أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .















المزيد.....

قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 04:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المشكله التي تثار حول المسجد الاقصى والصلاة فيه ذات بعد ديني لا وطني . فهي تثار في المناسبات الدينيه
اليهوديه خاصة . ودائما مايخرج علينا شيوخ ديننا من " الاخوان المسلمون " وغيرهم يستصرخون عالمهم الخاص عند كل مناسبه دينيه يهوديه , مالئين اسماعنا بقدسية هذا المسجد وحرمة صلاة اليهود فيه . فهل ثمة من قدسيه حقيقيه له كتلك التي يروج لها هؤلاء الناس ؟
قدسية هذا المسجد تاتي مما جاء في القران في سورة الاسراء المكيه من ان " النبي محمد " قد اسرى اليه وان الله قد بارك حوله , وفي حديث نبوي ان الرحال لا تشد الا لثلاثة مساجد منها هذا المسجد . كما وهناك اكداس من الاحاديث المشكوك في صحتها والتي تدور متونها حول قدسيته كتلك التي تخبرنا ان الصلاة فيه تعدل كذا من الصلوات في غيره او غفران الذنوب لمن صلى فيه .
نزلت سورة الاسراء في مكه عندما كان اهل هذه المدينه يطالبون النبي الجديد بالاتيان ببعض المعجزات كتلك التي امتلكها من سبقوه من الانبياء , ولم يكن في ذلك الوقت قد آمن بالنبي من الناس الا بعدد الاصابع او ربما تجاوزوها بقليل , كما لم يكن احد منهم قد رأى ذلك المسجد من قبل او بالاحرى لم يكن هناك من مسجد , بل كتله من المباني يرى اليهود انها اقيمت على اطلال الهيكل الذي تم تدميره مرتين من قبل وفي حقبات مختلفه من التاريخ . وبعد ان كتبت الصلاه على المسلمين كان هذا الطلل وجهة قبلتهم الاولى في " المدينه " كما كانت ايام صيامهم متوافقه مع ايام صيام اليهود في محاوله للتقرب منهم ودعوتهم لقبول الدين الجديد او على اقل تقدير رفع رايات الهدنه بين الجديد والقديم , وفيما بعد وبعد ان لاقيت دعوة النبي الرفض والتكذيب من رجالات دينهم , تم العدول عن قبلة المسجد الاقصى نحو البيت الحرام في " مكه " مع الابقاء على قدسيته كونه المكان الذي أسرى الله بنبيه اليه وهو الذي بارك الله حوله وعرج النبي منه نحو السماء .... وبكل الاحوال لم يكن للمسلمين حتى ذلك الوقت اي اثر فيه لا من جهة بناءه ولا من جهة التواصل التاريخي معه . وهكذا يصل الى علمنا ان ماهو مقدس حسب سورة " الاسراء " , ليست تلك المباني المشيده الآن كقبة الصخره ومسجد " عمر " وباقي الاروقه والقباب والساحات وغيرها من المنشآت , تلك التي انشأت في ازمان لاحقه ولإعتبارات سياسيه بحته ( كما سنبين ) , بل وعلى نحو دقيق الهيكل الذي بني وجدد على ايدي انبياء متعاقبين من اليهود .
انطلقت جيوش المسلمين من انحاء الجزيره العربيه ولم يكن عددها يتجاوز الثمانون الفا لتغزو وتحتل مناطق شاسعه في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام ومصر والتي كان يقطنها مجتمعه في ذلك الوقت ستة عشر مليونا من البشر من غير العرب . وكان تسليم مفاتيح القدس للخليفه الثاني عام 637 م هو اول عهد العرب المسلمين بهذه المدينه التي كانت قد بنيت قبل هذا التاريخ باكثر من 1600 عام . وكما جاء بالمرويات فان الخليفه الثاني قد ادى صلاته على ارض مكشوفه في واحده من الباحات بعد ان رفض تأديتها في واحده من الكنائس خوفا من ان يضع المسلمون اللاحقون اياديهم عليها ومن ثم تحويلها الى اثر ديني اسلامي , تلك البقعه هي نفسها ( او بقربها ) التي شيد عليها الخليفه الاموي " عبد الملك بن مروان " واتمها من بعده ابنه " الوليد " ما سمي لاحقا بالمسجد العمري او القبلي والذي هو الآن احد آثار المسجد الاقصى الاسلامي . وكما هو معروف فان الحائط الغربي لهذا المسجد كان مشيدا وقائما كأثر قديم حيث اتم البنائون تشييد الحوائط الثلاث الاخرى . ذلك الحائط الغربي هو ما يعرف عند اليهود بحائط المبكى وهو احد آثار الهيكل الثاني كما يعتقدون , وله صفة التقديس عندهم ايضا .
رفض "عبدالله ابن الزبير ابن العوام" , ( وامه ذات النطاقين " أسماء بنت أبي بكر ") مبايعة الخليفه الاموي الثاني " يزيد بن معاويه " واعلن نفسه خليفه للمسلمين عام 64 هـ حيث دانت له واعترفت بخلافته كل الامصار الاسلاميه في ذلك الوقت ولم يبقى للخلافه الامويه سوى دمشق وبعضا مما حولها . لقد شكل نفوذ ابن
الزبير هذا قلقا بالغا لدى الخليفه الاموي " عبد الملك بن مروان " وخوفا دائما من تأثر مسلمي دولته الصغيره
بدعوته اثناء موسم الحج , لذا , فقد اوعز بمنع الحج نحو مكة ومسجدها الحرام وعمل على بناء المسجد
القبلي ( مسجد عمر) وقبة الصخره ومسجدها عام 72 هـ وامر متكئا في هذا على فتاوي شيوخ دولته (موجودون في كل زمان ) بان توجه قوافل الحجيج نحو مدينة القدس بمسجدها وقبة صخرتها وممارسة مناسك الحج هناك بديلا عن حج البيت الحرام , وحتى يصبغ على هدفه السياسي هذا نكهة دينيه اسلاميه, فقد تم حقن مسلمي دولة الشام بكدس كبير من الاحاديث المنسوبه للنبي حول فضائل المسجد الاقصى والصلاة فيه . وبذا يكون المسلم على حد زعمهم والذي اتم حجته في القدس ومسجدها الاقصى كأنما اتمها في مكة وبيتها الحرام .
يتضح اذن , ان غرض الخليفه الاموي من بناء قبة الصخره ومسجد عمر وهي التي تعتبر الآن من اهم اجزاء المسجد الاقصى واكثرها قدسيه غرضا سياسيا دنيويا لاعلاقة له بالدين والقدسيه ....لا من قريب ولامن بعيد . كان الهدف هو فقط ابعاد اهل الشام عن الحجاز ودعوة ابن الزبير خوفا من التأثر بها والخروج على خلافة دمشق . ولاحقا وعندما انتفى ذلك الغرض السياسي من حج بيت المقدس وبعد هزيمة " ابن الزبير " ومقتله وعودة الحجاز لنفوذ خلافة الشام من جديد , ابطل الخليفه الاموي تقليعته تلك وعادت قوافل الحجيج تسلك طريقها القديم وتم طي صفحة تلك القدسيه لدى حكام دمشق وان كانت فتاوي شيوخهم واحاديثهم الموضوعه قد علقت بكتبهم واصبحت جزءا من التراث الديني الاسلامي .
القدسيه لا تتوقف عند القبه ومسجد عمر , بل تمتد لتشمل كل القباب والمآذن والمدارس والآبار والابواب والاروقه وكل بناء على هذه الرقعه من الارض . ونحن نعلم ( كما وغيرنا ) ان كل هذه الآثار قد تم انشآءها في فترات لاحقه وفي ازمان دول عده .... فقد تركت لنا الدوله الفاطميه عددا من المنشآت وكذا المماليك والدوله العثمانيه ومن قبلهم العباسيون والامويون . ولا يمكن بأي حال اضفاء صفة القدسيه على سبيل ماء بناه المماليك او قبه بناها العثمانيون او تلك الاحجار المرصوفه التي لا نعلم لها من بان .
من جديد نقول ان القدسيه التي اعطاها القرآن , هي للهيكل نفسه كون ان كل المنشآت ذات القدسيه الحاليه لم تكن قد شيدت بعد وان انبياء بني اسرائيل مشيدي الهيكل هم انبياء مرسلون من عند الله والاسلام يعترف بنبوتهم اما تلك المنشآت التي اقيمت في ازمان لاحقه متعاقبه فلا دليل من القرآن على قدسيتها . كان الهدف من تشييدها دنيويا كما رأينا مع " عبد الملك بن مروان وابنه الوليد " او التقرب الى الله بحفر بئر ماء او تشييد مدرسه من هذا الحاكم او ذاك ولا مكان للقدسيه في هذا .
فكيف تدار المعركه مع الاحتلال الاسرائيلي اذن ؟
ادارة المعركه من الجانب الديني واطلاق حزم الصراخ والعويل كتلك التي نسمعها من شيوخنا في " حماس " وغيرهم , ومن داخل مدينة القدس او من خارجها لا تجدي نفعا , فلا احد يهتم من اصدقاء شعب فلسطين بان يدنس حجر من احجار ذلك الطريق في المسجد الاقصى ( بان يدوسه يهودي بقدمه .. !!) ولا احد منهم يعطي اهميه للجدار الغربي في المسجد القبلي , ان كان من بقايا الهيكل ام لا . بل ومن هذا الجانب ربما يقدم ساسة اسرائيل وحاخاماتها حججا اقوى واكثر اقناعا . ان طغيان الجانب الديني في الصراع حول الاقصى من شأنه ان يضعف حججنا ويرهن حقوقنا في صراعنا الوطني ضد الاحتلال الاسرائيلي لأراضي محتله عام 1967 وبضمنها القدس الشرقيه التي يقع المسجد الاقصى ضمن حدودها .... يرهنها لمقولات التراث الديني والتاريخي غير المجديه .
للفلسطينيين حق مشروع في اراضيهم المحتله عام 67 وهم يسعون منذ عقود لإزاحة هذا الاحتلال وبناء دولتهم المستقله قابله للحياه بعاصمتها القدس الشرقيه . هذا هو الاطار العام للنضال الوطني الفلسطيني وهو يلقى الآن تجاوبا دوليا واسعا ولا يجب ان نعكره بهلوسات شيوخ " الاخوان المسلمين " او غيرهم . نعم علينا ان نوظف في نضالنا كل اعتداء اسرائيلي على ارضنا وكل تحرك جماهيري عفوي وبما يخدم هدفنا الاستراتيجي ولكن بعيدا عن الدين واقانيمه .

فيصل البيطار







#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لسايكس – بيكو ..... لا عليها / رؤيه واقعيه تدحض اوهام القومي ...


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البيطار - قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .