أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريد فريد - فضائح فساد نظام الاستغلال















المزيد.....

فضائح فساد نظام الاستغلال


مريد فريد

الحوار المتمدن-العدد: 890 - 2004 / 7 / 10 - 04:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعصف الفضائح السياسية والاجتماعية بالمجتمع الاسرائيلي بشكل حاد جدًا. لدرجة ان اكثر من رئيس وزراء، أو وزير، أو مدير عام لوزارة، او مسؤول كبير في الأجهزة التنفيذية للحكم، أو رئيس حزب، كان مشتبها بتورطه في هذه القضايا، وكلهم تم التحقيق معهم من قبل قسم التحقيقات في الشرطة، أبرز هؤلاء، كان رئيس الحكومة الأسبق بنيامين نتنياهو وزوجته، ورئيس الحكومة الحالي اريئيل شارون وأولاده.
لقد أثار قرار المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، عدم تقديم لائحة اتهام ضد شارون وابنائه فيما يسمى قضية الجزيرة اليونانية والرشى من قبل رجل الاعمال اياه دافيد ابيل. اثار عاصفة شديدة في المجتمع الاسرائيلي، حول قضية علاقة الرأسمال للسلطة. كما هو معلوم للجميع، مراقب الدولة اشار في تقريره السنوي، لخطر ظاهرة الارتباط بين رأس المال والسلطة، الا ان السلطة كعادتها نبذت لفظيًا توصيات مراقب الدولة، ووضعتها على الرف كما هو متبع.
كالمعتاد، أعلن الكثيرون انهم فوجئوا من الفضائح حول علاقة رأس المال بالسلطة، وامكانية سيطرة رأس المال على السلطة، وعلى متخذي القرار الاقتصادي والسياسي، وعلى السلطة التشريعية والتنفيذية. مدعين ان الدمقراطية الاسرائيلية محصنة وقوية لدرجة تحميها من هذه المحاولات.
من يتابع التطورات في اسرائيل لسنوات طويلة، يجب أن لا يفاجأ بل العكس، يجب ان يفاجأ اذا لم يحدث مثل هذا الامر.في بعض البلدان، ومنها الافريقية، يسيطر رأس المال على السلطة، بواسطة العساكر، عن طريق انقلابات عسكرية، يخدم بالاساس رأس المال الاجنبي والرأسمال الوسيط المحلي، او فئات منه.
الا انه في البلدان الرأسمالية المتطورة، ومنها اسرائيل، لا حاجة لمثل هذه الطريقة، فهذا لا يتلاءم مع التشدق بأن اسرائيل واحة للدمقراطية في الصحراء الديكتاتورية في الشرق الأوسط.
منذ سنوات طويلة، تروج وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة، وأيضًا الاحزاب والتنظيمات السياسية الصهيونية، يسارها ويمينها، للنمط الرأسمالي الامريكي، هذا النمط الذي ينسف دولة "الرفاه" التي روجت لها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، مؤكدة ان النمط الغربي يتلاءم مع طموحات الحركة الصهيونية، والفكر الصهيوني، الذي يريد تجميع اليهود في فلسطين. مما لا شك فيه انه منذ عام 1967 وبالذات الاحتلال الاسرائيلي، قد عمق طابع التطورات الاقتصادية والاجتماعية في اسرائيل، زاد من نفوذ وقوة الرأسمال الكبير، وعمق الاستقطاب في داخل المجتمع الاسرائيلي، واليوم لا يخجل ربابنة الحكم من الاعتراف انه يوجد في اسرائيل، فقراء، واناس لا يستطيعون الحصول على رغيف الخبز ويضطرون لنبش القمامة بحثًا عن لقمة العيش.
في هذه الايام اعلن انه في اسرائيل فقط ستة آلاف مليونير بالدولار معترف بهم رسميًا، لهم ملفات في ضريبة الدخل والتأمين الوطني، الا انه كما هو معلوم هنالك اعداد كبيرة من اصحاب الملايين بالدولار، ليسوا واردين في أية احصائية رسمية، وهؤلاء تقدر أموالهم بمليارات الدولارات، اصحاب السوق السوداء، والاتجار بالمخدرات والنساء.
منذ الانقلاب في السلطة عام 1977، حدثت قفزة كبيرة نوعية، في تمثيل اصحاب الرساميل الكبار، ووصولهم للسلطة التنفيذية، وزير المالية الاول لهذه الحكومة برئاسة مناحيم بيغن، سمحا ايرليخ، ليس من الفقراء، وخلفه هوروفيتش من كبار الرأسماليين، صاحب مقولة، لا توجد عندي أموال، كلما طالب بذلك العمال، او الأجيرون، او السلطات المحلية، او الوزارات الاجتماعية مثل التربية والتعليم، الرفاه الاجتماعي وغيرها.
