أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شاكرعامل - الحركة العمالية والنقابيةالعراقية-واقع ومهام















المزيد.....

الحركة العمالية والنقابيةالعراقية-واقع ومهام


شاكرعامل

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 00:46
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تواجه الحركة العمالية والنقابية العراقية ظرفا استثنائيا,متفردا,يتميز بتركيبة معقدة,متناقضة,من ارث الماضي وافرازات الحاضر,متداخلة ببعضها لدرجة التشابك الذي لايؤمل فكاكه بسهولة,ان هذا الواقع من شأنه ان يعيق نضال العمال من اجل تحقيق مصالحهم المهنية والاقتصادية وكذلك الاجتماعية,ويكبدهم اضرارا فادحة في مسار صراعهم الصعب والعنيد من اجل تحقيق مصالحهم تلك,وكذلك مصالح الشعب والوطن ككل,كما ان من شأن ذلك ايضا اضعاف وتمزيق الحركة العمالية والنقابية بشكل خاص,هناك الكثير من العوامل والأسباب التي حققت وانتجت هذا الواقع ألأستثنائي, اهمها عاملان اساسيان لعبا دورا حاسما في صنع هذا الواقع في العراق وهما:عامل موضوعي,وعامل ذاتي,وان جدلية العلاقة بين هذين العاملين,وقوة الرابطة بينهما,وتكملة احدهما للأخر,قد ادت فعلها في ما نحن بصدد معاينته:اولا-العامل الموضوعي:-يتميز هذا العامل بتأثير سلبي كبير وواسع ومتعدد ألأوجه,وذلك بحسب ألأطراف التي صدر عنها,حيث هناك الكثير من الجهات التي ساهمت بصنع هذا العامل عبر أزمان ومراحل مختلفة,منها-أ: تميزت سياسة النظام الدكتاتوري الدموي تجاه الطبقة العاملة العراقية وتنظيمها النقابي انذاك,بنهج السيطرة وألأحتواء,ومصادرة وعي ومصالح العمال والحركة العمالية,تحت غطاء سياسة التبعيث سيئة الصيت التي شملت تبعيث المجتمع العراقي بكل منظماته ومؤسساته,وبهذه الطريقة الخبيثة حاول النظام البائد اخضاع الطبقة العاملة العراقية وتنظيمها النقابي ,وتوجيهها ضمن ايديولوجيته القومية الشوفينية الفاشية,ولاحقا توج اجراءاته بألقرار ألجائر ألشهير رقم 150 لسنة 1987 ,الذي بموجبه تم تحويل عمال القطاع العام الى موظفين,والغاء التنظيم النقابي في القطاع العام ,مما سبب الضرر لاكثر من نصف مليون عامل من عمال القطاع العام والمشاريع الكبيرة التابعة له.كما ساهمت حروب النظام الخارجية والداخلية,التي كان وقودها ابناء الطبقة العاملة والكادحين,بتسريع عجلة التدهور لمجمل الاوضاع حينذاك,ومعروف ما نتج عن تلك السياسة من خراب اقتصادي شامل وتدمير كلي للبنى التحتية,وتخريب البنية الأجتماعية,وكانت سنوات الحصار الأقتصادي الطويلة,هي الاكثر ثقلا وايلاما ,وكانت نهايتها اكثر مأساوية,حيث تم احتلال العراق,والغاءه من خارطة الدول المستقلة ذات السيادة.ب-ألأحتلال والحكم الطائفي: بعد سقوط النظام الدكتاتوري,تم اعادة تشكيل ألأتحاد العام لنقابات العمال بمبادرة من العمال ذوي الخبرة النقابية الجيدة,والتأريخ المشرف في النضال ضد النظام الدكتاتوري,ومن اجل مصالح الطبقة العاملة العراقية,وذلك على انقاض الخراب الذي خلفه ألأحتلال وقبلها ممارسات النظام البائد,لقد شرعت قوات ألأحتلال بالعمل على تحجيم نشاط الحركة العمالية والنقابية الناشئة حديثا,وكانت اول بادرة من قوات ألأحتلال هي الهجوم على مقر ألأتحاد العام الجديد,ومصادرة ممتلكاته واغلاقه واعتقال بعض قادته,وكان ذلك في بداية عهد ألأحتلال للعراق,ثم اصدرت سلطة ألأحتلال القرار رقم 16 لسنة 2004 ,القاضي بالأبقاء على القرار 150 لسنة 1987,وقانون التنظيم النقابي رقم 52 لسنة 1987,وتتابعت بعد ذلك الكثير من القرارات والأجراءات المجحفة والمنافية للوائح والقوانين الدولية,والمنافية ايضا للدستور العراقي,حيث تكفل المادة 22 من الدستور الدائم,حق المنظمات المهنية بممارسة