أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شذى الجبوري - الاطباء العراقيون في بريطانيا والحرب على الارهاب















المزيد.....

الاطباء العراقيون في بريطانيا والحرب على الارهاب


شذى الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 03:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكثر من مليون شخص من اصل عراقي ومن مختلف الطوائف الدينية والعرقية يعيش في بريطانيا ومعظمهم يعيشون في مدينة "ايلينغ" غرب لندن. وتعتبر الجالية العراقية في بريطانية من من اكبر الجاليات العربية وهي تحتوي على نسبة كبيرة من المثقفين حسب احصائيات نشرت حديثا". أذ ان اكثر من 3800 طبيب عراقي يعيش في لندن فقط ، وهم يعملون في المستشفيات والعيادات. أن مجموع الاطباء العراقيين هناك قد بلغ حوالي 5000. ومن بين الاطباء الذين ينحدرون من اصول عراقية ويقيمون في بريطانيا هو الجراح اللامع البارون دارزي والذي اسمه الحقيقي ارا وارتيكيس تاريزيان الذي ولد في بغداد عام 1966 ورحل الى ايرلندا ليستقر أخيرا في بريطانيا. لقد هرب عدد من الاطباء العراقيين من العراق في فترة حكم صدام حسين ولكن العدد الاكبر منهم غادر العراق بعد احتلال 2003 لانهم اصبحوا هدفا للعصابات الاجرامية. وحسب تقارير صدرت من نقابة الاطباء العراقية فأن أكثر من 500 طبيب عراقي قد اغتيل واكثر من 7000 قد أجبر على مغادرة العراق بعد استلامه تهديدات بالقتل. أن نقص المستلزمات الطبية والادوية بالاضافة الى نقص المناهج والمصادر الطبية في عراق اليوم جعلت حياة هؤلاء الاطباء صعبة جدا .وهم يتطلعون الى التغيير وكانوا يتوقعون ان الحياة ممكن ان تتحسن بعد سقوط نظام صدام ولكن للأسف فقد خابت توقعاتهم. أن الكثير من الارواح تزهق وبشكل يومي بسبب نقص الادوية والمستلزمات الطبية اللازمة. وكانت لندن ومازالت مركز اجتذاب الاطباء العراقيين فقد زارها قبل شهور مجموعة من الاطباء العراقيين للتدريب تحت أشراف وزارة الصحة البريطانية و من مختلف الاختصاصات. وبحسب مجلس الطب البريطاني أن حوالي 1900 طبيب عراقي مسجل في وزارة الصحة في بريطانيا و هم يعملون في مستشفيات حكومية أو عيادات خاصة في جميع انحاء بريطانيا. ولكن هناك اعداد كبيرة من الاطباء من مختلف أرجاء العالم يأتون الى بريطانيا طلبا للجوء ولا يسمح لهم العمل في هذا البلد. وحسب وكالة الاذاعة البريطانية "البي بي سي" أن حوالي 770 طبيب لاجئ يعيش في بريطانيا، وان 30% منهم هم من عراقيين. لقد هرب معظم الاطباء العراقيين من العراق بعد الاحتلال الامريكي في 2003 بسبب تدهور الوضع الامني وبسبب عمليات استهدافهم. أن على جميع الاطباء الذي يأتون من خارج بريطانيا أجراء أختبارات لمعرفة مؤهلاتهم الطبية ومستوى ألمامهم باللغة الانكليزية قبل السماح لهم بستجيل أسمائهم في وزارة الصحة البريطانية التي لديها نقص حاد في عدد الاطباء. وبسبب صعوبة هذه الاختبارات فأن نادرا ما ينجح هؤلاء الأطباءفي هذه الاختبارات في المرة الاولى. ونتيجة لذلك اصبح اعداد الاطباء العراقيين الذين لا يستطيعون العمل في بريطانيا في تزايد وهم يعشون على المساعدات الحكومية بالرغم من امتلاكهم كفاءات عالية تحتاجها وزارة الصحة البريطانية. وبعد فشل الهجومين الارهابين على مطار كلاسكو و وسط لندن في بريطانيا في حزيران 2007 أخذ القلق في بريطانيا يتزايد حول وجود الاطباء المسلمين الذين يعملون في البلد وخاصة العراقيين منهم لأن المشتبه الاول هو طبيب عراقي الجنسية. فقد ولد بلال طلال عبد الله ،المتهم الاول في الهجومين، في بكنكهامشاير وهي المدينة التي كان يعمل فيها والده وهو طبيب ايضا. فقد اكمل بلال دراسة الطب في بغداد عام 2006. وقيل ان الذي دفع بلال لأرتكاب مثل هذا الفعل هو الانتقام للدمار الذي وقع على العراق من قبل الاحتلال الامريكي-البريطاني في 2003. وقد حكم على بلال بالسجن المؤبد في 2008. وقد شجب الدكتور عادل محسن المفتش العام لوزارة الصحة العراقية الهجومين في ذلك الوقت رافضا ان بلال طلال عبد الله يمثل الاطباء العراقيين المقيمين في الخارج. وفي مقابلة معه مع اذاعة "سوا" قال محسن " نحن نشجب هذه الافعال البربرية و هذا الطبيب لا يمثل الاطباء العراقيين. أن