أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم محسن - نباح على القمر















المزيد.....



نباح على القمر


نجم محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 00:14
المحور: الادب والفن
    




الكتابة عند غواية الجسد


علي حسن الفواز




يواصل الشاعر نجم محسن لعبة اكتشافاته الساحرة، لعبة غوايته التي تراود الامكنة وحيواتها الضاجة، فهو يصطنع لتلك الغواية مجسات ورؤى ومداهمات، توهمه بالمزيد من التوغل والاكتشاف الذي يخترق كثافة المعنى ليضعنا امام مساحات مخادعة، محتجبة، تتوهج سطوحها بنوع من الوقع الذي لافكاك منه، الوقع الحميم الاستعادي الذي يترك استعاراته مباحة لاستعادة مقابلة، تلك التي تستحضرها شهوة الصوت، في نزقه، في جوانياته التي تعوي وتجسّ، انها لعبته الطاغية، اللعبة الاوسع التي تصطدم بجدار الاشياء العاصية، المربكة، تلك التي تختصرالتباس الكتابة وهشاشتها، مثلما تختصرهواجس النوستالجيا وتراكم شفراتها المرعب..
الكتابة الشعرية في مجموعة الشاعر نجم محسن التي اختصرتها قصيدته الطويلة(نباح على القمر) تتجوهر في هذه اللعبة الحسية المخاتلة، تنحو الى استغوار تفاصيلها الشهوانية والمقدسة(الجسد، المكان، اليوميات، المنفى، الام، الطفولة) لتكون لعبة افراط باذخة عبر ملامستها الصائتة، المدوخة، تلك التي تستحضر كل مخزونات الصوت، ندائه، خفته، بما يشحنه من قوة الافراط في لعبة التلمس، لتنسج منه نداء يتسع في اندفاعه عبر لعبة الصوت/النباح وكأنه يختصر كيمياء الشهوة في هذا النداء الذي يشبه الاستعادة تماما، استعادة التفاصيل الحميمة، وهج المعنى القديم، طبوله الغليظة، يحدس بحضور المرأة المعشوقة دائما، يتلمس غوايتها، طفولتها، اسئلتها اللجوجة، ماتتركه من ضجيج، واكتمال غائب. يندفع عبر لعبة النداء الصائت وكأنه المسحور المنتشي، المسحوب الى ركنها المشع بالتلذذ، اذ هي لذته الداخلية المحمولة على متواليات من الكشف والتشهي..يستبق الطريق اليها عبر ماتتيحه موجهات دالة العنوان الشعري المثيولوجي(نباح على القمر)من توصيف ايهامي، وما يثيره الاستهلال الثانوي من استرجاعات تضع وصايا وتعاويذها في نسق الاستعادة..
قصيدة نجم محسن الطويلة هي قصيدة الذات المحتفية بوجودها، المتوغلة في اسحار ما تتكتشفه عبر رحلتها في المنفى والجسد من شواهد اشارات، اذ هي تسكنها، تنصرف اليها بكل ما تحتزنه من محمولات الاستعارة اللغوية، تلك التي تتحول الى رديف رمزي يحتشد بماهو شعوري، دافق، ينسجه بغواية تواليات الوجدان واللذة. فكيف يتأتى لهذا الشاعر ان يكتشف العالم من حوله عبر هذه اللغة الشبقة؟ كيف له ان يستعيد المكان/ المنفى، والمكان/ الرحيل، والمكان/ الجسد عبر هذه الغواية الفائقة؟ وكيف له استمراء ما يكشفه من هيام جارف عبر هذا العواء؟
هذه الاسئلة هي فعل الجريان الذي يحرّض على استحضار صور الجسد مكثفة عبر اللغة الصائتة، عبر توهجها واندياحها، عبر استحضار المحبوب، عبر وصاله، وكأن المحبوب هنا هو النداء الانسي العميق الذي يواجه متاهة المنفى و اباحاته ومجازفاته ورعبه الطاعن. يستحضر عبرلذة المحبوب صوته الفعال كما يسميه انسي الحاج، ذلك التي يوهمه بتعويض الانتشاء والاستعادة عبر عشوائية تلك الاستعارة، اوعبر تباهيه التعبيري الذي يجعله في نوبة افراغ لاشعوري دافق مفتوح على متواليات لغوية صوتية، استعادية.

مجنون
كم الطريق طويل
للوصول الى ضفاف عينيها
ملائكتها الحذرون يحرسون الطرق
باجنحة بيض
ورسلها الفاتحون يتقدمون
لاحتلال الجهات
وانا الاعمى ابحث في الوديان
عن وردتها الدافئة
اتحسس ظلالها على الرمل
كنت اشمها في الجهات
كمدينة مبللة بالبحر
تطوق خصرها المنحدرات..

