أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الصغير كريم - الأمية في العالم العربي أزمة حقيقية وحكومات لا مبالية















المزيد.....

الأمية في العالم العربي أزمة حقيقية وحكومات لا مبالية


الصغير كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 01:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الأمية في العالم العربي أزمة حقيقية وحكومات لا مبالية




مسعود عكو

دخل العالم العربي العام الثامن من الألفية الثالثة بكارثة إنسانية حقيقة، حيث حذرت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" من خطورة ظاهرة الأمية التي لا تزال مرتفعة في العالم العربي، حيث يبلغ عدد الأميين قرابة /100/ مليون نسمة، وأكدت "الألكسو" بأن البيانات الإحصائية حول واقع الأمية في الدول العربية، تشير إلى أن عدد الأميين لدى الفئات العمرية التي تزيد عن /15/ عاماً بلغ قرابة /99.5/ مليوناً" وأن معدل الأمية في المنطقة وصل إلى /29.7%/، كما تؤكد أن /75/ مليوناً من إجمالي الأميين العرب تتراوح أعمارهم بين /15-45/ عاماً. وتزيد معدلات الأمية بين النساء حيث يعاني قرابة نصفهن منها /46.5%/.

وأظهر تقرير داخلي أعدته "الألكسو" وقدم إلى اجتماع مجلسها التنفيذي، الذي يضم وزراء التربية العرب، عقده في تونس شهر يناير الماضي، أن عدد الأميين الإناث يعادل ضعف الذكور، وحضت المنظمة البلدان العربية على "زيادة الجهود من أجل الوصول إلى المتوسط العالمي". وأفاد التقرير أن أعداد الأميين الذين يزيد سنهم عن /15/ سنة في تزايد مستمر في العالم العربي خلال ثلث القرن الماضي إذ ارتفعت من خمسين مليوناً في السنة /1970/ إلى /61/ مليوناً في السنة /1990/ ثم إلى /70/ مليوناً حالياً، أي بمتوسط يزيد عن /35%/ من السكان فيما يقل المتوسط العالمي عن /19%/. لكنه أظهر في المقابل تراجعاً لنسب الأمية، التي نزلت في الفترة نفسها من /73%/ إلى /48%/ ثم إلى نحو/ 35.6 %/ حالياً، وبحسب التقرير احتلت مصر المرتبة الأولى بـ /17/ مليون أمي بحكم حجمها السكاني، تلتها السودان فالجزائر ثم المغرب واليمن. أما الأوفر حظاً من الدول الـ /21/ الأعضاء في الألكسو بحسب التقرير فهي "البلدان الصغيرة" التي تتوفر لديها الموارد مثل الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت، إضافة إلى الفلسطينيين.

وأظهرت دراسة مقارنة استندت عليها الألكسو، أن نسبة الأمية في العالم العربي، ستصبح الأولى في العالم خلال السنة الجارية بعدما كانت الثانية بعد أفريقيا. ونزلت نسبة الأميين في أفريقيا من أكثر من /40%/ في السنة /2000/ إلى نحو /35%/ حالياً، هذا ودق المدير العام لمنظمة "الألكسو" المنجي بوسنينة ناقوس الخطر لجهة تزايد عدد الأميين بين الشعوب العربية. وأكد ضرورة إعادة النظر في الجهود المبذولة منذ نصف قرن، للحد من هذه الظاهرة التي تشكل "عائقاً حقيقياً أمام التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية"، وأشار التقرير إلى أن الدول العربية، أخفقت في بلوغ الهدف لخفض معدل الأمية إلى النصف لدى الراشدين في العام /2000/ كما كانت تعهدت في المؤتمر العالمي الأول حول التربية للجميع في /1990/ في جومتين بتايلاند. واليوم، حذر بوسنينة الذي تضم منظمته منذ /1980/ صندوقاً عربياً لمكافحة الأمية، وتعليم البالغين من "إن الوضع مقلق ويتطلب جهوداً جدية".

