمام أطباء التوليد الأجانب ولا تنكشف في صورة جواز سفرها أو في بطاقة التعريف.

2- علامات المسلم:
لماذا اصبح الالتحاء شرط أساسي حتى تكون مسلم حقيقي بدعوة إن إرخاء اللحية يضفي علي المسلم الوقار والهيبة بغض النظر عن قوة إيمانه وعقيدته وتؤهله لأن يكون شيخ أو إمام أو علامة بالاستناد على حديث ضعيف ( اعفوا اللحى وجزوا الشارب ) إذن ليس من حق من أصيب بداء الثعلبة حتى ولو أعطاه الله العقل المستنير والكافي لاستيعاب كل ما جاء به الإسلام من قواعد وأحكام ،أن يكون شيخ أو خطيب أو غيره وبالمناسبة لم أجد أبداً شخص كذلك هذا من جهة من جهة أخري فلقد قلت قيمة الداعية الإسلامي عمرو خالد عن غيره ذلك لأنه غير ملتحي .
أذن اللحية رمز وليست أساس فالحلاقة في عصرئذ لم تكن سهلة لعدم توفر الأدوات ولذا إرخائها أسهل.
وكذلك الكلام ينطبق علي علامة السجود مثلاً علي الجبهة حيث يعتد بها علي من ظهرت عليه فيقال أنه إنسان متعبد وكثير الصلاة والإطالة في السجود حتى بانت عليه هذه السمة.. هل أصبح المسلم كالجمل لابد أن تظهر عليه السمة حتى يعرف بأنه مسلم حقيقي، في الوقت يقول الله عز وجل (( سيماهم في وجوههم من أثر السجود)) وفي تفيد الداخل أو الباطن ولم يقل سيماهم علي وجوههم أو علي جباههم والتي تفيد الظاهر والمكان من الوجه حيث شمل الوجه بالكامل والقصد منه الشي المخفي منه كالنظارة أو النور مثلاً.
إذن هذه السمة رمز وليست أساس لشخص المسلم .

المساجد :
ذلك المكان الذي نقصده للتعبد، أطهر مكان يلجئ إليه المسلم بيت الله الذي يستقبل ضيوف الرحمن ورواده ((مساجد يذكر فيها أسم الله )) وتقام فيها الشعائر من فروض ونوافل وملتقى للمصلين .. الخ ، وفي عصرنا هذا اصبح قصد المساجد ظاهرة تستدعى الوقوف عليها ففي الوقت الذي كثرت فيه بيوت الله وقد يكون ملاصق لبيوتنا ولكننا ننئي عن الصلاة فيه ونجهد نفسنا لبلوغ مسجد آخر لعدة اعتبارات حيث نسعي لبلوغ جوامع أو مساجد لها خصوصية رمزية كأن يكون مسجد حديث مكيف أو الشكل جميل أو هيئة الخطيب أو بحجة أنه كلما سعي المصلي إلي مكان بعيد فله أجر أكبر حتى ولو أنه لا يملك وسيلة نقل لذاك المكان دون اعتبار لقيض الصيف أو قر الشتاء (( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )) وبالتالي سيكون نصيب المساجد العتيقة الجزء الضئيل من المعمرين (( أنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الآخرة )) ، إلى جانب آخر خرج أهل الشيعة لتوسيع الشرخ ما بين (العبادات السنية والشيعية) بتسمية مساجدهم بالحسينيات رمزاً للحسن والحسين ، وكذا بالنسبة لما يعرف بالزاوية والتكية عند الصوفيين .
إذن المساجد هنا رمز والأساس هو المصلين الذين يؤمنون بالله واليوم الآخرة وكيفية أدائهم الفرائض على أتم وجه وليس من ذهب إلي جامع فلان أو المكان الفولاني لكي تقبل صلاته وتصعد دعواته ببركة اسم الجامع . .
