أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالعزيز الحيدر - المجتمع العراقي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتجليات نمط الإنتاج الاسيوي















المزيد.....

المجتمع العراقي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتجليات نمط الإنتاج الاسيوي


عبدالعزيز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 18:58
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الجزء الثاني
يتوهم البعض بالاعتقاد بان الولايات المتحدة الأمريكية وبجيوشها هي التي أحدثت التغيير الذي تم في العراق يوم 9/4/2003.... ولكن الحقيقة ليست هذه.
إن جيوش الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن سوى اللاعب الأخير الذي وصلت أليه الكرة فرماها في الشباك ,ليسجل لحظة التغيير التاريخية , التي ما هي إلا لحظة القمة والذروة في منحنى التغيير النوعي الذي حصل بعد ذلك, والذي كان ولابد إن يحصل بطريقة او اخرى , والذي نشر وأكد مجمل التغييرات الكمية التي حصلت خلال العقدين اوالثلاثة عقود السابقة والتي قاد تراكمها إلى لحظة التغيير النوعي الذي كان سيحصل في أية لحظة من لحظات التراكم الكمي لعوامل التغيير وبمثالية رائعة لتأكيد قانون التحولات الكمية الى تحولات نوعية .
ما الذي كان قد جرى خلال العقود الثلاث للتغير السبعينيات و الثمانينات والتسعينات ؟ والتي لم تدرس بصورة وافية وكافية لكي يتم الاستناد إليها في فهم العقد الأول من القرن الحادي والعشرين .
ما هي العوامل الرئيسية ؟ وما هي الثانوية في التحول؟ ما قوة كل منها في التحول ؟
ماهي العوامل الذاتية في العراق والتي تراكمت لانطلاقة هذا التحول ؟وما هي الظروف الموضوعية إقليميا عربيا دوليا التي ساهمت في ولادة المنحنى وتطوره وانقلابه النوعي؟
ما هي سمات هذا التحول النوعي؟ بم يختلف الوضع الحالي للعراق وسوف ندخل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرون عن التسعينات والثمانينات من القرن الماضي ؟
سيكون كل ذلك جزءا من تناولنا التاريخي لمسالة جذور وامتدادات نمط الإنتاج الأسيوي في العراق في عصر التطور الرأسمالي الحالي عصر العولمة والكولنيالية الجديدة والقطب الواحد.وهو يكاد أن يكون من أصعب عصور التاريخ قسوة وقوة وضغطا على المجتمعات والإفراد في كل أرجاء المعمورة.
ما الذي جرى على المستوى الاجتماعي ووفق منهج طيب الذكر أستاذ الأجيال د.علي الوردي.
ان الذي قد حصل هو تغلب قيم البداوة بشكل واضح على قيم المدينة وفي أحيان كثيرة على قيم الريف الشبه إقطاعي, في العادات والتقاليد حيث غلب الطابع البدو ي العشائري , ونزعة العنصرية القومية ,وبالتالي غلب (البرنو) الذي كان يحمله القائد في أكثر المناسبات أثارة للغرائز العشائرية والذكورية الوحشية (ان صح التعبير) وغلب طابع الصحراء على طابع المدينة حيث اللجوء الى نصب الخيام الغجرية وتحول الفنون الغجرية (الكاولية) الى فنون ذات قوة حضور في القصور والحفلات والمسرح التجاري والغناء الترفيهي والإذاعة والتلفزيون وأفرغت الكثير من الفنون من جوهرها لصالح الطابع الجديد , .