أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجدى خليل - وليم الميرى















المزيد.....

وليم الميرى


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 17:25
المحور: سيرة ذاتية
    


وليم الميرى(26 مايو 1924- )
من صحافة الوطن إلى صحافة المهجر
مجدى خليل
أكثر من ستة عقود والدكتور وليم الميرى يعمل فى هدوء واخلاص، بين مصر وأمريكا ، فى حقل الصحافة والكتابة والترجمة والثقافة الراقية ، ولم يتخلى خلال هذه الرحلة الطويلة ولا ليوم واحد عن بساطته وهدؤه ومبادئه واستقامته الفكرية وأيمانه بالحريات بصفة عامة وحرية الصحافة بشكل خاص،وقد دفع ثمنا فى سبيل ذلك من التهميش إلى الإضطهاد والذى كان سببا رئيسيا لمغادرته مصر عام 1969.
ولد الدكتور وليم ينى الميرى فى 26 مايو 1924 فى قرية مير بمحافظة أسيوط، وبعد تخرجه من كلية الأمريكان بأسيوط التحق بكلية الاداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة عام 1943، وكان من زملاء دفعته قداسة البابا شنودة بقسم التاريخ، والدكتور مراد وهبة بقسم الفلسفة، وصديقه المقرب الكاتب الكبير أنيس منصور، والذى أفرد للدكتور وليم الميرى صفحات فى كتابه الشهير "فى صالون العقاد كانت لنا أيام" ، وقال عنه فى هذا الكتاب " وليم الميرى انسان طيب القلب وصديق حقا".
عمل الدكتور الميرى فى القسم الخارجى بجرائد الزمان والأهرام ودار الهلال منذ بداية الخمسينات وحتى هجرته لأمريكا، كما كان له حديث من وقت لآخر على البرنامج الثانى للاذاعة المصرية. حصل على الماجستير فى الصحافة من كلية الاداب جامعة القاهرة عام 1953. وفى عام 1959 نشر أول كتبه بعنوان " التحرير الصحفى" ، وقد شاركه فى التأليف الدكتور عبد اللطيف حمزة رئيس قسم الصحافة بكلية الآداب وقتها.
عرف عن الدكتور وليم الميرى بإلاضافة إلى عمله الصحفى أنه كان أسرع مترجم فى مصر فى خمسينات القرن الماضى، وله فى هذا المجال ترجمات عديدة من " محاورات المأدبة لافلاطون"، إلى مذكرات جورج بوش الأب مع سكروكروفت مستشاره للأمن القومى، وقد انتهى الدكتور وليم الميرى من ترجمتها بعد شهر واحد فقط من صدورها( طبعا ترجمها بعد هجرته لأمريكا).
فى عام 1961 حصل على الدكتوراة فى الصحافة من كلية الاداب جامعة القاهرة وكانت عن " الأخبار الخارجية فى الصحافة المصرية"، وكانت هذه الرسالة سبب مشكلته وسبب هجرته أيضا،ولهذا الموضوع قصة تستحق أن تروى. بحكم عمله فى قطاع الاخبار الخارجية كان الدكتور وليم الميرى على دراية بالقيود على الاخبار وعلى التلاعب بها وتزويرها وتوجيهها من قبل رجال يوليو 1952، ولهذا جاء بحثه الأمين للدكتوراة كاشفا لعورات حرية الصحافة فى عهد الثورة، وكاشفا للقيود المتشددة على حرية الصحافة بصفة عامة. وفى يوم مناقشة الرسالة وقبل ساعات من موعد مناقشتها، تلقى اتصالا من الجامعة بقرار تأجيل المناقشة بناء على طلب د. رشاد رشدى، احد المناقشين والذى كان قريبا من مجلس قيادة الثورة،وكان رشاد رشدى مصرا على الغاء الرسالة تماما والقضاء على جهده الذى أستمر لسنوات، ولكن بعد تدخلات من عميد الكلية ورئيس قسم الصحافة تم تأجيل مناقشة الرسالة لعدة شهور يقوم خلالها الباحث بحذف أى نقد موجه لحرية الصحافة فى عهد الثورة، وهذا ما تم بالفعل. وفى يوم المناقشة الجديد اصر د. رشاد رشدى على اعطاء الباحث صفرا بينما حصل على أعلى الدرجات من المناقشين الآخرين .. وبهذا اجيزت الرسالة وحصل على درجة الدكتوراة، ولكنه لم يعين فى الجامعة وظل منتدبا لتدريس مادة التحرير الصحفى من عام 1961إلى عام 1969.
لعله من الأمور التى أثرت فى تكوين الدكتور وليم الميرى الثقافى والفكرى هو تتلمذه على يد المفكر الكبير عباس محمود العقاد، فكان ضيفا دائما على صالونه منذ عام 1944 إلى عام هجرته إلى أمريكا.
بعد هجرته إلى أمريكا ظل دكتور وليم الميرى وفيا ومخلصا للعمل الصحفى، حيث قام بتأسيس أول صحيفة مصرية على النمط الصحفى الحديث فى أمريكا عام 1972، وهى صحيفة " مصر" والتى أستمرت حتى عام 1979 حيث توقفت لأسباب مالية.ولم يضن بجهده ومشورته لمعظم الصحف المهجرية التى صدرت بعد ذلك. ومن المفارقات الظريفة المحببة إلى نفسه إنه كان ضمن الفريق الذى اجتمع به الراحل انطون سيدهم عام 1957 اثناء التحضير لصدور جريدة وطنى،وأيضا كان ضمن الفريق الذى اجتمع به المهندس يوسف سيدهم عام 2000 اثناء التحضير لصدور وطنى الدولى.
عاش الدكتور وليم الميرى ومارس الصحافة بكافة فنونها، من جرائد الوطن إلى الجرائد المهجرية،إلى الترجمة والنشر، حتى اختتم حياته الصحفية بوظيفة المستشار الصحفى لبعثة قطر لدى الأمم المتحدة ،حيث كان يكتب للمسئولين القطريين الكلمات التى يلقونها فى الأمم المتحدة فى المناسبات الخاصة . وفى الترجمة ظل لمدة عشر سنوات مترجما خاصا لشقيق الملك السعودى، حيث كان يترجم له تقريرا يوميا عن أهم ما جاء فى الصحافة الأمريكية ، طبعا هذا قبل ثورة الانترنت والفضائيات حيث اصبح الشخص قادر على قراءة النيويورك تايمز والواشنطن بوست وهو قابع فى قرى الصعيد النائية.
ينتمى الدكتور وليم الميرى كذلك إلى عائلة محبة للخدمة العامة،فشقيقه هو الواعظ الشهير الراحل مرقص ينى الميرى، وأبن شقيقه هو عالم الدراسات الأبائية الدكتور رودلف مرقص ينى، وأبن شقيقه أيضا الناشط القبطى الدكتور رائف مرقص ينى،أحد المؤسسين الاوائل للحركة القبطية فى المهجر.
وقبل أن نتركك عزيزى القارئ مع حياة الدكتور وليم الميرى الممتدة فى العطاء والعمل العام وعالم الصحافة الوطنية والمهجرية، لا ننسى الحدث المؤلم الذى كسره وهو فى هذه السن المتقدمة، وهو وفاة ابنه الشاب النابه،المحامى بقسم العقود بالأمم المتحدة ناهل وليم الميرى عام 2005، ولعل وقع المفاجأة عليه كان مذهلا، حيث اعتاد زيارة ابنه كل عدة ايام فى سكنه الخاص بالقرب من مبنى الأمم المتحدة، وفى احدى هذه الزيارات صدمه حارس المبنى بقوله لدينا اخبار مؤسفة لك حيث عثرنا على جثة أبنك بعد ثلاثة أيام من وفاته وهو ملقى على كرسيه فى صالون منزله حيث كان جالسا يشاهد التليفزيون.. وكانت المفاجأة صاعقة بالفعل، خاصة وأن هذا الشاب الذى هاجر وهو فى سن 12 سنة مع والده وتخرج من أفضل جامعات أمريكا، كان موهوبا إلى اقصى درجة ، فكان يكتب القصص العربية بلغة أدبية رصينة، وفى أحدى زياراته للقاهرة فؤجئ الراحل الكبير نجيب محفوظ بشاب فى صالونه هاجر إلى أمريكا وهو صغير ومع هذا قرأ أدب نجيب محفوظ بشكل مهنى رفيع، وكان يناقش أديبنا الكبير فى دقائق رواياته.
تحية خالصة للدكتور وليم الميرى على مسيرته المشرفة المخلصة للصحافة وللوطن وللقضية القبطية أيضا، وعلى عطائه الممتد، وعلى روحه الهادئة المسالمة، وعلى صبره وجلده وسكينته، وعلى تشجيعه للكثيرين وأنا منهم.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)
- التعليم والمواطنة(2-3)
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟
- وضع الأقباط تحت حكم مبارك
- تظل إشكالية المجتمعات الإسلامية قائمة
- العلمانية والديموقراطية فى فكر مراد وهبة
- التعليم والمواطنة
- نسيم مجلى
- عشر خصائص للعنف ضد الأقباط
- حقوق الإنسان فى العالم العربى


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجدى خليل - وليم الميرى