أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أغيلاس أمازيغ - تخلف المغارب من منظور مختلف














المزيد.....

تخلف المغارب من منظور مختلف


أغيلاس أمازيغ

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 18:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعاني المغارب ، من أزمة مستشرية على كافة الأصعدة .وقد اعتنى الباحثون بعلل ومسببات تلك الأزمة ، إلا أنهم يبدون إصرارا غريبا على إعفاء الإسلام من مسؤولية الانحباس الحضاري للمغارب منذ قرون . وقد وجد البعض في المالكية المطعمة بالأشعرية ، خير ضمانة للأصالة والعتاقة والنبوغ المغاربي .
إن اعفاء المعتقد الإيماني من مسؤولية التخلف الحضاري للمغارب ، أمر يصدر عن فكر تقليدي إيديولوجي ، يكتفي بالجزيئات ويعجز لأسباب نفسية أو سوسيولوجية أو معرفية عن إعادة النظر في الأبنية المؤسسة لتلك الجزئيات .و لا عبرة بالتماس الحل ، في التأويل أو في تطعيم الإسلام المغاربي بعناصر فكرية أو طرائق منهجية مستعارة من المذاهب الفقهية أو من المدارس الكلامية أو من المقابسات الصوفية كما يعتقد البعض .إن للتأويل حدودا ، وللاستعارة مجالا ، لا تتعداه ؛ وحجم الاحتباس يقتضي الحفر عميقا في الجسد الفكري المغاربي ، وتفكيك الإسلام نفسه بما هو نص وتاريخ وثقافية .
فلا بد للمغارب من الخروج من التناوب الدوري على مصائره بين الصوفية والسلفية .فالسلفية لا تتقن إلا العنف البلاغي والمادي ،أما الصوفية فتبرع في تصريف العنف إلى عمق الشخص البشري .إن الأسلمة تعني اللاانسنة ، أي إخراج الإنسان من نطاق إنسانيته وإنسيته ، وإغراقه في محيط طقوسي شعائري وفي تمثلات أسطورية متكاثرة على الدوام ....كما تعني إبطال مفعول الثقافة لتصير الفرد أداة طيعة عبر الترويض الطقوسي والشعائري .
فالإسلام المغاربي يعني ما يلي :
1- الابتعاد عن أي تدبر عقلاني للأشياء ،
2- التسليم المطلق بأفكار ومعتقدات بدون تمحيص ولا تعليل ولا تحقيق ،
3- الانشغال بالطقوس والشعائر والقياميات والابتعاد عن العالم وعن معقولية الكون والفعل البشري ،
4- الاكتفاء بمسلمات فقهية وكلامية ومحاكمة الأشياء استنادا عليها رغم افتقارها إلى أدنى مقومات العقلانية ،
5- الابتعاد عن ثقافة البذل والتحقيق والتمحيص والتدقيق والنقد والتساؤل والنقض والتجاوز ،
6- التعامل البراغماتي مع المستجدات وتقديس كل ما يمت بصلة إلى الماضي المؤسطر والى أبأس ما أنتجه الشرق الأوسط من عقائد وإيديولوجيات ....

ولهذا ، فلا يكاد المغاربي يفتخر بشي خارج المساجد والزوايا والمدارس العتيقة والمقابر ...لأنه استقال من الفعل الثقافي والحضاري منذ قرون ، واكتفى باجترار بنية عقدية عقيمة ، فكريا وأخلاقيا ... فتعويض المسرح الروماني ، بالمسجد الإسلامي ، إشارة إلى ارتقاء معكوس في مسار الحضارة ، ودليل على تطور منكوس في الحسابات الانسانية !
تعيش المغارب إذن ، وضعا استلابيا مزمنا ، ونواما لا هوتيا قاتلا ، بسبب سيطرة اللاهوت والطقوسية والقبورية على النفوس وعلى الأذهان ، وبفعل الغياب الكلي ، للفعالية التحريرية للعقل .فمن اللافت للنظر ، أن الوضعية التخومية للمغارب ، لم تساعدها على مقاومة سلطة اللاهوت والمؤسسات الأرثوذكسية وعلى امتصاص طهرانية الفكرية الإيمانية .أليس غريبا أن تتحول ارض عرفت التقاليد الفكرية الرومانية واليونانية واليهودية والمسيحية ، إلى الأحادية الثقافية والعقدية والى الفكرية الغيبية المعتاشة على الفكر المشرقي الخامد والمتكلس ، روحيا وعقديا ؟ أليس غريبا ، أن تعيش المغارب وضعية الاستهلاك والاجترار للمواد العقدية المشرقية ، وهي المتاخمة للعالم الثقافي اللاتيني – اليوناني والعالم العقدي والثقافي المسيحي ؟كيف استطاع النموذج العقدي المرابطي – الموحدي – المريني ، تحييد المؤثرات الفكرية والأخلاقية ، اليونانية والرومانية والمسيحية ؟ كيف غابت ذكرى القديس تارتوليان والقديس اوغسطينوس والقديس دوناتوس ، لينفرد الفقهاء والصوفية والمتكلمون الأشاعرة بصياغة الوجدان المغاربي وكأنه صفحة بيضاء ثقافيا ؟
لقد برع الإسلام المؤسسي ، في استعمال الأرض المحروقة ، عقديا وثقافيا ؛ وقد تمت له السيطرة الثقافية على مجمل الحياة الثقافية بالمغارب .إلا أن هذه السيطرة ، تحمل عوامل هشاشتها في ذاتها ، بدليل الواقع الثقافي والحضاري المتردي للمغارب ، وانتهاء ارتهان مصير المغارب إلى التناوب الدوري عليه بين السلفية المالكية /الأشعرية والصوفية الجنيدية والطرقية إلى عنق الزجاجة .
ليس الأسلمة إلا برهانا على الإفقار الثقافي التاريخي للمغارب ،وعلى الاجتثاث المنظم الموجه للتاريخ الثقافي والعقدي لمنطقة تخومية ، قابلة للاضطلاع بمهام حضارية كبرى في أزمان الاصطدامات الثقافية القاتلة . إلا أن الأسلمة الصعبة والوجود التخومي ، أرغما الإسلام المغاربي ، على اختيار اشد الاختيارات الإسلامية فقرا وإفقارا من الناحية الفكرية والأخلاقية والمعرفية .فلا تكاد تحبل الأرض المغاربية إلا بمالكية فقيرة على أكثر من صعيد و أشعرية منتهية الصلاحية منذ قرون وصوفية ماتزال تطرزالخوارق على هوامش كتب المناقب الكرامية ، وتنأى عن كتابة السطر الأول في كتاب الثقافية الإنسانية .
على المغارب أن تستعيد تاريخها الثقافي القديم ، و أن تجدد صلتها بروح المسرح والدراما والتراجيديا والعمران المدني ، و أن تفكك ميثاق البداوتين : بداوة الإسلام المرابطي / الموحدي / المريني ، وبداوة امازيغية الاستجابة الزناتية .
إن من يتأمل التواريخ العقدية لمختلف الثقافات ، يلاحظ امكان الانقطاع والإنشاء .. الانقطاع عن فكرية منتصرة بحد الغفاوة والبلاغة المخادعة وإنشاء فكرية جديد على مفترق طرق الفكريات الإنسانية !



#أغيلاس_أمازيغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أغيلاس أمازيغ - تخلف المغارب من منظور مختلف