أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سامي شريف - تجدد النضال النقابي العمالي بالجزائر















المزيد.....

تجدد النضال النقابي العمالي بالجزائر


سامي شريف

الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 00:37
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


لم تعد الجماهير، عشرون سنة بعد تطبيق أول توصيات صندوق النقد الدولي مذعنة، وأصبح الغليان الشعبي متواصلا، ومنذ خريف 2009 كثرت النضالات الموسومة بالعودة إلى الإضرابات في القطاع الصناعي. بداية خاضت شغيلة مركب الصلب العملاق الذي تم تفويته للمجموعة العالمية ارسيلور ميتال* Arcelor Mittal العديد من الإضرابات للزيادة في أجورهم، وخاصة ضد التسريحات المرتقبة ومن أجل إلزام تطبيق مخطط استثمار. وجاء إضراب 30000 عامل في المنطقة الصناعية بالرويبة للمطالبة بأجور لائقة وأيضا لرفض قرار التراجع عن التقاعد الاختياري في 50 سنة.





كما أن فرض عمال سكك الحديد زيادة في الأجور بعد العديد من الإضرابات على صعيد وطني. و خاض أطباء الصحة العمومية في نفس هذا الوقت إضرابا كفاحيا عن العمل دام 4 أشهر، كما شهد قطاع التعليم العديد من الإضرابات الوطنية. وهناك أيضا شكل جديد من النضالات الخاص بضحايا الخصخصات كما هو الحال في مجموع معامل قطاع النسيج المهددة بالتفكيك، وفي ميناء الجزائر الممنوح لدبي، وشركة سوناتروla Sonatro (لأشغال الطرقات) التي تمت تصفيتها في الوقت الذي تم فيه منح أوراش الطريق السيار للمصالح الإمبريالية... وأخيرا اندلعت احتجاجات الشباب هنا وهناك للمطالبة بالحق في الشغل والسكن أو من أجل شروط ملائمة للعيش. وانتقلت هذه الاحتجاجات ضد السكن غير اللائق إلى الجزائر العاصمة بتحدي ساكنة ديار الشمس للبوليس، و بوهران بمواجهات سكان العنصر ضحايا التلوث. استفاد تجدد الكفاحية هذا من السياق السياسي الجزائري الحالي، ذلك أن الرئيس بوتفليقة تراجع عن جنون الليبرالية المتوحشة واختار حمائية اقتصادية محتشمة ومتناقضة. إذ بدأ النظام يهتم أخيرا بالإنتاج المحلي ويريد الحفاظ على المؤسسات العمومية. كان العمال خلال فترة التوجه الليبرالي عرضة لابتزاز تقليص اعداد العاملين وإغلاق المصانع. والآن حيث دفاتر تحملات الشركات ملآنة، و حيث من جهة أخرى، لم يعد النظام يتحدث لغة واحدة نتيجة حرب الخلافة بعد مرض الرئيس. تراجع القمع و أصبح للإضراب قدرة على الضغط.

لقد تم خوض نضالات القطاع الاقتصادي بالارتكاز على الهياكل القاعدية للاتحاد العام للعمال الجزائريين، في حين تم الالتفاف عليها في حالة نضالات عمال السكك أو نضالات عمال الشركة الوطنية للشاحنات الصناعية SNVI. وتتمرد هذه الهياكل نفسها، في بعض الأحيان على قيادة الاتحاد النقابي، فقيادة الاتحاد وفيدرالياته وقياداته المحلية متداخلة مع أحزاب التحالف الرئاسي وليدة الحركة الوطنية. إذ منذ الإضراب العام سنة 2003 و غالبية هذه القيادات تعادي الإضرابات حتى ولو أنها تدعم بعضها في في حالات (الهجار، النسيج...)، معلنة تفضيلها للحوار. وعلى العكس فإن النقابات المستقلة عن المركزية النقابية "الاتحاد العام للعمال الجزائريين" هي التي تقود النضالات الكبرى في الوظيفة العمومية التي وسمت الأحداث في السنوات الأخيرة كالمجلس الوطني المستـقـل لأساتذة التعليم الثانوي و التقني CNAPEST، ومجلس ثانويات الجزائر CLA، الاتحاد الوطني لموظفي التعليم والتكوين UNPEF ...، بالنسبة للتعليم، والنقابة الوطنية لممارسي مهنة الطب SNPSP، والنقابة الوطنية لممارسي مهنة الطب المتخصصين SNPSSP، بالنسبة للأطباء... عدل النظام بعد احتجاجات ديار الشمس من أجل السكن اللائق في بداية يناير 2010عن اللجوء إلى العنف الممنهج في حق المضربين والمتظاهرين، وقدم تنازلات مهمة للجماهير المناضلة من قبيل إعادة الإسكان، 12000 أسرة بالجزائر العاصمة وحدها، الزيادة في الحد الأدنى للأجور من 20 إلى 30 بالمائة لشغيلة التعليم و سكك الحديد... ولكن في أعقاب هذه الزيادات اندلع إضراب جديد في قطاع التعليم، غير أن انقسام النقابات المستقلة وغموض أهدافها، والتدبير غير المتناسق، منح الفرصة لتشدد السلطة. وبعد استئناف المدرسين للعمل تحت طائلة التهديد بالطرد من الوظيفة، وضع الأطباء بدورهم حدا لأشهر من الإضراب شلت المستشفيات العمومية.

