أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد خالد تغوج - الثقافة الاردنية على المحك















المزيد.....

الثقافة الاردنية على المحك


رعد خالد تغوج

الحوار المتمدن-العدد: 3093 - 2010 / 8 / 13 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تطرح قضايا تخص الوطن ككل ,يكون لأرباب الفكر والثقافة رأيهم السديد,ولابد من ان تكون الاراء متعددة ليحصل التعدد الثقافي والفكري ,وفي حين يكون من يتهافتون للتنضير الانتخابي هم حفنة من ذوي الاجندة الداخلية او الخارجية ,ولا يعبئون الا بأموالهم ومصالحهم ,يكون الشعب قد خر ساجدا لدعاوي ماورائية تمارس عملها بين السحب,ان اخشى ما يخشى عليه على مثقفنا الاردني ,هو خلق يوتوبيا افلاطونية ذات مثالية مطلقة(absoute idealism ) ,عملها الوحيد هو ممارسة احلام اليقظة,لقد تم التغاظي عن اراء الملايين من المواطنين الذين يعملون حفاة عراة لخدمة وطنهم ,لصالح خدمة اجندة تعمل على خلق النعرات الاقليمية والعشائرية ,التى تزيد مع الايام انتفاخا,بدلا من ان يرتفع النقاش الى مستوى المعرفة(الابستملوجيا),ضل قابعا الى مستوى قبلي بدائي ليس ذو رؤية واحدة,بل نصف رؤيا هذا اذا ما انعدمت اصلا,ان من يعملون ليلا نهار في توجيه الاعلام ,واختراع معرفة(علاقة السلطة بالمعرفة عند ميشيل فوكو),هم عبارة عن موظفين يأخدون رواتبهم نهاية الشهر ورشاويهم نهاية المقال,ولا دخل لهم بأي قرأة سياسية للمرحلة,وهذا نتيجة ثقافة الاستهلاك التي افرزتها ما بعد الحداثة,التي قامت بالأعتماد على ثلاث قوى the three m s (money,media,market) وقامت بأستغلال كافة القدرات الشرقية لصالحها,وتجدر الاشارة الى ان ثقافة الاردني العامي ان جاز هذا التعبير لا ترقى الى مستوى الوعي السياسي ,بعكس المجتمع العراقي ,والذي انتجته الغارة الامريكية على العراق,والذي جعل من المخيال العراقي عموما مخيال سياسي,لذلك قد تلجأ الحكومة الرفاعية الى تقديم بعض القضايا الساخنة الى مراكز ابحاث بريطانية,عوضا عن ان يستشار الشعب بها,
ومن عجائب الامور ان يستشار الرجل الغير مناسب ,فمثلا هنالك اديب اردني,قام بتأليف عدة روايات ,ووقوده المعرفي لا يكفي لأن يناقش حتى,يتم استثماره لنقد الثقافة السائدة ,بدلا من ان يكون لكل ذي تخصص تخصصه,نجد ان القواعد المعرفية المصنطعة بين العلوم تتجاوز بعضها عندنا في الاردن,فيدخل كل في تخصص الأخر, والنخب الحقيقية تغيب عن المسرح الثقافي ,هذا على مستوى مدهشات الامور,اما على مستوى مزعجات الامور ,فهو الخطاب الغوغائي في التعامل مع بعض القضايا الساخنة,كنت اشاهد مذ عدة ايام لقاء قديم على التلفاز بين ميشيل فوكو و نعوم تشموسكي,ويا عجبي من هكذا لقاء ,فالاثنان يعتبران النقيضين الاكثر شهرة في العالم,وبدلا من ان يحاول فوكو ان يخلع حزامه لضرب تشموسكي نراه يبتسم ابتسامة الحكيم , ويناقشه مناقشة العليم,لقد سمعنا في الشارع ونسمع تعيرات الاخرين ووسمهم بصفات لئيمة,من قبيل ثنائية فلسطيني -اردني,الذي فاقمها (س)من الذين يجلسون في مواقع حساسة في الاردن,وهو في الاصل اردني,فاقمها وزاد عليها نارا لأنه كان على (عداوة)مع المسؤول (ص)الفلسطيني الاصل والذي يجلس على كرسي حساس جدا,وقام بتوظيف الجهاز الاعلامي (ليحتوي الشعب) ,مما كلف المواطن الاردني الكثير ليخسره,وهو الوطن,او المواطنة الحقيقية,وليس الكزموبلوتية الجوفاء التي تغري بسطاء الناس ,لقد تم تحويل هذا الخلاف ليجعل من الاردنيين مجرد هيبز او ترابدورز ,ووجههم لمقاتلة بعضهم بدل الالتفات الى القوانين التي مرقها,تجدر الاشارة الى الموقف السلبي الذي يتخذه الشعب