الصوت الفعال في وظائفه الاستعارية يحضر في القصيدة بشراهة وتدفق، ليس لان الشاعر بحاجة الى فكرة اللغة كتناص تعويضي، بقدر ما ان هذا الحضور هو نزوع لوهم الاكتفاء، لاستجلاء لقلقه، لاحتجاجه، لاسئلته، لاستعادة لذته الغائبه، حنينه الخفي، لموقفه اللامنتمي من العالم والمنفى، اذ تعنى اللغة هنا باشتغالاته التي تحوطه وتنتهكه، حدوسه، يتحسس من خلالها العالم وهو يتفجر باشارات متناقضة، عارمة، اشارات تحرر مكبوته، لايملك الشاعر الاّ ان يتبع بهوس صوتها العميق المتصاعد ، اذ كل شيء ملتثاث بحضورها، مصاب بهذا الهاجس، الهاجس الذي يتوسله الشاعر عبر الايهام بشفرات نفسية وايروتيكية مضللة توحي بازمة الشاعر الداخلية ازاء المكان/المنفى، وازاء الجسد.. ولعل لعبة الشاعر الباهية تكمن في نزوعه الى استحضار مقابلات تمزج بين اللذة والفنءستعيده هنا محمولا على قوام لغوي، المرأة رغبة اعتراف صوتي عاتية، حضور مؤجج للاشتعال، افعال في كلام الحب والتصوف والحلول، يساكنها بالمزيد من الاعتراف الشهوني الصائت.
الشاعر نجم محسن يتجاوز نصه باستمرار، ينشد الى لعبة الكتابة مبهورا بما توحيه دائما من اثارة وما تتركه من احاسيس دافقة، متوثبة، يجد في نثريتها الرخوة تمثلا لللاستغراق في مكاشفات لاحدّ لها، تلك التي تتركه عند لعبة مكشوفة ليس بين استعارات متقاطعة بل لاستعارة تكاد تكون هي الغالبة عبر تهويل فعل المواجهة، مواجهة المنفى، مواجهة الجسد، مواجهة الذاكرة المهروسة تحت نوبات عاتية من الحنين، حتى تبدو القصيدة الطويلة وكانها نص خالص في استمراء لعبة التلذذ في هذه المواجهة الشفيفة حينا والحادة حينا اخر.
الحبيبية او(نيفستا) هي توصيفته العجيبة التي تسحب القصيدة الى غوايتها الصوتية، ..اذ تتمثل نداءه وبوحه ورؤيته للعالم، مثلما هي لذاته الغائبة التي ينشدها عبر المزيد من الوصفية والاستغراق والتشكل في بنية مفتوحه على ما توحيه من رموز ودلالات جوهرها الجسد والذات. لذا هو يكتب مايراه عبر هذا التشكل، يهندس لها كتابتها الباعثة على التوغل والعبث في انشداد الجسد الى نوع من المازوخيا، تلك الفاضحة لما يلمسه من اسرار وتوهجات وعوالم خبيئة لاينوشها الا عبر تلذذه القاسي بوهم النباح على القمر..

افعلي ما تشائين للتخلص مني
املئي الاكياس بالذكريات
ولاتنسي ان تغليقها جيدا!
حتى لايتسرب الى حياتك منها
فايروس اسمه نجم محسن.....
















نباح على القمر

A Svetlana

لقد سألوا الكلب على من تنبح طوال الوقت؟
- أجابهم لا أنبح على أحد ، انما أنبح على نفسي.

عن أمي







(ان كنت قد نفيت من أرض الاحلام فشدّ على يدي)

1

بعدَ أن أفرَغَت الطبولٌ أصواتهَا الغليظةِ
وصَمتَ نحيبُ الكمانات العاويةِ
سَكَنَ كُلُّ شيء
لا ورود في الآنية
ولا عناقات طويلة
لا رقص محتدم
ولا تَضَرُعات عاشقة .

2

النُجومُ تضيءُ كقناديل ٍِِِِِِِ تائهةٍِِِِِِِِِِِ
والاغنياتُ جريحة ٌ ذَوَتْ على الجدران ِ
لا شيء غير تأوهاتٍِِ متقطعةٍِ للأبواب
حيثُ توقفَ سيل الزمن في المرايا .

الجُدرانُ تنشر ظلالَ طيور ٍِهاربة ٍِ
بَينما العاشقان كانا في طريقِهما الى الأعلى
لِتسلقِ جبل ِالحياة ، حامِلين أحلامًََ لا حصرَ لها
ومناظراًَ شاهقة ًَ لجنةٍِِ معلقة ٍِ في الهواءِ .

3

شدَّ الحبال بقوة ٍِ
لِنرفعَ قمرا ًََ صلبناهُ على الأعمدة
شدِّ بقوة ٍِِ
لتُِساقِطنُا ثِمارا ًَمُضيئة ًَ مُبللةٍِ بمطر الأحلام
لاسيما المدينة ُ في مساء ٍِ كئيب
جافة ًََُُ جفافا ًَمميتا ًَلا رغبةَ ًَ ولا رهبة ًَ
تَترُك أسراها يُصارعون مَصَائِرِهم .

