الجامعة العربية أم الإتحاد العربي ماذا سيختلف !؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 3049 - 2010 / 6 / 30 - 18:12
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    

- حول مشروع الإتحاد العربي ! -

كما هو متوقع فقد فشلت القمة الخماسية العربية التي انعقدت في طرابلس الإثنين (28/6/2010) برئاسة قائد وحكيم الجماهيريه الليبية (العظمى !!؟؟؟) العقيد معمر القذافي - رئيس الدورة الحالية للقمة العربية - في الوصول إلى موقف موحد من عملية تطوير العمل العربي المشترك إذ انقسم الحاضرون بين طرفين أحدهما مؤيد والآخر معارض .. فالمؤيد يؤيد عملية التسريع في إقامة «اتحاد عربي» ويتمثل هذا الرأي المتعجل في الرئيسين : اليمني (صاحب فكرة الإتحاد العربي) والعقيد القذافي (رئيس القمة الحاليه) وأما المعارض لهذا الأمر وعدم التسرع مع ضرورة الإبقاء على جامعة الدول العربية خلال الزمن المنظور فيتمثل في موقف الرؤوساء المصري والقطري والعراقي!.

وقد انتقد المحلل السياسى العربي "سمير غطاس" - مدير مركز مقدس للدراسات الإستراتيجية- هذه القمة وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الزعيم الليبى معمر القذافى أراد بهذه القمة ممارسة دور الزعيم الحصرى للعرب والأفارقة (!!!) مشددا ً على أنه بهذه القمة يثير المشاكل أكثر من حلها !.

والواقع أن العقيد القذافي وبعد إكتشافه لفشل الإتحاد الإفريقي الذي أنفق عليه من جيب الشعب الليبي "المحروم" الملايين إن لم يكن المليارات يحاول الآن البحث عن إتحاد آخر ومشروع خارجي آخر يهرب إليه من فشله الإفريقي الذريع وكذلك من فشله الداخلي المريع في ليبيا وعجزه المشين عن تحقيق الرفاهية لشعب بسيط لا يزيد تعداده عن ستة ملايين نسمه فقط في بلد نفطي ثري يتمتع برصيد كبير من "البترودولار" !!!.. مع العلم أن العقيد القذافي حاول أن يضغط على الأفارقة بل ويرشوهم مرارا ً وتكرارا ً من أجل حثهم على الإسراع في تحويل مايسمى بالإتحاد الإفريقي إلى دولة واحدة إندماجية متحدة تحت إسم (الولايات المتحدة الإفريقية!!!؟؟؟؟) أي على طريقة (أمة إفريقية واحده ذات رسالة خالده)!! .. بجيش واحد وقائد فريد واحد ! .. ولكن القادة والحكام الأفارقه خيبوا أمله مؤخرا ً فبعد أن حصلوا منه على ما لذ وطاب وأخذوا نصيبهم من "الكعكة الليبية" الشهية أداروا له ظهورهم وتنصلوا من وعودهم وتركوه يعوم في بحر الأوهام والأحلام وحده!.. وكانت صدمته كبيره ومريره في القمة الأخيره حيث رفضوا تجديد "البيعة" له لرئاسة الإتحاد الإفريقي للمرة الثانية على التوالي كما كان يحلم ويشتهي !!!.

ثم وحتى ولو إفترضنا جدلا ً أن قادتنا وسادتنا العرب إعترتهم حالة من الحماسة القومية وأخذوا بفكرة الرئيس اليمني "عبد الله صالح" فبدلوا إسم "منظمة الجامعة العربية" إلى "منظمة الإتحاد العربي" العظيم!.. تقليدا ً للإتحاد الأوروبي – والقرود تحب التقليد - فماذا سيتغير على أرض الواقع بالفعل بالله عليكم !!؟ وماهو الجديد الذي سيصاحب هذه التسمية الجديدة!؟.. هل مثلا ً ستؤدي هذه التسمية إلى إنفجار بركان عبقرية ونخوة القادة العرب بشكل مفاجئ؟..هل سيقشعر بدن إسرائيل من الخوف وتكف عن إهانة العرب وإذلالهم؟!! .. هل ستتحقق الديموقراطية والعدالة الإجتماعية في عالمنا العربي الموبوء بالإستبداد والفساد!!؟... ثم هل غيرت عملية تبديل إسم "منظمة الوحدة الإفريقية" إلى إسم "الإتحاد الإفريقي" أي شئ حقيقي في واقع القارة السمراء المنكوبة بداء الإستبداد والفساد والحروب الأهلية والإنقلابات العسكرية؟!.. حتى نأمل أن يتغير الواقع العربي من خلال تغيير إسم ولافتة "الجامعة العربية" إلى إسم جديد هو "الإتحاد العربي العظيم"!!؟؟.. وهل حدث تغيير حقيقي في (الحالة الإفريقية) حتى يمكن أن يتحقق في (الحاله العربيه)؟ أم أن"الحاج زول" ظل هو"زول الحاج" نفسه بكل عيوبه ومشكلاته القديمة بلا أي تغيير جوهري وحقيقي في سلوكياته وتصرفاته وطريقة حياته؟.. فبعض حكامنا وقادتنا العرب وعلى رأسهم رأس النظام الحالي في ليبيا العقيد معمر القذافي "ملك ملوك إفريقيا وحكيم العالم ونبي الجماهير!!!؟؟" يعتقدون أن للكلمات والأسماء مفعولا ً وأثرا ً سحريا ًعلى واقع الأشياء؟!! بمعنى أنهم ممن يؤمنون بنظرية (غيّر إسمها فتتغير!!).. فالقبيحة إذا سميتها "جميلة" أصبحت جميلة بالفعل وبحق وحقيقي!!! .. وزجاجة "الخل" إذا كتبت عليها عبارة "عسل" فسينقلب "الخل" بقدرة قادر إلى "عسل"!!! .. والصراع العربي الإسرائيلي أطلق له "إسراطين" فينتهي والحمد لله رب العالمين !!.. مع إنها مجرد أسماء وتسميات شكلية لا تمس جوهر المشكل الحقيقي المتمثل في الإستبداد وغياب الديموقراطية وفي الفساد وغياب العدالة الإجتماعية!.. وبالنهاية مهما تلحف حكامنا وقادتنا العرب بأحدث وأجمل وأفخم وأضخم الأسماء والعبارات والشعارات والألقاب الضخمة فإن حاصل أصفار صغيرة سيظل دائما ً صفرا ً واحدا ً كبيرا ً لا غير!.. أم نسيتم حتى هذه "الحسبه"البسيطه!؟.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات