أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - نصري الصايغ - الخوف على عصمة السلاح















المزيد.....

الخوف على عصمة السلاح


نصري الصايغ

الحوار المتمدن-العدد: 3108 - 2010 / 8 / 28 - 10:00
المحور: بوابة التمدن
    












بعد الاطلاع الدقيق على القرارات المتخذة لمعالجة ذيول حادثة برج أبي حيدر، وبعد التنقيب في تصريحات المسؤولين والتيارات السياسية والوطنية كافة، لم نعثر على الجواب لسؤال أساس: «كيف تنجو العاصمة من عودة الميليشيا»؟

الاستثمار السياسي متوافر، الشماتة حاصلة، الكلام الذي «على حبله الغارب» شائع. وكل فريق يترجم نياته، ولا يستقرئ الحدث، باحثاً عن وسيلة تمنع «عودة الميليشيات» إلى العاصمة.

إذا كانت القوى السياسية معتادة على طحن اللبنانيين بالشعارات والشعارات المضادة، فإن «حزب الله»، هو المعني الأول في الإجابة: «كيف السبيل إلى إبقاء السلاح في وجهة المقاومة والحفاظ عليها، وعدم انزلاقه ليصبح، شبيهاً، بسلاح الميليشيات».

بعض من خيرة شباب لبنان، قضى في برج ابي حيدر. وهؤلاء أبناء وآباء وإخوة من عائلات ستلبس السواد حداداً، وتبيت على أحقاد وشكوك فاجعة... فالقتل المتبادل، القتل العشوائي، هو سمة من سمات «حروب الميليشيات».

بعض من قادة لبنان المقاومة في الثمانينيات، قضى في صراع البنادق، عندما استدرجت لتأخذ حقها بيدها... وكمثل حادثة برج ابي حيدر، حصل في ساقية الجنزير: حادث مرور بين سائقين، واحد من «المرابطون» والآخر من «السوري القومي»، قتل فيه الأول، و... فتحت نيران جهنم. اغتيل انتقاما، قائد مقاوم، الشاعر كمال خير بك، الذي لم تنل منه يد اسرائيل، بعد عمليات عالمية مذهلة، كما اغتيل قائد آخر، هو بشير عبيد، لم يتمكن حكم الإعدام من ان ينعقد حول رقبته ولم تصل إليه يد الموساد... لا هو، ولا فؤاد عوض وآخرون. هنا، في بيروت، في ساقية الجنزير، سقط قائدان، بسلاح الميليشيا، الذي يفترض أن يكون سلاح القضية والمقاومة. وأخضعت بيروت، بعد المقتلة، إلى قتال دام، في شوارع العاصمة، لم يهدأ، إلا على زغل الوعود، بعدم التكرار، وقد تكررت المقتلة مراراً، بين أطراف القضية الواحدة...

ولم تنج «المنطقة الشرقية» من حرب «الاخوة الأعداء»، وهم في صف واحد أيضا.

ولم تنجح الأطراف في الضفتين اللبنانيتين في إنهاء حروب الميلشيات، الا عندما استسلم الجميع لمقتضيات اتفاق الطائف. وبالمناسبة، لم تكن بيروت وحدها الضحية، فمعظم مدن لبنان كانت مسرحاً للعبة الدم وحروب الانتقام ودوامة العبث.

لم يكن الحل أبداً أمنيا. ما قيل من تصريحات وما اتخذ من قرارات لا يمنع تكرار «برج ابي حيدر» في مكان آخر. الطائف، كان حلاً سياسياً، سلّم به الجميع في السياسة، فسلّم عبره الجميع سلاحه، أو باعه، باستثناء ما اختص بالمقاومة.. والسلاح الخفيف.

اللجان الأمنية المشتركة كانت عاجزة. اللجان الأمنية والعسكرية فشلت. جولات السباق الدامي في «سباق الخيل»، لم تنتج إلا المناشدات، ولم يسمع أحد.

لنعد إلى السؤال: «كيف نعصم سلاح المقاومة، من الانزلاق، إلى منطق الميلشيات»؟

أولا: يظهر ان سلاح المقاومة، المنتشر في اكثر من منطقة، خارج الجنوب، هو لحماية ظهر المقاومة، أو، هو احتياط تعبوي ضروري للمقاومة. وهذه، لا تطمئن إلى ظهرها، وقسم من لبنان السياسي/ الطائفي، لم يتورع في السياسة وسواها، عن استهداف سلاح المقاومة. القرار 1559، عنوان، حرب تموز عنوان آخر، البيانات الدورية، لقادة روحيين وسياسيين عنوان دائم... المقاومة إذا، غير مطمئنة إلى سلامة سلاحها، فنلجأ إلى المزيد من الانتشار لحماية سلاحها المقاوم جنوبا.

ثانيا: لم تصل القوى السياسية اللبنانية، إلى شبه اتفاق حول جدوى المقاومة. فلا يزال البعض يؤكد ان مجرد وجود المقاومة، هو ذريعة لاسرائيل، كي تعاقب لبنان وتدمر بناه التحتية وتعيث فيه خراباً. ولا يزال البعض الآخر، يرى فيها انها حالة ميليشياوية كامنة، ويستشهد على ذلك، بأحداث السابع من أيار، وموقعة برج أبي حيدر... النيات السياسية المعادية للمقاومة، حاكمة ومتحكمة في مفاصل الحياة اللبنانية، لدى فريق يمثل طائفة ومذهباً، يستعيد «الفتنة الكبرى» (عثمان) قبيل وإبان وغداة، كل معركة صغرى.

ثالثا: إذا سلمنا بأن سلامة المقاومة، يؤمنها السلاح، فإن عصمة هذا السلاح تتأمن من خلال تخصيص هذا السلاح للدفاع عن المقاومة حصراً. وعليه، فلا حاجة على الاطلاق، للتدخل المدني، الأهلي، في خلافات أهل الحي، مهما بلغت، وفي خلافات التحرش، وفي خلافات السير، وفي خلافات الكهرباء، وفي الخلافات السياسية، الهامة والتافهة، ليس من اختصاص حاملي السلاح، دفاعاً عن المقاومة في بيروت وسواها من المناطق، التدخل لحل إشكال بين عنصرين أو شابين من تيارين أو مذهبين مختلفين... وعليه، يلزم تحريم هذا التدخل الأهلي، الذي تقدم عليه عناصر، مؤيدة بالنفوذ الطائفي، والقوة المنظمة... لأن دور المقاوم في بيروت، ليس ان يكون بوليس إشارة أو ضابط شرطة أو محققا عدلياً، أو حامي جباة المال. ان قشرة الموز الأهلية، تقود إلى فتنة أهلية، وعليه، فليكن اختصاص سلاح المقاومة، الدفاع كما المقاومة، فقط لا غير. وإلا، فان انزلاقته ليصبح «ميليشيا»، ستكون على أبواب كل طلاق فردي.

رابعا: ان شعار «بيروت منزوعة السلاح»، فيه شبهة عنصرية. فلماذا بيروت وحدها؟ لماذا استثناء طرابلس وصيدا والبلدات المتناوبة جغرافيا ومذهبيا على الطرق الدولية... وهو شعار، يستوجب السير فيه، حروباً أهلية متناسلة، في ظل «النيات المبيتة» و«القناعات المتناقضة»، و«السياسات المتنابذة». ان السلاح المقاوم في بيروت، بل في أبعد من بيروت، هو ضرورة استراتيجية، كي لا تسقط بيروت، كما حصل في العام 1982. فإسرائيل، التي أصبحت دولة صديقة وشقيقة لبعض دول الاعتدال العربي (ولها فروع في لبنان)، لا تزال دولة معادية، وقد تعيد الكرّة، إذا خلا الجنوب من المقاومة وإذا باتت بيروت «منزوعة السلاح».

خلاص بيروت، سابق لأوانه. لم تنضج بعد كفاية. منطق السلامة الوطنية والحفاظ على قوة المقاومة، لم يجد من يترجمه في اتفاق سياسي مبني على قناعة وتجربة ومصلحة.

هل تتكرر موقعة برج أبي حيدر؟

ليت لا...





السفير



#نصري_الصايغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق أوباما: نهاية القتال واستمرار الاقتتال


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - نصري الصايغ - الخوف على عصمة السلاح