أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - النقد المجرد والطريق الى الحقيقة














المزيد.....

النقد المجرد والطريق الى الحقيقة


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 18:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من منا لا يمارس النقدَ يومياً لأي شيء يراه أو أي حدثٍ يمرُّ به، من منَّا لا ينقد علانيةً أو في داخله.......
الجميعُ يتفاعلُ مع الأحداثِ الجارية و مع المحيطِ حوله، فيعبّر عن رضاه أو رفضه كلاماً أو فعلاً أو الإثنين معاً. و لعبةُ النقد هامةٌ جداً، خاصةً إنْ صدرتْ من أشخاصٍ لهم ثقلهم الفكري و الثقافي و الاجتماعي لأنّه يُفترضُ بمنْ يُريدُ أنْ يدلي بدلوه في نقدٍ ظاهرةٍ ما أو حدثٍ ما أن يُلمَّ إلماماً كاملاً بالحدث، بحيثُ يكون قادراً على تشريح الحدث و معرفة كلّ جوانبه و بالتالي عند إطلاقِ الحكمِ النقديّ عليه يكون أقربَ إلى الحقيقة. و مادمنا جميعاً نطلبُ و ننشدُ الحقيقة فعلينا أنْ نتعقبها و نركضَ وراءها حتى و إنْ كانَ ذلك ليس في صالحِنا. فالحقيقةُ شيءٌ مجرَّد لا يعرفُ العاطفةَ والانتماء، لا يعرفُ الصداقةَ و المحبةَ و الكره. هي شيء قائم بذاته، علينا أن نحبه و نطلبه لأنها تعني العدالة... حياتنا أصبحت مليئة بسجالات النقاش و النقد،وأحيانا كثيرة تجد البعض يرفض فكرتك المدعومة بالوثائق الدامغة والمثبتة في كتبه دون أن يلتفت الى الاثباتات التي تقدمها وكأنه يريد الكلام لمجرد الكلام ولا يريد أن يفند الدلائل المقدمة وهنا نصل الى حوار الطرشان .وكثير منا ينتقد منحازا الى رأي قبل أن يسمع الرأي الآخر ويتعرف عليه . بل نسمع لمفكرين كبار في ساحة الفكر يبحثون في قضية ما. فنجد الاختلاف كبيراً بينهم.بل أحيانا نجد و كأنهم من كواكب مختلفة. لماذا الاختلاف ما دامت الحقيقة واحدة ؟ لماذا الاختلاف ما دامت أسس النقد واحدة..؟ أعتقد أن الكثيرين ممن يمارسون النقد يحملون مسبقاً توجهات ثابتة (عاطفية) فيصعب عليهم أن يقولوا سلباً تجاه ما يحبون و يتمنون، و هنا تكمن نقطة الضعف. فالناقد عليه أن يتجرد من عاطفته كلياًّ عند نقده لحدث ما، عليه أن ينسى أن له صلة بالشيء الذي ينقده و إن كان يتمنى عكس هذا الواقع. فالمنطق السليم في فهم الأحداث: هو أن نتجرد تجرداً مطلقاً بعيداً عن أي ارتباطٍ أو انتماءٍ و ننظر إلى الحدث بهذا الشكل المتجرد و نبحث في جوانبه و نقرأ عنه في حالة التجرد المطلقة، و عندما نبدي الرأي النقدي فنكون أقرب إلى الحكم العادل. و هذا الموقف المطلوب من النقاد (المفكرين و المثقفين) مطلوب أيضاً من ألآخرين.مطلوب من كل شخص يشارك في حوار ,والتاريخ علمنا أن الأحكام العاطفية أقرب الى الخطأ منها الى الصواب . فعلى الجميع أن يتعلموا ألا يحكموا على الأشياء من منطلقات عاطفية حتى وإن كان الحكم ضدهم، فالقوة هي أن نعترف بالخطأ جهارا
ونعمل على إصلاحه وأن نعترف للآخر بحقّه، فليس عيبا أو مشينا أن نخطئ فالكل يخطئ، ولكن العيب أن لا نرى العيب فينا فنصمُّ الآذان ونغلق العيون ونكبل الفكر، فلا نعود نميّز ما بين الأشياء...الحياة تحتاج إلى رؤية واضحة وثاقبة، واهم مقومات الرؤية الواضحة الثاقبة:
