أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجدى خليل - القمص بولس باسيلى















المزيد.....

القمص بولس باسيلى


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 18:10
المحور: سيرة ذاتية
    


القمص بولس باسيلى(11 مايو 1916-19 يوليو 2010)
المجاهد الوطنى الثائر والارخن القبطى الكبير
كم كان مؤثرا رؤية عدد كبير من المكفوفين والمكفوفات وهم يذرفون الدموع فى وداع الأب الجليل القمص بولس باسيلى الذى انتقل يوم الأثنين الموافق 19 يوليو فى شيخوخة صالحة، فهو وبحق كان "الأب الروحى للمكفوفين فى مصر" احتضنهم ورعاهم ماديا وروحيا وعلميا وأسريا، وكان يتحدث عنهم وعن نجاحاتهم بفخر وابوة وكأنهم مشروع عمره وحلم حياته الذى تحقق.
جمع الأب الراحل القمص بولس باسيلى فى شخصيته العديد من الصفات التى تندر أن تجتمع معا فى رجل دين قبطى، وعلى حد تعبير قداسة البابا " وكأنه مجموعة من الناس فى رجل واحد"، فعلى المستوى الوطنى كان وطنيا ثائرا من طراز المناضلين الأحرار، وخطيبا مفوها فى المناسبات الوطنية والعامة على خطى القمص سرجيوس ملطى، وكان مشاركا نشطا فى الحياة السياسية والعامة، وعلى حد علمى هو أول كاهن فى تاريخ الحياة السياسية المصرية ينتخب لعضوية مجلس الشعب المصرى، وكان ذلك فى دورته(1971-1975)، وقبل ذلك عضوا فى الأتحاد القومى والاشتراكى، وعلى الرغم من ثورته وغيرته الوطنية كان دبلوماسيا قادرا على كسب الأصدقاء والتأثير فى القيادات السياسية....وقد قلت لنفسى كثيرا أن هذا الرجل ضل طريقه إلى الكهنوت، وأننا خسرنا بكهنوته قيادة سياسية كبيرة حيث ينقص الأقباط الكوادر السياسية المؤهلة والمدربة.
ولكن فى نفس الوقت كان القمص بولس باسيلى واعظا دينيا مفوها بليغا ومؤثرا، قضى حياته كلها فى الوعظ على حد تعبير قداسة البابا شنودة، تتلمذ على يد المصلح الدينى القبطى الكبير حبيب جرجس، وكان أول دفعة تخرجت من الكلية الاكليريكية التى انشأها الراحل حبيب جرجس فى مهمشة، وعين بها أستاذا للوعظ فور تخرجه عام 1938 ولعقود طويلة حتى عام 1976، وكان مؤلفا لعدد كبير من الكتب الروحية وفى مقدمتها " المواعظ النموذجية"، وهو بهذا ينضم إلى قافلة القمامصة الكبار فى تاريخ الكنيسة القبطية الحديث والمعاصر كلا حسب موهبته من أمثال سرجيوس ملطى،وإبراهيم لوقا، ومرقص داود، وبولس بولس، وميخائيل إبراهيم، وبيشوى كامل، وميخائيل سعد،وصليب سوريال،وتادرس يعقوب ملطى، وزكريا بطرس، ومكارى يونان، وسمعان إبراهيم ،ومن البروتستانت إبراهيم سعيد، و منيس عيد النور،.....الخ.
ومن ناحية ثالثة فأن الخدمة الأجتماعية الهامة التى قدمها بتأسيسه لجمعية الكرمة القبطية عام 1953، واهتمامه بفئة المكفوفين والمكفوفات والمسنين والارامل والمغتربين والمحرومين والفقراء، بالإضافة إلى نشاطه الدينى والوطنى طبعا، وضعه فى صف الكوكبة من الأراخنة الأقباط الكبار الذين أثروا وعملوا بشكل حقيقى لمساعدة شعبهم كلا فى مجاله من أمثال حبيب جرجس، وعزيز سوريال عطية، ومراد كامل، وحبيب المصرى،وإيريس حبيب المصرى،وعياد عياد،ويعقوب نخلة روفائيل،ويوسف سميكة،وراغب مفتاح،وانطون سيدهم،وإيزاك فانوس، وسامى جبرة،وميشيل باخوم،وسابا حبشى،وثروت باسيلى، ووليم سليمان قلادة، وسليمان نسيم،وزكى شنودة، ومفيد إبراهيم سعيد.... الخ.
ومن ناحية رابعة كان القمص بولس باسيلى مثقفا مستنيرا ومنفتحا واسع الاضطلاع، محبا للثقافة ومضحيا من آجلها فى نفس الوقت،تتلمذ أيضا على يد رائد التنوير والليبرالية المصرية الراحل سلامة موسى. وقد أسس الراحل الكبير مجلة مار مرقس عام 1949 والتى استمرت فى الصدور حتى أوقفها السادات عام 1981،وأسس دارا للنشر عام 1948 ، وساهم كمثقف فى تأليف ما يربو على 50 كتابا خلط فيها بين ثقافته الروحية العميقة مع ثقافته العامة الواسعة، وقبل مجلة مار مرقس كان يساهم مع أستاذه حبيب جرجس فى مجلة الكرمة محررا وكاتبا ومصححا لغويا.
وعلى المستوى الإنسانى كان القمص بولس باسيلى من فئة الناس التى تستريح فى حضرتها،ففى المرات القليلة التى قابلته فيها لم اراه إلا مبتسما بعذوبة، حلو الحديث لطيف المعشر متواضع القلب يفكر بطريقة إيجابية فى الحياة منشغلا دائما بتحقيق المزيد من الانجازات بعيدا عن القيل والقال، وفى كل مرة كان حديثه معى يمتد إلى جمعية الكرمة التى افنى عمره فى خدمتها، وعن الثقافة والتأليف وهى ركن أساسى فى حياته واهتماماته.
بقيت مسألة سمعتها وانا صغير من أن القمص بولس باسيلى كان يلقى الشعر مدحا فى السادات تحت قبة مجلس الشعب، وكان هذا محل نقد بعض الأقباط، وما العيب فى هذا؟.. المهم هى المواقف الحقيقية فى وقت الأزمات،فالمحن تختبر معادن الرجال، فهو كسياسى ثقلته تجربة المشاركة الوطنية منذ صغره ،مدح رئيسه عندما كان خارجا منتصرا من حرب أكتوبر، ولكنه تصدى بشجاعة لاطلاق السادات الشيخ الشعراوى عمدا ليشكك فى عقائد المسيحيين عبر تليفزيون الدولة الرسمى، وكان هذا عملا مدبرا بامتياز من الرئيس السادات ضمن خطته لأسلمة الحياة العامة فى مصر عبر أطلاق رموز التأسلم السياسى فى منابر الدولة رغم خطورة ذلك على الوحدة الوطنية. ولكن القمص بولس باسيلى انبرى بشجاعة للرد على الشيخ الشعراوى فيما يتعلق بتطاوله على عقيدة المسيحيين ونشر ذلك على الملأ فى ثلاثة شرائط كاسيت أعتقد أن معطم المسيحيين فى ذلك الوقت استمعوا اليها مادحين شجاعته وغيرته الدينية ،ووطنيته التى رأى أن الشعراوى بتعصبه الأعمى يهدد ركن أساسى من مقومات الدولة المصرية الحديثة وهى الوحدة الوطنية.ولم ينسى له السادات ذلك فاعتقله مع رموز مصر البارزين فى سبتمبر 1981 ، وظل تسعة أشهر خلف القضبان حتى افرج عنه الرئيس مبارك ضمن أخر دفعة من معتقلى سبتمبر، وقد خرج من السجن أكثر نشاطا وأكثر عطاءا، لأنه يعرف كوطنى حر وكمثقف أن السجن فى بعص الأحيان يكون ضرورة وضريبة وطنية ومفخرة لصاحبه ووساما يضعه على صدره..... وهذا بالفعل ينطبق على اعتقالات سبتمبر 1981.
وبعد خروجه من السجن نشر كتابا يبرز فيه وطنية الأقباط بعنوان "الأقباط وطنية وتاريخ"، وكتابا آخر كرسالة لشريك الوطن المسلم بعنوان " أنت أخى .. وأنا احبك".
على العموم انا منحاز لجيل القمص بولس باسيلى، جيل الليبرالية المصرية ما قبل الثورة،وأرى أنه الجيل الذى ترك بصمة حقيقية فى تاريخ مصر الحديث، حتى الابداع فى عهد عبد الناصر كان امتدادا للزخم الذى احدثه هذا الجيل، وفى هذا أنا اختلف مع ابنه الصديق العزيز والكاتب المعروف فرانسوا باسيلى الذى ينحاز للناصرية وللقومية العربية، فى حين أرى أن الناصرية والقومية والفاشية كانت هى المقدمات الطبيعية لفترة الإسلاموية التى نعيشها حتى الآن.

وداعا القمص بولس باسيلى.. وداعا أيها الوطنى الثائر... وداعا أيها المصرى الأصيل.. وداعا أيها الرجل الصالح... وداعا أيها المثقف المستنير.. وداعا أيها الأرخن الكبير.... إلى مواضع النياح والراحة ..إلى دار الخلود والمجد.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)
- التعليم والمواطنة(2-3)
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟
- وضع الأقباط تحت حكم مبارك
- تظل إشكالية المجتمعات الإسلامية قائمة
- العلمانية والديموقراطية فى فكر مراد وهبة
- التعليم والمواطنة
- نسيم مجلى
- عشر خصائص للعنف ضد الأقباط


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجدى خليل - القمص بولس باسيلى