كلنا نذكر بوما شبيط أحد كبار الرأسماليين، وسيطرته على وسائل الاعلام واعطائه الامكانيات لبث افكاره المدافعة عن طبقته وفئته في وسائل الاعلام الرسمية التي تمول من قبل دافع الضريبة.
في اواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، انتعشت البورصة، وأصبحت جذابة حتى للأجيرين، الا انها سرعان ما هبطت، وهددها الانهيار. فما كان من حكومة الرأسماليين الا انها هبت لانقاذها، وحملت دافع الضريبة نتيجة المضاربات المالية، التي استفاد منها فقط كبار الرأسماليين الماليين والبنوك وشركات التأمين وغيرها.
في تلك الايام كان احد المضاربين في البورصة، رجال الأعمال أبيل الذي ارتبط اسمه بأكثر من فضيحة، ومنها الفضيحة الاخيرة المتعلقة برئيس الوزراء شارون وولده غلعاد. والمعروفة باسم الجزيرة اليونانية.
في حينه كشفت الصحف، ان أبيل حصل على معلومات من أوساط البورصة تحذره من الانهيار، وبناء عليه سحب أمواله ونجا من الافلاس. أبيل اياه، قال في مقالة مطولة أجرتها معه جريدة "يديعوت أحرونوت"، قبل عدة سنوات – انه ترعرع ونما تحت وصاية وحماية دافيد ليفي. وانه لا يسمح لنفسه بالاتصال مع رئيس الحكومة، او الوزراء فهو نشيط في الليكود، ورئيس الوزراء، والوزراء وآخرون غيرهم، يعرفون رقم هاتفه، وفيلته الجميلة الفسيحة على شاطئ البحر في منطقة تل باروخ. مما لا شك فيه ان طريقة الانتخابات التمهيدية "البرايمرز" على غرار الطريقة الامريكية قد عمقت من ارتباط رجال السلطة من صانعي القرار، برأس المال، وبأوساط السوق السوداء. لانه من الصعب لأبيل ومن المستحيل لأي عضو كنيست يعتاش فقط من معاش الكنيست ان يقيم صلة مع مئات آلاف المنتسبين لليكود مثلا. هذا الوضع خلق امكانية جيدة حتى لأوساط وعائلات اجرام لإرسال ممثلين عنها الى البرلمان. وقبل عدة اشهر كانت محاولة لاغتيال قريب احدى عضوات الكنيست، من الليكود على خلفية الصراعات في العالم السفلي وعالم الاجرام.
وصلت الأمور حدا حذى بمراقب الدولة في تقريره السنوي، التحذير من العلاقة بين رأس المال والسلطة.
عندما نشأت أزمة حكومية رأينا الدور الذي قام به ممثلو رأس المال من اجل اقامة حكومة وحدة قومية، بين الليكود وحزب العمل.
ليس صدفة ان ممثل اسرائيل في الامم المتحدة هو أحد أقطاب الرأسماليين. واليوم وعندما بدأ الحديث عن بديل لمدير مكتب رئيس الحكومة فايسغلاس، برز اسم صديق لشارون هو أيضًا أحد كبار الرأسماليين في اسرائيل. من المعلوم للجميع انه ليس من الضروري ان يكون أصحاب الشركات الكبرى والبنوك، وزراء او مديرين عامين، المهم ان تقوم السلطة، والاذرع التنفيذية بخدمتها.
سنويا تقدم الهدايا لهؤلاء من خلال ميزانية الدولة، التي تعطي المحفزات للأغنياء، على شكل اعفاءات ضريبية وغيرها. بحجة ان ذلك يساهم في ايجاد اماكن عمل الخ.
كما هو معروف، لا حدود لجشع الرأسماليين، ودائمًا يسعون لزيادة ثرواتهم، وكل الطرق والأساليب مباحة في سبيل الحصول على المزيد من الأرباح. ومنها شراء الذمم، وتقديم الرشى، وهذا ليس حكرًا على الرأسماليين في اسرائيل. فيوميًا نسمع عن فضائح في الدول الرأسمالية الكبرى الولايات المتحدة، اليابان واوروبا.



#مريد_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمصلحة كل المظلومين، عربًا ويهودَ * صيانة وتقوية الحزب الشيو ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مريد فريد - فضائح فساد نظام الاستغلال