أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الجوراني - (( هل قررت بريطانيا اعادة البعثيين للسلطة في العراق؟))















المزيد.....

(( هل قررت بريطانيا اعادة البعثيين للسلطة في العراق؟))


محمد الجوراني

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فجأة و دون سابق انذار، تغيرت الاجندة الاعلامية البريطانية حول الشأن العراقي و اخذت تشن حربا على السلطة العراقية (المنتخبة) و نتائج التغيير(الذي اختلقت آلآف الأكاذيب و تحدت العالم لاحداثه). فما الذي دفع بريطانيا لهذا التغيير؟ و لماذا بدأ هذا فور تطبيق الانسحاب الامريكي من المدن العراقية و تعهد اوباما باكمال الانسحاب من العراق عام 2011؟
لا شك ان الاجابة على هذا السؤال ليست بالسهولة التي يتصورها البعض، فالسياسية البريطانية اثبتت و على مدى قرون من الزمن انها الأكثر تعقيدا و الأكثر تمويها لتحقيق اهدافها. و لكي نقترب من قراءة معقولة مفيدة علينا اولا ان نجري تقييما للدلائل ثم نضع التوقعات الاكثر منطقية لهذا التغيير.
و لنبدأ بالدلائل، فالمتابع لما تتناوله الصحافة البريطانية هذه الايام حول الشأن العراقي يجدها تركز على مثل هذه العناوين:( المالكي على وشك الانهيار – الجيش العراقي مفكك – الوضع الامني سيء جدا – الطائفية سيدة الانتخابات القادمة – .... الخ)، فهل كان الوضع افضل في العام الماضي أو الذي قبله؟؟ و لعل المنقول من اخبار الاعلام البريطاني على الصحف و المواقع الالكترونية يوميا دليل واضح على هذا. و لا شك ان الأمر يزداد تأثيرا حينما يبث على التلفاز و من محطة كبيرة مثل ال(بي بي سي)، التي ينبغي ان تلتزم المهنية و عدم الافراط في ذكر طائفة كل سياسي عراقي و تقسيم ردود الافعال ليس على اساس التحزب بل على اساس الطائفة. لكن المتابع لهذه المحطة يشعر ان هنالك من لم يعجبه ما يحدث و يود اعادة العراقيين الى المربع الاول الذي اشعل الحرب الطائفية، و افشال التغيير. و ليس من مشكلة في عدم اعجاب هذا الاجنبي بنتائج الانتخابات و توجهات الحكومة، لكن هذا لا يبيح له ان يعمل على ادخال العراق بمخطط تدميري جديد ليجرب تغييرا جديدا.
و سأذكر هنا نموذجين مما قدمه( التلفزيون البريطاني بي بي سي – القسم العربي). الاول كان اجراء مقابلة مع محمد العسكري من الطرف الامني العراقي و بصحبته احد نواب البرلمان من الجهات المعارضة، و ذلك بعد الانسحاب الامريكي من المدن باقل من شهر. قدمت المذيعة بداية تقريرا صدر من احدى المؤسسات الامريكية العسكرية يبين ان الجيش العراقي منقسم طائفيا من رأسه حتى قدميه و ان الخراب قادم و سيكتسح الجميع، و حين بين لها محمد العسكري ان هذا مبالغ فيه و هو لا يعتقد ان هذا التقرير صحيح، قامت المقدمة بتفجير المفاجأة و اتصلت هاتفيا بعراقي عسكري متقاعد يعمل في تلك المؤسسة الامريكية (لم يعلن عنه سابقا) ليبين عظمة التقرير. لكن المفاجأة كانت ما بينه هذا العراقي بكل هدوء بأن هذا ليس تقريرا من الجهة الامريكية بل هو بحث كتبه هو بشكل فردي يتضمن وجهة نظره. و ان تلك المؤسسة نشرته كما تنشر اي موضوع عسكري مشابه قد يرسله اي شخص. و اضاف انه لم ير بعينه شيئا لأنه يقيم في امريكا اضافة الى ان ما قاله ليس كتابا مقدسا بل هو وجهة نظر فردية ليس الا.. فما كان من المقدمة الا ان قطعت حديثه و البرنامج (بايعاز من المعد او المخرج طبعا). و اعتقد ان المهتم يستطيع ان يبحث عن اللقاء في موقع المحطة على الانترنت..