أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر الدردوري - ما اسم هذا الصنيع؟














المزيد.....

ما اسم هذا الصنيع؟


عبد القادر الدردوري

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 05:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حدث للمجلس البلدي بقليبة( وبالتحديد في الثامن من شهر أوت2009،الجاري، (حيث أُقيل رئيس البلدية )كان مثيرا للدهشة والاستغراب، وجمهور السكان في مدينة قليبية يتساءلون عن سبب هذه الإقالة، خاصة وهم الذين جاءوا به ونصبوه، دون أن تكون له معرفة ب" الجوقة التجمعية" وتكتيكاتها وحيلها وألاعيبها، وهو طبيب في مستشفى المدينة، يعيش" حدّه حَدّ نفسه" ،كما نقول عن الشخص المسالم، غير المندمج في علاقات عامة وما إليها. ماذا فعل هذا المسكين ليلقى هذه المعاملة المسيئة والتصرف العدواني، (وممن؟)، من الذين نصبوه وعينوه ، وهو المعروف عنه أنه ما كان متسيسا كما أنه لم يكن له في" سوق التجمع" أو أيّ سوق سياسي آخر، ما يذوق ،ولم يكن يسعى لمنصب، أي أنه كان" نفْسْ مومْنه" بالمعنى البورقيبي ، وهو، كما ذكرنا، طبيب ولا يمارس غير الطب، ومساره اليومي لا يكون إلاّ من داره إلى المستشفى ومن المستشفى إلى داره؟.
وهنا أعود إلى وصف" المسكين" الذي ألصقته به لأوضح أن السيد كان صفحة بيضاء في المكر" السياسي" والدهاء، الانتهازي، والمضاربات الحزبية الرخيصة ، فجاء إليه " أصحاب الحنكة الحزبية" والجوقة التجمعية،( بما فيها من تزكير وتطبيل وتزمير) ودَوّروا بهذه الصفحة البيضاء"بول الذّيبْ"، بالمفهوم الشعبي، البري، البليغ، فمانع ومانع ومانع، لكنه ، في الأخير ، وتحت ترغيبهم المفرط وتزينهم ، الذي لا حدود له، وضماناتهم السلطوية، محليا وجهويا ومركزيا، لن يجد المسكين إلاّ أن يقبل، عن مضض واستحياء وخجل( وهو الذي إن كلمته احمرّ وجهُه) وقد حشوا رأسه بالقول:"أنت وطني غيور حزت ثقة التجمع، وستحوز ثقة أهالي قليبية في عرس الانتخابات البلدية، ثم رشّحوه في قائمة التجمع في قليبية( وجعلوه رأس القائمة ورئيسها) مراعاة منهم للمكانة العائلية، التي يليق بها الشرف التجمعي.
ثم نُصّب المجلس البلدي وبدأ أعماله، ووجد هذا الرجل( الصفحة البيضاء) عراقيل كثيرة في طريقه، ما اعتاد عليها، ولا ذُكر له شيء منها. وكان عليه أن يكون " مرنا، بمفهومهم الخاص، أي أن يعرف متى يطبق القانون، ومتى يغمض عينيه ويغلق فمه، فتعذب الرجل شديد العذاب لهذا الواقع المأساوي المفروض عليه، والمرفوض من قلبه وأصالته، وأخلاقه العائلية المحترمة، وحاول أن يناور ويدور مع الرياح، وأن يبحث عن التوافق والتوفيق لكنه لم يوفٌق لأنه ما عرف النفاق وما جربه ، وهذا وحده مبرر كافٍ لطرده من البلدية مع الإبقاء على بقية الأعضاء في أماكنهم وهم يعرفون مسبّقا أنهم لا يُطلب منهم إلا أن يكونوا في القطيع ممتثلين ولأوامر أسيادهم طائعين.
هل اقترف صاحبنا جريمة في حق البلد؟ هل خان الأمانة؟ هل سرق؟ هل أخذ لنفسه ما ليس له فيه حق؟ هل هدّم بنايات الفقراء، وأغمض عينيه عن تجاوزات الكبار المترفين؟ وسكان قليبية كلهم يجيبون بالنفي لأنهم يعرفونه ويعرفون أخلاقه العالية، ولذك هو مسكين، وأكثر من ذلك هو درس عميق في المسكنة، وعلى الآخرين وعيه واستيعاب الحكمة منه،فلا يقبلوا التنصيب ولا يرضوا بالتعيين.
وقد صدق في مسكيننا هذا المثل الشعبي القائل:" جابُوهْ بالعِزْ وخرْجُوهْ بالدّزّ"، وحديثنا ، اليوم، عنه بهذه الطريقة ليس دفاعا عنه بل هو دفاع مبدئي عن الحقيقة، دون أن نهتم بالأشخاص وعائلاتهم ، خاصة ونحن نرى أن كل المواطنين" أبناء عائلة" انطلاقا من أن " الهامِلْ"، مهما كان منبته العائلي ومكانته الاجتماعية، واسمه ووجاهته المالية أو السياسية، هو الذي لا يراعي الناس ولايحترم حقوقهم بأي وجه من الوجوه . ورغم كل ما ذكرنا فإننا نطرح بعض الأسئلة، نراها بريئة و " بنت عائلة"، وغير " هاملة" ولا"ساقطة" :
هل المجلس البلدي معيَّن أم منتخب؟
وإذا كان معينا فهو سيخدم مصالح من عينه ، وبالتالي لا علاقة لنا به ولاشأن لنا مع من يعينون ومتى يطردون. إما إذا كان منتخبا حقا، فهو سيخدم مصالح من انتخبوه، وعندئذ لا يحق إقالته أو التدخل في سير عمله وقراراته البلدية إلا في حالات معروفة ، ضبطها القانون، مع ضرورة إعلان الناخبين بأسباب الإقالة. وعلى كل حال فإن سكان مدينة قليبية، وكل المدن التونسية قد تم التغرير بهم والضحك على ذقونهم مرتين على الأقل ، إن لم أقل ثلاث مرات: في مرة أولى عندما أوهموهم بأنهم هم الذين يختارون وأن اختيارهم حقيقي وحر، وأنهم أسياد وبالانتخاب يمارسون سيادتهم .وما عرفوا أنهم لم يكن لهم من دور إلا بالتصفيق ووضع أوراقهم الإنتخابية المختارة والمفروزة في" صناديق الاقتراع". وفي مرة ثانية عندما قالوا للمجلس البلدي أنت" حكومة" المدينة، تمثل إرادة المتساكنين، ينبغي أن تخدم مصالحهم الحياتية، ، وحالك أفضل من حال " الحكومة المركزية" في نظام رئاسي، يعينها الرئيس حسب الكيفية التي يراها سيادته، فيطيح بها متى شاء كليا أو جزئيا، بينما أنت حكومة إختارها الناس عبر " انتخابات شفافة، حرة، ديمقراطية، نزيهة"
وفي مرة ثالثة عندما يظهرون حقيقة المجلس وأنه منصّب ومعين ولا دخل لإرادة المتساكنين في وجوده، أوفي حله أو في طرد عضو من أعضائه.
وبما أن البلدية بلديتكم تتصرفون فيها تعيينا وطردا وحلا، فافعلوا ما يحلوا لكم لكن دون أن تقلقوا القانون في نومه ولا الديمقراطية في غيبوبتها ولا الحرية في أحلامها
ماتت ديمقراطيتكم، وعاشت ديمقراطيتنا التي ننتظر.
عبد القادر الدردوري- مواطن تونسي حالم



#عبد_القادر_الدردوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر الدردوري - ما اسم هذا الصنيع؟