نشاطها النقابي دون تدخل او وصاية من اي جهة كانت,ولكن سلطة ألأحتلال واعوانه في الحكومات الطائفية,راحت ابعد من ذلك في محاربة الحركة العمالية والنقابية,حيث تعرضت الى حملة شرسة من التغييب والتهميش وعدم ألأعتراف بها,وتصفية القادة العماليين,وقتل العمال بالجملة في ساحات التجمع للبحث عن عمل او قتل العمال في مواقع ألأنتاج,كما حصل لعمال النسيج في بابل,والموصل قبل فترة قصيرة,وقامت هذه السلطات ايضا بوضع اليد على اموال وممتلكات المنظمات المهنية بالقرار 8750,والتدخل الفض بتأجيل اجراء ألأنتخابات العمالية في اذار 2009,واخيرا وليس اخرا ,قرار حل نقابات العمال في ألأدارات التابعة لوزارة الكهرباء والنفط,واعتبار العمل النقابي في تلك الوزارات بمنزلة ألأرهاب,وهذا ما اعنه السيد الشهرستاني وزير النفط ووزير الكهرباء وكالة في قراره انف الذكر قبل ايام قلائل من كتابة هذه السطور.ج- لقد جلب ألأحتلال لبلادنا وشعبنا البؤس والخراب الشامل على كل المستويات الأقتصادية والسياسية وألأجتماعية والنفسية,وكان من اهم اهداف ألأحتلال هو الغاء دور الدولة والقطاع العام في برمجة وادارة العمليات ألأقتصادية,واعادة هيكلة ألأقتصاد العراقي,وخاصة الصناعة النفطية,بما يتلائم وشروط صندوق النقد الدولي,بدفع ألأقتصاد العراقي نحو الخصخصة وسياسة السوق الحر,وهذا يعني زيادة الخراب وألأمعان في افقار الفئات الكادحة وتركهم فريسة الجوع وألأمراض وتركهم للموت والمصير المجهول.ان ابواب وحدود العراق مفتوحة على مصراعيها للأستثمارات ألأجنبية باسم برنامج اعادة اعمار العراق,وحدود العراق مفتوحة بكرم وسخاء قل نظيره لتنفيذ اجندة دول الجوار,بأسم تعزيزالعلاقات ألأخوية,التجارية وألأقتصادية والسياحة الدينية,وها نحن امام اغراق اسواق العراق بالبضائع من دول الجوار ومن كل صنف ولون,وفسح المجال واسعا للسماسرة واللصوص للعبث باحوال المواطن الفقير,او نرى كيف اغرقت مدن وقرى العراق بكل صنوف الميليشيات الطائفية وألأرهابيين والمجرمين والقتلة وقطاعي ألأعناق من حكوميين وغيرهم,هذا عدا عن جعل العراق ساحة صراع للأستخبارات السرية لمختلف دول العالم.هكذا اذن هي اجندة ألأحتلال ..الخراب والمزيد من الخراب,فلا غرابة اذا علمنا ان عدد العاطلين عن العمل في "العراق الجديد" قد بلغ 7 ملايين عاطل عن العمل حسب احصائية ألأتحاد الدولي لجمعيات الصليب ألأحمر والهلال ألأحمر,حيث بلغت نسبة البطالة 75% في صفوف الرجال,و85% في صفوف النساء,اما ألأطفال فيجري تشغيلهم بكثرة لقلة اجورهم,ويضطر الغالبية العظمى منهم لترك مقاعد الدراسة واللجوء الى العمل لمساعدة ذويهم تحت ضغط الفاقة والفقر وألأملاق,هذا وغيره الكثير مما يمكن ان يقال في مسألة تأثير العامل الموضوعي سلبا على وضع الحركة العمالية والنقابية في العراق اليوم,ولكن نكتفي بهذا القدر,وننتقل منه الى معاينة العامل الذاتي ودوره في هذا الموضوع.ثانيا:العامل الذاتي- أ في نظرة سريعة لواقع العمل النقابي في العراق اليوم, نلاحظ وجود اكثر من مركز قيادي عمالي ونقابي للعمال,وان هذه المراكز المتعددة على اختلافها في الرؤى والوسائل والخطاب ,الا انها في النهاية تصب في المجهود النضالي لخدمة وضمان مصالح العمال والكادحين,وبما ان العمل النقابي هو عمل يومي حيوي مستمر ولا يتوقف وغير موسمي,فأن هذا التعدد في مراكز قيادة العمل النقابي,والتخندق بالشكل الذي اختبرناه بالتجربة على ارض الواقع,يؤدي في الممارسة اليومية الى بعثرة الجهود المخلصة للدفاع عن مصالح العمال والكادحين العراقيين,اللذين هم احوج الى من يدافع عنهم ويتبنى قضاياهم,في هذا الظرف الصعب من واقع حياة الطبقة العاملة العراقية,والذي عاينا بعض مظاهره في تناولنا للعامل الموضوعي اعلاه,ان استمرار هذا الوضع يصيب نضال العمال بالضرر والضعف,ويشكل بالتالي مكسبا لقوى ألأحتلال ومن يدور في فلكه,وتمكينهم من الهجوم على مكتسبات العمال التي لم تتحقق الا بالدماء والتضحيات الجسام,ولنا في قرارات وزير النفط الشهرستاني بحل نقابات الكهرباء والنفط خير برهان على ذلك.