اما النموذج الثاني فكان الخبر عن تشييع جنازة السيد عبد العزيز الحكيم الذي بثته المحطة مع نشرات الاخبار لعدة مرات يوم 28/8/2009، فبعد عرض مقاطع من كلمات السيد الطلباني و السيد المالكي ذكرت المحطة ما هذا نصه:( كما ان الحكيم كان من المؤيدين للفدرالية التي تفضي لتقسيم العراق).. و طبعا هذا خطأاعلامي كبير، ربما لو صدر عن قناة عراقية مبتدئة يمولها شيخ عشيرة لهان الامر، لكن كيف يصدر عن ال بي بي سي ؟؟ هل الفدرالية تقود لتقسيم البلدان؟ الا يعرف القيمون و معدو الأخبار في المحطة ما هي الفدرالية و عدد الدول الفدرالية في العالم و مدى رقيها و غناها و تأثيرها العالمي؟ و هل ان الحكيم هو فقط الذي أيد الفدرالية؟؟؟ الأغرب ان هذه الجملة بين قوسين لم ترد بأخبار المحطة باللغة الانكليزية!!! هل هذه الجملة مرسلة لنا فقط؟؟
سأكتفي بهذين النموذجين لكي لا أطيل و انتقل الى المرحلة التالية و هي البحث عن الاسباب التي يمكن ان تدفع بريطانيا لهذا التوجه او ان صح التعبير(التغيير). خصوصا و انها دفعت ثمن التغيير الذي حدث بالعراق من دماء ابنائها.
و لكي لا اتعجل بالكتابة اخذت رأي صديق (سياسي من الجيل السابق) فكان رأيه:- ان القوى اليمينية البريطانية تشعر ان القادة العراقيين خذلوها و اخذوا يتصرفون كما يعتقدون بدون الرجوع للمرجعية الامريكية- البريطانية التي اوصلتهم للحكم . لذا فانها ستعمد الى سياستها القديمة(فرق تسد) و ربما تعيد نفس السيناريو الذي تبنته حينما ارادت ازاحة عبد الكريم قاسم لأنه رفض وصايتهم فجاءت بالقوميين و البعثيين بعد ان مارست تشويها اعلاميا منظما لسياسة الحكم القاسمي . و ربما تأتي هذه المرة ببعثيين غير معروفين و ليس اياد علاوي بعد أن احترقت اوراقه.
و رغم احترامي لرأي صديقي صاحب الخبرة السياسية الكبيرة و توافقها مع الاحداث الاخيرة، الا اني اعتقد انه ربما تكون هنالك اسباب اخرى لماحدث، منها دغدغة رأس المال الخليجي الرافض للتغيير العراقي، أو رغبة بتولي الملف و عقود النفط بعد أن عزف عنه الامريكان بقيادة اوباما.. و اكتفي بهذه التوقعات لأترك للقاريء وضع توقعاته اذا اتفق اساسا ان هذا الفعل مقصود.
اخيرا اود القول، انه قد لا يكون هناك اي مؤامرة أو تغير، وان ما تصورته أنا مجرد وهم و ماحدث ليس أكثر من توجه يحمله البعض من معدي الاخبار في الفرع العربي. و ان اختيار البريطانيين لموظفيهم ليس بأفضل من اختيار الامريكان الذين حين دخلوا العراق جلبوا الكثير من المترجمين العرب الذين خدعوهم و جعلوهم يعتقلون من يؤيد دخولهم للعراق و ازالة صدام حسين. خصوصا اذا اخذنا بنظر الاعتبار التوجه القومي المتطرف للكثير من العرب المقيمين في بريطانيا..
ولكن بغض النظر عن حقيقة الدوافع فان الامر بحاجة لانتباه من السياسيين العراقيين و المعنيين بالشأن الاعلامي، فالسياسة لا تحمي المغفلين.



#محمد_الجوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب العراقي و صناعة المستقبل
- (( الكبرياء تليق بالمبدعين العراقيين ))


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الجوراني - (( هل قررت بريطانيا اعادة البعثيين للسلطة في العراق؟))