|
و يسألونك عن مركز باسكون للأبحات السوسيولوجيةّ (بن جرير )؟ أو حينما يتم الاسترزاق باسم السوسيولوجيا
علي الحيرش
الحوار المتمدن-العدد: 2981 - 2010 / 4 / 20 - 08:50
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لقد كانت فكرة جميلة ومبدعة، فكرة إنشاء إطار يجمع عشاق المعرفة و البحث العلميين ، المنشغلين بالعلوم الإنسانية والسوسيولوجيا خصوصا، فكرة تعكس أمل و طموح أناس في إشعال بعض شموع التنوير الفكري والعلمي محليا و وطنيا؛ لكن عواصف المصالح السياسية و الشخصية و تداخلهما جعل مشروعنا لم يتجاوز مرحلة الحبو فكان السقوط ، سقوطا في أحضان السائد و خضوعا للنوازع النفسية ذات الأصل الطفولي أو التربية الأولية إذا استعرنا المعنى الذي ألبسه عبد الله العروي لهذا المفهوم في كتابه " من ديوان السياسة "؛ ربما ما لم ينتبه إليه ذ. العروي أن النوازع الشخصية تحكمها رهانات أكبر، تخضع للضرورة(سبينوزا) أو تحقق الفكرة المطلقة ل(هيغل) بل منطق الصراع الطبقي (ماركس). " طوبى لنا نحن الذين صمتنا طويلا " كما قال (نتشه)،لكننا اليوم نود تسليط الضوء على بعض العثمات والأحداث التي ميزت مسارمركز باسكون منذ البداية و تحليل العوامل التي أدت به إلى سلك ذلك المسار و السير في ذلك الاتجاه. إن انخراط عدد من الإخوة المهتمين بميدان العلوم الإنسانية في خوض التجربة كان انخراطا صادقا ، تغذيه الرغبة في مواصلة التكوين النظري و التقني و البحث الميداني إضافة إلى مواكبة المستجدات العلمية و المساهمة في إغناء و تطوير العمل السوسيولوجي و كذا توسيع دائرة الاهتمام بالعلوم الإنسانية وحضورها داخل المجتمع . أثناء إعدادنا للتصور العام والقانون الأساسي للمركز وفق هذه الأهداف و وضع المبادئ المؤطرة لعمله : " الاستقلالية - العلمية والموضوعية - الديمقراطية ...." (انظر التصور العام والقانون الأساسي) ، كان النقاش غنيا وحادا أحيانا رغم أن بعض الأطراف كان همها التسريع بإنشاء الإطار و هيكلته دون إرساء مبادئ و قوانين المركز على أسس واضحة وشفافة ، و هو توجه حكمته رؤية ضيقة الأفق تسعى إلى المنفعة الخاصة في سياق انتخابات 2007 وما ترتب عنها محليا و وطنيا من حمى تفريخ الجمعيات على المقاس للاستفادة من فتات المأدبة، مع أنهم كانوا يضعون قناعا يعاكس هذا التوجه أحيانا لإخفاء نواياهم و وجوههم البشعة ، سقط هذا القناع عند الإعداد للندوة الوطنية : * واقع و رهانات السوسيولوجيا بالمغرب * يونيو2008 حيث ستنفجر الأمور خلالها ، ما أدى إلى استفراد من سمى نفسه الرئيس وزبانيته بالمركز وبقراراته خارج أية شرعية أو قانون منظم لأعمال المركز، فتمت محاكمة البعض في اجتماعات مفبركة ومهربة تنم عن الجبن و انعدام الشجاعة الفكرية ، فاتخدت قرارات و أنشئت لجان لا أثر لها في قانون المركز و دون استدعاء الأعضاء الذين يهمهم الأمر و المفروض فيهم اتخاد القرارات بشكل ديموقراطي ، كما تم الاستحواذ على رأسماله المالي و الوثائقي و العلائقى. لقد عمل هذا التوجه الاسترزاقي الانتهازي،بطرق لا شرعية ولا أخلاقية ، على إبعاد وتهميش من كانوا متشبتين باستقلالية المركز و هويته المعرفية العلمية و ضد توظيفه أو