أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - في الكم الضامن والديمقراطية المستقرة ..















المزيد.....

في الكم الضامن والديمقراطية المستقرة ..


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 2786 - 2009 / 10 / 1 - 16:15
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في اليوم العالمي للديمقراطية بالذات ، الذي جرى الاحتفاء به منذ أيام ، شارك السيد محمود الأبرش ، الحامل لصفات الدرجة الأولى من المسؤولية في النظام السوري ، فهو رئيس مجلس الشعب " البرلمان " وعضو في القيادة القطرية وعضو في القيادة المركزية ل " الجبهة الوطنية التقدمية " ، شارك بالمناسبة بمداخلة لافتة ، في حوار حول طاولة مستديرة في مجلس الشعب حول الديمقراطية ، لخص فيها سياسة النظام على مستوياته التي يشارك فيها السيد الأبرش ، في مسألة الديمقراطية وقانون الأحزاب ، ودور الجبهة ، فقال ، " لاحاجة لإصدار قانون أحزاب في سوريا .. والجبهة تعد تجربة رائدة في تنفيذ الديمقراطية المستقرة في سوريا " . وفي غضون ذلك صرح السيد هيثم سطايحي عضو القيادة القطرية للحزب ، أن تعداد حزب البعث يبلغ ( 5 ، 2 ) مليون عضواً . وتابع قائلاً ، " أن الكم رصيد مهم نضمن به موقعنا القيادي " .

لم يصدر بعد ذلك عن أية جهة رسمية أو حزبية ما يعدل أوينفي ما جاء على لسان السيدين الأبرش والسطايحي ، باعتبار أن ماطرحاه يعتبر تراجعاً واضحاً على أعلى مستوى عن وعود الإصلاح ، التي طرحها النظام سابقاً ، وعن وعود بقانون أحزاب كررها الرئيس الأسد مرات عدة في مقابلات مع بعض الصحف العالمية وفي خطب وتصريحات محلية . كما يعتبر تجاوزاً لمفاهيم سياسية في بنى الدولة وفي مسائل الحريات والديمقراطية ، التي يزعم النظام أمام العالم ، أنه على قناعة تامة بها ، وأنه بصدد السعي الحثيث لبلوغها ، إنما حسب " الخصوصية المحلية " وحسب ما تسمح به الظروف التي تمر بها البلاد لاسيما " الضغوط الخارجية " التي تشكل حسب زعمه المعوق الأساس لأي خطوة داخلية باتجاه الإصلاح ، الذي يتضمن فيما يتضمن إصدار قانون للأحزاب .

لكن يبدو أن " حليمة " لاتتخلى عن عاداتها القديمة . ففي المناقشات التي دارت في أول السبعينات من القرن الماضي حول إعداد الد ستور وميثاق الجبهة ، أصر ممثلو حزب البعث على اعتماد عبارة " أن حزب البعث يقود جبهة وطنية تقدمية " دون " ال " التعريف ، حتى لايمنح الد ستور وميثاق الجبهة الشرعية للأحزاب التي ستنضم إلى الجبهة . وكان ذلك سبباً من الأسباب الهامة التي دفعت حزب الاتحاد الاشتراكي إلى الإنسحاب من الحكم ، حيث نرى االآن ، بعد نحو أربعين عاماً على التجربة الجبهوية المحرومة من " ال " التعريف ، وتجربة النظام عامة المحصنة بحالة الطواريء والأحكام العرفية .. نرى كيف يجري تعزيز وتأكيد التمسك بنفس المنطق السبعيني للإستئثار بالحكم ، تحت غطاء " ديمقراطية الجبهة المستقرة " .. ونرى أنه ماتزال مفاهيم كم الحشد الأمني تتغلب على مفاهيم العقل السياسي الحضاري المتمدن ، لتوفير مقومات غير ديمقراطية لاستدامة النظام .

والسؤال هنا ، على ماذا بنى السيد الأبرش في حديثه عن تجربة الجبهة ووصفها بالتجربة الرائدة في تنفيذ الديمقراطية المستقرة ؟ هل بنى على جهل المواطن في الجيل الراهن لميثاق الجبهة وآليات عملها .. أم على عدم قدرته على كشف تعارض الميثاق مع أبسط مباديء الديمقراطية بتكريسه أكثرية ثابة لحزب البعث في قيادة الجبهة ؟ أم أنه بنى على الخواء السياسي في المجتمع ، الذي قد يمرر ، إلى حد ما ، مثل هذا التجهيل للمواطن ؟ .. على أية حال ، لم يكن اعتبار تجربة " الجبهة الوطنية التقدمية " تحت قيادة أكثرية الثابتة بنص دستوري وميثاقي تجربة رائدة في تنفيذ الديمقراطية المستقرة ، لم يكن لصالح تحسين صورة النظام ، ولالصالح الدلالة على تطوير الفكر في " الحزب القائد " . فتجليات " الديمقراطية المستقرة " لم تظهر في التطبيقات المؤمنة بالكامل بحقوق الإنسان ،وباحترام التفاعلات السياسية والاجتماعية والمساواة أمام الد ستور والقانون ، بل ظهرت في التدابير والإجراءات الأمنية " المسقرة " على حصار حرية وحقوق المواطن بحالة الطواريء والأحطام العرفية . لقد جاء هذا الاعتبار بمثابة إضاءة لحقيقة نوايا وتفكير أهل النظام في الشأن السياسي الداخلي ، ما يملي على المعنيين بالتغيير الوطني الديمقراطي ، أن يأخذوا ، جديا" ً بعين الاعتبار ، أنه حتى قانون أحزاب تحت سقف النظام .. بات بعيد الاحتمال .. وربما بعيد المنال .