4

مَنّ انتَََ ايّها الطفل؟
حتى تُترَكَ في صحراءٍِِ قاحِلةٍِ ضارباًَ
في التيه بحقيبةِ جسدكَ الواهية
وازاءَ امبراطوريةٍِِ عظيمةٍِ للرمل
وأسلِحَةِ الضوءِ الحارقة
مُعَرِضَاًَ قًلبَكَ لضرباتِ الزمن
أيها المُدمِن على تسلق ِ المُنحَدَرات
الا تَشُمَّ انِّ الإبْحارَ غيرَ مأمُون ٍِ في الحب
ورياحَ الشوق ِ غيرََّ مُؤاتِيةٍِِ لاِلقاءِ نَفْسُكَ
في فَم ِ اليم ِ ثانية ًََ .

5

مَنْ انتِ ايَّتُها الطْفلةُ
حتى تَحمِلينَ كُلَّ هذا الحبًَّ
في زمن ِ العذابِ
عَبَرتِ سَمَواتًَ عديدةٍِ ساحبة ًَ ورائَكِ
ممالكَ مستحيلة للرياح
معرضة ًَعينيكِ لخطرِالهبوبِ في التلال
أنتِ أميرةُ السهولِ بلا منازع
وآخرُ وردةٍِ بريةٍِ مُضرجة الشفاه
أطبَقَ الماضي عليها فخاخه .

6

تَطبِق وَجهُها على وجهيِ وبهمس ٍِ
تقول لي : خطيبي!
اجِيُبها:1نيفيستا!
جميلةٌ وتعرف كيفَّ توقظ الأحلام َ مِن سُباتها
تضعّ يَدَها على وجهي وتَدخِلني الى بُستانِها
تًَُطعِمُني الذَّ ثُمارها،
فًََمُها نبعُ مياهٍِ سريةٍِ لامتناهية
حيثُ تتدفق منها وصايا مقدسة .

7

لقد نَوَمَت أسحاراًََ على ذراعيِها
جميلةٌ كسفينةٍِ شراعية
ورشيقةٌ كدَلفين
شَعرُها غابةٌ حالمةٌ
وأنفاسها ُ رياحٌ محملة ًَ بالمطر
يَنتَظِرَها الفلاحون بصبر

ممشوقةُ القوام ِ كسيفٍِ
ومتمايلةٌ كسنبلة ٍِ محملة بالأريج
عيناها بوابتان تنفتحان على العالم
حيثٌ النارُ الازليةِ ومشاهدُ من عدن
معبودةُ الشعوبِ القديمة
في مواسم ِ الحصادِ يُشاهِدونهَا
تشقُّ المياهَ الفضية
بقِارِبِها المضيء تَسحَبُ وراءَها
أقماراًَ موسيقيةٍِ .

8

يَنفَتح شُباكُها على ضفافِ الأبديةِ
مُنَتشِلة ًَ قصصاً غريقة
لبحارةٍِ تائِهين يُصَارِعون ليل الأمواج
لسفن ٍِ تقتحمُ سفن في عَرض ِ البحر
لحوريات ٍِعاشقات يسكُنَّ جُزُرَهُنَّ الحزينة
لموانىء اندلسية ٍِوبحارةٍِ فينيقين
لخيول ٍِ شاردةٍِ وشعراء يَحرِقون أشعارَهم .

9

الخطواتُ تقتربُ في صخبِ الموسيقى
ونَظَرَاتُنا أيائلٌ تُطارِدٌ بَعضُها البعض
على ايقاع الأشجار
كان ليلُ اسيا الدافىء ضَجراًَ
يُزِيحُ عن نفسهِ عصوراًَ من الملح
ليُعانق ليلِ سيبيريا الطويل .

10

لَمسَتُها حَرِيقٌ هائلٌ في ناقلة بترول
قُبلةٌ واحدةٌ منّها، توقظُ سَبعَ شتاءاتٍِ
من الوحدةِ وعطش ٍِ قاتل
نَظَراتُها تَفتَحُ جراحاًَ عميقة ًَ للرغبة
تَقتَرِبُ كغيمةٍِ محملةٍِ بالأريج
فيتِدفقُ شَعرُها على وجهي
كمياهِ نبع ٍِ باردةٍِ .

11

كانت أسيرةُ الليالي مشدودةًَ الى نافذتها
التي تقطعَها الأمطار
تَرى صورَ أحلامُها طافية ًَ في الماء
فتَغزُل خيوط تَرَقُبُها المُستَمر
لياليها مليئة ً بملّح ِِ السهاد
تُطارِدُ خِيولِ أيامُها
لم تظهرْ نَجمَتُها بَعدَ في أشدِ الليالي حلكة ً
فقط أرى في يدي احتراقاتَ شُهُبُها
وأجمَعُ رَمَادَها في الحَدائِقِ .

