أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راتب حمد - قراءة في مجموعة الساقطة القصصية















المزيد.....

قراءة في مجموعة الساقطة القصصية


راتب حمد

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 17:28
المحور: الادب والفن
    




كتبت هيفاء بيطار مجموعة "قصص الساقطة" في أربع عشرة قصة من الصرخة إلى تسوق خاص، والقالب الغالب على المجموعة القصصية المرأة الساقطة، ولو أن القصة الخامسة هي التي تحمل عنوان الساقطة، ففي كل القصص أينما وجدت المرأة فهي ساقطة، ففي القصة الأولى "الصرخة" ست إناث يعملن سوياً ولمدة طويلة وهن أيضاً عانسات وبالطبع أحاديثهن الرجل، ولعل الكبت والحرمان الذي يعيشنه تحت مفهوم المحافظة على الشرف، وكذلك نظرة الحقد على المتزوجات فكم يسعدهن حديث الطلاق والخيانة وإنجاب الأطفال المعوقين.

ذكريات تكتوي بنار الأركيلة لتحرك الأعماق بالبكاء، لتبحر في خيال علاقة أخرجتها من عذريتها لتكتشف روعة الرجل، لتهتم بجسدها من أجله، إنها بطلة حقاً لأنها حافظت على عذريتها حتى الثالثة والأربعين وبين العزف الحميم والنشوة تجد نفسها حاملاً، وهي سعيدة لأنها ليست الأرض البور، أخبرته فرد بأنه يجب أن تتخلص من هذه المصيبة. رحبت بأن يتم ذلك في عيادته وفوراً ليُطلق رحمها صرخة التخلص من الحمل.

ومنها إلى القصة الثانية "شطارة" والمحور الرئيس المرأة فلك وصديقتها رهام، حيث تمارس فلك شطارتها من خلال أنوثتها الملتهبة تتزوج ثرياً من الأردن ما تلبث أن تعود مطلقة ثرية ثم تمارس شطارتها مع أستاذها الجامعي وتحصل على منحة إلى الولايات المتحدة لتعود بعد عشرين سنة سيدة أعمال يحسب لها حساب.

رهام التي لبست قناع العفة تزوجت وقدمت لزوجها عذريتها، ولكنها بعد أربع سنوات تطلق وتعود تعيش المأساة والدة مريضة وثمن دواء... تلتقي بفلك في مكان عملها لتوقيع صفقة شراء أجهزة كمبيوتر لتعانق كل منهما الأخرى وتبدأ رحلة الشطارة لرهام من خلال شطارة فلك، وتنتهي رهام بالتمسك مرة أخرى بالقيم.

نوبة ربو... نوبة حب
القصة لرجل في الخامسة والسبعين ولكن المحور الرئيس هو المرأة أيضاً وتدعى أنجيل. بين لحظة وضحاها يتذكر هذا الرجل كيف تزوج وكيف رفض على زوجته أن تكون صاحبة قضية تؤمن بها، كيف تلذذ بخبر طلاقها الثاني، وكيف يتلذذ بحرمانها من أولادها، ولكنه يقرّ ويعترف الآن بإعجابه بها ويقدّم روحه لها ويترنم باسمها "أنجيل" أحبك مدى الحياة.

إلى القصة الثالثة: خيانة المرأة للمرأة "صعقة الحب"
حديث الأمس عن الكرامة وعن البحث عمن يستحق الحب تخطفه امرأة أخرى صديقة قضت الوقوف إلى جانبها لتخط خطيبها المغترب.

صفير النهاية/ قصة مؤلمة، ولكن الألم هنا أن الأب هو من يقوم باغتصاب ابنته وبين صور جميلة متلاحقة فيها الحركة والوصف الجميل الصادق للإحساس تنقل الكاتبة المعاناة بشكل صادق برائحة العطر الرخيص.

الساقطة/ العنوان الأبرز بين القصص/ القاسم المشترك ولكنها هنا ثورة المرأة على المرأة وإنكارها لها بالولوج إلى الرذيلة، ثم ما تلبث أن تدخل هذا العالم مع خريج سجون لتفوح رائحة الحب الحرام والرذيلة التي كانت تنكرها على والدتها بالأمس حين عشقت شاباً وتعرّض لحادث سيارة.

حرمة القرارات
تصور الكاتبة حال المرأة العاملة المتزوجة الأم، قرار الإبعاد التأديبي لسعاد من مديرتها، وكأن الكاتبة تقول: لا رحمة بين المرأة والمرأة، لأن سعاد وجدت تعامل المدير العام أفضل من تعاملها مع مديرتها التي صورت حرصها على كرسيها وتشبثها به تحافظ على العبء الملقى على عاتقها بالوقت الذي تعاني منه جميع أماكن العمل بالتضخم الوظيفي.

على شفير الهاوية
علاقة المدير بالمرأة هي تقدم المرأة والإمكانيات، وهو يقدم المال، ولكن الكاتبة تصر أن يبيع الكرامة الإنسانية من المرأة إلى الرجل يأتي من المرأة الفقيرة غير العاملة فهي تلبس ثوب العفة وتبحث عن المجد والشهرة دون ثمن، ولكنها وقعت.

حلم مستملك
قصة غريبة بين القصص لأنها لم تفح برائحة خيانة المرأة، ولكنها أعطت القيمة الكبيرة بين الإنسان وأرضه وحبه الكبير لها.

حوار إنساني:
كأني بالكاتبة تريد أن تقول لهؤلاء الأغنياء أصحاب الثروات مهما وصلت العلاقة بالأبناء فلا تعطوهم كل شيء واجعلوهم يعملون بالمزيد وإلا فالمصير بيوت العجزة. وبالصورة المقابلة عجز الفقير أن يقدم لأبنائه أي شيء.

صديقي التمساح
وحتى في هذه القصة مع أنها مع تمساح جامد أصرت الكاتبة أن يكون دوراً للمرأة الساقطة، فها هي تجلس مع المدير وها هو الآذن يفكر فيما سيحدث بينهما، فقد تخيل أن المدير سيغلق باب المكتب ويعري السيدة من ملابسها ويمارسان الجنس على الأريكة الجلدية الواسعة (119).
وتنتهي القصة بأن التمساح الميت أكثر رحمة من البشر.

حب على حافة الحياة
تريدنا أن نتعلم وللمرة الثانية من خلال القصص بعدم العطاء والتنازل عن كل شيء، فها هم الأبناء والأحفاد ينتظرون الموت وها هو يعترف بذلك لو تنازل لهم عن البيت والكافتيريا ليطووك كما يطوون سجادة قديمة ويرموك في غرفة ضيقة أشبه بالقبر، فقد رأى ذلك في عيون عدنان (يهوذا)، وسمع "كنا نتأمل ألا ينجو من هذه العملية". لكنه أحب المرأة التي أحضروها للعناية به ولأنها كانت أكثر منهم، أحبها وعندما عرفوا أنه سيتزوجها طردوها واتهموها بالعهر والدعارة وادخلوه مشفى المجانين لكنها عادته هناك فسالت دموعه بين نهديها لتذيب وجع الذكريات.




تحقيق الذات
وجيه يسال نفسه ماذا جنى من نزاهته وتفانيه بالعمل بعد تعيين مدير أحمق.... ليجد نفسه أمام كتاب (تأكيد الذات) يقرأه فيغير مجرى حياته مع زوجته أملاً فتخرسها المفاجأة، ثمَّ مع المدير رافضاً أن يجري التعديلات على الملف لان ذلك مخالف للقانون، وينتهي الأمر بمشادة مع المدير ويتم فصله من الوظيفة لكنه يشعر أن البطولة أرفع من أية سعادة.

وتنتهي الكاتبة من قصصها بساقطة من نوع خاص (تسوق خاص).

تأبى الكاتبة إلا أن تنهي مجموعتها القصصية بالمرأة الساقطة أيضا، فها هي تلبس لباساً خاصاً لإظهار مفاتنها، نهدين متمردين وتنورة مفتوحة وعطر خاص. تبدأ ببائع الجوارب ليتحسس الفخذين البديعين وتظفر بالجوارب، إلى بائع الملابس الذي تتلقى قبلاته وعضاته النهمة وتعمل طقمين، وتذهب لمحطتها الأخيرة لتدفع قسط الغسالة الأوتوماتك، تتعرى أمامه ليقوم بتمثيل دور اغتصاب امرأة لينتهي بها المشوار... تلمح صديقتها بالمرسيدس الفاخرة وتحمل شهادة جامعية اشترتها ووظيفتها وزوجها بقوة مال أبيها.
"ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس"



#راتب_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محطات على رواية النزوح نحو القمر


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راتب حمد - قراءة في مجموعة الساقطة القصصية