أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سوسن بشير - قدرألذوات العربية المتفردة وشعوبها بين التجميد و الإذابة:فرج الله الحلو نموذجاً















المزيد.....

قدرألذوات العربية المتفردة وشعوبها بين التجميد و الإذابة:فرج الله الحلو نموذجاً


سوسن بشير

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 05:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


تلتقط نصاً ما، أو يلتقطك.تبحث عن بقعة ضوء وتقرأه بتمعن. تدرك حسياً النص المرئي في بقعة الضوء، ويصيب النص بدوره حواسك، بل يصيب جسدك و عقلك؛قد يصاب الجسد بالخدر أو الإجفال ،وربما الاختلاج أو الخمول،و أحياناً بنشوة في صورة كهربية،والعقل يصاب بالدهشة التي قد يعقبها إعجاب فكري،وربما زلزلة فكرية. خلق النص فضاءه التوتري وتماس حسياً مع ألذات المدركة،التي ستبدي بدورها رد الفعل،داخل هذا الفضاء التوتري الذي يسمح ببينية للمقاومة.سمحت لنفسي في عبارات مسرحية مقتضبة أن الخص هدف "جاك فونتاني" في أحد محاور كتابه"سيمياء المرئي"،حيث يتحدث عن النص بين الضوء والمعنى. ودعونا نتساءل الآن كم من النصوص يخلق لدينا فضاء التوتر هذا؟من المؤكد أنه عدد قليل بين النصوص مهما زاد، ومن المؤكد أن ما يزلزلنا فكرياً،بعد أن نخض به جسدياً،هو ما يخالف معتقداتنا،ما يطرح صوتاً آخر منتقد ومخالف ومعارض،أو ما تعدده الأسماء.ما الذي سيفعله كل منا في مواجهة نص كهذا؟ كم منا سيحاول أن يطرح النص جانباً مزيحاً إياه من دائرة الضوء،أو دوائر الضوء جمعاء؟اسمح لنفسي أيضاً بالانتقال بفضاء التوتر الأدبي هذا،الذي ينشأ بين ذات مدركة ونص تحت الضوء،إلى فضاء التوتر الذي تخلقه ذات إنسانية لذوات إنسانية أخرى من حولها،وفي رأي أنه انتقال مشروع.لقد كان شهيد الإنسانية فرج الله الحلو أحد ذوات صاحبة الفضاء التوتري،ذات فاعلة تحت الضوء لا يملك من حولها سوى التماس معها،تماس على مستوى المدرك الحسي والمعرفي على السواء،فكلاهما وجهان لعملة واحدة.فرج الله الحلو المولود في حصرا يل/ قضاء جبيل (لبنان) لأبوين فلاحين عام 1906،انضم للحزب الشيوعي عام 1930،أثناء دراسته بحمص بسورية،اتساقاً مع ذاته التي ترفض بالأساس عبادة الصوت الواحد،مما يجعله أقرب إلى تبني الشيوعية على مستوى النظرية(انظر كتاب د.عبد الله تركماني:الأحزاب الشيوعية في المشرق العربي ويمثل أطروحته للدكتوراه،ويطرح في أحد محاوره الانشقاقات الخاصة بالأحزاب الشيوعية العربية). وعبادة الصوت الواحد تستدعي بالأساس وجود جماهير،مما يحيلنا في عجالة إلى النظريات الفرويدية،حول سيكولوجية الجماهير وعبادة الزعيم المنوم،فعلى الفرد صاحب الفضاء التوتري،ويمكننا في هذه المرحلة أن نطلق عليه" المتفرد"،أن يتوجه بحبه و ولائه إلى الزعيم،وليس لنفسه أو لأعضاء آخرين من الجماهير مثلاً،وهنا يظهر شيئاً فشيئاً مأزق ذات متفردة،كذات فرج الله الحلو بين الديكتاتوريات المختلفة.