أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أمنون شموش - غطرستنا هي مأساتنا














المزيد.....

غطرستنا هي مأساتنا


أمنون شموش

الحوار المتمدن-العدد: 3080 - 2010 / 7 / 31 - 23:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل انسان وكل شعب ينمي كبرياءه وهذا مطلب بشري طبيعي، ليس كل فرد يجيد التمييز بين الكبرياء والغطرسة، الامر يتطلب: حكمة، فهما وتواضعا، ان تعاظم الكبرياء لدرجة الغطرسة هو فشل افراد، مجموعات وشعوب منذ فجر التاريخ، اليونانيون القدماء عرّفوا الغطرسة بانها: خطأ يؤدي بالضرورة الى مأساة، والتاريخ يثبت بانهم كانوا مُحقّين.
الغطرسة وُجدت عند شعب اسرائيل منذ بدايته كشعب: انت اخترتنا من بين الشعوب، نحن شعب الله المختار، العالم كله ضدنا، الله معنا، بعونه تعالى. اننا ننسى كم هي قصيرة فترات استقلالنا على مدى تاريخنا رغم الغطرسة القومجية والعناية الالهية..
هذه الغطرسة التوراتية أخذت انطلاقة جديدة مع استقلالنا كدولة اسرائيل التي انجبت قومجية، وحولت الامن الى حلم اعلى:
لا مثيل لسلاح طيراننا، لا جيش له قيم كجيشنا ، ان القومجية تعاظم مرضي خطير، الوطنية السليمة بها الحاح ورع وتفوق على الغير، انها تغذّي الغطرسة وتحول الوطنية السليمة لمخلوق يقطّر شحمًا وسوءًا.
ان الغطرسة تولد احتقار الغير، كل الاغيار وبالاساس اولئك الذين نعرفهم عن كثب. الافتراض الاولي:
ان صفاتهم البشرية مختلفة، منقوصة واقل من قيمنا، لا مجال للمقارنة مثلا بين ام عربية، فارسية، المانية مع ام عبرية (ايدية) ومن هنا الانطلاقة للفرضية الخطيرة بانه لا مجال للمقارنة كذلك بين الام العبرية الاشكنازية وبين الام المغربية و الحبشية فالامر طبيعي وضروري.
الاخطاء المصيرية المبدئية هي في المجال السياسي-الامني هي نفس الاخطاء في المجال الطائفي والديني، دائرة داخل اخرى، دائرتان وليدتا الغطرسة والشر البشري، وان لم ننجح في كبحهما فستشكلان خطرًا على وجودنا كدولة.
لنبدا من المجال السياسي-الامني حين نُقيّم كيف سيرد جيراننا او اعداؤنا، او جيراننا –اعداؤنا على برناأجندتنا في مجال السياسة والامن ، فان الغطرسة تمنعنا من تفهمهم، وان ردود فعلهم تماما كرد فعلنا لو كنا في وضعهم، فالتشابه في السلوك، الطبع وصفات بشرية اكثر من الفروق حتى بين الشعوب المتباعدة جسديًا وجينيًا عن بعضها، ولا سيما لدى الشعوب المتقاربة جغرافيا تاريخيا وجينيا من بعضها، ان امّين من امهاتنا الاربع هما بنات *لافان* الارامي، وارام هي سوريا والعراق، الملك داوود هو من سلالة/روت الموابية/ وموسى نبينا اقترن ب/ صبورا/المدينية.
في المحاكاة التي نقوم بها في قوى الامن افتراضنا المخطوء يؤدي بالضرورة الى فشل:
ان رؤية العالم العربي عكس رؤيتنا، ادراكه وحكمته اقل منا، مناضلو الحرية عندهم هم ارهابيون حقيرون يختلفون كليا عن الارهابيين اليهود العظماء ابان الانتداب، الحياة لا قدسية لها في نظرهم كما هي مقدسة عندنا ، وان لم ياكلوا الكزبرة والحلاوة فسيقضون على حكم /حماس/ الذي انتخبوه حماقة، والنتائج منذ مئة سنة هي نفس النتائج، الخطا هو نفس الخطا،.بين ظهرانيهم متطرفون قتلة وكذلك سويّون معتدلون، عقلاء وحهلة، قادة عقلانيون وقادة فاسدون، تماما كما هو الامر عندنا، وطالما نحن لا نعي ونذوّت ذلك بانهم ليسوا احسن ا واسوا او محقين اكثر منا تماما، كما لسنا احسن او اسوا او أعلى اكثر منهم، فسنواصل قتل بعضنا ودفن ابناء اسماعيل وابناء اسرائيل، وابنا راحيل راعية غنم /لافان/الارامي.
نحن نذبح بعضنا بنفس دواعي الحمق، نتعس ليس فقط عائلات القتلى عندنا وعندهم، انما كذلك الاف عائلات الجرحى التي دُمرت حياتها كليا، كل ذلك من جراء فكرة الغطرسة: بان العرب يفهمون القوة فقط، لا شريك للسلام ، ولو كان جيراننا اسكندينافيين لحققنا السلام والطمانينة، وما دمنا نقنع انفسنا بان الامر منوط بالجيران ونحن في المسار الصحيح، المطلوب، الملائم والعقلاني فاننا نبتعد اكثر واكثر عن أي حل .
ان غطرستنا الدينية والطائفية في /عمانوئيل/ المدارس الدينية الاشكنازية، تنبع من نفس مصدر غطرستنا تجاه العرب وكافة الاغيار عامة، ان خطر هذه الغطرسة على وجودنا ليس اقل من غطرستنا على العرب.
الغطرسة تؤدي الى حروب هي مأساة بشرية في غاية الخطر: مرتان على لبنان، مرتان على غزة، مرتان على عمانوئيل ومرتان في بيت شيمش.
ان لم نخرج من هذه الدائرة الشائكة // انا افضل من الجميع وعلى حق اكثر منهم// فسنجد انفسنا في مسار غير قابل للتصحيح ويجزئنا الى شعبين في دولتين: دولة يهودية يقودها كهنة رب العالمين، ودولة اسرائيلية ديموقراطية علمانية لها قوانين سنها البشر، الواحدة تضعف الاخرى، ريثما تحين المعركة الاخيرة في الماساة اليونانية الكلاسيكية، ونحن نقترب الى ذروتها.

(*) أمنون شموش كاتب وشاعر من مواليد مدينة حلب الشهباء قدم الى البلاد يافعا، يسكن في كيبوتس "معيان بروخ" في الحولة، يحافظ على الكثير من القيم العادات والتقاليد والاخلاقيات التي نشأ عليها هناك . الكاتبان د. محمود عباسي ونمر نمر ترجما بعض اعماله الادبية الى العربية. نشر مقاله هذا في صحيفة / يديعوت



احرونوت/ 22/7/2010

ترجمة: نمر نمر



#أمنون_شموش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية
- إسرائيل.. الشمال يهدد بالانفصال
- سوريا.. الروس يحتفلون بعيد النصر
- إيران.. الجولة 2 من انتخابات مجلس الشورى
- مسؤول يؤكد أن إسرائيل -في ورطة-.. قلق كبير جدا بسبب العجز وإ ...
- الإمارات تهاجم نتنياهو بسبب طلب وجهه لأبو ظبي بشأن غزة وتقول ...
- حاكم جمهورية لوغانسك يرجح استخدام قوات كييف صواريخ -ATACMS- ...
- البحرين.. الديوان الملكي ينعى الشيخ عبدالله بن سلمان آل خليف ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أمنون شموش - غطرستنا هي مأساتنا