واستطراداً ، لابد من من السؤال أيضاً ، على ماذا بنى السيد سطايحي قناعاته " أن الكم رصيد مهم لضمان الموقع القيادي " ؟ .
إن التجربة الذاتية لحزب البعث تثبت عكس ذلك . فأغلبية الكم في الحزب ، لم تضمن الموقع القيادي لما سمي ب " القيادة القومية اليمينية " ، ولم تضمن الموقع القيادي ليسار الحزب المسمى ب( 23 شباط ) . وإلاّ لما حدث انقلاب 23 شباط 1966 وانقلاب الحركة التصحيحية 1970 .
وفوق كل ذلك .. وقبل كل ذلك .. إن ماضمن ويضمن الموقع القيادي لحزب البعث في الدولة والمجتمع منذ انقلاب 8 آذار 1963 ، حسب الذاكرة السياسية والتاريخية .. هو القمع المشرع عن حالة الطواريء والأحكام العرفية ، وليس الكم العددي الذي لايضمن نجاح مرشحي الحزب وحلفائه في انتخابات ديمقراطية حرة على أي مستوى تمثيلي في البلاد .
بيد أنه .. حسب التجارب التاريخية لابد من الإشارة إلى أنه ، يمكن للكم أن يلعب دوراً ما أحياناً .. لكن النوع الكمي ، الذي يحمل مهمات ا ستحقاقات تاريخية .. تحرر وطني .. تغيير وطني ديمقراطي .. تحولات اجتماعية تقدمية .. هو الأهم والأكثر ضماناً للموقع القيادي للقوى والأحزاب على مستوى المجتمع والدولة .

اللافت في هذا السياق ، أن الطروحات الأخيرة للمسؤولين المذكورين في النظام ، أنها تأتي ما بعد الإنفراج النسبي الحاصل في علاقات النظام الخارجية الإقليمية والدولية . وقد كان هذا الإنفراج رهان بارز في أوساط معارضة انبنى على أن مثل هذا الإنفراج سوف يفسح في المجال لإنفراج سياسي مواز لصالح المعارضة في الداخل ، بل لازال هناك من يتمسك بهذا الرهان . إلاّ أن حساب الحقل لم يطابق البيدر . فبعد ما حصل عليه النظام من إنفراج يسعى لتوسيعه ، ليس بحاجة لإعادة النظر بحساباته الداخلية لصالح خصومه المعارضين ، فهم في نظره ، ليسوا بحالة ذات وزن تؤمن لهم حضوراً يشترط حوراً مكافئاً معه . وقوى الخارج لايهمها سوى مصالحها ، التي وحده النظام قادر على تأمينها .

ربما هيثم سطايحي ، إلى حد ما ، مصيب في مفهوم الكم لتأمين رصيد مهم لضمان الموقع القيادي ، ولو مؤقتاً .. وترجمة ذلك على الضفة المقابلة للنظام .. أن الكم الشعبي المعارض هو وحده الذي يضمن الموقع القيادي المعارض .. ويضمن انتصاره .




#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات خلف قضبان المنفى
- العام والخاص في الحراك المعارض
- حتى يكون الركود المعارض عابراً ..
- ليس ركوداً معارضاً عابراً ..
- شموع الأول من أيار لن تنطفيء .... إلى مليارات الجائعين والعا ...
- إشكالية إعادة تشكيل المعارضة ( 2 / 2 )
- إشكالية إعادة تشكيل المعارضة .. ( 1 )
- ربيع الغضب الثاني في مصر
- يسارجديد .. من أجل نظام بديل
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 4 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 3 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 2 ...
- جدلية التحرير ( المقاومة ) والتغيير الديمقراطي الاجتماعي - 1 ...
- غزة ستنتصر
- - الحوار المتمدن - .. أكثر من موقع .. وأكبر من منبر .
- مابين الجوع والقرصنة والعولمة
- يوميات امرأة من غزة ترفض الهزيمة
- الديمقراطية والشرعية الدستورية
- أوباما والتغييرعلى الطريقة الأمريكية
- أزمة المعارضة وخيارات التجاوز ( 2 - 2 )


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - بدر الدين شنن - في الكم الضامن والديمقراطية المستقرة ..