أن نتحكم بالعواطف فلا نتركها تتحكم بنا ، و تجبرنا على اتخاذ قرارات لا تجلب إلا الضرر و الأذى لنا . جميعنا يحلم و يحلم أن يحصل على أشياء كثيرة في هذه الحياة، و لكن الأمنيات لن تتحول بقدرة قادر إلى حقيقة ملموسة لمجرد أن حلمنا بها، بل تحتاج الأحلام: إلى رؤية علمية منطقية تقترن بعمل مدروس هادى و مثابر .تحتاج إلى فكر قوي يميز الخطأ من الصواب و يعلم ما هو المفيد و ما هو الأكثر إفادة. فجميع الأمم حالياً تستفيد من مقومات الحياة و فعالياتها و لكن بدرجات متفاوتة تفاوتاً هائلاً. إذاً أن نستفيد شيء جميل و لكن غير كاف على الإطلاق لأن غيرنا يستثمر الاستفادة المطلقة و بالتالي التقدم الأكثر لدرجة نبدو و كأننا في عالم آخر، فسباق الحياة محمو م بين ألأمم و علينا أن نبحث عن ترتيب لنا متقدم في هذا السباق. فلنقرأ التاريخ بمنطق متجرد و لنقرأ الأحداث بنفس المنطق، لنقرأ أنفسنا من الداخل و نقرأ الآخر قراءة المتجرد الباحث عن الحقيقة، عندها فقط سوف نقترب من الحقيقة التي هي ضالة البشرية. إن سلم التطور الفكري للبشر يقاس بدرجة التجرد لدى البشر، لأن المنطق المتجرد يبحث عن الحقيقة و يتقبلها و هنا المنطلق للنجاح، فإذا ما اقترن هذا المنطق بالعمل و الجد و المثابرة، انطلق المجتمع في طريق التطور و الإبداع.
والطامة الكبرى أن تتحول أمة بعينها الى حالة من الانقياد العاطفي في تحليل الأحداث والوقائع.وبدلا من النظرة المجردة ننساق وراء العاطفة ونحكم بموجبها وهذا يعني توقف العقل عن العمل,وهو أهم نعمة نمتلكها.فتصبح جميع أحكامنا مسبقة ولا حاجة لدراسة الأسباب وتحليل الظواهر وفهمها.لأن اجاباتنا جاهزة في رؤوسنا وغالبا اجابة واحدة لكل التساؤلات....
فكل مصائبنا من الاستعمار(أمريكا والصهيونية)
وكل أمراضنا من الاستعمار
وكل تخلفنا من الاستعمار
وكل خلافاتنا يذكيها الاستعمار
وكل فقرنا من الاستعمار
وأرضنا مقدسة
ونحن خير أمة ولا أحد يعلم كيف ولماذا
غزونا العالم فسمينا ذلك فتوحات لنشر المحبة بالسيف وقتلنا وما زلنا نقتل باسم الله
نرى تاريخنا المملوء بالقتل والغزو وسفك الدماء، نراه جميلا..كيف؟؟ فقط نراه جميلا لأننا نحب أن نراه جميلا ...
هذا المنطق العاطفي هو سبب محنتنا مع أنفسنا ومع الآخر.لقد عصب عيوننا وجعلنا لا نرى الحقيقة,فعقولنا تحتاج الى برمجة جديدة ولغة جديدة توصلنا الى الحقيقة والحقيقة فقط ....
نحتاج الى برمجة جديدة ترينا الجميل جميلا والقبيح قبيحا دون مواربة أو خجل لأنه عندها نستطيع أن نحتفظ بالجميل ونلفظ القبيح ونصلح الخطأ .لايمكن أن نخطوا خطوة واحدة الى الأمام إن لم نر الأخطاء ونصلحها ونتعلم منها كي لانكررها .هذا هو الطريق الى التقدم :معرفة الذات ومعرفة الآخر...



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالطفولة نبني الوطن أونهدمه
- بناء الانسان هو لبنة بناء الأوطان
- هل تؤمن الدولة العربية بالدستور
- الواقع والدين


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عهد صوفان - النقد المجرد والطريق الى الحقيقة