الأضرحة والمقابر:
هذه الرموز أنتجها إسلام القبائل والتي تعتبر مناخ ملائم لنشؤ المظاهر الدينية المواكبة للعبادات الأخرى وعلي سبيل المثال نشأة الطرق الصوفية المختلفة بزواياها واتكيتها وشيوخها وطقوسها كنوع من التبعية الروحية لشخص ما له مكانة معينة عند بعض القبائل كتمجيد لهذا الشخص المبتدع والذي يحاكي الأنبياء والصالحين بقدر من العجائب أو المعجزات المنظورة للعامة كما نلاحظ أيضا أن أتباع هذه الطرق يحاولون إيجاد أنفسهم فيها حيث فشلوا في عبادات أخري ويعالجون عجزهم بأن يصبحوا أصحاب طرق بدلاً من أئمة أو خطباء أو علامة الخ.
وإذا عدنا إلي عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وما سار عليه الخلفاء الراشدون من بعده نجد أنه خالياً من هذه البدع وتخليد المقابر والأضرحة والأشخاص بهذه الطقوس الغريبة، إلى أن انشطرت سفينة الإسلام وهيكلها بما حملت من توحيد إلى نصفين سني وشيعي ولكلٍ رموزه وخرج الثاني بما يعرف بمرقد الإمام والمزارات والعتبات المقدسة ومن ذكرى كر بلاء وما يحدث فيها من مظاهر لطقوس تعذيبية لأنهم يَبْكُوُنَ الحسن والحسين فيها ويقيمون حفلات العزاء والنياحة والجزع وتصوير الصور وضرب الصدور واللطم وجلد الجسد بالسلاسل وإسالة الدماء وعادة ما تكون في العشرة الأولى من شهر محرم معتقدين ذلك تقربا إلى الله وتكفيرا عن ذنوبهم ، إلى جانب ما يقوم به أتباع الطرق الصوفية من قرع الدفوف ومناداة سيد هذه الطريقة أو تلك ويتخللها الضرب بالسيوف والخناجر وأكل الزجاج واللعب بالنار .
هذه رموز وليست فروض واجبة إنما أجدها نتاج لإسرائيليات طغت وتغلغلت في أساس النظام الإسلامي ليس الغرض منها التعبد و إنما التخبط في وهم الخرافات.
التقمص في المسميات ( المتدين أو التدين ) :
إمام شيخ علامة داعية متدين إخواني آية الله سماحة المفتي...الخ
إن هذه التسميات وغيرها ما هي إلا رموز لشخص تقمص إحدى تلك الصفات أو غيرها ليضفي الشرعية على شخصيته وعلى ما يلفظ من كلام، أو ألبسها عليه عامة الناس ليجدوا غايتهم النفسية وينهلوا مما تعمق هو في دراسته والبحث فيه، ويأخذوا بكل كلمة قالها أو جملة بغباء أعمى على إنها حقيقة مطلقة وإن هذه الفتاوى أو التشريعات لسنن الحياة المختلفة هي توضيح لكلام الله أو شرح لحديث رسوله ليتدبروا منها في شؤون دنياهم وأمور دينهم الوهمي, حتى وإن كثرت عليهم الفتاوى أو اختلفت من المصدر المشرع فإن الناس تأخذ بأيسرها خاصة في أمور ما بين التحريم الكلى والتحريم الجزئي أو المكروه كسماع الموسيقى ومصافحة المرأة وتعاطى السجائر والتصوير الخ.
أنا شخصياً لا آبه لما يصدر من أولئك الشيوخ المتكلمين الذين لا يفرقوا مابين الغث والسمين ويجتروا من أسس حضارات سادت ثم بادت مبادئ قد سقطت بالتقادم فى عصرنا هذا، فتلك المبادئ وضعت لذاك العصر الخارج لتوه من الجاهلية المتوحشة لتنظم شؤونهم وتُسيْيس حياتهم بما يتماشى وطبيعتهم البشرية القاسية ، كما ولن تؤخذ بالقوانين التي استصدرنها أو التي استحدثناها ولن تكون صالحة في القرون القادمة ذلك لأنها قد لا تتماشى مع أسلوب حياتهم وطريقة تفكيرهم وطبيعة ذلك الزمن .
