أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عادل التريكي - من يحارب الإسلام؟ ولماذا؟















المزيد.....

من يحارب الإسلام؟ ولماذا؟


محمد عادل التريكي

الحوار المتمدن-العدد: 2812 - 2009 / 10 / 27 - 12:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد أن نشرت موضوعان مهمان في الحياة البشرية على موقع الحوار المتمدن وهما: الإسلام والأديان الأخرى/ الإسلام وحوار الأديان، نزلت علي تعليقات يخجل الإنسان أن يقرأها فبالأحرى أن يسمح بنشرها لما فيها من سب وحقد ضغين للإسلام وأهله، وهذا دليل على الجهل بمعرفة الإسلام وحقائقه وإثباته بالعقل قبل النقل، والخطاب القرآني واسع في هذا المجال لأنه يخاطب أصحاب العقول النيرة لا التي بها أقفال يصعب فتحها. فإن استعصى عليك أمر حول الإسلام فما عليك إلا بقراءة القرآن قراءة متمعنة هادئة خالية من العصبية الجاهلية الأولى، وأي سؤال تطرحه على نفسك سواء كان علميا أو هندسيا أو رياضيا أو طبيا أو فقهيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو......ستجد جوابه إن شاء الله في القرآن نفسه. ومن هنا جاء هذا الموضوع لأرد به على جاحدي القرآن وحاقديه، ويأتي السؤال الهام الضروري: لماذا يحاربون الإسلام ؟ ولماذا تمتد الحرب هذا الامتداد في الأرض والزمن؟!
إن عصابات الإجرام في الأرض ممتدة مع التاريخ البشري, تعبد مصالحها وشهواتها, وتلهث وراء أطماعها في ثروات الشعوب وخيراتها, من أجل هذه المصالح المادية والشهوات المتفجرة تظل تنشر في الأرض الفساد في الخمر والنساء والمال وغير ذلك لتخدر الناس بذلك كله وبغيره مما يتجدد مع الزمن, هذا من ناحية, ومن ناحية أخرى تستغل كل الشعارات المحببة للناس لتغرق في التخدير من ناحية ولتشق بهذه الشعارات الدروب إلى النهب واللصوصية والإجرام, إنها تستغل الدين والعلم والوطنية والقومية والإقليمية والعائلية وكل مظاهر العصبيات الجاهلية والشهوات المادية.
ومع مضي القرون عرفت هذه العصابات كلها أنه لم يظهر في التاريخ البشري من يقف أمام أطماعهم وشهواتهم, وأمام عدوانهم وظلمهم, وأمام نهبهم لخيرات الشعوب وثرواتها, إلا الإسلام الذي جاء به رسل الله وأنبياءه الذين ختموا بمحمد كما جاء لسانا عربيا مبينا, بالمنهاج الرباني – قرآنا وسنة ولغة عربية -.
لقد عرفوا أنهم يستطيعون أن يدخلوا في مساومات مع هؤلاء وهؤلاء, أو في صراع وتنافس على الدنيا, أو في حرب يولي الله سبحانه وتعالى فيها بعض الظالمين بعضا, فينصر من يشاء على حكمة غالبة وقدر ماض, إلا الإسلام الذي جاء من عند الله, وإلا جنوده الصادقون, المؤمنون, الطائفة الظاهرة الماضية في التاريخ البشري الظاهرة بثباتها على الحق, لا يضرها من خالفها حتى تلقى الله صادقة وفية أمينة.
لقد عرفت عصابات الإجرام في التاريخ البشري من خلال خبرتها لقرون طويلة أن هذه الطائفة الظاهرة التي تحمل رسالة نقية صافية كما أنزلت من عند الله, طائفة ثابتة لا تساوم على حق, ماضية لتنشر الحق وتمنع الجريمة والظلم والعدوان, وتنشر الأمن والعدالة والمساواة في الأرض, وتنشر الصلاح والخير, تنشر ذلك كله بتبليغ رسالة الله وتعهد الناس عليها والجهاد في سبيل الله.
لقد عرفت هذه العصابات المجرمة أن هذه الطائفة الظاهرة منصورة بإذن الله, فقد وعدها الله بالنصر, فعرفت بذلك أنها السد المنيع أمام مصالحها وشهواتها, وعرفت كذلك أن هذه الطائفة الظاهرة هي وحدها التي تقف أمامها تصدها عن فسادها وإجرامها, وأما ما سواها فأمره أهون وأيسر.
من هذه الخبرة الطويلة استقر في ذهن هذه العصابات المجرمة أنه لا مناص من الدخول في حرب مع الإسلام وجنوده, وإفساد بعض جنوده وإثارة الفتنة والفرقة بينهم, أو إضعافهم بتخديرهم بالشهوات المجنونة الثائرة, أو بإغلاق منافذ القوة المادية دونهم.
فأصبح هناك قوتان متصارعتان: قوة معتدية ظالمة مجرمة, وقوة ( أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض ):
فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أُترفوا فيه وكانوا مجرمين (هود : 116) .
واستطاع هؤلاء المجرمون أن يجعلوا لهم أتباعا يأتمرون بأمرهم وينصرون ضلالهم وفسادهم, فأصبح هنالك أتباع اتخذوا من دون الله أندادا, وأصبح هناك متبوعون:
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب. إذ تبرأ الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منّا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار  (البقرة : 165-167).
ولنتدبر هذه الآيات الكريمة تعرض لنا صورة الحوار بين التابعين والمتبوعين.
وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآنِ ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يَرجع بعضهم إلى بعض القولَ يقول الذين استُضعفوا للذين استَكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استُضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمينوقال الذين استُضعفوا للذين استَكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نَكفر بالله ونجعل له أندادا وأسَرُّوا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يُجزون إلا ما كانوا يعملون (سبأ: 31-33).
مشاهد مليئة بالحركة والصور يعرضها لنا الله عن الصراع الدائر في الأرض بين الحق والباطل, وفي كل مشهد عبرة ودرس.
من هم هؤلاء الذين يحاربون الإسلام والمسلمين؟! إنهم الكافرون والمشركون أولا, وينضم إليهم المنافقون ثانيا, وينضم إليهم أهل الكتاب ثالثا, وأهل الكتاب يفترض فيهم أن لا يحاربوا الإسلام, ولكنهم عادوا الإسلام حسدا من عند أنفسهم بعد أن تخلوا عن إقامة التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم: قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أُنزل إليكم من ربكم وليزيدنّ كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين (المائدة: 68 ). بهذا التخلي منهم عن إقامة التوراة والإنجيل انضموا بصورة واضحة لصف الكافرين والمنافقين, يلتقون على مصالح ويتفرقون على مصالح, ولكنهم يلتقون على الحرب ضد الإسلام والمكر والكيد بأهله.
وفي واقعنا اليوم نرى كيف أن أهل الكتاب أقاموا دولا علمانية لا تسمح للدين أن يتدخل في شؤون الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع والقضاء والقانون وغير ذلك من ميادين الحياة, وحجزه في داخل الكنائس لا يخرج منها إلا إذا دعت إلى ذلك مصلحة دنيوية, كإقامة حركات التنصير والمستشرقين ليكونوا مقدمة للجيوش المعتدية الزاحفة, ونرى كيف أن مجتمعاتهم جميعها أحلت ما حرم الله في التوراة والإنجيل من زنا وسرقة وعدوان وظلم وفساد في الأرض, ومن خمر ولواط, ومنعوا إقامة حدود الله, فلم يعد يربطهم بالدين إلا شعارات التخدير والاستغلال الظالم والخداع.
إن الذين ينشرون الفتنة والفساد في الأرض, والعدوان والظلم, مهما رفعوا من شعارات الديمقراطية والاشتراكية والنظام العالمي الجديد وحقوق الإنسان ورعاية الأمومة والطفولة وغير ذلك, إن هؤلاء يسميهم القرآن بالمجرمين الظالمين المفسدين المعتدين إلى غير ذلك من الصفات والخصائص.
هؤلاء تذوب بينهم الجنسيات والديانات الأخرى ولو لفترة زمنية على ما يقضي الله لحكمه هو أعلم بها, وابتلاء كتبه الله على بني آدم, هؤلاء يلتقي في تجمعهم حول المصالح الكبرى والغنائم قوميات وجنسيات وديانات متناصرة مختلفة, ولكن لهيب الشهوة للمصالح المادية العليا يذيب تلك العصبيات, خاصة وأن الانتساب إلى الدين يكون بالمظاهر لا بالجوهر والحقائق.
هؤلاء المجرمون لا يخافون من المسلمين المعتدلين في رأيهم, المسلمين الذين يتنازلون عن إسلامهم كما تنازلوا عن دياناتهم, ويحتفظ الجميع بالمظاهر الضرورية لعمليات الاستغلال والتخدير.
هؤلاء يخافون ويفزعون من المسلمين الذين يحملون رسالة الإسلام غضة نظرة كما أُنزلت على محمد بن عبد الله , هؤلاء المؤمنون الصادقون العالمون العاملون هم مصدر فزع المجرمين في الأرض.







#محمد_عادل_التريكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقدم الإسلام للآخر؟
- الإسلام وحوار الأديان
- الإسلام والأديان الأخرى
- إشكالية الإجهاض من الناحية القانونية
- الإسلام السياسي مغالطة علمانية
- الإسلام والغرب
- ابن رشد ومستقبل الثقافة العربية
- تأصيل الحداثة وعصرنة التراث
- المرأة في المجتمع الإسلامي
- أي منظور لمستقبل الهوية في مواجهة تحديات العولمة؟


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عادل التريكي - من يحارب الإسلام؟ ولماذا؟