توهمت الحكومة أنها وضعت حدا لنضالاتنا، ما يسمح لها بسن قانون جديد للمعاشات و قانون شغل جديد يكرس الهشاشة، لكن استأنفت النضالات بالإضراب المفاجئ لعمال سكك الحديد، والإضراب الوطني في الجماعات المحلية، والاحتجاجات العنيفة خلال عمليات إعادة الإسكان، واستئناف تجمعات الأطباء، وأخيرا مشاريع إَََضراب المدرسين.

إذا لم يكن للهياكل القاعدية المكافحة داخل مركزية "الاتحاد العام للعمال الجزائريين"، والتي قادت النضالات الحالية وزن كبير داخل منظمة مبقرطة، فإن النقابات المستقلة (خمسون نقابة)، لاتشكل هي الأخرى بديلا لهذه المركزية. إنها تتوفر على تمثيلية مهمة داخل أطر الوظيفة العمومية، وتتواجد في الجماعات المحلية والوقاية المدنية وفي المستشفيات العمومية، لكنها غائبة في القطاعات الأخرى. إنها جد كفاحية في بعض النضالات، لكن قوضتها الانقسامات وحسابات الأجهزة. إلا أن الفئوية وصلت إلى حدها الأقصى وهناك تطورات جارية.

توجد أجزاب المعارضة والصحافة المستقلة في وضع يمكنها من مزايدة ليبرالية على النظام. ويتعلق الأمر بجبهة القوى الاشتراكية FFS ، عضو الأممية الاشتراكية، والمجموعات الليبرالية الديمقراطية الصغيرة المنشقة عن حزب الطليعة الإشتراكي، الشيوعي سابقا PAGS والحركة الديمقراطية الاجتماعية MDS و حزب شعب الحرية PDL. يساند هؤلاء الليبراليون الاحتجاجات الاجتماعية التي لها كمحاور الدولة المالكة أو السلطات المحلية. كما يساهم الدعم القيم الذي تقوم به الصحافة الحرة في ديمومة الحملة الدولية ضد نظام في عز انعطافه الوطني. يشارك مناضلو التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية RCD وجبهة القوى الاشتراكية و الحركة الديمقراطية الاجتماعية وحزب شعب الحرية وإسلاميو الإصلاح في نضالات الموظفين وبعض الإحتجاجات بالاحياء.

أما حزب العمال (تروتسكي من التيار اللمبرتي سابقا) فإنه يردد خطابا مناهضا لليبرالية، لكن يتصرف كعنصر من العناصر المكونة للتحالف الرئاسي الحاكم وذلك بتوجسه من النضالات العمالية والشعبية واعتبارها كصفقات ومغامرة. ونحن في حزب العمال الاشتراكي ندعم هذه النضالات وننخرط فيها لكن وسائلنا محدودة.

سامي شريف من قيادة حزب العمال الاشتراكي – الجزائر

* تأسست أرسيلور ميتال المجموعة الدولية لصناعة الصلب، والتي تشغل 310 ألف عامل في 60 بلد،نتجية اندماج شركة أرسيلور وميتال سيتل، يوجد مقرها الاجتماعي بمدينة لوكسمبورغ



#سامي_شريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لوكاشينكو يعتزم مناقشة قضايا استخدام القوات العاملة على الأس ...
- رئيسة نقابة الصحفيين في بريطانيا تستنكر استهداف إسرائيل للجز ...
- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا
- اليمن.. إصابة أمين عام نقابة الصحفيين بإطلاق نار ومقتل أحد أ ...
- جدد كل 6 شهور.. خطوات تجديد منحه البطالة فى الجزائر 2024 وأه ...
- “990.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تُ ...
- اللواء سلامي: الاستكبار يتعامل بسياسة واحدة مع العالم الإسلا ...
- المرصد العمالي: الأردن ضمن قائمة البلدان غير الملتزمة باتفاق ...
- المجتمع المدني شريك أساسي في الحلول عند الأزمات والحروب
- زيادة 200% على الراتب.. “وزارة المالية” تُعلن خبر سار لجميع ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سامي شريف - تجدد النضال النقابي العمالي بالجزائر