نعود إلى تلك الرموز أو الصفات لهؤلاء الأشخاص، إذا ما رئينا حقيقة العامة من المتدينين نجدهم إما أن يكونوا أناس يأسون وفاشلون في حياتهم ولم يحققوا النجاح الكافي والذي يسعى إليه كل بشر سوى في الدنيا ، وبذلك لم يجد طريقة مثلى يجد فيها نفسه إلا الالتجاء إلى طرق رخيصة لنبذ حياة الدنيا والتي لم يحظى منها بشي والتعلق بمعتقدات الدين الجانبية لبلوغ أهدافه في الآخرة كما يضن ، أو يكونوا من أولئك المرائين الذين وقعوا تحت تأثير الشيوخ وما يصدر عنهم من أفعال و ما يرد منهم من أقوال كالشيخ القرضاوي والطنطاوى ووو، أو يكونوا بأسون من الدراويش أو المتخلفين ذهنياً ولا يسعفهم العقل لأدراك ما هو الوجه الأخر من العالم الحقيقي .
لقد اختصر غويو توصيف أو تعريف لمن تشملهم تلك الأوصاف دون أن نجعلهم رمز ديني ب (( إن المتدين الحقيقي هو ذاك الذي يجدُ في طلب الحقيقة ويفكر فيها ويحبها )) ويخلص لها ويقدسها ومن أعظم تلك الحقائق هي ( وجود الله خالق الكون ومدبر شؤون كائناتها) وهى حقيقة مطلقة أزلية والمتدين إذا ما بلغ التفكير فيها إلى حدود المحبة فلزم علية تنزيه الآلهة عن كل الصفات البشرية والتي لا تحتاج إلى رمز كي نصلها ذلك لأن ( الله لا يحب أو يُحب على طريقة الإنسان بل هو ينبوع المحبة الذي به تتآلف القلوب) فننهل منه متى شئنا وبطريقتنا المثلي في التفكير دون الحاجة إلى شخص مهما كانت صفاته أن يوصلنا إلى هذه الحقيقة، فلا ينبغي على المسلم التسليم بما يصدر من أولئك على أساس انه شي مطلق ولا ضير من الأخذ ببعض القول على انه بداية للمعرفة ونقطة انطلاق لعالم الحقيقة حيث يجتهد بالبحث عنها ويحاول بلوغها بما أعطاه الله من عقل، فالشيخ أو الداعية ليس كائن مقدس بل إنسان عادى وينظر للأشياء بعين معرفته وحدود إدراكه وقدرته ويخرج بنتيجة ليس بالضرورة الاشتراك معه فيها أو اتخاذها مبدأ للعبادة ووسيلة للتقرب إلى الله.

المصحف :

ذلك الكتاب الذي يحمل في طياته آياتٍ بيناتٍ مفصلات من ذكرٍ حكيم ، فيه هدى للمتقين ، بلسانٍ عربيٍ مبين ، نُزل على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله علية وسلم ، جامع مانع لروح الرسالات السابقة و أسباب لكل ما خلق الله في الكون ، ما عُرْفَ منه للخليقة وما لم يُعرفْ وما لن يُعرَفْ إلا بإذنه ، آيته رسالات إلهية وجهت للعالمين كافة وللمسلمين خاصة يهدى للتي هي أقوم ويحث لمن يقرأه أو يُقرئه أو يستمع أليه على تدبر معانية والتمعن في مقاصده ويسعى من خلاله في طلب الحقيقة ومن اجل الحقيقة فقط والتي لولاها ما نزل القرآن وما كانت له أسباب في النزول ولم تكن له فئة يقاتلون من اجل نشر مافية إلى أن أصبحت أمة من بعد ما تبين لهم الرشد من ألغي في الحقيقة .
