أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نزار احمد - عندما يقود اللاديمقراطيون الديمقراطية















المزيد.....

عندما يقود اللاديمقراطيون الديمقراطية


نزار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 22:04
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


مالاحظناه خلال الاسابيع القليلة الماضية وما حدث عند انطلاق الحملة الدعائية من محاولات تسقيط وتشويه سمعة الخصوم ومارافقه من عمليات تمزيق اعلانات الخصوم الدعائية وعمليات الاغتيال والاستباكات المسلحة وسياسة الاقصاء المسيسة كلها دلائل تشير الى ان هناك اطراف متنفذة في العملية السياسية تحاول جاهدة مصادرة الديمقراطية وفرض خياراتها على الناخب بدلا من كسب قلب الناخب. طبعا لا احد توقع ان تكون عملية تكريس الديمقراطية سهلة وخالية من المشاكل حيث ان الشعوب التي سبقتنا في تطبيق الديمقراطية هي الاخرى مرت بمراحل كانت فيها العملية هشة وغارقة في المشاكل والتهديدات ولكن في تجارب الشعوب اتخذت مرحلة النضوج الديمقراطي خطا تصاعديا وهذا ما لم المسه في العملية الديمقراطية العراقية حيث جميع الدلائل تؤكد لي بأن العملية تتجه نحو المصادرة وفرض الارادة وليس العكس حيث بدلا من ان نرى تصاعدا في النضوج الديمقراطي بدأنا رؤية اندحار النضج الديمقراطي. السؤال الذي يطرح نفسه هو بماذا نختلف عن باقي الشعوب؟, فهل نحن شعب لا نتقبل الديمقراطية؟ ام المشكلة تقع بقادة العملية السياسية؟. في الدول المتحضرة قاد العملية الديمقراطية اناس يؤمنون بها حيث وضعوا مصلحة بلدهم وتكريس العملية الديمقراطية فوق مصالحهم الشخصية والفئوية. عندما تحررت امريكا عسكريا من قبضة الاحتلال البريطاني, قادة عملية التحرير او ما يعرفون بالمؤسسين الآباء كان بوسعهم تأسيس نظام شمولي ولكنهم اختاروا النظام الديمقراطي عن رغبة وليس كرها او منفعة. ومع هذا واجهت العملية الديقراطية الامريكية مشاكلا وصعوبات عدة تم التغلب عليها لأن روادها كانوا يؤمنون بها واتخذوا من تكريس وانعاش العملية هدفا ساميا لهم. اما في العراق فأن العملية الديمقراطية فرضت على المشتركين بها بواسطة امريكا حيث ان رواد العملية لايمكن وصفهم على انهم اشخاص ديمقراطيين فاغلب الاحزاب السياسية التي اشتركت في العملية السياسية وخصوصا الاحزاب الدينية هي احزاب دكاتورية عقائدها ومنهجيتها تتعارض مع ابسط اسس ومبادئ الديمقراطية واشتراكها في العملية السياسية كان نابعا من غاية الاستفادة من العملية في الوصول الى السلطة وليس نتيجة الاقتناع بها. فاحزاب الدعوة والمجلس الاعلى والحزب الاسلامي هي احزاب شمولية تأسست لغرض احداث ثورة اسلامية تنشأ عنها دولة اسلامية شمولية. ايضا الدين لايؤمن بالديمقراطية حيث ان اهدافه تتعارض كليا مع مبادئ الديمقراطية فالديمقراطية تدعو الى احترام حريات الشخص الفردية بينما الدين يقيد حريات الشخص بثوابت الدين ويعتبر من يعارضها كافرا يحل قتله. فمثلا هل تقبل الاحزاب الدينية للملحد في اشهار الحاده وهو حق شرعي مشابه لحرية الاسلامي في ممارسة طقوسه الدينية؟. فالدين انتشر عن طريق التهديد والتخويف وليس عن طريق الرغبة بالفوز بالملذات. فلو كان الدين لايدعو الى معاقبة الكافر عن طريق حرقه في النار حيا وكان مقتصرا فقط على الوعد بالجنة لما تمكن في كسب ايمان المؤمن. وهذا ما نلاحظه في ستراتيجية احزاب الاسلام السياسي في حملتها الانتخابية التي اصبحت محددة بتخويف المواطن العراقي من احتمالية حدوث موامرات تحاك ضده في حالة عدم انتخابه لاحزاب الاسلام السياسي. فالاحزاب الدينية والقومية والطائفية اشتركت في العملية السياسية التي قادتها امريكا لانها وجدتها فرصة تأريخية في الوصول الى السلطة بعد ان فشلت جميع محاولاتها في احداث ثورة شعبية او تنفيذ انقلابا عسكريا. واكبر خطأ ارتكبته امريكا في العراق هو اسناد مهمة صياغة الدستور الى عناصر بارزة في الاحزاب الشمولية والتي بدورها كتبت الدستور بصيغة تفضل مصالح الاحزاب الطائفية المتنفذة وتقيد امكانيات الاحزاب الوطنية وتسهل عملية مصادرة الديمقراطية وتحويلها الى ديمقراطية الخيار المفروض.
احزاب الاسلام السياسي تعرف جيدا بأن الوجود الامريكي في العراق لابد له ان ينتهي يوما ما حيث خلال الست سنوات الماضية كانت خطة احزاب الاسلام السياسي في مصادرة الديمقراطية وتحويلها الى نظام شمولي يتخذ من الديمقراطية قولا ومن الدكتاتورية ممارسة تتكون من:
1: الضغط على امريكا في تعجيل انسحابها من العراق (غاب القط العب يافار)
2: السيطرة على وسائل الاعلام العراقية حيث تمكنت الاحزاب الاسلامية من تأسيس عشرات القنوات الفضائية ومئات الصحف والمواقع الالكترونية الخاصة بها مع التاثير على استقلالية الوسائل الاعلامية المحايدة والاقلام الحرة وذلك عن طريق التهديد والاغراء وشراء الذمم.
2: امتلاك مليشيات خاصة بها وذلك لاستخدامها في عمليات قمع افواه كل من لايتفق معها او يمثل تهديدا لها وايضا استخدام المليشيات في تصفية الخصوم والضغط على المواطن وسلب خياراته الشخصية.
3: سياساتها في كسب التأييد الشعبي ممثلة بفرض ارادتها على خيار المواطن مستخدمة الدين والتهديد والتخويف وتأجيج المشاعر والهائه في ممارسة الطقوس الدينية وليس عن طريق كسب قلبه عن طريق الاداء والسلوك الحسن والنزاهة والكفاءة.
4: اللجوء الى الرشوة وشراء صوت الناخب.
5: السيطرة والتحكم بالمجتهدين ووكلاء المرجعية وخطباء وائمة المساجد والحسينيات واستغلال عطف وانحياز المرجعية.
6: الابقاء على الشعب فقيرا ومتخلفا لأن التخلف الثقافي والفقر عادة يكونا ارضا خصبة للانتماء الديني.
حيث من خلال دراستي لستراتيجية احزاب الاسلام السياسي في الفوز بولاية ثانية وجدتها مقتصرة ومحددة بالاساليب التالية:
1: تخويف المواطن البسيط من عودة البعث.
2: القاء اسباب فشلها في تحقيق تطلعات المواطن على اكتاف الآخرين والذين تصفهم بمخربي العملية السياسية على الرغم من ان العدد الكمي لهؤلاء الذين تصفهم احزاب الاسلام السياسي بالمخربين لايتعدى العشرين نائبا في البرلمان. فشخصيا كيف استطيع الاقتناع بأن اقلية ضئيلة لايتعدى عددها عشر البرلمان العراقي تمكنت من تعطيل القوانين والمشاريع؟.
3: الايحاء للشعب بوجود عشرات المؤامرات الخارجية التي هدفها تخريب العملية السياسية . هذه المؤامرات تتطرق اليها احزاب الاسلام السياسي باستخدام الرموز والالغاز وبدون تقديم دليلا واحدا يثبت ادعاءاتها او حتى تسمية الاطراف المشتركة بها.
4: تشبيع المواطن بالوعود الزائفة.
5: كذب ثم كذب ثم كذب حتى تصدق نفسك.
6: استخدام المليشيات العائدة لها في تخويف المواطن وجبره على التصويت لها.
وبما ان لكل مشكلة هناك حلا وبما ان احزاب الاسلام السياسي هي احزاب شمولية فئوية مصلحية فأن نهايتها سوف تكون على ايديها حيث انقسمت هذه الاحزاب كثيرا خلال الست سنوات الماضية وتحول عناصرها من اصدقاء الى اعداء. وهذا المسلسل سوف يستمر بعد انتخابات آذار القادمة حيث من المتوقع ان تدب الانقسامات والخلافات بين احزاب الاسلام السياسي حال انتهاء عملية فرز الاصوات مما سوف ينتج عنه اشتباكات مسلحة وعمليات تصفيات. فشخصيا اتوقع تحول العراق الى ساحة دموية حال انتهاء عملية فرز الاصوات يكون اطرافها ليس القاعدة او البعث ولكن مكونات احزاب الاسلام السياسي. أما الديقراطية في العراق فلايمكن لها ان نتضج او تكتمل الا عندما يكون روادها اناس يؤمنون بها ومستعدين على التضحية بمصالحهم الشخصية والفئوية من اجل تكريس مبادئها وممارساتها. وحتى تتخرج كوكبة من السياسين الديمقراطيين قولا وتصرفا فأن العراق يظل راقدا في خبر كان واخواتها.



#نزار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتثاث الدكتور صالح المطلك هدفه العودة الى مستنقع الطائفية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نزار احمد - عندما يقود اللاديمقراطيون الديمقراطية