ومجتمع يغلب علية الطابع البدوي(دك الكهوة وهز رأس الراقصات وفرش شعورهن) بشكل معمق ومن أعلى الهرم الاجتماعي (واعني به السلطة) كما تم في العراق لابد أن يعكس مقومات البداوة في مظاهر متعددة على كافة المستويات ومنها المستوى السياسي ,الذي أدى الى إلغاء لغة الحوار والتفاهم وتغليب لغة الحروب والقتال ولغة (البرنو) وتضمنت لغة الغزو كافة مفردات الغزو البدوي للعصور الغابرة تمثل في عمليات السلب والنهب( وتوزيع الغنائم) المصاحب بشكل مستمر لكل الحروب الداخلية والخارجية للعراق على مدا ثلاثة عقود والذي امتد تاثيرة الى المجتمع العراقي الى ما بعد 2003 لفترة طويلة وما زال المجتمع العر اقي يعاني منه على شكل فساد اداري ومالي لم يحصل مثله في التاريخ الحديث, على المستوى السياسي لم يكن غير الشكل (الدكتاتوري العسكري) ملائما للفكر البدوي ومن مظاهر الفكر البدوي الخيانة والتقلب في أية لحظة وحسب مطامع الشيخ وفهمه لمواطن الضعف أو القوة لدا العشائر المجاورة حتى لو كانوا من أبناء العمومة ,كما حصل في غزو الكويت, والحقيقة أن الطابع البدوي للمجتمع لم ينم الا في مجتمعات أسيوية فقط لعوامل لا مجال للتعمق في دراستها ولكن اقلها هو الطابع الصحراوي الممتد والواسع في جغرافية أسيا والجزء العلوي من أفريقيا, والذي امتدت إليها ثقافة الصحراء ولكن بتأثيرات اقل من مجتمعات أسيا التي تأصلت فيها طابع البداوة. وطابع البداوة هو أحدا التجليات الاجتماعية لنمط الإنتاج الأسيوي حيث رقبة الأرض بيد العشيرة وليس الفرد, وهو بيد رئيس العشيرة لدرجة محدودة من جهة اخرى , أي (ارض بلا راعي حمى) لان البداوة تقتضي الانتقال والترحال وليس الركود والسكون والأعمار والانتقال من البداوة الى الريف ,ناهيك عن إنشاء المدن , ونمو الطبقات بالضرورة مع تطور أنماط الإنتاج بما تحمله من خصوصيات علاقات الإنتاج المصاحبة لها.
كانت محصلة الحروب المستندة الى عصبية العرق والقومية هو الانهيار الشامل لبعض البنى الزراعية والصناعية التي كانت قد بدأت بالنمو كبراعم صغيرة في كيان المجتمع (المتسارع والمتزايد الاعتماد على الريع النفطي كركن رئيس وأحادي بعد ذلك لتكوين الدخل القومي).والحقيقة أن بعض الحروب تلهم في التطور اللاحق لبعض الشعوب حين تكون أسبابها الحقيقية صراعا على السوق وصراعا من اجل التطور ورفع القيود عن الإنتاج, والبحث عن الأسواق وإعادة الترتيبات السياسية ضمن منطقة ما من العالم .أما أن تكون حروبا من خلال أمزجة لإفراد وتطمينا لعقد العنصرية والعشائرية فقط فهو وبلا أدنى شك سيقود الى انهيار شامل في البناء الاجتماعي ومنها البناء الاقتصادي. وبانهيار الأخيرة تولدت في العراق ضرورات لمواجهة ما أفرزته سياسات العداء والغزو على كافة المستويات مناطقيا, وعربيا ,وعالميا ,تطمينا لاستمرار الكيانات الاجتماعية والسياسية لدول المنطقة وحمايتها من (رهاب الغزو) الذي صار مرضا عراقيا بجدارة والذي تحول فيما تلى ذلك في العقد الأول من القرن الحالي الى (رهاب الإرهاب) بعد أن وجد أحضانا أكثر دفئا في أحضان الفكر السلفي ( البدوي الجوهر هو الآخر) وكل ذلك ضمن الشروط الذاتية والعوامل الداخلية المحركة للصراع والحركة الاجتماعية, أما ما كان يدور في المحيط الخارجي للعراق عربيا وإقليميا وعالميا فقد كان له الأثر القوي هو الأخر مستندا على تأثيرات هذه الكيانات في ذاتها وبالارتباط بالظاهرة العراقية التي كانت تتعمق وتستعجل نهايتها الحتمية.
للبحث صله...



#عبدالعزيز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالعزيز الحيدر - المجتمع العراقي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين وتجليات نمط الإنتاج الاسيوي