لكن السؤال هنا ما هو وضع المصحف وما فيه في حياة من اقتنعوا بما فيه ؟
يقول محمد قطب في مقدمة كتابه( شبهات حول الإسلام ) واصفاً البداية للفكرة العامة للتربية الإسلامية والقرآنية التي تلقن لجيل المستقبل في مدارس المسلمين أبان فترة الاحتلال لمصر أحد أهم أقطار المسلمين ’’ لقد وضع الإنجليز في مصر سياسة تعليمية لا تدرس شيئاً عن حقيقة الإسلام سوى أنه عبادات وصلوات ، وإذ كار ومسابح وطرق صوفية ، وقرآن يقرأ من اجل البركة ، ودعوات نظرية إلى مكارم الأخلاق ,, ، فغالبية المسلمين - عدا البعض ممن امتهن دراسة علوم القرآن والبحث في أسراره - يقرؤون القرآن دون الوقوف عند المعاني أ والاجتهاد في البحث عن
مكامن الحقيقة في الآيات ، ويكتفي بالتركيز على طريقة النطق أو اللفظ أو التجويد أو الوقف ...الخ وحتى في القرآن المسموع حيث نجد المستمع يستمتع بنبرات صوت القارئ وقوته وأسلوبه في التجويد كأن يسمع للشيخ فلان وينسجم مع صوت فلان بل ويجتهد لاقتناء أشرطة للشيخ الفولاني ، ويصدح صوت ذاك الشيخ في صالات المقاهي والمحلات خاصة في الصباح طلباً للبركة ، ومع وقف خاص بصوت القارئ نسمع صدى التكبيرات من جموع المصلين بين أروقة المساجد إعجاباً بالصوت والتجويد وتنهال عليه الدعوات والتشكرات على ما أجاد ، مما يلهيهم عن التعمق في المعاني وتذُكر ما قد نُسيَ من حكم فى الآيات .
من جهة أخرى انكب هواة الأحاجي علية للخروج بكم هائل منها مثل كم تكررت آية ( فبأي آلا ربكما تكذبان ) في سورة الرحمن وما هي الأعداد أو أسماء الحيوانات التي ذكرت في القرآن وما هي أطول واقصر سورة أو آية في القرآن ... الخ ، بل إن بعضهم ذهب إلى ربط أحداث الحادي عشر من سبتمبر بأرقام وتراتيب لآيات قرآنية في دعوة صريحة للسخرية من قدسية الكتاب .
و إلى الجانب الأخر حيث نجد ما يعتقده أهل الشيعة من امتلاكهم مصحف آخر مخالف للقرآن وهو ما يعرف بمصحف فاطمة ، حيث يزعمون أنه نزل على فاطمة بعد وفاة الرسول عن طريق جبر يل وكتبه علي رضي الله عنه ، قال شيخهم الكليني في (الكافي 1/238):(وإن عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام، قال أبو بصير: قلت: وما مصحف فاطمة عليها السلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات،(ما فيه من قرآنكم حرف واحد).
فهل بعد ذلك قول في أن القرآن اصبح رمز يرمز بل ويفرق ما بين المسلمين ؟
للأسف أصبح القرآن رمزاً للإسلام ووسيلة للتبرك من خلال ما سبق ، أو إقامة الشعائر الجانبية كختم القرآن في البيوت الجديدة أو عند الختان أو في بيوت العزاء أو عند افتتاح الندوات أو في الاحتفالات أو عند بداية ونهاية الإرسال في الإذاعات ،إلى جانب ذلك رمزاً للتفرقة ما بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ..
إن هذا الكلام يعد ناقص وهذا اعتراف منى بذلك . لأنه يمثل رأي فقط ونتاج لأفكاري فقط وليس الهدف منه الصيد في المياه العكرة أو إنقاص من قيم الدين أو المتدينين , إنما انعكاس لم أعتقده في أمور الدنيا والدين وليس بالضرورة أن يتماشي مع معتقدات أحد أو يلقي اعتقاد به من أحد .
أطرح هذا الموضوع للنقاش ، وقبول النقد الراقي فهو يسعدني ويساعدني لأدراك اكثر للحقيقة .



#ابراهيم_حمود_الهوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم حمود الهوني - الرمزية في الدين