اين ستحتفل براس السنة 2010؟

غزلان اشبيبان

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 21:03
المحور: الادب والفن
    

راس السنة الجديدة و كالعادة الكل يستعد لها باقصى ما يستطيعون.طرب و رقص.غناء.ضحك يشق عنان السماء,خمر تتوزع على الحاضرين و الحاضرات بشكل عادي كانها مياه معدنية و لا واحد منهم و لا واحدة منهن تخجل من رب السماء,والغريب في الامر ان حتى ذاك الذي لايشرب الخمر تراه يمد يديه لياخذ الكاس من باب البروتوكول حتى يدفع عنه تهمة التخلف و اللاتحضر.مشهد جد عادي بالنسبة لهم لكن في حقيقة الامر و في حقيقة ديننا الحنيف انه مشهد يرثى له و مشهد تنشف له الدماء في العروق,هذا فيما يخص الطبقة الراقية من المجتمع فماذا عن الطبقة الشعبية؟ و بهذا اكون قد توصلت الى نعت لائق واقل حدة عوض نعتها بالطبقة الكادحة.
الاحتفالات تكون عندهم على شكل عربطة , شباب يشربن الخمر الرخيصة و يخرجوا الى الشارع يصرخون و يشتمون يحاولون اخراج ذلك الضغط و الكبت النفسي الذي لازمهم طيلة السنة المتجسد في غلاء المعيشة و قسوة الايام عليهم و قهر البطالة و التشرد...,و هناك من لا يحتفل و يقضي السهرة و هو يتقلب و يقلب في القنوات التلفزيونية الفقيرة.و كلها في السوء سواء, و هناك من ياوي الى الفراش متعبا و ينام مبكرا مهدودا .راس و راس الشهر عنده الامر سيان.دعني اقترح عليك اين تحتفل براس السنة.عندما يطفئون الضواء فلتتوهج في فؤادك الانوار,و عندما يشربون الخمر و يزنون مرتكبون للمعاصي و الخطايا كن انت في خضم اجمل و اطهر علاقة و امتن علاقة و هي علاقتك بالله,دع راس السنة الجديدة يكون مبهورا عندما يفاجئك و انت في خضم الصلاة,اركض و اذهب اليه تعرف انه دوما في انتظارك ليس فقط في هذا اليوم و لكن اذهب اليه في هذا المساء بالذات.بينما هم يفجرون فجر انت قلبك بين يديه.بينما هم يزنون زين وجهك بالتوجه اليه.بينما هم يرقصون و يغنون و يتمايلون اسجد انت و اقترب اليه بالدعاء.و بينما هم اضاعوا هويتهم في هذه الليلة لتكن صلاتك و عبادتك انت استعادة لها.و ادعو لهم بينما انت بين يديه ان يزيل الغشاوة عن ابصارهم,و ان ياخذ بايديهم و يهديهم.وبينما يسقطون في الهاوية حلق انت في السماء العالية,و في الغد عندما يسالونك اين قضيت راس السنة؟ ابتسم و اظهر تلك النشوة التي جربتها و دعهم يخمنون.كل ليلة بامكانك ان تولد من جديد لكن تلك الليلة بالذات و من اجل كل ما يفعلونه,اقول لك خالفهم واذهب اليه بالذات هذه الليلة.و الان قل لي اين ستحتفل بليلة راس السنة؟

#غزلان_اشبيبان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات