أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالعزيز العبدي - أقران ألحداثة و ضرورة الخروف














المزيد.....

أقران ألحداثة و ضرورة الخروف


عبدالعزيز العبدي

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 20:34
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد انصرام أيام قليلة فقط على يوم عيد الأضحى،و فتور تلك الفورة التي أصابت المجتمع أسبوعا تقريبا قبل هذا اليوم،حيث شهدت الشوارع حركة غير عادية من التجول،و الطرقات حركة كثيفة من السير،و المتاجر حركة من الرواج استثنائية،و بعد يوم العيد،عرفت صناديق القمامة امتلاءا غير مسبوق،و رمي للنفايات على مرامي اليد و حيثما اتفق،بعد كلها أليس من المفيد أن نقف لحظة تأمل في الذي هذا الذي وقع؟ في هذا الذي سيقع في السنة المقبلة كذلك؟
تستحضرني الأسئلة، و غالبية الأسر المغربية، و في عين الاعتبار الفئات التي لم تتمكن من ذبح أضحيتها،تجد نفسها أمام نمط استهلاكي غير عقلاني، مع كل ما يصاحبه من مضاعفات صحية خطيرة،تستحضرني الأسئلة،و الاقتصاد الوطني ،لا يحصي خساراته أيام العيد،رغم كل ما يقال حول الرواج المسجل في العالم القروي،و حول التنمية الموسمية لمداخيل الفلاحين،و غيرها.
تستحضرني الأسئلة،في شروط الصمت المطبق للنخبة المثقفة،و في شروط القمع الرهيب الذي تمارسه القوى المحافظة باسم الدين،الذي تلغي باسمه كل نقاش عقلاني لا حول الدين و جدواه في الحياة اليومية للمواطن فقط،و لكن حول الممارسات و السلوكيات التي تصاحب الفهم المغلوط لكثير من تعاليمه.
نفس الأسئلة تستحضرني،و سؤال الحداثة الذي رفع كمطلب للقوى التقدمية منذ الاستقلال،و شعارا سياسيا للدولة في عشرية تغيرها الأولى،من حيث هي "محاولة لعقلنة التصورات والممارسات والتأويلات الدينية وتنقيتها من العوائق الميتولوجية" محمد سبيلا ،الإصلاح و التحديث،عرض ألقي ضمن الفعاليات الاتحادية،سؤال حول مدى تمكن هذه القوى من تحقيق مطلب الحداثة من جهة، و مدى تمكن الدولة من تجسيده ،على اعتبار أنها صادقة في تبني هذا الشعار،على أرض الواقع.
تشي الأجواء الذي يعيشها المغرب أيام عيد الأضحى،بسكون المجتمع و رتابته،و بانعدام تقدمه نحو أي أفق تحرري و متقدم،و هو ما يمثل نجاح قوى النكوص ،باسم الإصلاح الغير حداثي،في جر المجتمع نحو آفاق مظلمة،بمباركة الدولة التي لم تستطع استيعاب مفهوم الحداثة ك" سيرورة تعبئة دينامية شاملة للعالم mobilisation totale du monde وإخراج لكل المجتمعات من غفليتها وأسانتها وقذف بها في أتون مباراة كونية تنافسية لا ترحم، حيث تندمج فئات اجتماعية واسعة في العمليات الاقتصادية والسياسية، وتنخرط في دينامية التنافس، وحيث يتحول العنصر البشري إلى قوى منتجة ومستهلكة، ويخرج تصور الزمان من دائرة التكرار والمراوحة ويصبح عملة ثمينة نادرة بالتدريج تتراتب في أفق التقدم والتصاعد. وحيث تكتسب المعرفة طابعا علميا أكبر."محمد سبيلا ،نفس المصدر.و ربما برغبة الدولة في هذا النكوص،و جعل شعار الحداثة مطية للتسويق الخارجي في ضل تحديات العولمة الجارفة، و في ضل المعركة الشرسة التي تخوضها الدولة من أجل القضية الوطنية،بعدما تم استبعاد القوى الحداثية الفعلية من مضمار التفاعل مع حركية العولمة، و من مضمار الصراع حول الوحدة الترابية.
الاستثناء من الصراع، و التفرد بامتلاك شعارات الحداثة من طرف الدولة،و إسناد مهام تثبيتها في المجتمع لقوى من فسيفساء غير متجانسة،يشكل فيها الرجعيون و التقيليدانيون و أشباه الحداثيون العناصر الأساسية،يشكل أهم مظاهر النكوص العام الذي يعرفه المجتمع،وقد يشكل مظهرا من مظاهر الإحباط و الفشل الذي ستعاني منه الدولة و هي تحتفي بعشريتها الثانية أو الثالثة.
إن الحداثة و هي شعار،تمارس عبر برامج،و تلمس في سلوكيات المجتمع،عبر انخراطه في سيرورة التقدم و العلم من جهة،و عبر ضبط أخلاقه في المؤسسات و عبر القوانين ، و عبر فهمه للدين كعلاقة فردية تجمع المواطن بخالقه،يحتفي بعيده دون أن يكون مجبرا ،ماديا أو معنويا،على نحر أضحية،دون أن يعطل المغرب إداريا و اقتصاديا،و دون أن تحاصرنا القمامة لأيام...



#عبدالعزيز_العبدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبدالعزيز العبدي - أقران ألحداثة و ضرورة الخروف