استغلاله لأغراض سياسية/انتخابية أو من أجل قضاء مصالح شخصية هي في الأخير مجرد أوهام ذوات مريضة... " إن الضفادع لا تنتعش إلا وسط المستنقع " . إننا لسنا ضد الطموح الشخصي لأحد و إن كان انتهازيا و غير مشروع ، ليست مهمتنا التصدي للتطلعات (الاستيهامية) للافراد كأفراد ، و إنما مواجهة و فضح توظيف الإطار لأهداف غير نبيلة و الاسترزاق باسم السوسيولوجيا وباسم علم كبير من أعلامها * بول باسكون * لتحقيق مآرب شخصية تسير في منحى تكريس الواقع وإعادة إنتاجه. ماذا كانت الحصيلة ؟ إن التقييم الموضوعي لعمل المركز و لأنشطته ،خلال 3 سنوات تقريبا من وجوده، يقر بأن أهم ما أنجزهو ندوة 2008 والتي قامت على جهود وأفكار و تضحيات الإخوة الذين كانوا يشتغلون في الظل ، إضافة إلى اللقاء التكويني الذي تناول موضوع : * إشكالية المنهج في العلوم الانسانية * و مستوى النقاش الذي ساد خلاله رغم سعي التوجه الاسترزاقي ضد تنظيمه . لنتساءل : - ماذا بقي من مبادئ المركز وماذا تحقق من أهدافه المرسومة ؟ - ماذا أنجز من برنامج التكوين النظري والتقني المسطر؟ - ما عدد الدراسات والأبحاث العلمية الميدانية المنجزة؟ أليس مركزا للأبحاث السوسيولوجية ؟ - ما حصيلة مشروع ترجمة الأعمال الفكرية والدراسات العلمية المتميزة ؟ - ما حصيلة مشروع وحدة التوثيق ؟ - أين هي مجلة المركز التي كان إصدارها الأول سيخصص لأشغال الندوة الأولى ؟ - ما وضع المركز قانونيا و تنظيميا ؟ ما شرعية الاجتماعات والقرارات و الخطوات المتخدة باسمه ؟ من بقي من أعضاء مكتبه المسير؟ - ما مبرر الاستمرار في استثماره لأغراض خاصة من طرف ذوات مريضة بالأنانية تتزلف لأسيادها ؟ - ما مصير الأموال والتجهيزات والدعم التي حصل عليها المركز ؟ اليس دعما مشروطا بتلميع صورة الجهة المانحة له وخدمة مشاريعها ؟ - هل تخصص المركز في تموين حفلات ، سميت ندوات تعسفا ، يكوٌن بها باحثين / نادلين يتقنون فن الديكور و البهرجة و تقديم الخدمات للضيوف باسلوب معسول و كلمات رنانة خاوية من أي فكر أو معنى تبهر السامعين ؟ تساؤلات واضحة أجوبتها معروفة يصدح بها واقع الحال ، لكن هذا موقفنا نسجله للتاريخ نستحيي به أن نسترزق باسم المرحوم بول باسكون والسوسيولوجيا . بن جرير :15 أبريل 2010
#علي_الحيرش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ساعة يد نادرة قد تحقق مبلغًا قياسيًا قدره 4 ملايين دولار في
...
-
الاضطرابات في كاليدونيا الجديدة: أستراليا ونيوزيلندا ترسلان
...
-
هكذا وصف رئيس إسرائيل التطبيع المحتمل مع السعودية.. ويؤكد: ن
...
-
-الجنائية الدولية أُسست من أجل البلطجية كبوتين-.. كريم خان ي
...
-
لماذا نفت مصادر صحافية علاقة إسرائيل بحادثة سقوط طائرة الرئي
...
-
فيديو: مقتل سبعة أشخاص على الأقل في قصف روسي على خاركيف ووزي
...
-
إردوغان يهاجم مسابقة يوروفيجن: -أحصنة طروادة للفساد الاجتماع
...
-
لليوم الـ228.. إسرائيل تواصل قصف غزة وتوسع نطاق عملياتها
-
هرتصوغ: التطبيع مع السعودية هو تغيير تاريخي لقواعد اللعبة
-
سفير: أوكرانيا لم تقدم تعازيها لإيران بوفاة رئيسي
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|