أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد كامل محمود - م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني















المزيد.....

م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني


نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 19:32
المحور: الادب والفن
    


م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني

قف للمغني وفه التصفيرا كاد المغني ان يكون سفيرا
أقبح به يمشي يدندن راقصا قتل الرجولة فيه والتفكيرا
وغدا تقدمنا ومخترعاتنا أمرا بشغل القوم ليس جديرا
مزمار ابليس الغناء وانه في القلب ينسج للخراب ستورا
تبا وتبا للغناء واهله قد افسدوا في المسلمين كثيرا
ياسيدتي الشاعرة الجليلة لقد فاتك انك انت كشاعرة فانك انت ايضا من اهل الغناء .. لانه لا توجد اغنية بدون شعر وكذلك لا يوجد شعر بدون ايقاع
عزيزي القارىء الكريم

تجد اعلاه خمسة ابيات اخترتها انا من قصيدة الشاعرة المبدعة ريوف الشمري والتي هجت فيها المغني واهل الغناء واليك ياعزيزي القارىء تعليقي على هذه القصيدة الهاجية للمغني ولاهل الغناء .
ان الشاعرة قد اجادت في نظمها بحق المغنيين وكان تصويرها ممتعا وبديعا .. ولكن الفكرة التي تحملها هذه الشاعرة المحترمة عن الغناء والمغنيين هي فكرة سطحية جدا وتناقض الواقع بشدة وعنف .. بل وتناقض حتى شعرها .. واعتقد انها أي الشاعرة الكريمة ارادت ان تتظاهر بحرصها على الاسلام والمسلمين وتبرز عضلاتها في هذا المجال .. ان هذه الشاعرة المحترمة مسلمة متدينة حسب ما يبدو من نشيدها الشعري .. ولكنها لم تحتوي موضوع الغناء او المغنيين بشكل ولو بسيط .. فجاءت فكرتها في قصيدتها عن الغناء والمغني هكذا مشوهة وممسوخة ومجهولة الابعاد .. فهي قد فاتها ان الغناء هو الحان .. وان الموسيقى هي الحان ايضا .. وانها قد فاتها ايضا ان الحان الغناء والموسيقى هي اول الاصوات في الكون .. وهي ايضا أي الالحان مازالت لحد الان اللغة الرئيسية للتفاهم ولجميع المخلوقات بضمنهم الانسان .. وقد فاتها ايضا ان الشعر يرتكز على الغناء والموسيقى ايضا ومنها شعرها موضوع البحث حاليا .. وان لشعرها وزن موسيقي ولحن غنائي وله اسمه الخاص مثلما لبقية انواع الغناء والموسيقى اسماء خاصة تشبه اسمائنا نحن البشر وتشبه اسماء كل المسميات الحية والجماد .. ان البيت الاول من شعرها قد انشدت فيه قائلة (( قف للمغني وفه التصفيرا كاد المغني ان يكون سفيرا )) .. وهذا الشعر ياعزيزي القارىء وزنه الموسيقي معروف لدى الشعراء .. فايقاعه هو (( متفاعل متفاعل متفاعل )) ويسمى (( البحر الكامل )) .. لاحظ ياعزيزي القارىء ان تفعيلة هذا الشعر هي عبارة عن ايقاع موسيقي .. وحتى عندما يذكرون الناس شاعرا يقول شعرا .. فانهم يصفونه بانه انشد قائلا ثم يسترسلون في ذكر الشعر .. ولا يخفاك ان النشيد هو غناء ذو طابع خاص وتفعيلة خاصة أي ايقاع موسيقي خاص ويسمى نشيد .. وكذلك ياعزيزي القارىء ان العراق من اقصاه الى ادناه عندما يقرأ القران الكريم أناس متدينون فانهم يجودونه تجويدا .. وانه عند تجويد القران الكريم فان ذلك يكون وفق قواعد المقام العراقي الغنائية 100% .. اذا ياعزيزي القارىء فان تجويد القران الكريم هو نوع من الغناء .. ولكونه يخص القران الكريم بطريقة معينة فقد اطلق عليه اسم لتمييزه وهذا الاسم هو (( تجويد )) .. وهذا ينسحب على ترتيل القران الكريم .. فـ الترتيل ياعزيزي هو نوع من الغناء ايضا وله اسم خاص يسمى (( ترتيل )).. واود ان اضيف لك ياعزيزي القارىء وللشاعرة الكريمة وكذلك لمن يهتم بهذا الموضوع .. نعم اود ان اضيف ان الالات الموسيقية تستخدم بشكل شائع جدا في الدين الاسلامي اضافة الى استخدام الغناء .. فالدفوف ياعزيزي والرقوق بجميع احجامها التي تستعمل في الموالد النبوية هي الات موسيقية .. وان قراء الموالد النبوية هم يقومون بعمل الغناء المصاحب لموسيقى الدفوف .. ولابد انك تعلم انهم يستلفون نفس الالحان التي يغنيها المغنون الذين هجتهم الشاعرة الكريمة ويصيغون على هذه الالحان كلمات في ذكر الله ومدح الرسول .. ولا يفوتني ان اذكر ان الغناء يمارس في جميع الجوامع الاسلامية على الكرة الارضية وفي كل يوم حتما ولعدة مرات في اليوم .. فالاذان .. والتكبير .. والتمجيد .. هي انواع من الغناء .. وان الحان هذا الغناء الديني هي خاضعة لنفس الحان الغناء الراقص الذي هجته الشاعرة الكريمة.. ففي العراق مثلا عندما يؤذن المؤذن انا استطيع ان اميز لحن أذانه ببساطة واقول ان هذا المؤذن يؤذن من لحن الرست .. او هو يؤذن من لحن الصبا .. او من لحن الحجاز .. او من لحن البيات .. او من لحن النهاوند او غيره .. ويعرف هذا كل مهتم بالموسيقى .