معوقات محو الأمية:
إن من أهم معوقات محو الأمية بشكل عام هي النقص في عدد الكتب، وعدم تدريب المعلمين، وعدم صيانة المباني وتوافر المعدات والأجهزة التي يمكن استخدامها في الفصل ونوعية التعليم المقدم، كما يعد عدم توافر الإمكانات المادية سبباً رئيساً في إعاقة المحو، فتلجأ معظم العائلات التي تقوم بتسريب أطفالها من المدارس هي حاجتها المادية، لما قد يسد الطفل المتسرب جزءاً من المصاريف الباهظة للحياة. بالإضافة إلى عدم توافر مكان يستوعب الأعداد المتزايد من المتعلمين، والرغبة المنخفضة في التعلم، وانخفاض المعايير في المناطق الريفية، وعدد كاف من المعلمين المؤهلين.

إرادة سياسية
إن إشارة منظمة "الألكسو" في تقريرها إلى الحاجة لـ "إرادة سياسية" لمحاربة ظاهرة الأمية في العالم العربي وضرورة وضع الأمية في سلم أولوياتها، ينذر بأن الحكومات العربية تفتقر إلى إرادة حقيقية لمحو الأمية، وأكدت المنظمة ضرورة مراجعة برامجها والتصدي لـ "الفوارق الخطيرة" بين الجنسين في مجال التربية. وشددت على ضرورة توسيع التعليم والتدريب ليشمل كل المستويات وبالوسائل شتى وبخاصة التكنولوجيات الجديدة بغية إتاحة فرص العلم والمعرفة أمام الجميع. ذلك دعت إلى بذل جهود خاصة لتحسين مصير النساء في الأرياف وإفساح المجال أيضاً أمام الرحل واللاجئين والمهاجرين والسجناء في العالم العربي.

تحذير أممي ودولي
إن تحذير المنظمات الدولية كاليونيسيف، واليونسكو، بالإضافة إلى الألكسو من استمرار ظاهرة الأمية في البلاد العربية، يجب أن لا يعامل وكأنه خبر عابر عن الواقع الثقافي والتعليمي في العالم العربي بل هو مؤشر خطير مستقبلاً، وسيتبع هذا التخلف الثقافي والتعليمي تخلف كامل يشمل جميع المناحي الاقتصادية والسياسية، وحتى الاجتماعية، وسيشمل قطاعات التربية والصحة والبيئة، بل وضعف تعليم الأجيال القادمة أيضاً، ما سيكلف المجتمعات والدول أضعاف ما لو تمت مكافحة الأمية، وإن استمرار الأمية يكلف ثمناً أعلى من تكاليف محوها، كما أن مفهوم محو الأمية شهد تطوراً كبيراً خصوصاً منذ بدء الاهتمام بالتنمية في أواسط القرن المنصرم وصولاً إلى الأن. وقامت منظمات دولية عدة مثل اليونسكو واليونيسيف بجهود كبيرة في هذا المجال. وتعرّض مفهوم محو الأمية إلى تغيرات تناولت جوانبه بشكل جزئي، إلى أن وجدت مؤسسات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي معاييرَ كمية كأساس لاحتساب الأمية لتواجه بها دول العالم الثالث من خلال أرقام، حتى لو سلمنا جدلاً أنها حقيقية، فهي غير كافية فعلاً لتحديد الأمية.

كارثة حقيقية
العالم كله يواجه كارثة حقيقة من جراء استمرار الأمية، والعالم العربي بكل مؤسساته السياسية والاجتماعية والثقافية في مواجهة هذه الكارثة التي تهدد المستقبل التعليمي والثقافي العربي بالرغم من الألكسو لا ينكر الجهود العديدة التي بذلت على الصعيد العربي، لكن تعد هذه الجهود خجولة أما واقعة كارثية تهدد ثلث العالم العربي ويلفت النظر إلى أن ملف الأمية لم يرتق إلى مستوى الأهمية التي ينبغي أن ينالها في المنطقة العربية التي تقارب/335/ مليون إنسان. كما أن المنظمة نفسها كانت وضعت منذ تأسيسها عام /1970/ رؤية مستقبلية لمحاربة الأمية ضمت "أول إستراتيجية لمحو الأمية في البلاد العربية العام / 1976/" كما أنشأت "الصندوق العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار" عام /1980/.