ان ألأختلاف في ألأفكار والوسائل بين مراكز الحركة العمالية والنقابية لا ينفي اهمية تنسيق المطالب والجهود ومختلف النشاطات,ولو بالحد الادنى,لأجل ضمان المصالح المشتركة للعمال,ويتطلب ذلك ايضا التخلي عن ادعاء احقية التفرد في قيادة العمل النقابي,والكف عن نهج اقصاء وتهميش ألأخر,لما لذلك من انعكاسات سلبية وخيمة على مجمل اوضاع العمال,فالعمل النقابي ليس ملكا لأحد ولا أحد يستطيع ادعاء تمثيله بمعزل عن ألأخرين,فالعمل النقابي انما هو ملكا مشتركا لكل العمال والكادحين العراقيين,بغض النظر عن اصولهم القومية او الدينية او المذهبية او غيرها.ب- ان الوقع البائس الذي يعيشه عمال العراق من البطالة الواسعة والفقر المدقع وألأفقار المتعمد وألأمراض,وقتل الروح المعنوية واليأس وضبابية ألأمل بمستقبل افضل,يتطلب وبشكل ملح العمل الجاد المخلص لخلق تنظيم نقابي يعي اشكالات وتعقيدات الحاضر,ويطرح برامج ويتبنى وسائل واقعية توحد جهود الحركة العمالية والنقابية العراقية في النضال من اجل ألأهداف المشتركة في الحاضر والمستقبل,وعلى الرغم من ثقل تركة الماضي بكل تداعياتها المأساوية,وتشابك هذه التركة بتعقيدات واشكالات الحاضر,وتأثيرها السلبي والمؤلم على واقع حياة الملايين من العراقيين,وبالأخص الطبقة العاملة وجموع الكادحين, فأن الحركة العمالية والنقابية مطالبة اكثر من اي وقت مضى ببلورة رؤية واضحة وتحديد اهداف ومهام المستقبل.ان وحدة نضال العمال لاتتحقق الا بتظافر الجهود المخلصة للمناضلين الحقيقيين من ابناء الطبقة العاملة,وحشد الطاقات الكبيرة وتوظيف الخبرة وألأستفادة من دروس وتجارب الماضي والماضي القريب لأجل بناء حركة نقابية ديمقراطية قادرة على قيادة نضال العمال من اجل اهداف ومهام المستقبل, و امام الحركة العمالية مهام كثيرة وصعبة,والعراق مقبل على انعطافات حادة ومصيرية,فهناك قضية البطالة وكيفية معالجتها,وهناك ايضا قضية اعادة اعمار العراق,وهناك موضوع الخصخصة وما ستتركه من تداعيات وتبعات في التطبيق ,والموقف من شروط صندوق النقد الدولي والبنك الدولي,والموقف من قانون النفط والغاز,النضال من اجل سن قانون عمل جديد,هذا وقبل كل هذا وذاك النضال المستمر للتحرر من اجندة ألأحتلال.فهل تثبت الحركة العمالية والنقابية العراقية جدارتها في هذا المعترك الصعب ,الذي يتطلب وحدة الصفوف ووحدة النضال قبل اي كل شيء,فهل يتحقق هذا؟ .



#شاكرعامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “اعرف هتقبض كم؟؟”.. قيمة مرتبات شهر مايو 2024 بالزيادة الجدي ...
- ثلاث حوادث لطائرات بوينغ في 48 ساعة…هل هو العامل الإنساني أم ...
- اليونان تعتزم استقدام آلاف العمال المصريين في مجال الزراعة
- Meeting of the WFTU committee for Democratic and trade union ...
- 100 ألف دينار زيادة فورية. سلم رواتب المتقاعدين الجديد يُفاج ...
- زيادة 500 ألف دينار على الراتب.. “وزارة المالية” تُفاجئ روات ...
- برنامج أنشطة اتحاد النقابات العالمي في مؤتمر العمل الدولي رق ...
- سوق العمل والوظائف.. -اليد العليا- لصناعة الروبوتات
- حقيقة إيقاف منحة البطالة في الجزائر 2024 في هذه الحالات.. ال ...
- WFTU Program of Activities in the 112th ILC, Geneva 3-14 Jun ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - شاكرعامل - الحركة العمالية والنقابيةالعراقية-واقع ومهام