أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الهيموت عبد السلام - فصل المقال فيما بين الأصولية والفن من اتصال















المزيد.....

فصل المقال فيما بين الأصولية والفن من اتصال


الهيموت عبد السلام

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 21:14
المحور: حقوق الانسان
    


فصل المقال فيما بين الفن والأصولية من اتصال
كنت أنتظر و لازلت من دعاة معاداة الفن أن يحرموا الفن صراحة وأن يخرجوا من هدا المسلسل الطويل من الذرائع التي تعكس ارتباكا يقتضي فيه أصحابه أخد موقف واضح.
لأن الخطاب المعادي للفنون ولكل ما ينضح بالحياة تارة يتذرع بتبذير المال العام،وتارة بمستويات الفقر العالية،وتارة بالشدود،وتارة بالميوعة التي تصاحب هده التظاهرات وتارة بالإساءة إلى النبي المسيح ألم يعد المسيح نبي الصليبين والنصارى والعلمانية والكفر والإلحاد ؟
إن هد الخطاب يستغل هده التظاهرات لتصفية الحسابات مع الحداثيين والديمقراطيين أو لم تروا أنكم غارقون في الحداثة من أخمص قدمكم إلى قمة رأسكم؟
من ربطة العنق التي تزين صدركم إلى السجادة التي تصلي عليها المستوردة من الدنمارك "اللعينة" .
إن الخطاب الأصولي يريد الديمقراطية ولكن فقط للتعبير عن قيم ومعاملات العصور الوسطى والتي شكلت أنداك إجابات في سياقها لأن البشرية لا تطرح إلا الأسئلة التي تقدر على طرحها،
فالقصص والإعدام وتكريس دونية المرأة وتحريم الفنون خاصة الصورة والجسد هي أساليب بدائية قبلية مغرقة في الانتقام والتلدد المرضي بإدلال الجسد البشري وتنتمي إلى قيم البداوة والقبلية والعشائرية.
يريد الخطاب الأصولي الفن ولكن فن التذكير بالموت وبأهوال القبور والتغني بالموعودات التي قد تأتي وقد لا تأتي .
ألم يقل "أبو حامد الغزالي" صاحب كتاب تهافت الفلاسفة
من لم يحركه العود وأوتاره والربيع وأزهاره
فهو فاسد المزاج وليس له علاج
من أعطى الوصاية الفنية لهدا الخطاب على هدا الشعب لألا يستمتع بالفنون غناء كان أو مسرحا أو شعرا؟
ألم يقل المغاربة الفقراء كلمتهم حين حضروا بكثافة للحفل الذي أقامه "جون إلتون" بمهرجان موازين والتي عبأت فيه قوى المحافظة كل أجهزتها؟
إن الخطاب الأصولي بقيادة حركة الإخوان الإسلامية العالمية مطالب بالتعاطي الواضح مع الفن بما هو هبة طبيعية من الاستمتاع الروحي والتفريج عن النفس المثقلة بمصاعب الحياة،إنه تغدية روحية لاتقل أهمية عن تغدية الجسم.
ليس للخطاب الأصولي من أعداء غير المرأة والفن.
المرأة لأن العقل القروسطوي المشبع بثقافة الإماء والجواري والخليلات لا يستطيع تصور المرأة خارج مربع الجنس والتفريخ و خدمة حاجيات الرجل
أما الفن بما أنه تعبير جسدي ونفسي بامتياز يتصور معه الخطاب الأصولي
أن جسدا منطلقا حرا مطلقا لحباله الصوتية غناء وتضاريس جسده خصوصا في المشاهد المسرحية هو جسد مثير للغواية والشبقية وكل مخزونات الخيال المريض.
إن استئساد الخطاب المعادي للفن والمرأة والحياة ولكل القيم الكونية التي راكمتها البشرية عبر تضحيات جسيمة هو استئساد يستفيد من المهادنة الإيديولوجية للمثقفين التقدميين والحداثيين. كما أن المقايضة
غير المعلنة التي تمارسها الدولة مع خطاب العدالة والتنمية ،التحجيم السياسي عبر تضييق الرقعة الانتخابية مقابل إطلاق العنان في المجال الثقافي لثقافة ظلامية من قبيل معاداة الحداثة ،مدونة الأسرة ،المهرجانات
الفتاوي الفاقدة للحس العقلي والمنطقي.
إنه تنازل الدولة ثقافيا مقابل الانحسار سياسيا لهده القوى يذكر بالدرس الذي ينبغي استخلاصه في علاقة شد الحبل بين الثقافي والسياسي في معادلة النظام و"المعارضة"،ففي أواسط الثمانينات التي اتسمت بتململ كبير للجمعيات الثقافية والأندية السينمائية ومسرح الهواة والمجلات الفكرية كالجسور والبديل والثقافة الجديدة فضلا عن نضالات عائلات المعتقلين
السياسيين ونضالات الحركة الديمقراطية والتقدمية عموما،كل هده النضالات التي عرفها المغرب فقد تصدرها المستوى الثقافي أو المستوى الإيديولوجي عبرمستويات الصراع الأخرى داخل البنية الاجتماعية.
هدا الصراع المتقدم على الواجهة الثقافية أحدث عطبا إيديولوجيا في إيديولوجية النظام القائم حيث أصبح خطابه عاجزا عن ممارسة دوره المتمثل في إعادة إنتاج العلاقات السائدة بما هي علاقات قائمة على الاستغلال واحتكار وسائل الإنتاج وتهريب فائض القيمة إلى البنوك العالمية.
كان من شأن هدا المد الثقافي الذي هيأ انتفاضة يناير 1984 أن يطلق النظام حملة من الاعتقالات مست العديد من الناشطين الثقافيين والسياسيين ومصادرة جميع المجلات وتقنين الممارسة الثقافية وبالمقابل إنشاء جمعيات السهول والأنهار التي خلقت وفي فمها ملاعق من دهب وكان دورها الإشادة بالمنجزات الرسمية....
إن من يستحضر مجموعة من المؤشرات لقياس مدى تشبع المجتمع المغربي بالقيم الحقوقية بما هي معطيات حضارية تؤطر المجتمع البشري عموديا وأفقيا سيلمس انحسار هده القيم في أوساط نخبوية محدودة رغم نضالات مستميتة وعمل يومي مع الجماهير لإطارات حقوقية وديمقراطية ودلك في سببية تعود لاقتصار أحزاب الصف اليساري والديمقراطي بأجندات انتخابية إذ أصبحت هده الأحزاب وكالات انتخابية لايتجاوز سقف مطالبها تقاسم المقاعد في الجماعات والدواوين والمجالس الرسمية في حلقة مفرغة ضاق فيها الأفق السياسي مما يدفع القول بإسقاط صفة الحزبية على هده الكيانات وتسميتها بلغة "مهدي عامل" أجهزة سياسية وليست أحزابا سياسية.
إن انحسار رقعة العمل السياسي والنقابي وتهافت العمل الجمعوي على أموال ما سمي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وأموال الممولين بالخارج والداخل مما جعل هده الواجهة الجمعوية تتحول من النضال والإشعاع الثقافي بما يجعل هدا النضال يحدث خلخلة في رؤى الأفراد للكون والعلاقات الاجتماعية سلاحهم في دلك الوعي النقدي والمتسائل لكل القيم البالية والمتكلسة والتي لازالت تؤطر عصرناإلى جمعيات لاقتسام الريع الثقافي والسفريات وأوهام السلطة الرمزية.
كما يؤشر على نخبوية هده القيم ردود الفعل على درجة الفوبيا تجاه كل القيم الفنية والحياتية التي تساهم في التحرر والانعتاق وتقرير المصير الفردي وهده الردود المتشنجة لا نلمسها فقط ضد المهرجانات والحريات الفردية وتطلعات النساء والفضاء العام المطبوع بالتعدد والاختلاف بل وكذلك في التعاليق على المواضيع المنشورة مثلا بموقع "هيسبريس" حيث نعثر على لغة عصابية وأن الناس كما يقول "لاكان" لا يتكلمون اللغة ولكن اللغة تتكلمهم.
مؤشر أخر فقط على اكتساح الثقافة القروسطوية وذهنية التحريم والإقصاء
ما كتبه "عبد الباري عطوان" أحد الأقلام المغمورة حول ما تعرضت له قافلة الحرية إذ اعتبر المناضلين والنشطاء المدنيين مجاهدين واعتبر المجزرة في حق قافلة الحرية نصرا إلاهيا.
إن المكتسبات الهشة والقابلة للتراجع عنها في كل لحظة،واكتساح ثقافة قدرية ماضوية تلقي بكامل المسؤولية عن هده الأوضاع إلى عدالة السماء،وتفسخ القيم،والبعد عن التدين يفسره إلى حد بعيد الاستقالة الثقافية للمثقفين والسياسيين والجمعويين –مع استثناء الدور الرائد للجمعية المغربية لحقوق الإنسان وإطارات أخرى- في إشاعة قيم التنوير والنقد والإبداع والحياة والشك والعيش المشترك في مجتمع إبداع ثورة وثورة إبداع.

الهيموت عبد السلام



#الهيموت_عبد_السلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - الهيموت عبد السلام - فصل المقال فيما بين الأصولية والفن من اتصال