أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - حرب الباميا














المزيد.....

حرب الباميا


لهيب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2766 - 2009 / 9 / 11 - 22:34
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

دخل البناية العالية وبصعوبة اهتدى الى الغرفة الرئيسية اقتضى الامر ان يستخدم كل الاساليب! في الاستعلامات تحدث بلهجة وقار وفي الطابق الرابع في غرفة الارشيف قدم نفسه بتواضع لاحد الموظفين( نيازي مدحت) وبعدها طبع على محياه ابتسامة عريضة ،نظر الموظف الكهل اليه من خلف نظارات بزجاج تشبه قاعدة اقداح الشاي ولم يكلف نفسه رد السلام بل رد بأصبع سبابة مرتجف واشار الى يمين الطابق لوهلة احس نيازي كأن الرجل اشار لهول قادم ،قال في نفسه لاداعي للتشائم ثم مضى باعتداد نحو اخر الطابق وطرق الباب ، سمع نيازي وكأن احدهم قد رد عليه من اسفل البناية ،فتح الباب وقال السلام عليكم للمرة العشرين وهو في حيرة هذه المرة، فالغرفة التي دخلها للتو لاتشبه الغرف الاخريات فكل شي فيها ابيض حتى الرجل كان ابيضا كالحليب وعندما رد الرجل على سلام نيازي زدت حيرته اذ شعر نيازي ان الصوت الذي استمع اليه كانه قادم من بدايات الزمن ، نيازي الذي كان في الايام القلائل الماضية قد اعتاد تقريبا على سماع ورؤية الامور الغريبة، فهو تحدبدا وفي يوم الثلاثاء الماضي شاهد كلب وهو جالس في احد مقاهي الانترنيت امام جهاز الحاسوب وهويبكي وكل دمعة تسقط من عينيه تملء كوب صغير الامر الذي دعى الى وجود اعداد كثيرة من الاكواب وبالفعل ولابعاد الصحافة ومراسلي القنوات الفضائية استدان صاحب المحل مجموعة لاباس بها من الاكواب من الجيران الذين اكد اكثرهم انهم تعودوا رؤية الكلاب وهي تبكي ، فقط الرجل المسن في الطرف الذي راح يهز راسه كبندول الساعة وكأنه رجل آلي يقول انها من علامات الساعة ،صاحب المحل الذي حاول جاهدا اقناع الجمهور الغفير الذي حضر لمشاهدة الحدث الغريب وراح يقول بصوت عالي يااخواني المسالة ليست بهذه الغرابة التي تتصورون لقد تطور العلم وامسينا قادرين على رؤية اشياء كثيرة وكل شيئ اصبح ممكنا فاننا صرنا نرى ليس دموع الكلاب فقط ،بل ودموع البلابل والقطط واكثر الحيونات التي تربى في البيوت فقط الدجاج فهو من فصيلة ملعونة وخصوصا الدجاج الاسود ، صاحب محل الانترنيت الذي بح صوته نتيجة الخطبة التي القاها كان اب لثلاثة اطفال اكبرهم داسته الارجل بينما كانت البلاد تودع زعيمها الراحل اما الاثنان الباقيين فالصغير يجيد قراءة المقامات واسمه يوسف والابن الوسط عامل خردة مع عمه في سوق الهرج ولقبه الاحمر ، الكل يعرف زوجة موفق القصاب ياسمين ذات العيون الزرق فهي لاتتوقف عن الكلام عن احوال الناس وهي لاتنفك وتخبر الآتي والغادي عن زوجة صاحب محل الانترنيت التي طلقها العام الفائت بسبب سمعتها التي صارت في الحضيض خصوصا بعدما سكن عازف الناي الاسمر مقابل بيت صاحب محل الانترنيت ...!!! نيازي نسى لماذا هو واقف الان امام الرجل الذي غرق في البياض ، هل هو يرى كابوسا اذا لاصرخ هكذا قرر فجأة ، عساي ان اعرف اين انا بالضبط ، وراح يصرخ ويصرخ ولكن يبدو لااحد يريد سماعه لكنه احس بألم في وجه وعندما استفاق وجد نفسه ممدد على طاولة طويلة مغطى بشرشف اسود ولبرهة سمع احدهم يتحدث عن اللعنة التي اصابت الدجاج الاسود ،زاد الامر من حيرته حاول ان يرمي الشرشف بعيدا عنه مرات عديدة لكن بلا فائدة كان الشرشف مشدود الى الطاولة عندها شعر نيازي انه لازال داخل الكابوس لذا تذكر نصيحة امه اذ كانت وكلما غادر الى حرب جديدة تضع حبتا قمح داخل كيس صغير وتخيطه تحت البدلة العسكرية قرب القلب،وتقول انه حرز يبعد عنه كل مكروه مد يده ليبحث عن الحرز لكنه احس ان يدا اقوى بعشرات المرات من كلتا يديه تمسك به وعندما فتح عينيه وجد الرجل الابيض وهو يتكلم عن اهم الانجازات التي تحققت في البلاد ، نيازي لم يصدق ما راه فتوسل الى رجل كان يرتدي بزة مرقطة ان يحل وثاقه ويرشده الى الطريق العام ، وبالفعل راح الرجل يفك عنه عقد الحبل انفرجت اسارير نيازي وارتاح للرجل الذي كان يبدو عسكريا وسأله ان يدله الى مجلة الامل الادبية لانه يريد المشاركة في مسابقة القصة التي اعلن عنها مؤخرا ، وبعد دقائق قليلة وجد نيازي مدحت نفسه امام طابور يقف فيه ثلاثة رجال وامراة والجميع مشغول بامر ما فسأل اخر واحد في الطابور عن هذا الحشد فأجابه الاخير انهم من الفائزين في مجال القصة والشعر والمقالة والمسرحية في المسابقة الاخيرة التي تجريها مجلة الامل فرح نيازي كثيرا عند سماعه هذه الاخبار وقال للرجل : وهل الجوائز قيمة ومهمة ، نعم قال الرجل وانها كالاتي دجاجة مشوية كبيرة للفائز في مسابقة المسرحية ونفر*1 كباب للفائز في مسابقة الشعر وتشريب بامية *2 للفائز في مسابقة القصة ,وهنا لم يتحمل نيازي الحال فصاح هذا انا ، فسألت المراة الواقفة في الطابور ومن انت؟ فقال الفائز في القصة ، صرخت المراة بأعلى صوتها وقالت افتح عينك يارجل لقد برد الغداء والبامية اذا بردت لاتكون طيبة ، هيا انهض يبدو انك نمت من الجوع انا اعتذر ، اخيرا استيقظ نيازي من الكابوس .

*1
نفر: وتعني شخص كلمة باللهجة العراقية وتستخدم كثيرا في المطاعم للدلالة على كمية الطعام.
*2
تشريب: ثريد الخبز في السوب



#لهيب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة /بعنوان / ماذا حدث لها بعد ذلك


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لهيب خليل - حرب الباميا