أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زكري العزابي - تكنولوجيا














المزيد.....

تكنولوجيا


زكري العزابي

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 17:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قبل أقل من عقدين من الزمان، وقبل انتشار التلفون المحمول، كان الناس يطلقون على الشخص الذي يتحدث لوحده بصوت عال في الشارع العام، ويشير بيديه، لقب مجنون. بعد ذلك جاءت تكنولوجيا الاتصالات الرقمية لتلغي التعريف الاجتماعي السابق للجنون، وتدخله تحت حمايتها. حيث دخل الجنون المعلن خانة التكنولوجيا الرقمية واختفى فيها، دون ان يهتم احد بما إذا كان للتكنولوجيا الرقمية في حد ذاتها جنونها الخاص. ولم يعد من يتحدث لوحده بصوت عال في الشارع يثيرإهتمام أحد. وعادة ما نفترض وجود الخيط والعقدة الصغيرة التي تتدلى منه، دون التحقق من وجودها بالفعل. ولكن ذلك في حد ذاته لا يمكن اعتباره حدا فاصلا بين التكنولوجيا الرقمية والجنون. لأن أي واحد باستطاعته أن يضع أي خيط، ويتحدت مخفيا جنونه وراء ستار تكنولوجيا رقمية مفترضة. (سياسيوالعالم الثالث وحدهم باستطاعتهم التحدث إلى انفسهم كما يريدون، ودون حاجة إلى ان يعلقوا أي شيء بين آذانهم وافواههم ـ باستثناء مستقبل بلدانهم ـ أي دون حاجة للاختباء وراء أي قناع، باستثناء قناعهم الشخصي).
هب انك اكتشفت ان شخصا ما يضع في اذنه خيطا مزيفا ليتحدث لوحده، متفاديا بذلك أن يوصم بالجنون، ما هو الفرق في هذه الحالة؟
لا شيء، انه يشبة إلى حد كبيرعملية عدم اكتشاف اسلحة دمار شامل في العراق. ودون أن يصف أحد بوش بالجنون، او الشيزوفرينيا او أي شيء آخر.
ودع عنك أن شعوبا كاملة تستعمل التكنولوجيا الرقمية في حياتها اليومية من مطلع الشمس، وحتى مطلعها في اليوم التالي. من الهاتف الجنوني، اعني المحمول، إلى التلفزيون الفضائي. فيما هي مازالت مجتمعات بالابيض والاسود فقط. وبالرغم من استخدام هذه الشعوب للتكنولوجيا الرقمية في حياتها اليومة، وتناقض ذلك مع تفكيرها (الاسود وابيض)، فانها تظل ترفض وعن و(عي) وسبق اصرار و ترصد، التخلي عن سوداويتها، وحياتها التي لا لون ولا صوت فيها، والمستعارة من عصر ما قبل التكنولوجيا، بل ما قبل الكتابة. مستخدمة نفس التكنولوجيا، ولكن بشكل يختلف عن غيرها من الشعوب التي تريد تغيير حياتها، والتحكم في مصائرها قدرإمكانها. على نحو يذكّر بالفرق بين متحدث بصوت عال في الشارع، مستخدما قناة اتصال حقيقية تتأرجح أمام شفتيه، وبين أخريصيح في الشارع متحدثا مع نفسه فقط. رغم مساواة التكنولوجيا الظاهري بين الأثنين، وتغاضيها عن الفرق الجوهري الذي تم إخفاؤه عن قصد أو غير قصد، وراء الستار الرقمي. وبكلمة واحدة:
التكنولوجيا يمكنها أن تخفي التخلف بمهارة كاملة، ولكن المشكلة، انها لا تلغيه.



#زكري_العزابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زكري العزابي - تكنولوجيا