أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - روست كورد - هذيان تركيا















المزيد.....

هذيان تركيا


روست كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2816 - 2009 / 10 / 31 - 12:29
المحور: القضية الكردية
    


مع مرور الدهر على بني الإنسان و تقدمه في العمر و وصوله إلى أرذله يبدأ بالهذيان نتيجة اختلال فسيولوجية وبيولوجيا وبحكم كون الدولة مكوّنة من مجتمع بشري فإنه يتغلب على الدولة صفة الحيوية .ككائن عضوي. و بشكل أدق، وعندما نقوم بدراسة دولة تركيا من جميع جوانبه ونتعمق في سياستها و الإستراتجية التي تخطط لدى خبرائها الاستراتجيين ولا سيما المتعلقة في مكافحة حزب العمال الكردستاني، فإننا نتأكد بان دولة تركيا أصبحت عجوز طاعنة في العمر ومنهكة القوى بسبب هذه السنين المضنية من الهزائم و التململ الداخلي و الفشل الخارجي، فكل هذه العوامل تفاعلت متحدةً في الإسراع بجنون وهذيان دولة تركيا.
التاريخ و الأحداث شاهدة وخير دليل على اختلال الوظائف الحيوية للدولة الشوفينية. فبعد ان أقرّت بهزيمتها في القضاء على حزب العمال الكردستاني و الاضطرار للدخول معه في مناقشات و مفوضاتٍ مباشرة تخرج الآن علينا لتندد بالاحتفالات الكردية و تعتبرها استفزازاً لهزائمها و تحرشاً بخطوطها الحمر. تركيا تعد اكبر دولة فاشلة و مهووسة في المنطقة ودليل على ذلك عودة أبنائنا منتصرين إلى تركيا من الجبال التي لقنت السلطة في تركيا دروساً و أذاقها مرّ الهزيمة و أثبت لها الحرية الكردية. أن احد أهم أسباب هزيمة تركيا وفشل جميع استراتجياتها ضد الثورة الكردستانية ترجع إلى النفسية البغيضة لدى الإنسان تركي الذي نهل الشوفينية و الاستعلاء و معاداة بقية الأمم مع حليب أمهاتهم.
فأي إستراتجية عندما يتم رسمها ز الإقرار بها من قِبل الحكومة تأخذ دراسة الموضوع المزمع مناقشتها الأولوية في التخطيط، ولكن بحالة دولة وحكومة بغيضة مثل تركيا فان آلية اتخاذ أي خطة أو إستراتجية مراد تطبيقها على الشعب الكردي لا يأخذ دراسة قضية الشعب الكردي أي أهمية لدى صانع القرار؛ لان دراسة قضية الشعب الكردي يعني بأن لديهم وجود و تواجد و أهمية في تركيا ونتيجة لهذا البغض و الحقد التركي على الشعب الكردي تجعل من تصريحات و استراتجيات تركيا مهزلة ونكتة سياسية تتلاعب بها الدول الأوروبية و أميركا لخدمة مصالحهم.
فشلٌ بعد فشل وهزيمة تلو هزيمة، فأول شيء قامت بها تركيا في أول أيام انطلاقة الثورة الكردية، أي أول إستراتجيتها المتبعة ضد حزب العمال كردستاني كانت الكتالي:
الإستراتجية الأولى: ضرب الثورة الكردية بأيدي أبناء جلدتها الأكراد.فهذه الإستراتيجية تعتبر أول خطة إستراتيجية للقضاء على حزب العمال الكردستاني و هي من ابخس الاستراتيجيات المتبعة، فكان الهدف منها ضرب عناصر حزب العمال كردستاني بتجنيد أبناء الأكراد في تركيا من الشباب و الشابات العملاء بغية القضاء على الطرفين و لكن إستراتيجيتهم مُنيت بالفشل. فالشباب الذين تم تجنيدهم فروا من الجيش التركي و انضموا إلى صفوف الكريلا مما اكسب الحزب قوة بشرية اكبر وانقلب السحر على الساحر.
الإستراتيجية الثانية:دفع الأحزاب الكردية إلى محاربة (PKK) :و تتمثل هذه الإستراتيجية في الاعتماد على الأحزاب الكردية في العراق و إيران عبر تقديم المساعدات و الحماية لهذه الأحزاب لتحريضها و تحريكها ضد الكريلا. فبعد حروب الأخوة بين الأحزاب الكردية خرجت هذه الأخيرة أقوى من سابقاتها فقد حصلت على أسلحة و معدات عسكرية متطورة من تركيا دون أن تتسبب في انهيار هذه الأحزاب و من جهة أخرى اكتسب حزب العمال الكردستاني شعبية واسعة و عزيمة كبيرة للسير قدما في كفاحه و أدت إلى زيادة نسبة الشباب الذين التحقوا بحزب العمال الكردستاني من الأجزاء الأخرى من كردستان و بالأخص من الجنوب. بعد أن أدركت تركيا وخامة الخطأ الذي وقعت فيها و فشل خططها السابقة ، عمدت تركيا إلى استراتيجيات جديدة وهي :
الإستراتيجية الثالثة : وهي اسر زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان بهدف ضرب رأس الثورة الكردستانية و فصل الرأس عن الجسد. ولم يكن في بال السياسيين الأتراك و القائمين على اتخاذ القرارات بان هذه الإستراتيجية قد تصدأت و عفا عليها الزمن، ولم يأخذوا في الحسبان بان الكفاح سوف يستمر وان كل كردي هو بحد ذاته عبد الله اوجلان، وعلى الرغم من ذلك أقدمت على هذه الخطوة و المتمثلة في خطف زعيم الحزب. لقد كان اعتقال أوجلان بمثابة إنزال قرار الموت لتركيا، حيث هبّ الشعب الكردي في كل دول العالم ينددون ويحاربون السياسة التركية و أدت هذه الخطوة إلى زيادة الاهتمام العالمي بالقضية الكردية و انضمام أعداد هائلة من الشباب الأكراد إلى صفوف الثورة و إدامة النضال بشكل أقوى و أعظم.
الإستراتيجية الرابعة: وهي شن حملات عسكرية ومحاربة الثورة إعلاميا. فعلى الصعيد العسكري قامت بشن حملات كبيرة و مستمرة و متزامنة في نفس الوقت بغية السيطرة على مواقع حزب العمال الكردستاني و دفعهم إلى داخل الحدود العراقية لإدخال العراق إلى الصراع كطرف لها في حربها مع (PKK)، لكن بعد سنين من المعارك الشرسة حافظ الحزب على موقعه و تكبد الجيش التركي خسائر فادحة في الأرواح و العتاد و أمام هزيمتها لجأت إلى محاربة الحزب إعلاميا و تشويه سمعته دولياً. و توصلت لدى الدول الأوربية و الولايات المتحدة لإدراج اسم الحزب في قائمة ما يسمى بـ (الإرهاب) أملاً في حشد دولي ضد الحركة الكردستانية، لكن و بعد كل هذه السنين رضخت تركيا و باقي الدول للأمر الواقع و اعترفوا بحزب العمال الكردستاني كمقاومة شعبية كردستانية.
ولكنها أي تركيا، لا تستطيع أن تقاوم هستيريتها و روحها الطغيانية المريضة و تقوم الآن بتطبيق سياسات جديدة و التي لا يخفى على احد فشلها مسبقاً في الكثير من التجارب الماضية، فهي تمتنع الاعتراف بالحقوق الكردية و ضرورة التحاور مع الحزب بشكلٍ مباشر و كذلك تنكر للتواجد القوي للكريلا من غربي كردستان و شرقيها و تتوهم بأن المشكلة تكمن في العفو عن الكوادر الذين من شمالي الوطن فحسب، رغبةً منها في أن تطوي تقلص مطالب الأكراد بحقوقهم و إنزالها إلى أدنى مستوياتها و كذلك تتعمد في بث الانشقاق و الانقسامات في صفوف المقاومة، و هي بالطبع سياسة فاشلة و عقيمة و بعيدة عن الواقع لان مبادئ الحركة الكردية الثورية تنص على إقامة الكونفدرالية الكردستانية الحرة بأجزائها الأربعة. فحركة (PKK) هي حركة وطنية شاملة، فعلى الرغم من أنها تأسست في دياربكر إلا أن الانطلاقة الوطنية و النضالية الأولى لها قد كانت في غربي كردستان و بالتحديد في مدينة كوباني و و من ثم المدن الأخرى مثل عفرين و قامشلو و باتت الآن حركة يمتد ساحة نضالها الفعلي من عفرين إلى ديرسيم و من آكري إلى هورامان.
إن أرادت تركيا صياغة سياسة جديدة فعليها أن تأخذ بعين الاعتبار مطالب الشعب الكردي و أن تعرف بإن كل كردي هو أوجلان وان كل ذرة من تراب كردستان هي جزء و ساحة ساخنة للنضال و الكفاح و بأن الشعب الكردي لن يتحارب بعد الآن و لن يقبل الوصاية الخارجية و أملاءات الدول الاستعمارية و على تركيا أن لا تتهيج و أن لا تهذي بأمجاد كاذبة و خرافات تاريخية عن تفوق العرق التركي و دونية الأمم الأخرى.
و على تركيا أن تعي جيداً بأن عدم تماشيها مع الحقائق الواقعية يسرّع من انجرافها نحو حافة القبر و الهاوية التي يقع فيها كل من لم يبقى له سبب في التواجد على وجه المعمورة.






#روست_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفزاز القاتل
- المجتمع السياسي
- صعود وسقوط الدول


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - روست كورد - هذيان تركيا