خلق فرج الله الحلو فضاءً هائلاً من التوتر لحزبه،حين وقف أمام قرار تقسيم فلسطين،هذا القرار المؤيد من قبل السوفييت أنفسهم،فلم تجمد فقط عضويته الحزبية،لقد جمد هو شخصياً(عقلاً وجسداً) من قبل حزبه وزعامته،في غرفة لا يبرحها بطريق النهر-بيروت،تمت إزاحة فرج الله الحلو من تحت الضوء المعرفي،ومن تحت ضوء الشمس الفعلي إلى العتمة في غرفة،وهذا عن طريق التجميد الذي لم يتحمله،فوسم نفسه بالخطيئة والانحراف والخروج عن المبادئ(اللينينية-الستالينية)،في رسالة "سالم" الشهيرة(تلك الرسالة التي وزعت على الصغير والكبير في أروقة الحزب الشيوعي السوري اللبناني آنذاك،ثم سحبت من ملفات الحزب الشيوعي اللبناني لمناقضتها الحقيقة،وذلك بعد عام 1965؛بعد انفصال الحزبين). ومن ناحية أخرى خلقت الأحزاب الشيوعية العربية،ومنها السوري اللبناني فضاءها التوتر،شاركت في اجتذاب الجماهير عن الزعيم العربي الفرد،الذي تحول إزاءها وإزاء كل من لا يسمح بسيادة صوته الواحد،تحول إلى قوة ديكتاتورية،وإذا حصرنا الحديث هنا في شخص جمال عبد الناصر وعلاقته بالحزب الشيوعي السوري اللبناني تحديداً،بسبب حديثنا عن فرج الله الحلو،فعلينا أن نؤكد أنه لم يكن الوحيد في ذلك،وهذا ليس سياق دفاع بل سياق تذكير،ومدعاة للأسف وليس للفخر،بيد أن الأسف الشخصي يستدعيه ما كان يمكن أن يحققه المشروع الناصري لو اتخذ منحى آخر في هذا الصدد.تبرز ذات فرج الله الحلو هنا بروزاً اكبر في اتساع الفضاء الذي يمكننا أن نسميه هنا"الموتر"،فيعترض على صيغة الوحدة المصرية-السورية، ويكبر الجرم بحجم كبر الخصم،فتتم إزاحته هذه المرة بالإذابة وليس بالتجميد،وذلك بعد تعذيبه.فتختفي ألذات الموترة التي ترفض عبادة الصوت الواحد،تختفي عقلاً وشحماً وعظاماً.لكن تبقى معرفياً وهذا ما لم يتم إذابته بدليل احتفالنا بفرج الله الحلو الآن. ويا للمصادفة العجيبة التي تجمع بين سيرة ذوات متفردة وسيرة شعوبها؛لسنا وحدنا كعرب من مررنا بالتجميد والتعذيب والإذابة(وأستخدم هنا كلمتي العرب و الغرب مجازاً،مع التأكيد على التعددية والاختلاف فيهما)وهذا ما أكد عليه الرائد المفكر هادي العلوي في كتابه"من تاريخ التعذيب في الإسلام"؛في ملحق للمقارنة خاص بالتعذيب عند الأمم الأخرى غير العرب والمسلمين،بل أقر بأن ما ساعده على وصف فنون التعذيب في تاريخنا أنها وردت محكية لا مصورة،بينما لم تواته الشجاعة لاستكمال النظر في البوم تضمن صور أشكال التعذيب في أوروبا حتى مطلع القرن التاسع عشر.ولقد ختم العلوي كتابه هذا بتذييل أطلق عليه"الحجاج وهتلر: غراران للقمع في حضارتين" ومن عنوان تذييله هذا أبدأ خاتمتي:فلقد استطاع الغرب في الخمسين عاماً السابقة ،تجاوز نموذج هتلر بالنسبة لشعوبه،فحقق لها الكثير على مستوى حقوق الإنسان والديمقراطية،وان توجه لغير شعوبه بعكس ذلك،أما الشعوب العربية فقد أيدت القائمين على ثوراتها،من أجل الخروج من العتمة والتجميد على يد الديكتاتوريات الغربية الاستعمارية، وإذ بهذه الشعوب تتحول إلى مادة جديدة قابلة للتجميد والتعذيب والإذابة،على يد من كانوا،أو من ظنت أنهم مخلصيها،هؤلاء المخلصين الذين لم تكفهم الخمسين عاماً فارقاً بيننا وبين الغرب ،بل ارتدوا قروناً مستلهمين شخصية الحجاج،مما أوقع الشعوب العربية تحت سلطة جماعات ضلال معرفي من الداخل،وسلطة استعمار ديكتاتوري جديد من الخارج(ساهمت فيه عناصر عدة لا يتسع لها الحديث هنا)،فتجمدت الشعوب العربية بالتجويع والتعذيب والتبريد وخلافه،وأصبحت جاهزة لعملية إذابة داخلية_خارجية كاملة،على مستوى الجسد(الأرض) وعلى مستوى العقل والفكر.ويبقى السؤال:هل سيبقى منا معرفياً ما يتم الاحتفاء به يوماً،وإذا تمت إذابتنا جميعاً،ترى من سيحتفي بذكرانا؟



#سوسن_بشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سوسن بشير - قدرألذوات العربية المتفردة وشعوبها بين التجميد و الإذابة:فرج الله الحلو نموذجاً