أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين السعدي - الإعلام والوعي العربي -هل من تأثير؟...














المزيد.....

الإعلام والوعي العربي -هل من تأثير؟...


ياسين السعدي

الحوار المتمدن-العدد: 2888 - 2010 / 1 / 14 - 02:42
المحور: كتابات ساخرة
    


إذا صح تعريف الإنسان بأنه ابن بيئته، صح أيضا تعريفه بأنه ابن وسائل إعلامه. فوسائل الإعلام الحديثة، ولا سيما في شكلها السمعي-البصري، باتت هي التي تشكل اليوم بيئة الإنسان الفعلية، صحيح أنها بيئة مصنوعة ومكيفة، لكنها من هنا وبالتحديد تعتبر أشد تأثيرا في شعور الإنسان ولا شعوره معا من البيئة الطبيعية، وأقدر منها على تشكيل ذهنية، وأفعل منها في صياغة إرادته وتأطيرها وتوجيهها.
وإزاء الضمور النسبي لدور الأشكال التقليدية وانحصار فاعليتها بالنخب العالمة، فإن وسائل الاتصال الجماهيري بدءا بالصحيفة والمجلة المصورة وانتهاء بالإذاعة المسموعة والمرئية، باتت هي الأداة الرئيسية لتشكيل وعي الإنسان المعاصر، سواء في البلدان المتقدمة أو في البلدان المتخلفة. وإذا كان ثمة من فارق بين هذه وتلك فليس في عملية تشكيل الوعي بحد ذاتها. بل في هوية منتج تقنيات الإعلام الحديثة. فلأول مرة في تاريخ البشرية، وبحكم الهوة التكنولوجية بين العالم المتقدم والعالم المتخلف، بات في إمكان شطر من البشرية أن يتحكم في تشكيل وعي البشرية بأسرها.
وفي حالة الأمة العربية تزداد أهمية الإذاعة المسموعة في محيط تشكل فيه الأمية ثمانية بالمائة من المستمعين، وتحول الإمكانات المادية الضئيلة دون تمكن ملايين الناس من اقتناء أجهزة تلفزيونية، على الرغم من أن الوسائل الإعلامية كافة تعمل في معظم أقطار الوطن العربي، بإشراف الأجهزة الحكومية وتوجيهها. والحالة العربية لا تشكل استثناء لقانون الفعل والإنفعال هذا الذي يربط بين المركز المتقدم والهامش المتخلف. فمنذ أن استورد العرب المطبعة استيرادا بدون أن يكون لهم يد في اكتشافها وإنتاجها وتسويقها باتوا مع غيرهم من شعوب العالم الثالث أسرى تقنيات الثقافة والإعلام المصدرة إليهم بدون أن يكون لهم خيار، بحكم الأمر التكنولوجي في الإمتناع عن استيرادها، ولكن وإن أثبت العرب، إبتداءا من عصر النهضة، قدرة مثيرة للإعجاب على ببيئة التقنية الطباعية، حتى كان عصر النهضة هو بحق عصر الصحيفة والمجلة والكلمة المطبوعة. ولكن أثبتوا أيضا في عهد الاستقلالات قدرة لا شك فيها على تبيئة التقنية الإذاعية، فإنهم يجدون أنفسهم اليوم مع تطور العالمي المذهل في التقنيات السمعية البصرية، أسرى تبعية إعلامية محكمة، يصعب الإنفكاك من أسرها لنا، لا من المنظور التقني فحسب أي منظور الأجهزة المرسلة للرسالة الإعلامية، بل كذلك من منظور المادة المرسلة ، أي مضمون الرسالة الإعلامية. وبالرغم من صعوبة التكلم عن هذا الموضوع الذي يمس العواطف القومية العربية والوعي العربي بصفة عامة فإنه أصبح من الملح مناقشة هذا الموضوع وإبداء الرأي حوله. لا بل وتقريب وجهات النظر لتكون أشمل و أعم.
فهذا المقال "الإعلام والوعي العربي" الذي أضعه بين أيدي القراء أو الذين يحاولون الإطلاع على مثل هذه المواضيع يمكنني أن أقول لهم بأن هذا المقال لا يرمي إلى أن يكون أكثر من لبنة متواضعة في بناء وعي إعلامي عربي يدرك كل أبعاد الدور الذي يضطلع به الإعلام في عصر الإعلام، كوسيلة اتصال جماهيرية فعالة، وكأداة ثقافية تشمل المستويات المعرفية كافة وكعتلة في عمليةالتغيير والتصوير الضرورية والملحة في الوطن العربي.



#ياسين_السعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين السعدي - الإعلام والوعي العربي -هل من تأثير؟...