هناك أكثر من 3000 طبيب عراقي يقيم في بريطانيا ومعظمهم لديهم اطفالا ولدوا هناك وهم يعملون في مناطق قريبة من محل سكناهم . ليس لدى وزارة الصحة العراقية أي علاقة مع هذا الطبيب ونحن لا نعرفه. وربما يكون من الاطباء الجدد لأنه غير معروف في الوسط الطبي. وكل الذي نعرفه انه هاجر الى بريطانيا قبل سبعة سنوات طالبا اللجوء السياسي." وقد عبر الاطباء العراقيين في بريطانيا عن غضبهم لان زميل لهم قد تورط في الهجومين الفاشلين في لندن و كلاسكو وكانوا يخشون ان يؤدي ذلك الى رد انتقامي ضدهم الاسأة الى سمعتهم. فراس وهو طبيب عراقي تعرفت عليه في بغداد عام 2006 قد هاجر الى بريطانيا قبل سنتين وهو الان يعمل ويدرس في لندن. وينحدر فراس من أسرة عربية سنية تعيش في الموصل في شمال العراق وهي من العائلات المحترمة وجميع افرادها حصلوا على مؤهلات علمية عالية. وكان لدى فراس عيادة صغيرة في بغداد ويعمل في نفس الوقت في مستشفى الكاظمية في شمال بغداد. وقد شهد فارس عمليات النهب التي وقعت على المستشفى من قبل غوغاء وسراق خلال الايام الاولى من احتلال العراق في 2003 ومن ثم سيطرة مليشيا جيش المهدي التابع الى رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وقد قام افراد جيش المهدي بتهديد فراس لكي يترك العمل في المستشفى لانه من الطائفة السنية ولكن فراس أستمر في عمله في بادئ الامر متحديا تهديد جيش المهدي ولكنه بعد نجاته مرتين من الاغتيال على يد تلك الملشيا غادر فراس البلد للأبقاء على حياته. وقد تأثر فراس عندما تم الكشف عن اسم المشتبه الاول في هجومي لندن وكلاسكو قائلا " انني غاضب وأشعر بالأشمئزاز وهو شعور كل الاطباء العراقين الذين اعرفهم في بريطانيا. وكان المفروض على الاطباء المتورطين أن يعالجوا المرضى ومساعدة الناس و ليس قتلهم. وحقيقة أن المشتبه الاول هو طبيب عراقي يغضبني جدا". ونحن الاطباء العراقيون الذين غادرنا البلد بسبب الاحتلال قد عانينا كثيرا في بلدنا وعشنا هناك تحت التهديدات و كنا نقضي معظم اوقاتنا نعالج ضحايا التفجيرات وبشكل يومي. نريد الان أن نعيش بسلام في بريطانيا ولكننا الان قلقون من أن الهجومين الارهابيين في لندن وكلاسكو قد يؤثران على سمعتنا." وعند سؤاله عن موقفة من موافقة الحكومة العراقية السماح للأطباء حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وهل سيدفعه ذلك الى الرجوع الى الوطن قال فراس انه لن يرجع الى العراق لان السلاح لا يحميه من المليشيات والعصابات الاجرامية التي قتلت المئات من الاطباء ولم يتم تقديمهم الى العدالة. أحمد هو ايضا طبيب عراقي يعمل في مستشفى في ليفربول في شمال بريطانياو قد غادر العراق بسبب التضييق والحصار الذي عاشه العراق في ظل النظام السابق. وقد علق على الحادثين وتأثيرهما على وضع الاطباء العراقيين المقيمين في بريطانيا قائلا انهما سيؤثران على صورة الاطباء العراقيين الذين غادروا العراق بسبب الاوضاع التي عانوا منها قبل الاحتلال وخاصة بسبب العنف والتدهور الامني بعد الاحتلال . وقال " انني لا زلت لا افهم كيف ان أطباء يتوجب عليهم انقاذ ارواح الناس ان يرتكبوا مثل تلك الأفعال المشينة والأجرامية. ان اشتراك بريطانيا في الحرب على العراق لا يبرر هذا الارهاب وعمليات القتل العشوائية ضد ناس أبرياء. ان الارهابيون قد نقضوا القسم و جلبوا العار لجالياتهم وللاسلام على العموم. انني لا الوم الناس هنا اذا تعاملوا معنا بشكل مختلف او اذا قامت الشرطة بطرج الاسئلة علينا. ولكنني أرجوا ان يدركوا ان بلال عبد الله لا يمثل الاطباء العراقيين المقيميين في بريطانيا." أن الكثير من الاطباء العراقيين المقميين في بريطانيا لا يشعرون بالارتياح لكونهم يتمتعون بحياة أفضل بينما حياة ابناء جلدتهم في بلدهم العراق مهددةبشكل مستمر ويعانون من نقص حاد في الادوية والمستلزمات الطبية في بلد يختنق بالمصابين والمرضى. وبعضهم يتمنى ان يتحسن الوضع الامني في الوطن لكي يعود اليه ولكن بعضهم لا يريد العودة ويفكر بطلب اللجوء في بريطانيا.

شـــــذى الجبوري - باحثة في الشأن العراقي





#شذى_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شذى الجبوري - الاطباء العراقيون في بريطانيا والحرب على الارهاب