أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الكيان الصهيوني يعلن حربا إرهابية على العالم















المزيد.....

الكيان الصهيوني يعلن حربا إرهابية على العالم


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 3020 - 2010 / 5 / 31 - 17:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد المذابح و المجازر التي اقترفها الكيان الصهيوني الإرهابي في حق الشيوخ و النساء و الأطفال؛ في فلسطين و لبنان... و تحت يافطة الدفاع عن النفس !ّ!! ها هي الأحداث المتوالية؛ تكشف بالملموس أن ممارسة الإرهاب حرفة صهيونية خالصة ؛ و تكشف كذلك أن الإرهاب الصهيوني؛ لا يهدد المنطقة العربية فحسب؛ و لكنه يهدد كل العالم.
هاجم الصهاينة بكل وقاحة و ضد كل القيم و القوانين و الأعراف الدولية؛ واجهوا سفنا تحمل أناسا مسالمين من جميع جنسيات العالم؛ و تحمل مواد غذائية و مواد بناء و لعبا للأطفال ؛ واجهوها باعتماد الطيران الحربي؛ و يا للفضيحة؛ قتلوا و جرحوا؛ قتلوا الناس بجميع جنسياتهم؛ و قادوا بذلك حربا إرهابية عالمية –غير مسبوقة- في عرض البحر. إنها صورة إجرامية وقحة؛ يقوم بها كيان إجرامي؛ و بدعم لا محدود من اللاشرعية الدولية؛ و في واضحة النهار و تحت ادعاءات متهافتة .
إن القيم و المواثيق الدولية تفرض على جميع الدول حماية حملات الإغاثة؛ و حتى في أتون الحروب. لكن ها هي إسرائيل تضرب جميع هذه المواثيق و الأعراف عرض الحائط؛ و تقود هجوما إرهابيا همجيا على سفن مسالمة؛ تحمل متضامنين مسالمين بجنسيات مختلفة؛ يسعون إلى تكسير حصار غاشم على أكثر من مليون طفل و شيخ و امرأة؛ يعانون أبشع أنواع خروقات حقوق الإنسان على مر التاريخ البشري.
لقد هاجمت –إذن- إسرائيل سفن الحرية و قتلت و جرحت العشرات ؛ من المتضامنين المسالمين؛ و قادت الباقي منهم؛ في عملية قرصنة غير مسبوقة . لكن هل ستسلم الجرة هذه المرة؟
هل ستمر هذه الحادثة الأليمة من دون أن تخلف أثرا على الكيان الإجرامي الصهيوني؟
ما هي ردود الفعل المنتظرة على هذا العمل الإجرامي الجبان ؟
هل ننتظر أن يكون التنديد الأمريكي-الأوربي على الأقل في مستوى التنديد بالهجوم على السفينة الكورية الجنوبية ؟ ! أم إن المعايير المزدوجة تعتبر هذا الحدث أقل حجما من سابقه ؟
و ما هو رد الفعل التركي المنتظر ؟ هل ننتظر أن يكون هذا الهجوم الجبان هو القشة التي ستقصم ظهر البعير؟ هل ننتظر انقلابا شعبيا تركيا على إستراتيجية العسكر تجاه إسرائيل؛ و هي إستراتيجية تقوم على روابط تاريخية وطيدة منذ تأسيس الكيان الإرهابي الصهيوني؟
هل ننتظر قوة تركية جديدة؛ تولد في منطقة الشرق الأوسط بعد هذه الأحداث؛ قوة يقودها حزب العدالة و التنمية بحكمته السياسية؛ في تحالف مع القوى الشعبية؛ بهدف استئصال ما تبقى من التواجد السياسي العسكري الهرم؛ الذي يعرقل كل الخطط الحكومية لبناء تركيا قوية ؛ حديثة و متجذرة في محيطها الإسلامي؟
كلها تساؤلات تؤكد أن للحدث ما بعده؛ و أن الكيان الإرهابي الصهيوني ابتلع الطعم؛ و إذا كانت جرائمه في غزة قد أثارت ضده الرأي العالم الدولي؛ فإن ما تبقى له فقد بعضه في جريمته الإرهابية في دبي؛ و هو الآن يفقد كل شيء في هذه العملية الإرهابية البشعة.
هذا الصباح من يوم الاثنين 31 ماي 2010 سيكون اليوم الفاصل؛ الذي يبرهن للرأي العام الدولي بالمباشر و عبر شاشات التلفزيون؛ التي تنقل الحدث نقلا حيا بالصوت و الصورة ؛ سيبرهن هذا الحدث بالملموس عن النزوعات الإرهابية المتوحشة؛ التي تسكن الصهاينة؛ و التي لا تهدد العرب و المسلمين فقط؛ إنها تهدد كل العالم؛ الذي لا يتفق مع مصالحها.
إن سفن الحرية؛ التي تحملت مسؤولية مدنية في كسر الحصار على أهالي غزة؛ و هي تحمل جنسيات متعددة؛ تمثل ذلك الضمير العالمي الحي؛ الذي تشكله قوى المجتمع المدني عبر العالم؛ و الكيان الصهيوني و هو يهاجم هذه السفن؛ فهو يواجه في الحقيقة هذا الرأي العالم العالمي الذي بدا يتسع و يتقوى؛ و هو يشكل خطرا وجوديا عليه؛ لأنه يقوم بوظائف حاسمة في مجرى هذا الصراع. فهو من جهة ينزع ورقة التوت ليكشف للعالم بالمباشر تهافت الادعاءات؛ التي تبرر الإرهاب الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط؛ و كذلك فهو يزعزع أسس الشرعية المتهالكة التي تأسس عليها الكيان الصهيوني الإجرامي؛ و هذه الأسس هي التي توفر له الدعم الدولي من أوربا و أمريكا . و هذه الحركية المدنية تهدد هذه الأسس في العمق؛ و بالتالي فهي تهدد هذا الكيان الإرهابي وجوديا؛ و هو تهديد يفوق تهديد حركات المقاومة.
إن الكيان الصهيوني و هو يقوم بعمليته الإرهابية هاته؛ يثبت بالملموس قوة الصدمة التي أصابته في العمق؛ و هو يواجه رأيا عالميا يقظا و حيا في جميع أقطار العالم؛ و هو رأي عام تقوده قوى المجتمع المدني؛ و هو لا ينصاع بالضرورة لقرارات حكومية ؛ إنه أصبح يشكل بامتداده العالمي حكومة قوية موازية؛ يمكنها أن تقلب الموازين في العالم في أية لحظة.
و بالإضافة إلى هذه اليقظة التي أصبح يعيشها الرأي العام العالمي؛ فإن هناك مؤشرات مقلقة للكيان الإجرامي الصهيوني؛ تذكره بعودة الوحدة بين المسلمين عبر العالم من آسيا إلى أوربا إلى أمريكا؛ و هذا ما كان يظن صناع قرار هذا الكيان بأنه أمر لن يتحقق أبدا؛ نتيجة الصراعات التي قامت بين مجموع الكيانات الإسلامية؛ منذ سقوط الإمبراطورية العثمانية؛ التي كانت آخر قوة قوة موحدة للمسلمين عبر العالم .
و بالإضافة إلى هذا النزوع نحو التوحد؛ فإن الإحساس بالانتماء إلى التاريخ و الحضارة الإسلامية بدأ يترسخ و بقوة؛ لدى الأجيال الصاعدة . و عندما نشاهد شبابا مسلمين بجنسيات مختلفة أوربية و آسيوية و أمريكية؛ يمكن أن نشعر بهذا المشهد الإسلامي الجديد.
كلها مؤشرات مقلقة للكيان الإرهابي الصهيوني؛ تذكره دائما بالقوة الإسلامية التي شكلت عبر التاريخ خريطة العالم؛ و منه خريطة الشرق الأوسط. و هو بهجومه هذا يقوم بهجوم رمزي على هذه القوة الإسلامية المتصاعدة .
لكن هل سيحد هذا الهجوم الإرهابي المتوحش من يقظة الضمير التي أصبح يعيش عليها الرأي العام العالمي؟
أم إن الإرهابيين الصهاينة اختلطت عليهم الأوراق؛ و فقدوا البوصلة؛ و لذلك فهم يوجهون مدافعهم في كل الاتجاهات؛ مثل ذلك الإنسان الأخير الذي يبقى في الأرض بعد خرابها؛ و الذي صاغته هوليود بنفس الصورة تماما؛ مرعوب يصوب مدافعه في كل الاتجاهات ؛ يطلق النار من دون تسديد و من دون رسم الهدف ؛ و يصيح بأعلى صوته . و هو بكل هذا يعبر عن الخطر الوجودي الداهم الذي يهدده بالاستئصال و الاندثار الأبدي.
إن الكيان الصهيوني الإرهابي؛ قد جسد هذا الصباح هذه الصورة الهوليودية أحسن تجسيد و هو يطلق نيرانه في جميع الاتجاهات و من دون تسديد و لا رسم للهدف ؛ إنه يشعر بقوة التحدي الذي يواجهه؛ و هو هذه المرة تحد وجودي؛ يزعزع في العالم أسس الشرعية التي انبنى عليها.
إن هذا الحدث –في الحقيقة- يقدم أكثر من معنى؛ و يمكن قراءته من اتجاهات مختلفة؛ لكنه بجميع المقاييس سينضاف إلى أحداث القرن؛ باعتباره الحدث الذي سيكون ما بعده مختلفا تماما عما قبله .
رحم الله الشهداء الذين واجهوا كل التحديات في سبيل فك الحصار الغاشم على إخوانهم في غزة المحاصرة؛ و ندعو للجرحى بالشفاء العاجل؛ و نحن على الطريق حتى نحرر آخر شبر من أراضينا المحتلة؛ و حتى نكسر آخر قيد في فلسطين و العراق ... و حتى نتوحد كمسلمين بجميع أجناسنا؛ من أوربا إلى إفريقيا إلى آسيا إلى أمريكا.



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر محمد عابد الجابري : الكتلة التاريخية كمدخل رئيسي لتحق ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- الفرانكفونية: إيديولوجية استعمارية في عهد ما بعد الكولونيالي ...
- محمد عابد الجابري .. مات الانسان و ركب المناضل و المربي و ال ...
- استدراك - تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: ...
- تقرير أطروحة الدكتوراه- التأسيس للرواية المغربية: من البنيات ...
- بعد نجاح شعار التغيير الأوبامي داخليا - هل من أمل في التغيير ...
- نتنياهو .. و رهان تغيير أوباما
- الحركة الصهيونية: مشروع استعماري غربي بغطاء يهودي
- الكيان الصهيوني: منظمات إرهابية تشكل دولة !!!
- الموساد: منظمة إرهابية بغطاء دولي !!
- التنين الصيني - هل هي بداية تحطم أسطورة نهاية التاريخ ؟
- التحقيق مع طوني بلير: هل هي بداية ملاحقة مجرمي الحرب؟
- السياسة الخارجية الأمريكية وقود تنظيم القاعدة
- باراك أوباما و حصيلة السنة الأولى- ماذا بقي من شعار التغيير؟
- اليمن : البوابة الجديدة للسيطرة على الشرق الأوسط
- خطة أوباما الأمنية الجديدةهل هي بداية انتصار المقاربة الجمهو ...
- حصيلة القدس سنة 2009 : مزيد من التهويد


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس جنداري - الكيان الصهيوني يعلن حربا إرهابية على العالم