12

كُلُّ ليلة ً تَبني لي بيتاًَ، حديقة ًَ ونافورةًَ
وَسرّعانَ ما تملأ البيتَ بالاطفال ِ
والحَدِيقَة َ بالعصافيرِ
والنافورةَ بِشُموس ٍ متكسرةٍ
بينَما حَياتُنا تواجُهُها عواصفٌ هائلةٌ
بالتوائاتٍِ حرجةٍِ للغاية
وأسئلةٍِ حادةٍِ
مِن شُرفَةٍ قريبة ًَ تَهُب أعاصيرُ الماضي
أمطارٌ في الشُّقةِ
وسعادةٌ على العشبِ
وهَواءٌ مُحاصرٌ يَتَسلل الى الغرف .

13

تَنام فَساتينُها الحَساسَةُ
والتي قَلمَّا أيقَضَتها أصابعُ فرح ٍِ
مجنون ٍِ
كم الطريقُ طويلٌ
للوصولِ الى ضفاف عينيها
ملائِكَتُها الحذرون يحرسون الطرق
بأجنحة بيض
ورُسُلُها الفاتحون يتقدمون
لاحتلال الجهات
وأنا الأعمى أبحثُ في الوديان
عن وردتها الدافئة
أتَحَسَسُ ظلالها على الرمل
كنت أشمُّها في الجهاتِ
كمدينة ٍِ مبللة ٍِ بالبحر
تُطوق خُصرُها المنحدرات .

14

آه طفلَتي كم هو مؤلمٌ حزنُكِ على نفسي!
كم هيَّ قليلة ٌ قبُلَي على الرغم مِن إنكِ
على شَفتي ليل نهار
كم هي قصيرةٌ ليالينا
نقول غداًَ وغداًَ بدأناهُ دونَ أن ندري
وكم هي قليلةٌ لحظاتُ سُرورِنا


مقارنة ًَ بما عانيناه
كم يتطلب ذلك مِن الحُبّ!
لأدحرْ أسوار جَسَدُكِ
أحرسُ جَمَالُكِ وأدافعُ عن نَهدَيكِ
المهددين بالزمن
كم يتطلب ذَلِكَ من الجرأةِ
لكي أدحر أحزانَكِ الرمادية
وأبعدُ الأصباحَ عن استيطان ِ ليل ِ شَعرُك
أن أطلق عَصَافيرَكِ الزرقاء
وأحررُ خيولَ رَغَباتُكِ كلهَّا
ما أضعَفَ حكمتي أمامَ تألُقكِ الأخاذ .

15

احبسْ النََفَسَ! وأصغ ِ لوقع ِ مطرُ الأيام
إنَّ غيوما ًَموسيقيةٌ تقطعُ سمواتَ عيوننا
تاركة ًَناياتَ الريح ِتَعزِفُ في الأنحاء
لاتسأل الساحلَ عن اسمهِ
والنجمة َعن أسرارها
الحَصى والمُنحَدَرات
اية لُغَة ًَيَكتُبَها الوجودُ
في الهواء الطلق
كُلُّ شيءٌ حقيقيٌ وساطعٌ
لا مشاعرٌمؤلمة ٌولاتأسي
سِوى حَرَكاتٍِ متعاكسة ٍِ
مِن الصعودِ والسقوط
تَقِف على ليل ِعَتَباتِنا
رامية ًَبنا الى المجهول .
نُحَدقُ في الهوة ِالواسعةِ للوجود
ونَتَبادلُ أحجارُ نَظَراتُنا .

16

كم حاولنا القاء القبض على حبنا
في الطرقات
نَعرِضُ صورَه على العابرين
"مطلوب حيا ًَ أو ميتا ًَ"
يالها من عدالة ٍِبلا قلب!
تَطلق الرصاصَ على الأحياءِ والأمواتِ
على حد ٍِ سواء
عَدالة ٌعمياء ٌتقتل فينا أجمل ما نحب
تَغتال ضحكاتَ ورودنا الوحشية
ِوتصلب ايدينا على الأبواب
هل جَفَفَ الحبُّ ثيابه؟هل نامَ جيداًَ؟
المَلائِكةُ كُلَّّ يوم ٍِيشربون قَهوتَهم
في المطبخ مُتطلِعينَ الى الفجر
وهو يَخلع ثيابَهُ
يَتَطلعَون الى احشاءهِ الحمراء النازفة
تَحتَ مشارط الليل .