ياعزيزي القارىء وياعزيزتي الشاعرة المحترمة .. ان الشعر .. والتكبير .. وتجويد القران الكريم هي انواع من الغناء .. وكذلك ياسيدتي فان الاذكار .. والموالد النبوية .. والاذان .. والاناشيد الوطنية هي ايضا من انواع الغناء .. ومثلها ياسيدتي فان الاغاني الحماسية .. واغاني المديح والهجاء .. والترانيم المسيحية الكنسية .. وكذلك اليهودية .. كلها انواع من الغناء ولها مسمياتها للدلالة عليها .. وهي بالضبط مثلما انت لك اسم يدل عليك .. وانا لي اسم يدل عليّ .. وغيري له اسم يدل عليه .
ان الشاعرة المحترمة قد اجادت انشاد شعرها ولكنها فشلت في بلورة اوطرح أية فكرة واضحة او دقيقة عن أي شيء .. وموقفها هذا في شعرها هذا هو بالضبط كمن يغني كلاما مبتذلا ومبهما ومليء بشتائم وعبارات غير واضحة ولكن الحان غنائه رائعة .. او كمن يستمع الى اغنية اجنبية او تمجيد لله اجنبي ويتلذذ بالاستماع هذا ولكنه لا يفهم من معناه ولا كلمة واحدة .. فالغناء هو صوت ذو ايقاع .. والغناء أي الصوت ذو الايقاع قد وجد في الطبيعة قبل ان توجد اية لغة .. والغناء موجود في صلب طقوس كل الاديان دون استثناء .. وان اكثر الاديان التصاقا وممارسة بالغناء هو ديننا الاسلامي .. ولهذا ففي رايي ان الشاعرة الكريمة لم توفق في فكرتها اطلاقا رغم انها قد وفقت في تلحين شعرها .
ومن الابيات التي قالتها هذه الشاعرة المحترمة هاجية المغني هو قولها التالي (( أقبح به يمشي يدندن راقصا قتل الرجولة فيه والتفكيرا )) .. وقد فات الشاعرة الكريمة ان هذا ينطبق تماما على الشخص الذي يسبح بالمسبحة بيده ويذكر الله تكرارا ومرارا .. فهو يدندن بذكر الله وبالتسبيح لله وبحركات من يده ايقاعية أي انها عملية غنائية راقصة .. وبهذا فان هذا الشخص المؤمن سيتوقف عن التفكير كما انه سيتوقف عن ممارسة الرجولة باي شكل من الاشكال عندما يسبح بالمسبحة ويذكر الله مرارا وتكرارا وهو نفس الوصف الذي ورد في بيت الشاعرة الكريمة أنف الذكر والذي هجت فيه المغني .. وكذلك ينطبق على الشخص المتربع في حرم الجامع ويردد تسبيحه قائلا سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله .. ويهتز نصف جسمه الاعلى رجوعا الى الخلف وهبوطا الى الامام انسجاما مع تسبيحه لله .. وان هذا الترديد الايقاعي والاهتزاز الايقاعي هو بحد ذاته دندنة راقصة في ذكر الله ولا يحتاج فيها المسبح للتفكير ولا الى الرجولة أي مثلما ورد في شعر الشاعرة بالضبط والذي هجت فيه المغني ايضا .
ان الشاعرة المسلمة المؤمنة قد قالت في شعرها البيت التالي (( وغدا تقدمنا ومخترعاتنا امرا بشغل القوم ليس جديرا )) .. وهنا لابد لي ان استفسر من الشاعرة الكريمة .. ترى أي تقدم واي مخترعات قدمناها نحن المسلمون لانفسنا او لغيرنا .. بحيث اصبحت هذه المخترعات وهذا التقدم بسبب المغنيين غير جديرة ان ينشغل بها قومنا ؟؟؟؟ .
وكذلك اقول للشاعرة المحترمة عن بيتها الذي قالت فيه (( مزمار ابليس الغناء وانه في القلب ينسج للخراب ستورا )) .. ياسيدتي الشاعرة المحترمة .. هذا الغناء الذي اسميتيه مزمار ابليس .. هو نفسه تجويد القران الكريم .. وهو نفسه الغناء الذي يمارس في التهاليل وفي الاذكار .. وهو نفسه الغناء الذي يقدم على شكل الحان وعزف على الالات الموسيقية في ذكرى مولد الرسول .. وهو ايضا الغناء نفسه في الاذان وكذلك هو في الشعر .
ثم اتوقف عند البيت الذي قالت فيه الشاعرة (( تبا وتبا للغناء واهله قد افسدوا في المسلمين كثيرا )) .. ماذا بقى ياسيدتي الشاعرة في دول المسلمين غير فاسد ؟؟ . وهل هذا الفساد جاء بفعل المغني ؟؟ .. وهل تعرفين ياسيدتي قائدا اسلاميا معمما او غير معمم .. وهوغير فاسد ويفهم في دينه الاسلامي وتستطيعين ارشادي اليه لاستفيد منه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .
سامحك الله ياايتها الشاعرة الجاهلة المحترمة .. فقد هجوت نفسك بنفسك .. حيث فاتك انك انت ياسيدتي ايضا من اهل الغناء لانه لا توجد اغنية بدون شعر.. وكذلك لا يوجد شعر بدون ايقاع .
تحياتي واحتراماتي لكل من يقرأ هذا وكذلك للشاعرة المبدعة ريوف الشمري .



#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد كامل محمود - م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني