أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد زكريا توفيق - قصة الفلسفة الغربية: عمانويل كانط















المزيد.....

قصة الفلسفة الغربية: عمانويل كانط


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 10:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عمانويل كانط، يعتبر من أعظم فلاسفة العصر الحديث. قسم الفلسفة، مثلما فعل سقراط قديما، إلى قسمين: ما قبله وما بعده. هو واضع الفكر الغربي الحديث. ساهم في عصر التنوير الأوربي، الذي أوصله بفلسفته إلى منتهاه.

كتب "نقد العقل المحض" عام 1781م، و"نقد العقل العملي" عام 1788م"، وفي مجال الجمال، كتب "نقد ملكة الحكم" عام 1790م. ثم "الدين في حدود العقل وحده" عام 1793م.

تقدمت الفلسفة الغربية بسبب كانط تقدما كبيرا، وتبعه فشته وشلنج وهيجل وراينهولد والكانطية الجديدة.

ولد عمانويل كانط (1724-1804م) في مدينة كونيسبرج في بروسيا الشرقية، كالينجراد حاليا. الإبن الرابع لتسعة أطفال. مات ثلاثة منهم وهم أطفال، وماتت أمه وهو في الثالثة عشر من عمره. أمه كانت أول من أدرك مواهبه العقلية. كان والده يعمل سرّاجا. توفى عندما كان كانط في الثانية والعشرين من عمره. قضى كانط طفولته في محيط ديني متشدد.

التحق كانط بمعهد فريدريك الديني عام 1732م، حتي عام 1740م. حيث درس النحو وفقه اللغة، مصحوبا بنظام لاهوتي صارم. وكان معارضا للإحتفالات والطقوس الدينية. من رأيه أنه: "لا الشهادة بالإيمان، ولا التوسل بالدعاء، ولا الطقوس الدينية، يمكن أن تساعدك في الظفر بالخلاص...الدعاء والضراعة نوعا من المداهنة والتملق إلى الله!"

التحق كانط بعد ذلك بقسم الفلسفة بجامعة كونيسبرج. وكان منهجها الدراسي، إلى جانب الفلسفة، يشمل علم الطبيعة وعلم الميكانيكا لإسحق نيوتن، والجغرافيا. ثم صار أستاذا في الجامعة، ومديرا لها. وفي مدينة كونيسبرج، كتب جميع مؤلفاته، وتوفى فيها عام 1804م. لم يكن فليسوفا فقط، بل وعالما كبيرا في الأنتروبولوجيا والجغرافيا الطبيعية والفلك.

كان كانط، أستاذا محترما كرس كل وقته للعلم. فلم يكن يشغله عن العلم والفلسفة شيئ آخر. لم يتزوج، وكان ملتزما إلى حد الصرامة بالنظام وترتيب الوقت. إلى درجة أن جيرانه كانوا يقومون بضبط ساعاتهم، عندما يرونه أثناء تمشيته وقت العصاري.

يعتبر من مدرسة ليبنيز، ولم يجد في بادئ الأمر، ما يدعو للشك في منهجه العقلاني. إلى أن وقع في يده، عندما كان كانط في وسط العمر، نسخة من فلسفة دافيد هيوم التجريبية. قرأ كانط النسخة.

حسب تعبير كانط، "قراءة فلسفة هيوم، أيقظته من سبات عميق". لقد تحقق من أن حجة هيوم القوية، قد قوضت كل شئ كان كانط يؤمن به. وأيقن أنه لن يحدث أي تقدم في الفلسة، قبل الرد على حجج هيوم وتفنيدها.

نظرا لأهمية فلسفة كانط في فهم العقل الغربي، وفهم الفلاسفة الذي أتوا من بعده حتي العصر الحديث، سوف نأخذ الوقت الكافي لتتبع أفكاره وتبسيطها بقدر الإمكان. فالرجا عمل فنجال قهوة أو كوبا من الشاي، مع خلفية موسيقية هادئة (موسيقى باخ أو موزارت أو أغنية لأم كلثوم أو فيروز).

لقد دمر هيوم الفكر العقلاني تماما ولم يبق منه سوي قراءات حسية بسيطة تأتينا عن طريق الحواس. فكيف تسنى لكانط أن يرم الصدع، ويصلح ما أفسده هيوم. لقد فعل ذلك عن طريق المصالحة والوئام. عن طريق تزاوج الفكر العقلاني بالفكر التجريبي.

لقد أخذ كانط أفضل ما في الفكر العقلاني، وأفضل ما عند هيوم. وعمل منهما فلسفته العظيمة. هذا ما يجب فعله في بلادنا أيضا. نأخذ أحسن ما في الحضارة الغربية، وأحسن ما في تراثنا العربي والإسلامي. لكي نصنع منهما حضارة جديدة. تبقينا على قيد الحياة. في هذا العالم الذي لن يبقى فيه إلا الأصلح. شئنا أم أبينا.

في كتابه الهام، "نقد العقل المحض"، تقبل كانط التفرقة بين القضايا التحليلية والقضايا التركيبية.
القضايا أو الجمل التحليلية (Analytic)، تتسم بالخواص الآتية:

1- نفيها يؤدي إلى تعارض، (كل العوانس نساء)، النفي (ليست كل العوانس نساء) يؤدي إلى تعارض. لأن هذا يعني أن بعض العوانس ليست نساء.
2- لا تحتاج إلى خبرة سابقة (Priori)
3- صحيحة بالتعريف (المثلث له ثلاثة أضلاع)
4- صحتها لازمة، أي أنها لا يمكن أن تكون غير صحيحة (1+1=2)

القضايا التركيبية (Synthetic)، تتصف بالخواص الآتية:

1- نفيها لا يؤدي إلى تعارض (ارتفاع الغرفة 4 أمتار)
2- تحتاج إلى خبرة سابقة (Posteriori)
3- ليست تعريف
4- صحتها ليست ضرورية. ممكن أن تكون صحيحة أو لا.


هنا يتفق كانط مع هيوم في أن كل القضايا التحليلية، أي العقلية والمعلومة بالفطرة (Priori)، هي قضايا لا تحتاج إلى خبرة سابقة لإثبات صحتها.

وكل القضايا المعلومة بالتجربة، هي قضايا تركيبية (Synthetic). لكن يختلف مع هيوم في أن العكس غير صحيح في كلتا الحالتين. ومن هنا يبدأ كانط.

كانط يقول، أنه هناك بعض القضايا التركيبية ، هي أيضا لا تتطلب خبرة سابقة (Priori). ما معنى هذا الكلام؟

هذا كلام يعتبر كفر بالنسبة للتجريبيين. قضايا تركيبية يعني تعتمد على الحواس في إثبات صحتها (Posteriori)، فكيف تقول أنها لا تتطلب خبرة سابقة؟

كان كانط يعتقد أنه لإثبات ذلك، عليه أن يأتي بمثال يوضح به وجود قضية تركيبية، لا تعتمد على خبرة السابقة في برهانها. بذلك، يمكن الرد على هيوم. وبذلك، تعود للفلسفة والعلوم والأديان والفطرة السليمة (Common Sense) مكانتها السابقة.

هيوم، قام بقسمة الفهم الإنساني إلى جزئين. أبيض وأسود. عقلي وتجريبي. ثم قام بإلغاء الفكر العقلي من قاموسنا. لكننا نجد هنا أن كانط، يحاول مزج الإثنين عن طريق القضايا التركيبية التي لا تحتاج إلى خبرة سابقة في برهانها (Priori).

يقول كانط أنه وجد هذه القضايا في علوم الرياضيات والفيزياء. فمثلا، نظرية فيثاغورث في هندسة إقليدس، تعتمد على نظريات أخرى في تطابق المثلثات.

نظريات تطابق المثلثات، تعتمد هي أيضا، على نظريات أخرى. ونستمر هكذا إلى أن نصل إلى بديهيات أساسية، نقبل صحتها بدون برهان. مثل البديهية التي تقول: "من نقطتين معلومتين، يمر مستقيم واحد". هندسة إقليدس كلها مؤسسة على خمس بديهيات ليس لها برهان.

قبول البديهية بدون برهان، يعتمد على تجارب وملاحظات سابقة. لأننا تعودنا أن نري خطا واحدا يمر بين نقطتين في نفس المستوى. فهي لذلك، تعتبر قضايا تركيبية.

الآن لدينا نظرية فيثاغورث، التي تعتمد خطوات إثباتها كلها على العقل. لكن خطوات الإثبات مؤسسة على بديهيات. هذه البديهيات، هي قضايا تركيبية. من ثم تكون نظرية فيثاغورث، هي ما يبحث عنه كانط. قضايا تركيبية تعتمد على العقل في برهانها Priori)).

بدأ كانط بتقسيم وظائف العقل إلى ثلاث وظائف. هي:
1- الإدراك الحسي
2- الفهم
3- الحجة

كيف يحدث الإدراك الحسي؟ وكيف يمكننا قول معلومة ما مثل: "إرتفاع الغرفة 4 أمتار"، أو "سيصل القطار بعد ساعة"، إذا لم يكن لدينا إدراكا حسيا بالفراغ، وبالزمن.

جملة مثل "القطة فوق الحصيرة"، تعني ضمنا أن "القطة في المكان والزمان". الجملة الأولي لا يمكن أن تكون صحيحة إلا بعد صحة الجملة الثانية. هل يمكن أن يكون لدينا قطة فوق حصيرة بدون أن نعرف أين ومتى؟

الجملة الثانية، "القطة في المكان والزمان"، ليست تحليلية، لأنه يمكن تكذيبها، والجمل التحليلية لايمكن تكذيبها. هي أيضا لا تعتمد على قراءات حسية، لأن المكان والزمان لا نشعر بهما عن طريق الحواس. إذن، هي حسب رأي كانط، جملة تركيبية فطرية (Priori).

تحليل كانط، أوصله إلى مفهوم المكان والزمان. فهما ليسا صفتين من صفات العالم الخارجي. لكنهما، أي المكان والزمان، صفتان من صفات العقل وركنان أساسيان من أركان بنائه.

في فلسفة كانط، يقوم العقل بتحليل القراءات الحسية التي يستقبلها، سواء عن طريق العين أو الأذن أو باقي الحواس، ثم يصبغها بلغة المكان والزمان. المكان والزمان، هما النظارة العقلية التي نستقبل بها العالم الخارجي.

المكان والزمان في عقل الإنسان، ليسا مثل قطع الشطرنج المادية. لكنهما مثل قواعد اللعبة، أو برامج الكمبيوتر. التي بدون وجودها لن يكون هناك لعبة شطرنج. بدون العقل، لن يكون هناك مكان أو زمان.

الوظيفة الثانية للعقل، هي الفهم. القدرة على فهم حقائق هذا العالم. هذه النخلة أعلى من هذا البيت. القطة فوق الحصيرة وليست الحصيرة فوق القطة. الطريق خالي أو مزدحم.

مثل هذه المعلومات، هي من صميم وظائف الفهم. ثم قام كانط، بتقسيم الفهم إلى فئات. مثلا، فئة تشمل الفرد والمجموع، وفئة تشمل السببية،... إلخ.

فئات الفهم هذه، ليست أشياء موجودة في الطبيعة. لكنها من إختراع العقل ولا توجد في العالم الخارجي. لذلك لم يجدها كانط عندما قام بالبحث عنها. لذلك، هي قضايا تركيبية، لا تعتمد على التجربة (Priori).

نظرية كانط، تذكرنا بمفهوم أفلاطون وديكارت للمعرفة، التي تقول أن المعلومات تولد مع الإنسان، "المُثُل" أو "الأفكار". والتي تظل كامنة في الذهن حتي يستخرجها الإنسان بالتفكير.

لكن هناك فرق جوهري بين النظريتين. كانط، لا يفترض وجود الأفكار جاهزة في المخ عند الولادة، لكنه يقول بأن العقل مكون بطريقة تسمح بإستقبال المعلومات وتحليلها. أي مبرمج مثل برامج الكمبيوتر. تستقبل القراءات، ثم تقوم بتصنيفها وإجراء العمليات الحسابية عليها.

العقل يقوم بترتيب العالم الخارجي إلى أشياء. وهذا يعني أنه لا توجد في العالم الخارجي مادة. العقل يفهم العالم الخارجي عن طريق سلسلة أحداث سببية. هذا يسبب ذاك. حتي لو لم يكن هناك شئ يبين سبب هذه الأحداث.

يقول كانط هنا، أن القراءات التي تأتي عن طريق الحواس وحدها، لا تستطيع أن تمدنا بالمعرفة في غياب الإدراك الحسي. الحواس محدودة. وبالتالي الإدراك الحسى محدود. كلام كانط يفهم ضمنا، أنه توجد حقيقة عليا، عقل الإنسان غير قادر على استيعابها.

معلومات الإنسان محدودة بما يسميه كانط، "العالم الظاهري" (Phenomenal World). العالم الذي نستطيع أن نستقبله ونتصوره ونتخيله ونشرحه ونحلله ونفكر فيه بعقولنا.

نحن فقط يمكننا معرفة العالم الخارجي الذي يأتي إلى عقولنا. من خلال نظارة المكان والزمان وفئات أو برامج الفهم. لذلك يقول كانط، على عكس هيوم، أن العلوم والفطرة السليمة (Common Sense)، لا تزال ممكنة. طالما هي تنحصر في العالم الظاهري.

لكن، لا شئ يمكن أن يقال عن الحقيقة العليا. إلا أنها موجودة. هذا يعني أن فهم الميتافيزيقا التقليدية منذ أفلاطون إلى ليبنيز، كانت مستحيلا.

الوظيفة الثالثة للعقل، هي الحجة. إفترضها كانط لكي تكون مسؤولة عن المفاهيم المجردة. مفاهيم لم تشكل بالحواس. مثل مفهوم الله والروح والملائكة، ...الخ. فهل يمكن للعقل فهم الحقيقة العليا وهذه المفاهيم؟ تأتي إجابة كانط، بلا.

الميتافيزيقا التقليدية كانت غير ممكنة، لأنها كانت توظف، بطريقة غير مناسبة، عناصر المكان والزمان والسببية لتفسير العالم المطلق. بينما هذه المفاهيم، تصلح فقط للتطبيق في العالم الظاهر الذي يمكننا أن ندركه بحواسنا.

هذا هو السبب في أن كل البراهين العقلية على وجود الله، كان مصيرها الفشل. و كل محاولات وصف الحقيقة العليا عن طريق مفهوم المادة، كان أيضا مصيرها الفشل.

نحن كبشر، يجب أن نكف عن البحث في طبيعة الله ومفاهيم مثل، العدالة، والخلود، والحرية. لأن كل هذه المفاهيم، فوق طاقة العقل البشري.

ثم يضيف كانط في نهاية بحثه "نقد العقل المحض"، ليست هناك ضرورة منطقية لرؤية العالم عن طريق مفاهيم مثل: الله، والخلود، والعدالة، والحرية، إلخ. لكن، هذه المفاهيم ضرورية لإسعاد البشرية. لأنه بدونها، سوف يفقد الكثيرون معنى الحياة.

إذا لم يعتقد الإنسان أنه حر في أفعاله، وأن هناك عدالة مطلقة سوف تنتصر في النهاية، في الدنيا أو الآخرة، فسوف يفقد الإنسان الدافع والحماس لكي يواصل الحياة. لهذا حسب كلام كانط، الإنسان له الحق في الإيمان بالله والروح والخلود،...إلخ. لا لأسباب ميتافيزيقية، ولكن لفوائد عملية ضرورية. لأن هذا الإيمان، قد يجعلنا أفضل وأنجح وأقدر على مواجهة الحياة.

حاول كانط التفرقة بين المعرفة والإيمان. لكن منتقدي كانط، يتهمونه أنه أخرج مفهوم "الله" والغيبيات من الباب، لكي يدخلهما من الشباك.

بعد "نقد العقل المحض"، كتب كانط عدة أعمال فلسفية عظيمة. منها "نقد العقل العملي"، و"أساسيات ميتافيزيقا القيم". كلا العملين يعالجان موضع الأخلاق. ويركزان على نية الإنسان والواجب الذي يجب أن يلتزم به في حياته.

نظرية كانط في الأخلاق، تبين تأثره بالفكر المسيحي. لكن محاولته جعل "الواجب" عملا منطقيا، وليس مجرد أوامر إلهية. وضعته بين مفكري عصر التنوير. حيث نجد أن سبب الأخلاق علمي لا ديني.

القيم الخلقية يمكن إستنتاجها بالعقل فقط. يقول كانط، علينا أن نتصرف كما لو كانت الحكمة من تصرفاتنا، هو عمل قوانين عالمية لكل الناس، بدون أن تتعارض مع المصلحة العامة.

نحن كمخلوقات عقلانية، من واجبنا طاعة هذا المبدأ. وسوف أبسط فكرة كانط هذه في الأمثلة الآتية:

لنفرض أنك قد استلفت من صديق لك 5 جنيهات. ولنفترض أن الصديق لم يراع أصول الصداقة، وقام بالمطالبة بالمبلغ وملاحقتك ومضايقتك. مما جعلك تقول فى نفسك، لو قمت بقتل هذا الصديق الرزل، فسوف يكف عن ملاحقتي، وأفوز بالخمس جنيهات.

لكن كمعجب بفلسفة كانط وملتزم بأفكاره، سوف تختبر تعميم مبدأ القتل عالميا. وتسأل نفسك، ماذا يحدث لو لجأ كل واحد، إلى قتل الآخرين، لتحقيق أغراضه؟ طبعا هذا من الجنون. لأنه لن يبق أحد يمكن أن نطبق عليه القانون الأخلاقي.

ماذا بالنسبة لنقيصة "الكذب"؟ هل يمكن أن أعمم مبدأ الكذب وأن أجعل منه مبدأ عالميا؟ كيف يستقيم أي شئ، لو كانت كل الناس شيمتها الكذب؟ الأخبار في الصحف ومحطات التليفزيون والراديو، كلها كذب في كذب. تصريحات المسؤولين كلها كذب. نصائح المحامي أو الطبيب، كلها كذب. هل يستقيم أي شئ؟

وإذا كان القانون العالمي هو "كل واحد يقوم بالسرقة". هذا أيضا غير ممكن. لأنه سوف يخل بمبدأ الملكية الخاصة. ويصبح كل واحد، قادرا على الإحتفاظ بما في يده طالما يستطيع الحفاظ عليه وحمايته. أي يجعلنا نعود إلى قانون الغاب.

يقول كانط، علينا أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا. تعاملنا يجب أن يكون غايات وليس وسائل. مبدأ ميكافيللي "الغاية تبرر الوسيلة" مرفوض تماما. لا تستغل الآخرين لما فيه مصلحتك. الأخلاق تشمل إحترام كرامة وآدمية كل فرد كإنسان.

كانت المبادئ الأخلاقية لكانط، لها تأثير عملي كبير بالنسبة لقضايا المساواة والتفرقة بسبب الجنس أو الدين أو العرق. وكان كانط، حريصا على أن يجعل التمسك بالأخلاق القويمة، نوع من الواجب الإنساني. فعل الصواب كواجب في رأي كانط، أفضل بكثير من فعل الصواب تحت تأثير الشفقة أو العطف.

مبادئ كانط الأخلاقية مستقاه من العقل، وليست من الكتب المقدسة. دافعها الواجب نحو الإنسانية، وليس الخوف من العذاب، أو الطمع في الثواب. ولأن المعرفة الإنسانية محدودة، كما يقول كانط، فالإخلاق يجب أن تتعدي النظرة الضيقة التي تنحصر في المنفعة الشخصية.






#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الفلسفة الغربية: بيركيلي المؤمن، هيوم الملحد
- قصة الفلسفة الغربية: ليبنيز العقلاني - لوك التجريبي
- قصة الفلسفة الغربية: ديكارت، هوبز واسبينوزا
- قصة الفلسفة في العصور الوسطي
- هجوم رجال السلطة على د. البرادعي
- إلى أين يقودنا تلوث البيئة؟
- إقتراح هيكل والحاجة إلى دستور جديد
- الضفادع تطلب ملكا
- التطور الإجتماعي لمخ الإنسان
- الفلسفة الهيلينية
- أرسطوطاليس المعلم الأول
- عصيان مدني
- أفلاطون
- السفسطائيون وسقراط
- العلم يثبت كل يوم صحة نظرية دارون
- قصة بداية الفلسفة الغربية
- هل هناك أمل فى تحرير المرأة المسلمة
- قاسم أمين وتحرير المرأة
- الشمس
- كوكب المريخ - إله الحرب


المزيد.....




- مادة غذائية -لذيذة- يمكن أن تساعد على درء خطر الموت المبكر
- شركة EHang تطلق مبيعات التاكسي الطائر (فيديو)
- تقارير: الأميرة كيت تظهر للعلن -سعيدة وبصحة جيدة-
- عالم روسي: الحضارة البشرية على وشك الاختفاء
- محلل يوضح أسباب فشل استخبارات الجيش الأوكراني في العمليات ال ...
- البروفيسور جدانوف يكشف اللعبة السرية الأميركية في الشرق الأو ...
- ملاذ آمن  لقادة حماس
- محور موسكو- طهران- بكين يصبح واقعيًا في البحر
- تونس تغلق معبر رأس جدير الحدودي مع ليبيا لأسباب أمنية
- ?? مباشر: تحذير أممي من وضع غذائي -كارثي- لنصف سكان غزة ومن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد زكريا توفيق - قصة الفلسفة الغربية: عمانويل كانط