أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف فرح - لبنى، ايتها المرأة المتمردة














المزيد.....

لبنى، ايتها المرأة المتمردة


يوسف فرح

الحوار المتمدن-العدد: 2769 - 2009 / 9 / 14 - 13:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا ادري لماذا، لكنني تصورتك كالمرحومة عمتي، التي كانت تلّف نفسها بكمية كبيرة من القماش، وتحيط رأسها بعصبة، تغرز فيها ابرة خياطة او اثنتين، لرفء حطة بالية لزوجها، تكاد لا تحتمل غرزة جديدة. وربما ذلك بسبب ما كان يجب ان تتحلّي به من حشمة، وهو الاسم الذي كانت تحمله المرحومة عمتي، وظلت تحمله الى ان قضت نحبها ميتة هنيئة. كانت اسمًا على مسمى. وهذا الزي هو الذي يفرضه القانون السوداني، ويحرص الزعماء السودانيون على تنفيذه بحذافيره!
لكنك قررتِ ان "تُفدعري" وتتمردي، وتضربي "بالاحتشام" عرض الحائط! أهذه فعلة تفعلينها يا "فاجرة" !! تلبسين بنطلونًا وتخرجين به الى الشارع وفي العاصمة!! انها لعلامة قيام الساعة!!
يقول قائل ان الزعماء العرب نجحوا في ترتيب كل الامور الوطنية والقومية، وحلّوا جميع القضايا الهامة نوعًا ما، وهاهم يتفرغون الآن لقضية القضايا: الشرف! وانت يا لبنى، ارتكبت "الفاحشة"! لبست البنطلون وبانت اظافر قدميك المخضبة بالحناء، فخدشت الحياء الوطني! ان السودان ذا المليونين ونصف المليون كم2 ونيف، لا يتسع – على سعته- لمثل هذا السلوك "المتهتك"!!
بنطلون يا لبنى يا بنت الحسين!! انت تعرفين ان الزعماء العرب لا يهمهم غير الشرف والحياء العام والاحتشام.
والحياء العربي نوعان: نوع كقلوب العذارى وندى الازاهير، رقيق هش طري ندي، تهشمه نسمة عليلة، او مشهد عين كحيلة، او مرأى ساق بضة ناعمة. ونوع مطاطي جليدي متبلد، لا تقطع فيه انياب القرش ولا الذَّرة الليبية التي لم يكن العقيد القذافي يمتلكها، بل تبجح بامتلاكها لتبرير التحاقه بالقاطرة الامريكية
واليكم البرهان:
انفصل الجنوب عن الوطن الام، وهاهي دارفور في الغرب تلحق به، فلا يعتبر السودان ذلك خدشًا للحياء.
قبل سنوات سهَّل السودان هجرة يهود الفلاشا الى اسرائيل عبر اراضيه. تم ذلك بصفقة درّت على الخزينة السودانية عشرات الدولارات عن كل رأس مهاجر. ولم يكن ذلك خدشًا للحياء السوداني والعربي!! وكان السودان هو نفسه، من سلّم كارلوس لفرنسا. كارلوس الذي كان قد تبنى القضية الفلسطينية، فكانت مكافأته تسليمه لفرنسا، حتى "يتخّ وراء القضبان، سجنًا مؤبدًا. ولم يكن ذلك خدشًا للحياء السوداني والعربي!! هذا هو الحياء المطاطي. والا فهل كان يظل محافظًا على ميزة تبلده وتجلده، وبصاطير الجنود الاسرائيليين- وبينهم الفلاشا بالطبع- تدوس اراضي ثلاث دول عربية، جزئيًا (سوريا ولبنان) او بالكامل ( فلسطين)!!!
اسرائيل هذه سحبت عضوها التناسلي، وفرّغت محتوياته على الوجوه العربية السامية (والدولية ايضًا!!) بأعلانها عن اقامة مستوطنة جديدة في غور الاردن، وبناء (455) وحدة سكن في محيط القدس طمسًا لعروبتها، فيمسح الزعماء العرب البول عن سحناتهم الكالحة، بل ها هي مصر- ام الدنيا- تستعد لاستقبال السيد بنيامين نتنياهو في زيارته الميمونة لارض الكنانة!! هذا لا يخدش الحياء!!
ان يتحرك الجيش السوداني بقواته البرية، ليحاصر المتظاهرات المتضامنات مع لبنى، لا يخدش الحياء!
وان ينقضّ هؤلاء "الابطال الاشاوس" على الحرائر السودانيات لا يخدش الحياء!!
وان يلقي احد الجنود بأحدى المتظاهرات ارضًا، فلا يدري احد غير هذا "البطل"، ما بدا من جسمها وما خفي، ليس فيه خدش للحياء!!
وان تهوي هراوة جندي آخر على ساعد متظاهرة سودانية فتكسره. ليس فيه خدش للحياء!!
وان تلتئم المحكمة السودانية على مرأى من فضائيات العالم، "اللي يسوى واللي ما يسواش"، للنظر في "جريمة العصر"- ارتداء البنطلون- ليس فيه ما يخدش الحياء!!
يحيرني في هذا الشأن، كيف كان الجلاد سينفذ عقوبة الجلد، اربعين جلدة! الن يكون مضطرًا لرفع طرف البنطلون عن ساقي لبنى خلال الجلد؟! اليست الساق عورة؟! واليس من يكشف عورة آخر عمدًا، معرضا للمحاكمة والعقاب؟؟!!
كم كبرت يا لبنى! اخترتِ السجن شهرًا، لا عجزًا عن دفع غرامة المئتي دولار البديلة، بل فضحًا لعهر المحافظة على الاحتشام المزيف المزعوم!
لبنى، انت الكاسية، حتى وانت تنزعين البنطلون عن جسدك الاسمر، وهم الزعماء العرب، هما العراة ولو اكتسوا بالبنطلونات والجاكيتات الايطالية الفاخرة التي تلف هياكلهم العظمية.
والله لو انك وضعت رجلاًً في المشرق واخرى في المغرب، تدوسين بهما وجوه الزعماء(فليحسبوا ذلك بولا اسرائيليًا!!)، لبقيت الحشمة بعينها، ولبقيت كعمتي وعمات الملايين من الناس البسطاء المقموعين، وخالاتهم وامهاتهم، ولبقي الزعماء عورة واحدة كبرى..

*******
تنقير
لماذا نظلم الحكام العرب وتبذيرهم الاموال على شراء السلاح الذي يصدأ وهو في المستودعات؟
الا ترون ماذا يفعل السلاح اليمني في ... صعدة!!
// كلام صورة (مع احمد سعد)
في وجه جرائم الاحتلال، على القيادة الشرعية الفلسطينية التمسك بثوابت الحقوق الوطنية غير القابلة للتصرف وبتفعيل دور م.ت.ف – في الصورة: اقتحام استيطاني في القدس




#يوسف_فرح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكرًا أمريكا، شكرًا اسرائيل!
- وليس غدا


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - يوسف فرح - لبنى، ايتها المرأة المتمردة