17

أنتِ في دَمي وأقول لكِ إقتربي اكثر
ما ابعَدَ ما بيننا!
تَمُرين بالقلب كُلُّ اربعة دقائق
كيفَ حالهُ اليوم؟
ألم يَزَل على عَهدِهِ كمَعبَد ٍِمَهجورٍٍ
دُفِنت بهِ اكثر من عاشقة!
ألم يَزَل مَكتوباًَ على جُدرانهِ:
أحُبكَ حدّ الموت!
قَلبي وتَعرِفِينهُ أكثر مني
خانَني مراتٍِ كثيرةٍِ
قدّ خَرَج للتو مِن المِحنةِ
وهو مليء بآثار القَصف
جُدرانه مُهَدمة وغُرَفِه مليئة بالدخان
كم شَهَدَ من الوقائع!
عُذِبت بداخِلِهِ أرواحاً حائرةًَ
وخُنِقَت شُكوكاً كثيرةًَ
أسمَعُ ضَربات ألمِهِ المُستمر
بينَما أنا أبتَسِمُ لكِ .

18

تَختَرِقينَ رأسي مثل طلقةٍٍِ
تاركة ًَ أزيزاًَ في اذني
أينَّ أهرُبُ منكِ وداخلي مُحاصرًَ بكِ!
لقد بَسطتي سَيطَرَتُكِ بالكامل
وكان جُنودَكِ يَطلُقون النارابتِهاجا ًَ بالنصر
بَياناتُكِ تَتَوالى
بِمنع التَجول بِحديقة حُبُكِ المَلَكية
واعلان الأحكام العرفية
على كلَّ مَنْ تُسول لهُ نَفسهُ
عَرقَلة الأمن والعَبث بِورودَكِ المقدسة
مَنْ باستِطاعته الصُمودَ أمامَ عينيكِ!
نَظرَةٌ منكِ هَزيمَة ٌ مُحَققةٌ لجيش جرار
أوقع على قَرار استسلامي الأخير
وأرجوك ِ أنْ تَطلقي رصَاصَة الرَحمة
إذ لا أزال مُحاصراً بالذكريات .

19
وأنا أنظر في داخل ِ بُحِيرتيّ عينَيكِ الهادئتين
في ليلةِ عشق ٍِمليئة ٍِبالنجوم
أكتشف كم أنتِ طفلةٍِ صغيرةٍِ!
أحسُ بِحَرارةِ شِفاهَكِ المُتوسِلة
ونقائُكِ الابدي
إذ لا تزالين تنظُرينَ اليَّ كقمرٍِ
خارج ٍِ عن مداره
وكوردة ٍِ متفردة ٍِ تَسكُبينَ نورَكِ الخالص
في حديقةِ وجودي .

20

لمْ أعرف إنَّ الاحساسَ بالسَعادةِ
مُؤقتًَ كرَشقاتِ مطرٍِ على النافذة
مُخَلفة ًَ اثارِ قبلاتٍِ واهيةٍِ
إذا كانَّ باستِطاعتي نسيانَكِ يوم ما!
فكيف باستِطاعتي أخراجُكِ من رأسي
ومن دَمي!
كيف بأمكاني اخراج عينيكِ الجميلتين
مِنْ عَينيّ وأنفاسُك من جلدي!
إذ لا تزالين تَملئين رِئتي بالهواء
ورأسي بالأحلام .

21

بُرجُ حَياتي انقلبَ رأساًَ على عقب
بلا ضَجيج ٍِ
ماذا أرمم؟ ولازلتُ غارقا ًَ في بحرِ
تفاصيلُكِ الصغيرة
ماذا أرمم وأنا يوميا ًَ على سطحِ سَفينَتك
أتَطلعُ اليكِ لأُعيد أكتشاف أرضَكِ من جديد ؟

22

بعدَ أنْ فَصَلوا قلبينا كتوأمين سياميين
تَنَفَسى برِئةٍِ واحدةٍِ
أستئصَلوا داء الحُبّ
وحولوا المَشاعر
أفرَغوا النظرات
صار كلُّ شيءٍِ صناعياًَ
لايهم أنْ كان قلبٌ أو رأسٌ .

23

نلتقي كغصنين
على الرغم مِنْ إنَّ جُذورَنا
تتعانق لآلاف السنين في أرضٍِ واحدةٍِ .


24

تكبُرين في حضني مثل شجرةٍِ
وثُماركِ في فمي
أتَسلَقُكِ وأحلم .


25

عندما تَسقط ثمرة
يجب أنْ تكون هُناك شجرةٌ كبيرةٌ
هي شَجَرةُ حَنانََكِ
وإلاّ تكون الثمرةَُ هديةَُ السَماء ِ لنا

عندما نَسمَع جوابا ًَ
يجب أنْ يكون هناك سؤالٌ قَبَلَه
وهو سؤالُ حُبّكِ
وإلاّ يكون جواباًَ هَمست بهِ الريح

عندما نحس بالآلام مبرحة
يجب أنْ يكون
هناك حُبّ ٌ عظيمٌ خسرناه
وإلاّ هو حنو الأرض علينا .

26

المَلائكة ُيَسبَحون في الخَلَّ
ويَعدون كأسَ حَياتك ِالرائعة
يَعصِرون الحظ ، قليلا ًَمِنْ السعادة
وبعض مِنْ الحكمة ثُمَّ مزج كثيرٍِ من البلدان
وخليط من اللغات مع بعض ِالمناظرِالطبيعيةِ
المبللة بالأمطار
واخيرا ًَإضافة عصيرَالآلام
خُطوط ُ مَصيرُكِ تتشابك كخُطوط المترو
في محطةِ موسكو
تتقاطع وتُضيع قطاراتٍِ ضَخمةٍِ في الجهات
يَبلعَهُا صدى الأراضي ِالمحروثة .

أشُدكِ على جُرحي المَفتوح
وأنظر باتجاه نَجمَتُكِ المتوحدة
في البراري
أنا المُتجول في حدائق ِالعذاب
أجني آلام عَناقيدَكِ التي لمْ تُنضج بعد

مِنْ أرض ٍِالى أرض
أتبع سرَّ شُعاعَكِ العابر
وأخَبئُكِ في صدري كمدينة ٍِ مقدسة ٍِ
مَبنيةٍِ على أنقاض ِ المجهول
ساقٌ في البحرِ وقدمٌ على اليابسة
أحملَُكِ معي كاخرِ نذرِ العصيان
كانت أقاليمٌ ومدنٌ تتكاثر حَولكِ
مطوقة ًَجَسَدَكِ بالأنهار
وباحثة ًَعن كنوزكِ العذراء .

27

ولَدتِ في مكان ٍِما مِنْ أرض ِروسيا
المتراميةِ الأطراف
أرضُ بوشكين ودوستيوفسكي
أرضُ يسنين ومايكوفسكي
أرضُ المعذبين والنبلاء
أرضُ المال ِالفاحش ِوأرضَ الطبقات ِالمسحوقةِ
أرضُ المعادن ِوالأحجار ِالكريمة
وأرضُ الحُروبِ السوداءِ والأهوال ِالعظيمة ِ
وماذا اعطَتكِ الحَياة؟
لقد سُقيتِ مِنْ الكأس نفسه
الحبَّ والآلامَ كُلّّهَمُا ممتزجة ًَبالدموع .

28

مَهما يَضع الزمنُ مِنْ عَراقيل ٍِ
ومَهما زادت الحياةُ مِنْ ضَرباتها
وبدونَ أدنى احساس بالخسارة
سَنواصل الطريقَ
وباصرار بوصلةٌ على الهدف
النَظرُ الى الهزيمةِ هو هزيمة ًَ بحد ذاتِها
إن لمْ تكن لاستخلاص العِبر .

هل تَعتقدين انكِ قادرة على نسياني
حين تترُكيني ككتابٍِ بعيدا ًَعن حَياتكِ
لابد أنْ تَتَعثرأصَابعُكِ ونَظراتُكِ بي!
لابد أنْ أكون حاضرا ًَفي ذهنكِ فترة ًَطويلة ًَ
حينَّ تَترُكينَّ الغبارَ يَتَجَمع فوق وجهي كل يوم .

29

كيفَ بأستطاعة يَدي أنْ تَصل اليكِ الآن
مُتَسلِقة ًَأسلاكَ الهاتف
أو تَهبط عليكِ من السماء كَغيمَة ٍِ
وما بيننا صَحارىَ مِنْ الصدّْ!

كيفَ باستطاعة نَظَراتي الوصول اليكِ
ممتطية ًَالهواء
والسُقوط عليكِ كَزخات ِمطر ٍِموسمية ٍِ
لأجلاء الصدء عن وجهَكِ
وما بيننا ظلماتٌ عميقةٌ!

كيفَ باستطاعة قلبي
الاهتداء الى نَبعُكِ ثانية ًَ
ولايزال كأيل ٍِمضرج بالسِهام
مُلقى على وجههِ في الحقول
وما بيننا جبلٌ شاهق ٌ!

30

انظري تَحتَ قدميكِ وفَكري
ماالذي يجب عَمَله في ظل ِتَحَطم السفينة!
ولاسيَّما أنكِ تقفين على رمالٍ
متحركة ٍِاسمُها الحُبّ!

قيسي عُمق جُرحي الغائر
وقدّري حَجم الكارثة
الاصاباتُ مؤلِمَةٌ وسُهام هَجركِ
لم تستثن أحداًَ .

31

أيها المَلاك الحارس
من أين ليديكِ كل هذه القَسوة
إذ لمْ تكتفِ بالقاءِ بَحارَتَكِ الى وحوش ِالبحر
ولمْ تهتم بتَضرعاتِهم الدمويةِ في النجاة
حتى أشعلت النيران في قلب السفينة
وتركتَها في نَشيدها الأخير
نحوَ الأعماق .

