أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال رمضان - اليسار الفلسطيني إلى أين!!!!!!!!!!!!















المزيد.....

اليسار الفلسطيني إلى أين!!!!!!!!!!!!


جمال رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 3017 - 2010 / 5 / 28 - 17:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يتفق معظم الكتاب والمحللين السياسيين أن اليسار قد فقد رونقه في المشهد السياسي الفلسطيني، إذ بعد أن كانت الفصائل الفلسطينية اليسارية تتحرك ضمن مساحة سياسية وشعبية لها تأثير داخل منظمة التحرير الفلسطينية، أصبحت هذه الفصائل هامشية التأثير في المسار السياسي العام، وأصبحت القضية الوطنية الفلسطينية تتجاذبها رياح ثنائية مؤلفة من حركتي فتح وحماس،. من الصعب على الساحة الفلسطينية أن تستعيد عافيتها وتبدد هذه الثنائية دون استعادة تعدديتها السياسية، لأن القضية الفلسطينية بحاجة إلى جميع طاقات الشعب الفلسطيني مهما كانت صغيرة أو كبيرة. بل تحتاج إلى جبهة وطنية فلسطينية عريضة شاملة وموحدة ومتماسكة ومستندة إلى نظام ديمقراطي حقيقي تستطيع من خلاله مواجهة التحديات فوق العادية التي تواجهها. العوامل الموضوعية والذاتية التي ساهمت في ابتعاد اليسار عن المشهد السياسي الفلسطيني. - التأرجح الأيديولوجي: إن معظم ألوان الطيف اليساري الفلسطيني الماركسي قد وجدت أصولها في حركة القوميين العرب: الفرع الفلسطيني.درجت فصائل اليسار على تسمية نفسها "اليسار الجديد" أو الفصائل "الماركسية القومية" تمييزا لها عن الأحزاب الشيوعية، ونعني هنا الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الفصيلين اليساريين الرئيسين داخل منظمة التحرير الفلسطينية. كانت حركة القوميين العرب معادية للفكر الماركسي وللأحزاب الشيوعية بما فيها الحزب الشيوعي الفلسطيني، ويعود بعض ذلك إلى الموقف السوفيتي "والكومنترن" بقيادة ستالين من قرار التقسيم عام 1947 والاعتراف بإسرائيل فور إعلانها على الأرض الفلسطينية، وموقف الحزب الشيوعي الفلسطيني التابع له. كانت لذلك تداعيات سلبية كثيرة في علاقات اليسار تركت شرخا عميقا بينهم وبشكل خاص بين الشيوعيين والقوميين. وعندما تبنت الجبهة الشعبية أيديولوجيتها الماركسية، اتجهت أولا نحو الصين والأفكار الماوية ثم إلى النموذج السوفيتي رائدا ومنهلا لها، أما الجبهة الديمقراطية فقد كانت ملتصقة بالاتحاد السوفيتي يوم انشقت عن الجبهة الشعبية عام 1968. هذا التأرجح الأيديولوجي بين القومية والماوية والستالينية والجيفارية الكوبية، بالإضافة إلى ضغط التأقلم مع مقولة "فلسطنة الثورة" الفتحاوية أدى إلى اختلاط فكري لدى الجبهة الشعبية لم يتم حله حتى اللحظة.وفاقمت الأزمة الفكرية الانشقاقات التنظيمية التي نجمت عن هذا الارتباك الفكري، وخصوصا انشقاق الجبهة الديمقراطية التي شكلت مع الجبهة الشعبية ثنائية يسارية منافسة قسمت ظهر اليسار. - المفارقة بين طرح اليسار وممارسته في الأيديولوجيا: عند مراجعة أدبيات فصائل اليسار الفلسطينية ومقاربة الممارسة منها تجد أن هذه الفصائل كانت تلوي عنق الواقع ليتماشى مع تركيباتها النظرية المنسوخة عن أدبيات الأحزاب والحركات الشيوعية العالمية وإسقاطها على الواقع الفلسطيني.وبدلا من استنباط المقولات والمفاهيم عن الواقع الذي ينتجها -لأن الواقع هو الأصل- طبقا للنظرية الماركسية التي قالت بأولوية الواقع وفهم حقيقته من أجل تغيره، كانت الفصائل تفعل العكس، محاولة مطابقة الواقع للوصفات النظرية الجاهزة المستوردة غصبا عنه. --لم يعط انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية القوى اليسارية فرصة لالتقاط الأنفاس والتقييم والاستعداد للمرحلة المقبلة، فقد حدث الانهيار على حين غرة وأشاع حالة من الذهول والضياع الروحي وخيبة أمل عميقة لدى اليسار المحلي، هذا الذي كان مؤمنا بأن انتصاره على الرأسمالية "حتمية تاريخية".وبما أن اليسار الفلسطيني اعتبر نفسه جزءا من قوى الثورة العالمية فقد كانت الضربة قاصمة بالنسبة له، فشكل سقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية تسونامي أتى على ينابيع الحياة الفكرية والروحية والمادية لليسار قبل أن يستطيع الاعتماد على نفسه. -سياسيا، طرح اليسار نفسه بديلا قياديا لليمين الفلسطيني ، وتوصل إلى أن هذا اليمين يمارس "سياسة انهزامية" تمثل مصالح شريحة برجوازية كومبرادورية طفيلية خاضعة تماما لأوامر البنك الدولي ومصالح الاحتكارات الغربية التي ارتبطت ارتباطا تابعا وثيقا معها.وشددت على أن الثورة الفلسطينية لن تستطيع الانتصار على أعدائها إلا إذا شيدت جبهة وطنية عريضة يقودها اليسار.وبدلا من أن يضع اليسار برامج لتحقيق هذه الأهداف، تورط في معارك تنافسية بين أجزائه على المؤسسات كانت تنتهي إلى تحالفات تضعفه.وبهذا ابتعد اليسار عن المشهد السياسي الفلسطيني لصالح قوي أخري. - اجتماعيا، بقي اليسار محصورا في صفوف الشرائح المثقفة والطلاب الذين استهوتهم لغة اليسار وخطابه السياسي، غير أن اليسار لم يستوعب بشكل حقيقي مجتمعه العربي والفلسطيني البسيط الذي كان بحاجة إلى لغة بسيطة واضحة بعيدة عن اللغو والحشو، لغة معبرة عن مصالحه وأفكاره وعواطفه.ولم يفهم اليسار الإنسان العادي، كما عجز عن فهم أهمية الإسلام في بناء كينونة الإنسان العربي ، مما اضعف ثقة المواطن العادي به، خاصة أنه كان مفروضا أن يكون اليسار ممثلا له. -ولا شك أن بيئة العمل السياسي وظروفه قد تغيرت بشكل جذري بعد اتفاق أوسلو، فكان لا بد لفصائل اليسار أن تتكيف مع الوضع الجديد وتتواءم معه، ولكن الطريقة التي تلاءم بها اليسار كانت كارثية عليه.فقد انتقل من العمل السياسي الجماهيري النضالي إلى تأسيس الجمعيات غير الحكومية المدعومة بمال غربي مشروط، بحيث أصبح همها تحصيل المزيد من هذا المال بدل الوجود بين الجماهير فبهتت وضعفت. وبدلا من تربية الكادر المسيس والخبير بأسس العمل النقابي والجماهيري والتحريضي الثوري، أصبحت تدربه على كيفية إدارة المشاريع المموّلة والعلاقة مع الممولين وكتابة التقارير وجميع الكفاءات المهنية والتقنية التي تتطلبها المجالات الجديدة، إضافة إلى اعتماد النخب الكادرية القيادية على المعاشات الشهرية المرتفعة نسبيا في المجتمع الفلسطيني.فانفصلت هذه الكوادر عن مجتمعاتها، لأنها ارتاحت بفتات مأدبة العولمة، بينما ترتع غالبية الشعب تحت وطأة الحاجة والفقر.وبذلك تحولت هذه الفصائل من أحزاب ثورية لتحرير الأرض والشعب إلى امتداد لهذه الجمعيات المدنية التي تقوم بتقديم الخدمات الاجتماعية والإنسانية للجماهير.وبذلك عوضا عن أن تكون هذه الخدمات هي برامج لهذه الأحزاب والفصائل، أصبحت الأحزاب والفصائل هي برامج لهذه الجمعيات.وبدلا من دعمها أصبحت الفصائل تتنافس مع ذوي الاختصاص بهذا المجال وتفريخ الجمعيات واستنساخها، مما أضعف الجمعيات الأصيلة المختصة واتخم الشارع الفلسطيني بها وبشرذمتها. كان تأثير هذا النهج السياسي جليا، إذ بعد أن رفضت الفصائل اليسارية في البداية اتفاق أوسلو واعتبرته اتفاقا استسلاميا ودعت إلى إفشاله، قررت بعد عجزها عن ذلك الاعتراف به والدعوة إلى تجاوزه كواقع حالي.وبدلا من مناهضة السلطة، أداة أوسلو وعزلها عن الجماهير، أصبحت تبحث عن قواسم مشتركة معها ، وبذلك انقلب اليسار على شعاره الإستراتيجي على أنه بديل "لقيادة ما يسميه باليمين ، وانحصرت مطالبته بطلب الاعتراف به كمعارضة موالية ووسيط في الخلافات بين فتح وحماس. وبناء عليه، فقد هجرت الجماهير هذا اليسار لأنها أدركت بحسها العفوي عجزه عن تغيير واقعها المزري فذهبت تبحث عمن يستطيع القيام بذلك، واختارت حماس رغما عن عدم تساوي رصيد حماس النضالي تاريخيا مع تاريخ اليسار. لعل الدرس البليغ الذي يجب أن يتعلمه اليسار الفلسطيني هو أن الوضوح الأيديولوجي والسياسي والتنظيمي هو الأهم، وأن الوقوع في الوهم السلطوي خطر كإرثي، وأن على اليسار العودة إلى المربع الأول ومراجعة وتنظيف الذات مما علق به من شوائب، وصياغة خطاب وطني تحرري جديد قادر على استيعاب الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده.كما أن عليه العودة إلى الشارع وتقديم نموذج نضالي وعلمي وعقلاني ملتصق بالمصالح الوطنية والشعبية، كما يجب عليه بناء المؤسسات الجماهيرية واستئناف مقاومة الاحتلال والدفاع عن حق العودة وانقاظ القضية الوطنية الفلسطينية.



#جمال_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بعد مظاهرات.. كلية مرموقة في دبلن توافق على سحب استثماراتها ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة وأفراد عائلات الرهائن في غزة
- مقتل رقيب في الجيش الإسرائيلي بقصف نفذه -حزب الله- على الشما ...
- دراسة تكشف مدى سميّة السجائر الإلكترونية المنكهة
- خبير عسكري يكشف ميزات دبابة ?-90? المحدثة
- -الاستحقاق المنتظر-.. معمر داغستاني يمنح لقب بطل روسيا بعد ا ...
- روسيا.. فعالية -وشاح النصر الأزرق- الوطنية في مطار شيريميتيف ...
- اكتشاف سبب التبخر السريع للماء على كوكب الزهرة
- جنود روسيا يحققون مزيدا من النجاح في إفريقيا
- الأمور ستزداد سوءًا بالنسبة لأوكرانيا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال رمضان - اليسار الفلسطيني إلى أين!!!!!!!!!!!!