أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عامر حمدالله - الوعي التأملي














المزيد.....

الوعي التأملي


علي عامر حمدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 00:02
المحور: المجتمع المدني
    


داروين بدراسته القائمة على السفر و الملاحظة نفى غائية الطبيعة
وكذا موتسكيو من قبل ماركس بدراسته لأنماط "طبولوجيا typology "عدد كبير من الحكومات و الدساتير عبر التاريخ نفى غائية التاريخ في كتابه روح الشرائع حيث نفى ايدولوجيا غائية التاريخ السائدة آن و قبل ذاك والتي تعني اسقاط وعي الناس و آمالهم ضمن زمن التاريخ .
بل إن مونتسكيو كان الأول بإجابته على "محرك التاريخ" تلك المعضلة الكلاسيكية , حيث بين أن كل شيء محكوم ب"العلاقة" القائمة بين الطبيعة والمبدأ في وحدتهما بالذات . الطبيعة "هي ما يجعل "الدولة" أن تكون بمثل ما هي عليه "1 مثل الطبيعة الجمهورية في روما,المبدأ هو"الهوى الذي يجعل "الدولة" فاعلة "1 , مثل مبدأ الفضيلة في الجمهورية.
علاقة الطبيعة-المبدأ ديالاكتيكية فهي إما أن تكون تطابقية"روما جمهورية و الرومان فاضلون"1 فيعم الأمن و السلام.وإما أن تكون تناقضية"روما جمهرية و الرومان غير فاضلون"1 فيعم الارتباك والتوتر مما يتيح المجال للفوضى أو لتغيرات ثورية أو لتدخلات خارجية, حيث لا يوجد غربال مهما عظم بإمكانه أن يغطي عين التناقض .
لقد وضع مونتسكيو أسس حديثة لعلم السياسة وأعني وضع قوانين فيزيقية للسياسة.يقول مونتسكيو في كتابه روح الشرائع:"لقد وضعت المبادئ ورأيت الحالات الخاصة تنحني من ذاتها تقريباً و جميع الأمم لم تعد تشكل سوى تتمة,وكل قانون خاص يرتبط بقانون أعم ",يا له من ديالكتيك.
إذن فإن ألحان مونتسكيو قد أطربت آذان الماديين من بعد.
قال ماركس في مقدمة مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي:"فإن أي تشكيلة اجتماعية لا تموت قبل أن تتطور جميع القوى المنتجة و علاقات الانتاج ولا تظهر علاقات انتاج جديدة أرقى قبل أن تنضج شروط وجودها المادية في قلب المجتمع القديم بالذات" و أكد ذلك سارتر.
وبفهم الاقتباسات الواردة وفهم العلاقة بين موت التشكيلات الثقاجتماعية وتطور قوى و علاقات الانتاج وربطه بوحدة الطبيعة-المبدأ , نستنتج أن جزء مهم من فكر ما بعد الحداثة جاء من تأمل مثالي قبل أن تستوفي المجتمعات الحداثية النضوج الكامل اللازم لنقلة نوعية في التشكيلات الثقاجتماعية.
يؤكد ذلك ادوارد سعيد في كتابه "representations intellectual" :"فإن مثقفي ما بعد الحداثة يعلون من شأن الكفاءة لا القيم العامة العالمية مثل الحقيقة والحرية,....,مع أن الواقع يقول إن الحكومات لا تزال تظلم الشعوب وإن الانتهاكات الجسيمة للعدالة ما زالت ترتكب,وإن استقطاب "السلطة"للمثقفين و ضمهم تحت جناحها ما زالا قادرين فعلياً على إضعاف أصواتهم , وانحراف المثقفين أو المفكرين عن أداء رسالتهم لا يزال يجري في حالات بالغة الكثرة".
وكما ذكر د.ايلان غور-زئيف في كتابه "جدلية الوطن و المنفى"2 :"فإن أفكار ما بعد الحداثة تعطي المركزية للانسان بغض النظر عن التاريخ و الجغرافيا" , مع أن الواقع يقول أن الدول وإن كانت تحاول تخطي الجغرافيا ما تزال أسيرة الجيوسياسة و الأمن القومي والحدود.
مجتمعاتنا لم تصل إلى ما بعد الحداثة ولم تنجز الحداثة ولا حتى شروط ماقبل الحداثة ,فنحن نطبق ديمقراطية الصنوق في مجتمعات قبائلية الوعي,ومناهجنا الجامعية تنهل من أحدث الكتب العلمية و ما زلنا أسرى الغيب و الميتافيزيق .
إن الدولة الحداثية الليبرالية المطروحة في مجتمعاتنا تعطي للشعب نفوذ صوري ولرأس المال نفوذ جوهري, وفي فلسطين خصوصاً فإن النفوذ لرأسمال كومبرادوري-اسرائيلي-استعماري.
من هنا فإن بناء دولة حداثية ليبرالية قائمة على المواطنة قبل تطور البنى الاقتصادية اللازمة بشكل كاف يؤدي إلى وحدة تناقضية بين طبيعة الدولة "حداثية ليبرالية " و مبدأها"المواطنة".مما يؤدي إلى انتشار الفوضى و الفلتان الأمني والانقسام على أسس ما قبل حداثية وحروب أهلية.
يبدو جلياً إذن أن دور جميع المؤسسات غير الحكومية -بالأخص في فلسطين- في نشر وعي المواطنة –دون مشروع حقيقي لتطوير البنية الاقتصادية-يصب في احتدام التناقض بين الطبيعة و المبدأ في "ما قبل الدولة" الفلسطينية مما يزيد الطين بلة حيث يسبق المبدأ وهو المواطنة الواعية ,الطبيعة وهي الدولة الحداثية,وهذا شيء نادر الحدوث و خطير حقاً.
لست متأكد إن كان الداعم الأوروبي يعي و يقصد ذلك , لكني متأكد أن المتلقي الفلسطيني لا يعي ذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- لوي التوسير , مونتسكيو السياسة و التاريخ .
2- التربية الإسرائيلية و التربية على المنفوية في عهد مابعد الحداثة .



#علي_عامر_حمدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بصورة يحيى السنوار وتمزيق ميثاق الأمم المتحدة.. ضجة على رد ف ...
- محمد بن سلمان والملك فيصل وتعليق إمام الحرم المكي الأسبق.. ت ...
- شاهد لحظة تمزيق سفير إسرائيل ميثاق الأمم المتحدة خلال كلمة غ ...
- إيران تدعم بقوة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فلسطي ...
- ما هي الدول الممتنعة والمعارضة لعضوية فلسطين بالأمم المتحدة؟ ...
- ليست بالرَّكيكة عن الحكومة الضاحكة
- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - علي عامر حمدالله - الوعي التأملي