مقومات أساسية لمحو الأمية
يعتمد محو الأمية على عدة مقومات أساسية لنجاح حملات مقاومته ومحاربته: فيعد الوعي بضرورة محو الأمية وتثقيف المجتمع بضرورة الخلاص من هذه الظاهرة الغير صحية في المجتمع من أهم المقومات، كما أن المشاركة الفعالة على جميع المستويات الاجتماعية والثقافية والسياسية لمداولة مفهوم الخلاص من الأمية يعد ناجعاً في أغلب الأحيان، بالإضافة إلى مزيج من تعليم القراءة واكتساب المهارات، والتركيز على الكفاءة، وإلزامية التعليم وجهود متابعة الأطفال، ويأتي دور الحكومة في وضع خطة عمل ترتكز على إرادة سياسية فاعلة وتبني مدخلاً منهجياً عقلانياً، وأن يكون المربون على علم بجهود محو الأمية وطرق التدريس.كما أنه إثارة روح الحماس بين المتطوعين يجد أكثر الأحيان فائدة في تثقيف المنتهين من الأمية بتحريض أقرانهم ليحذوا حذوهم في محو أميتهم. كما يجب زيادة وعي الجمهور بحجم المشكلة ورفع مستوي مشاركة المواطنين ورفع مستوى التعاون بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة واستخدام كافة الوسائل الحديثة والمتطورة في لمحاربة هذه الظاهرة، ومن الاستنتاجات التي لا تظهرها إحصائيات محو الأمية أن الانخفاض في مستوى الأمية ناجم عن التوسع في تعليم الأطفال وليس الراشدين.

لقد زاد الانفجار السكاني من عدد الأميين على الرغم من انخفاض نسبة الأميين، تعتمد معظم الإحصائيات على التقارير الذاتية التي قد تعكس نسبا أقل من الواقع، هناك تفاوت في نسب الأمية وفق المنطقة الجغرافية والسن، والتفاوت الأكبر يوجد بين مناطق العالم حيث توجد أكير نسب للامية في الدول النامية، بالإضافة إلى العديد من وسائل أخرى متفرقة كتنسيق جهود الحكومة والمجتمع على جميع المستويات للحصول لتحقيق أكبر فعالية ممكنة، وتدريب القائمين بتعليم الكبار بشكل خاص، ووضع مناهج ومواد تعليمية تعتمد على الكفايات وتناسب خصائص الدارسين وبيئتهم، وتوفير عدد كاف من كتب القراءة للمبتدئين وغيرها من المواد التعليمية، وتوفير عدد من المشرفين وتوفير مواصلات، ويجب التركيز على تعميم التعليم الأساسي وإلزاميته، ومجانيته وتنظيم حملات مكثفة بالمناطق الريفية الفقيرة والنائية التي تحتاج للمتابعة والمراقبة.

إن الأعداد الكبيرة للاميين في الدول العربية، تعبر عن فجوة بنيوية عميقة تؤثر على تطور المجتمع العربي، كما تترتب عنها نتائج سياسية واجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة، في حين تبقى أغلب الحكومات العربية في لا مبالاة لمحاربة بطرق علمية صحيحة ودقيقة، وما تزال جهودها بسيطة، وخجولة أمام هذه الكارثة الحقيقية، والطرح الذي يواجهها الأن هو أين هي جهودها في محاربة هذه الظاهرة المتفشية في العالم العربي؟؟؟ وما هي خططها لإنقاذ مائة مليون إنسان عربي من الأمية والجهل والضياع، فهل باتت أمة اقرأ لا تقرأ؟؟؟



#الصغير_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - الصغير كريم - الأمية في العالم العربي أزمة حقيقية وحكومات لا مبالية