32

هل تَعتقِدين انكِ قادرة ًَعلى نسياني
حين تَمنعيني من الاقترابِ منكِ أوالتَكلم مَعَكِ
أطرديني بعيدا ًَعن الشّقة ِ
الشارع ِوالمدينة
أوقفي الصُدف أنْ تتجرأ
وتعرض ظليّ
ادفَعيني ِخارج حدودِ جمهوريتُكِ المستقلة
المَبنية بالدموع
اطرديني مَنْ الأرض وأذا شئتِ
خارجَ المجموعةِ الشمسية

لَكن عليكِ أنْ تُحرريني أولا
ًًَمن قانون نيوتن
ثم اجَعَلي التُفاحة َ تسقط الى الأعلى ثانيا ًَ
تَذَكري فقط أنكِ خَنجري
الذي يَنام في قلبي ِ
وأنكِ الشيءَ الوحيد
الذي يربطني بالأرض .

أفعَل ِماتشائين للتَخلص مني
أملئي الأكياس بالذكريات!
ولاتنسي أنْ تغلِقيها جيدا ًَ!
حتى لايتسربَ الى حَياتُكِ منها
فايروس اسمه نجم محسن
أو أعراض حمىَ جديدة
أطردي أشباح حياتي مِنْ ألترددّ
على شقتكِ في الليل
أمنعي أغنياتي بأنتظارُك على السلم ِ
كُلَّ مساء!
بهذه الطريقة تَضعين حدا ًَ للمعاناة
توقفين مَجرى الألم
وتَضغطين نزيف المَشاعر
تُحولين ألأفكارَ الى أفعال ٍِ
والنَظراتَ الى حُبّ
تَُدَخلين الحُبّ مِنْ الباب
وتطرِدينَه ُمِنْ الشباك .

33

ومثل جَزيرة ٍِ يُحاصرني الحُبّ
رافعا ًَآخرِ خصلاتَ شَعرهِ عن وجّهي
يَدُهُ هُناكَ دائما ًَتُتابع مسيرالدّم
ومُستوياتِهِ في العروق

وبإنطباق الفكّ ِعلى الفكِّ
كنتُ أعرفه كنهارٍِ شاهرا ًَسكاكين الصدّ
وجارحاًَ كمَخالب ِنسر ٍِسَجين ٍِ
متلقيا ًَمنه أعنف اللطمات
كان لايخطىءَ كسهم
ومنزلقاًَ كسراب ٍِ
مُترددٌ كنهارٍِ محكوم ٍِعليه بالموت
وعصيٌ على الفهم ِ كلغُز

في الليلة ٍِالعَميقة ِذاتِ الرياح ِالهوجاء
يَفتح لي شُموسَ كنوزه ِالدفينة
ويُعاهدني على الصَبر
يُطوق أصابعي بالمستحيل
رأسما ًَأمامي لوحة ًَزائفة ًَللحقيقة
ويُطالِبُني بتصديقها
ثم يُضعُني أمامَ طرُق ٍِمُغلقة ٍِ
لايمرَ بها قطارٌ أو حصانٌ
طالبا ًَمنّي انتظارسفينة غريقة تُلقي
بمرساتها في الضباب

يُغرِيني بارتياد رَوابيَ حائرةٍِ
وسُطوحَ لغُات ٍِمُنزلقة ٍِوكلِمات عذراء
لم تَمُسُها يد انسان قَط
يَعبر بي أفواهَ براكين ٍِخامدة ٍِ
وغاباتًَ تُهذي في نَومها

يُريني مُنحدرات
وغُيوماً تنام عارية ًَفي الوديان
يُريني أشجارا ًَطائرة
ًَوغبارا ًَمضيئا ًَ
حيوانات تُفكر
وصخوراً عاقلة ًَ تترَبع
على أرض الحكمة .

34

هذا زَمَنُ الحُبّ ِمُلطَخا ًَبالوحل
تَدوسه أحذيةُ أجيال ٍِمُسرعة ٍِالى أين؟
الى اللامكان
حَيثُ البَشرية تُعاني مِنْ شيخوخةٍِ طَويلةٍِ
وصداع ٍِمزمن ٍِ
ومِنْ انشقاقات ٍِبركانيةٍِ ضخمةٍِ للذات
وهذه الجُموعُ التي تَضرِبُها الرياحُ في القفار
هي تنافس مسلح للجنسين
مَن كان منهم أكثرعَدائية
ًَعلى انزالِ الخرابِ بِنفسِهِ
والتلذُذِ بِعَذاباتِهِ
الذاتُ ألتي تُعاني وتُعاني
على مرّ العصور
تَنزَع جلدَها المتيبس
آن الآوان لوضع خاتِمَتُها

الا تسمعينَ أصوات زلازل
وانهيارات جليدية
إذ لايزال وجه الأرض مليء ببثورِ حَب الشباب!
الا تَسمعينَ تَشقُقَات بَشَرتها في النوم
جارِفتنا بتاراتِها
كاشفة ًَعن تجاعيد ٍِلعجوز ٍِمُتصابيةٍِ
التهمت دُهورها!
الاتَرينَ مشاهدَ حيةٍِ لِحُروب ٍِدَموية ٍِ طاحنة
تَصبغ قاراتَنا البيضاء
وصرخاتُ إستغاثة ٍِفي كُل ِمكان
لمْ نَعد نسمَعَها من جلبة ِالأصوات العالية .