بكامله من تسليم الحقائب السياسية من الاب الى الابن والى ولد الولد ,وثقافة (اختراع المناصب)التي تمارسها الحكومة,فأولاد واحفاد بعض المتنفذين ولدى عودتهم من الدراسة في الخارج وعلى حساب الحكومة او الديوان او غيره,والذي هو في الاخر على حساب المواطن,لدى عودتهم يتم التفنن بأختراع المناصب لهم ,من مستشار اول الى مستشار خامس,الى مدير تنفيد ومساعد اول لمدير التنفيذ,فيتم التذاكي وبحدة ورهافية من ابائهم لأختراع هكذا مناصب,لقد كان لعبارة (العرب ظاهرة صوتية)وقعا خاصا لدى العرب اجمعين,فقد مال قائلها وهو سلفي مرتد ,الى وصف ما هو موصوف,بعكس الهواية العربية الضاربة في القدم,والتي تميل الى الماورائيات الجهنمية في تفسيراتها,وعندما يتم تجاوز المواطن وممارسة الحديث مع المرايا فقط ,يتحول الوطن الى فرصة يهتبلها من لهم القدرة على الاهتبال,لقد كان لأحكم حكماء عصر الانوار في اوروبا وعي بأهمية التاريخ,فقاموا بقرأت متنوعة لتاريخهم ,لأعادة اكتشافه من جديد,وعلى الرغم من الاشكالية التي طرحها المفكر جوج طرابيشي من ان الرينانية قامت بالتأسيس للمركزية الاوروبية,عبر مد الجسور ما بين اثينا وروما ومن ثم روما واوروبا ,يبقى هنالك ذكاء ريناني قام بقرأة التاريخ ,وعي تاريخي وعلمي يسند الخطاب الاوروبي المتشرنق على نفسه,وليس مجرد تكرير خطابات ثيولوجية,دون اخضاعها لأي بحش اركيلوجي جينالوجي عميق,يجب رؤية المجالات الانتخابية كلها في العالم وعمل مقارنة بين الحكومات والسياسات,لأن الشيء بالضد يعرف,واختراع فن تغيير وجهات النظر ,لنرى الشيء من كافة اطرافه ,وتحليل بنية الخطاب الدستوري والتشريعي في الاردن,ويجب ان يتم زحزحة مجال دراسة القانون ليصبح قضية فلسفية بالأصل,ويجب ان يكون هنالك مثقف الشارع,الذي يمارس قرائته انطلاقا من الواقع,لقد دفع الاردن ثمانية ملايين للدعم العلمي في العام السابق,اين هي مما يحويه فقط برنامجنا السياسي؟,يجري تكرير خطاب الثقافة يوميا ,والتركيز على دور المثقف,وما يخفيه هذا الخطاب هو ان نصف الكتب تمنع قبل نزولها الى الاسواق وتوزيعها,وكذلك يحتاج الشخص الى فيتامينات (و) و (م),وهي الواسطة والمحسوبية,لأي سبب بسيط,هذا ويمر المواطن الاردني في يومياته على العديد من المعرقلات والتي تجعله يكدح ليلا نهارا دون ان يجد حتى لقمة العيش,وكثيرا من المتنفذين (تراهم يأكلون بسكويتا على حساب الاكثرية)كما قال شاعرنا عرار,ورب مسمى يحجب عنا مسماه,فالجامعة عندما اظهرت انها مكان للدارسة,غاب عنا انها سميت كذلك لأنها تجمع,من جمع,والجمع يكون من عدة اجناس,فهي تجمع بين الطالبين للعلم وبين الطالبين لل(ماتاليك)وتجمع الذكور بالأناث ,لقد كان لأيام الكتاتيب دورا شامخا,فالطالب يحفظ القرأن والالاف من ابيات الشعر والحديث واقاويل العرب ,ولم يتعدى الثامن عشرة من عمره,لقد سألت العديد من اصدقائي في الجامعة ان يكملوا لي قول الشاعر:يا سيدي اسعف فمي ,للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري,وكانت النتيجة ان اكثرهم لا يحفظوها,بينما يحفظون المئات من اغاني الاجنبية ,هذا ناهيك عن معرفتهم بالقرأن وعلومه اصلا ,هنالك جهات تحاول فرض معرفة تخص الشعب عن طريق التنويم المغناطيسي للجماهير,والذي يخدمهم هو الخطاب المؤوسساتي والمراكزي ,والاشهارات الاعلانية المباشرة والغير مباشرة,والخطاب الصحفي من صحف ومجلات تنزل الى التسطيح,وهذا ما يؤدي الى خنق المثقف الحقيقي ,لأن الهواء المحيط به والذي يتنفسه هواء سام ومميت,وكما انك تستطيع ان تضع البلون داخل المنطاد فأنك لاتسطيع عمل العكس,وهو وضع المنطاد داخل البلون فكذلك العقول لا تجد مكانا لها داخل جعبة الفساد وتهافت المصالح ,ان البيئة الصالحة تنتج اناس صالحين,والبيئة الفاسدة تنتج اناس صالحين,لقد بدأت الفلسفة اول ما بدأت في ايونيا ,وعاصمتها مالطيا بالتحديد,التي كانت عبارة عن تجمعات بشرية لأناس قادمين من الشرق الادنى بسبب الفيضانات عن طريق بحر الايجه,واخرين قادمين من الغرب بسب الحروب,هذا التلاقح الحضاري بالأضافة الى المناخ المعتدل والاقليم الذي يحفه البحار من كافة الاتجاهات,هذه البيئة الصالحة انتجت اناس صالحين اسسوا للفكر الانساني بكامله معرفة انسانية,ونحن نعيش في بيئة أثقلتها العشائرية والقبلية ,حيث ان وزرائنا انفسهم يخشون من رؤوساء العشائر ,هذا وتجري في الاردن الأن عمليات تحطيم للمعنويات وسلب للروح العربية الاسلامية وجعل الشعب يحس انه ليس الا ورقة ضائعة,وهدفنا هو خلق نظام ديمقراطي علماني قائم على العقد اللاجتماعي,
وهذا نتيجة احداث الحادي عشر من سمبتنمبر ,حيث ان المرحلة بكاملها تغيرت ,بسبب ما يمليه الثالوث المقدس(بريطانيا,امريكا,اسرائيل) على القيادات العربية,حيث ان وجود الثالوث في المنطقة بكاملها متسرب حتى الى داخل اجهزة المخابرات ,وتجري محاولات رسم داخل مخيلات المواطنين ,بأن التشتت امر طبيعي ,كما مؤوسسات المجتمع المدني تحاول ان تدعم هذا الامر,حيث انهم اصلا مقتنعين بأنهم كوزموبولتين,بعكس الجهات الذين يقيمون بالاماكن النائية ,فهم يحلمون بأنهم وطنيين جدا ,وان القيادات المحلية اعطتهم حقهم الوطني بكامله,وما هو غائب ان الكومبردور المحلي هو هو دائما وراء هذه النكبات,وهم غالبا من الليبراليون,لأن الجماعات الاسلامية واليسارية مضروبة بكاملها وان ترائت لنا بأنها معارضة,ومن سخرية القدر ان بعض الجرائد والصحف المحلية تتعامل بلغة الاحصاء,فأرقامم من قبيل 60% من الاردنين راضون عن الحكومة الرفاعية ,وغيرها من الارقام هي محض اوهام,حيث ان ادارة العملية الاحصائية سهل جدا,وهو الذهاب الى شخصين وسؤالهما عن الحكومة الرفاعية,فاذا اجاب الاول بلا والاخر بنعم ,ستكون نسبة الموافقين على الحكومة 50% والمعارضين50%,نحن نعلم ان المسرح هو اجمل شيء في الوجود ,ولكن ان لا تكون المسرحية من ذالك النوع من المسارح الذي يدعى الواقعية السياسية,الذي يضحك فيه الجمهور على الممثلين ,وفي نفس الوقت يضحك الممثلين على الجمهور,وكلاهما يعرف ذلك,لقد انتهى زمن العبودية ,وجاء زمن التحرر الكامل ,لكن زمن الكونتانت لم ينته ,حيث ورثنا نظاما كاملا من التخلف,والسؤال الذي يطرح نفسه الى اي مدى يصح قول الشاعر:
لثورة الفكر تاريخ ينبؤنا بأن الف مسيح من دونها صلبا
هذا وتجري محاولة وضع الرجل الغير مناسب في المكان المناسب,فأرباب الفكر والثقافة غائبون عن المسرح ,والذي يقوم بتوجيه الثقافة هم موظفيين بكل ما تحويه هذه الكلمة من معنى,فأصبح الموظف هو الناطق بأسم الثقافة,والناقد الحقيقي يتم تهميشه,ويخرج شاعر (س)يتحدث عن الثقافة في الاردن بينما استاذ كبير ومناضل عريق مثل عز الدين المناصرة يتم تهميشه,وخلاصة القول ان الثقافة في الاردن تردت الى ادنى مراتبها ,وتبادل الزعران والمثقفين الادوار,ودور النشر والمطابع تمارس الغش والاحتيال,ودائرة المطبوعات تمنع اكثر الكتب من التداول,ووزارة الثقافة هي مترع خصب لمن يريد ان يصبح من اصحاب الملايين,وهنالك اكشاك تبيع الكتب في وسط البلد,يتم الضغط عليهم ورفع الاسعار عليهم من قبل نقابة الصحفيين,بسسب ان اكثر اصحاب الاكشاك هم من الفلسطينية,وارباب النقابة هم من العشائرية



#رعد_خالد_تغوج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رعد خالد تغوج - الثقافة الاردنية على المحك