أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبيد - الاسلام الذى نعرفه














المزيد.....

الاسلام الذى نعرفه


مصطفى عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 13:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سامحهم الله ...أضاعونا وأضاعوا الدين وأضاعوا الدنيا . شغلونا بمعارك تافهة وخلافات وهمية وقصور ذهنى واغلاق تام للعقل واقصاء شامل للمنطق . عرفوا الاسلام وطبقوه ظاهريا وتناسوا قيمه العظيمة التى نهلت منها الدول العظمى قرون طويلة . من منكم لم يسمعهم وهم يتركون كل فعل ورد فعل للقدر وينشرون "الاتكالية " والسلبية فى المجتمع والناس ؟ من منكم لم يشاهدهم يشغلوننا بقضايا وخلافات تافهة حول رفع السبابة فى التشهد ، وسؤال الناس ب"النبى " ، واضافة لفظ "سيدنا " الى الاذان ، ودخول الخلاء بالقدم اليمنى أو اليسرى !! من منا لم يتتبع ذلك الجدل العظيم بين أهل الحديث وأهل الفقه ، وبين الصوفيين والسلفيين ، وبين الاخوان والقطبيين ! ما أسعد اسرائيل بهم وما أسعد الاعداء الأمة بهؤلاء .

لقد اختزلوا الاسلام فى فرعيات وشكليات ليست هى الدين ولا يصح أن تشغل الناس فى وقت ازداد فيه الفقر وانتشر الجهل وساد الاستبداد والظلم وعاث الغرباء فى بلادنا وحكموا وتحكموا . لقد طالت اللحى وقصرت الهمم ، وانتشر النقاب واتسعت الرذائل ، وكثرت المسابح وقل التدبر فى قدرة الله ،وارتفع عدد المساجد وانخفضت أعداد المصلّين . لقد كتب الناس الايات القرآنية فوق جدران منازلهم وعلقوها فى السيارات والغرف ، ولم يعمل بها أحد . هناك جيران لا يعرفون شيئا عن جيرانهم رغم ان ديننا يدعو للاحسان للجار حتى لو كان يهوديا ، وهناك فتيات يتعرضن للتحرش الجنسى رغم أن اسلامنا يطالبنا بغض النظر والعفة وعدم تتبع عورات الآخرين ، وهناك خطباء مساجد ووعاظ يلعنون أهل الكتاب ويدعون عليهم رغم أن القرآن دعانا أن نبرهم ونحسن اليهم .
هناك ظالمون لا شك فى ذلك ..وهناك فاجرون ومنافقون يختبئون تحت عمامات الاسلام . يدعّون التدين ولا يأخذون بتعاليمه ، يحرصون على الصلاة ولا يهتمون بحسن التعامل مع الناس ، يلتزمون بالدين ظاهريا والاسلام لا يتجاوز حناجرهم .

إن كاتبنا العظيم الاستاذ فهمى هويدى التفت الى تلك الظاهرة قبل ربع قرن واخرج لنا كتابا عظيما بعنوان " التدين المنقوص " وهو فى ظنى أنه تدين وهمى ظاهرى لم يكن من أهداف الرسالات السماوية . جاء الاسلام ليرسى مبدأ العدل الشامل الذى يعطى كل واحد حقوقه ويحدد واجباته بدون تفرقة بين غنى وفقير ، وقوى وضعيف ، وصاحب نفوذ وشخص عادى وقال تعالى :" إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان تحكموا بالعدل ." وجاء ليحفظ حرية الاعتقاد الدينى فقال الله :" فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ." وبعث الرسول الخاتم ليتمم مكارم الاخلاق فيدعو للرحمة والحياء والتسامح و ستر العورات والاسرار وعدم التجسس ورفض الظلم ،فقال تعالى :" وإنك على خلق عظيم ." وقال معلم البشرية عليه السلام "انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق . " وقال ايضا :" أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم اخلاقا ، الموطئون اكتافا ، الذين يألفون ويؤلفون ." وقال كذلك " من لا يرحم لا يُرحم ."

إن الاعداء باختلاف فئاتهم لن يضروا الاسلام مثلما يضره أتباعه . سامحهم الله . كم قادونا الى معارك وهمية حول أمور ثانوية وتجاهلوا ان ثالث الحرمين أسير ..وكم تجهموا وعبسوا فى وجوه الناس وحرموا عليهم الثقافة والفنون والموسيقى والحياة الحديثة بدون وعى بمقاصد الدين العظيم ! كم اخافونا وأرهبونا كلما تحدثنا عن التسامح والحرية والعدل ! كم كفروا مخالفيهم وتطاولوا على علماء عظام أفاضل أفنوا أعمارهم من أجل هذا الدين . لقد قرات لمن اعتبر الداعية الراحل العظيم محمد الغزالى إمام ضلال وعدو للسنة النبوية ، وقرأت اتهامات وشتائم لا حصر لها فى حق رجال أفذاذ جددوا دين الأمة مثل الامام محمد عبده ورشيد رضا . إن الحديث عن سماحة الاسلام أشبه بالمشى على الزجاج المكسور. فى كل خطوة جرح وألم ودماء تسيل .

ما أحوجنا الآن لعقول منفتحة ، متزنة لها قدرة على فتح جسور حوار مع العالم الخارجى .. ما أحوجنا لمن يتحدث عن العدل والحرية والتسامح . ما أحوجنا لمن يعلى قيمة العلم والبحث والاجتهاد ... من يعيد ترتيب الثقافة الاسلامية التى تتسع للجميع وتقبل بعرض كافة أوجه النظر دون سباب أو سخرية من عقائد أحد



#مصطفى_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امنيات مصرية للعام الجديد


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى عبيد - الاسلام الذى نعرفه