خَمّن ِكابوسَ عالمنا هذا
الذي يَغرِقُنا بظلماتهِ
نسمع تأوهات تَنفسهِ العميق
يَرفع أمامَنا جبال خضراء
ومنحدرات قاسية مستمرة بالدوران
نَرى فيها انتحار أيامَنا
مع ذلك تبدو المشاهد طبيعية تماماً .

نَزحَف على خيوط ِخَوفُنا
كاتمين الأنفاس
مثل حَشرَة ٍِمتيبسةٍِ على عَين ِ النّهار
مُلتصقين بالحياة ِ
وغارقين في كهوفها الرطبة
باحثين عن المعنى
وكطائرٍِ يَترك ظلاله المتقلبة في الهواء
يبدو كخط متمردٍِ على نفسِهِ
ثُمَّ يَتَحول الى نقطةٍِ
ثُمَّ يَستَحيل الى نهاية ٍِمُدببة ٍِلسكين
تَسقط بقوةٍِ على جسد الأنهار .

جَسَدٌ يَتَقمص ظِلالَه في المُنحدرات
لامحالة في طَريقِه ِالى الهاويه
على ألرَغمّ ِمِنْ إنَّ المشاهدَ
خاليةَ ٌ مِنْ العنف

ضَعي يدكِ على جَسَدي
لتهدئة سرعة ِ الدَمّ المتدفق في العروق
لِتجعَلي عَجلاتَ القطارِ المسرعةِ
أنْ لا تَتَجاوز حاجز الصوت
كانت أنامِلُُكِ الجميلةُ
أناملُ المايسترو التي تَقود
صَخَبُ آلات الضربِ العنيفةِ
والأبواق للاهثة بِحسم المَعرَكة
بِخاتِمةٍِ دراماتيكية


لقد تَجاوزنا لُغةِ الكلام
الى لغُةِ اللبواتِ الجَريحَةِ
وصَرخات ألمُها داخل الأقفاص
لغُةِ أصوات المَناشيرِ الكهربائيةِ
وألسنتَها الحادَّة
المُلتفه على أجساد ألأشجار
لغُةِ الحَفاراتِ العملاقةِ التي تُزيل الحَصى
المُتجمع في كلى الجبال
وقَسطَرة شراينَها بمد شبكات ٍِجديدة ٍِللأنفاق
لغُةِ الأجهزةِ ذاتّ الأصواتِ الحادة
التي تُصيب الدَماغ بالروماتزم
لغُةِ المُحرِكاتِ الهادرة
التي تَكنس صَحراء كامله
وتَكشف صَلع الأرض
وشَعرَها الآخِذِ بالسقوط
لغُةِ الكونكورد التي يَتمددّ
جَسَدها السابح 22 سنتمتر
وحين تَهبط تُحطم نوافذ َمَدينَةٍِ كاملةٍِ
تُليق بِهكذا عَصر
لغُةِ الرادارات العَمياء التي تَبصر مالانراه
لغُةِ الاقمار الاصطِناعيةِ التي تُرسَل
للتَجسُس على الله والأستِماع
الى دقاتِ قلبهِ في الظلام

لقد انتَهى زَمن سُعاة البَريد
بِحقائِبهم المَليئةِ بالأحلام

لَقَدّ تَجاوزنا فعل الحَواس
ونَحنُ نَعبرّ فَوقَ أجمل أشيائنا
دونَ أدنى أهتمام مَزهوين بالتَفوق ِ
وطائرين على خيوطِ الالكترون المُكهربة
ماذا حَدث؟
الكُلّ مسرعون على صحونهم الطائرة
يشربون الكوكولا
وأكثر وحدةٍِ مِنْ ذي قبل
ذقوننا تكبر
وعيوننا تَشيخ
سجينين نظراتُنا في الأعالي
نَلتَهم سندويشات سنَواتنا المسرعة
في رِحلةِ بَحث ٍِمضنية ٍِ
عن ماذا؟
أهكذا كُنا نُريد أنْ نَحياها!
وبهَذِهِ الطَرِيقه ؟

35

ومثل دَفترٍِ مَفتوح
كانَّ الليلُ يكتب فينا أسرارِه
يَفتح حَديقةَ سحرِهِ المليئةِ بالنجوم
ويَنشر أريجَ ورودِهِ الأبديةِ في الأثير
حَيثُ ألأفكار المُجنحة وغيمات الأحلام
إذ لا وجودَ لِبداية ٍِأو نِهاية ٍِ
فقط مشاهد أزلية للسعادة.

مالمو السويد 2002


الهامش
1نيفستا: تعني باللغه الروسيه خطيبتي.















#نجم_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم محسن - نباح على القمر