أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي زكي - متوالية، بين نقل وعقل














المزيد.....

متوالية، بين نقل وعقل


محمد علي زكي

الحوار المتمدن-العدد: 2792 - 2009 / 10 / 7 - 00:05
المحور: الادب والفن
    


أتدري - يا هذا - ما الخَطْب؟
هناك حقل أهلكه الجَدْب
وساحات صارت خلاء
وحَانةٌ لا أثرَ فيها لشُرْب
وأفكارٌ تغدو وتروح
فتعلو بك، تارةً، الصروح
وتفتك بك، تارةً، جروح
وبين النقيضين،
تسعى لتلملم شتات الروح
فتكتشف، آسفاً، أن زمانك صعب
وأن التحليق، عالياً وراء الغيوم، عيب
وأنه كان عليك أن تئد في داخلك الريب
أن تُخْمِد جذوته
أن تلعن أيامه
أن تعلن خنوعك
وتتقرَّب بدموعك
وأن تَقْبَل في العَرض بدور "شِبه الكائن"
وأن ترتحل لتعلن توبتك في أبعد المدائن
وأن تسعى لتدجين فلول العُصاة معك
ولا مانع من أن تنصب لهم الكمائن
ومن أن تمَنِّيهم بما تعج به الخزائن
مما يلمع،
ومما يُحصى..
لمن يرجع
آبياً أن يُقصى
لمن يقول لأمانيه أن ارحلي
لمن يدفنها في أعمق غور
ثم يهيل التراب والعَفَن عليها
متظاهراً بأنه بذلك جِد مسرور.
لمن يقبل الاستتابة
من جُرم جناه بالكتابة
أو مما اقترفته بنات شفتيه.
لمن يقف ذليلاً بباب الكاهن الأعظم،
ذلك الأقوى، الأكثر تجبراً، والأكرم،
فيعلن أمامه التوبة الأخيرة
ويصب على زمان الغيّ اللعنات
ويدعو على رفقاء الضلال الذي فات
بالقيظ،
وبالغيظ،
وبتلك الحيرة التي، من فرط قسوتها، تقتل
.. عقاباً على ما أعْمَلَ وما كان يجب عليه أن يُعْمِل
وانتقاماً من الاجتراء على تحدِّي الأقدار
والمجاهرة بطرح جديد التأويلات والأفكار
أو لِنَقُل: انتقاماً من الاجتراء على مخالفة الأغيار
وعلى التشبُّه بالعُصاة والأشرار
وعلى جموحٍ ما كان يجب أن يكون
وسعي للاطلاع على سِر لا يجلب سوى الجنون
ولانفتاح على عالم آخر، ربما يكون أكثر "حقيقية"،
كان يجب أن يظل رهن السكون
والهدف من ذلك كله:
أن يبقى كل شيء على ما هو عليه،
على ما يرام،
كما أُوُرِثْتَهُ.
ووقتها:
ما كنتَ لتَخْبُر الآلام
وما كنتَ لتُجَرِّئ غيرك على الأحلام
وما كنتَ لتُحْبَس في ذلك الحقل اليابس
ولا تتيه في تلك الساحة الغامضة الخالية
ولا تُنْْسَى في تلك الحانة التي كان يشيع فيها الطرب
ولا تصعد بحَجَرِك ذلك الجبل الشاهق،
ولا ترمق بطرفك البيت السامق،
اللذين لطالما أثارا فضولك وريبتك.
وكان الجو سيبقى أبداً صافياً
والسماء لا تغيم أبداً،
أو هكذا كنتَ ستظن
وما كنتَ ستُجْبَر على أن تصب على كل من خالطتَ اللعنات
ولا أن تزرع، من جديد، سكوناً محل الهمهمات
...
...

إنه خَطْب كبير، كما رأيت..
تعاني منه؟ وفي السابق منه عانيت؟
أم أنك به أبداً ما باليت؟
وماذا عمن يشتكون همومهم منه إليك؟
أتسخر منهم؟
أتظنهم مجانين،
وحفنة من المضلين؟
أم أناساً يعانون الفراغ،
ولديهم عطب بالدماغ؟
أم أنك لم تسمع أبداً بهم،
ولم تكترث أبداً بخَطْبهم؟
أو لعلك، على طريقة الفلاسفة،
لا تعترف بوجود خطبهم أصلاً!
كل هذا لا يهم..
المهم أن تعيش،
تأكل وتشرب وتُخرج الفضلات
تنام لتصحو، وتصحو لتنام
أن تعمل وتكد، وتتكاثر في الأمسيات
وأن تجد في وسط ذلك وقتاً لبعض الأحلام:
أن تحلم بأن تأكل أكثر
وتشرب أكثر
فتخرج فضلات منك أكثر
ثم تنام أكثر
وتجني في الصحو متاعاً أكثر،
ولا يهم بعد ذلك أي شيء..
فمتى تحققت الأحلام،
أو متى لاح لك جديدها،
أو هطلت عليك المكارم من سيدك – في العمل، مثلاً – المجهول،
فلا تصبح بحاجة إلى استمطار المؤن من جديد،،
متى تحقق ذلك كله، أو قدره غير اليسير
لا يتعين عليك أن تنشغل بسواه أبدا
ولا أن تطلب بعد ذلك مددا..
أما الحبلى عقولهم بالترهات
والضاجة ضمائرهم بأفكار تستحضر اللعنات
فدعهم وما يُسوون
وإياك أن تقلِّدهم فيه
كيّ لا يصيبك، ذات يوم، الخَطْب
وتعرف معنى جديداً للكَرب
ما أنت بأهل له
ولا بقادر على تحمّله
أو على استخلاص شيء من خلاله



#محمد_علي_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي زكي - متوالية، بين نقل وعقل